قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلقني الله نورا تحت العرش قبل أن يخلق آدم عليه السلام باثني عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم عليه السلام ألقى النور في صلب آدم عليه السلام فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى افترقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب، فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لا نبي بعدي. (2)
7 – ع: إبراهيم بن هارون، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلح، (3) عن عيسى بن مهران، (4) عن منذر الشراك، عن إسماعيل بن علية، عن أسلم بن ميسرة العجلي، عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله خلقني وعليا و فاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام، قلت: فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال: قدام العرش، نسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجد، قلت: على أي مثال ؟ قال: أشباح نور، حتى إذا أراد الله عز وجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى اصلاب الآباء وأرحام الامهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في عبد الله، ونصفه في أبي طالب، ثم أخرج الذي (5) لي إلى آمنة، والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة، و
——————————————————————————–
(1) للحديث صدر يأتي في فضائل على عليه السلام. (2) تفسير فرات: 190. (3) هكذا في النسختين المطبوعتين، وفي المصدر: محمد بن احمد بن ابى البلخ. وفي نسخة المصنف: محمد بن احمد بن أبى البلح – بالباء – وكلها وهم، والرجل هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب أبو بكر المعروف بابن أبى الثلج، وأبو الثلج هو عبد الله بن اسماعيل، والرجل مذكور في تراجم الخاصة كلها، وقد ذكره ابن حجر في التقريب والتهذيب في جده محمد بن عبد الله، وفي جميع التراجم (الثلج) بالثاء مضافا الى تصريح العلامة بالضبط في الايضاح. (4) في نسخة من المصدر: موسى بن مهران. (5) في المصدر: ثم أخرج النصف الذى لى.
——————————————————————————–
[ 8 ]
أخرجت فاطمة عليا، ثم أعاد عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة، ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين – يعني من النصفين جميعا – فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة. (1) 8 – فر: جعفر بن محمد الاحمسي بإسناده (2) عن أبي ذر الغفاري، عن النبي صلى الله عليه وآله في خبر طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال: – قلت: يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا ؟ فقالوا: يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أول ما خلق الله ؟ (3) خلقكم أشباح نور من نوره في نور (4) من سناء عزه، ومن سناء ملكه، ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية، والارض مدحية، (5) ثم خلق السماوات والارض في ستة أيام، ثم رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون، ثم خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون و تقدسون، فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم، (6) فما انزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم، فلم لا نعرفكم ؟ اقرأ عليا منا السلام – وساقه إلى أن قال -: ثم عرج بي إلى
——————————————————————————–
(1) علل الشرائع: 80 قلت: قال المصنف: أكثر هذه الاخبار تدل على تقدم خلق الارواح على الاجساد، وبعضها على عالم المثال، والله يعلم حقيقة الحال انتهى. وقد أورد ما يناسب المقام من كلام الشيخ المفيد والسيد المرتضى رضى الله عنهما في باب الطينة والميثاق من كتاب العدل راجع ج 5: 260 – 276. (2) في المصدر: معنعنا عن أبى ذر. (3) في المصدر: وأنتم أول خلق الله. (4) في المصدر: من نور في نور. (5) في المصدر بعد قوله: مدحية زيادة هي: وهو في الموضع الذى ينوى فيه. وفيه: خلق السماوات والارضين. (6) في المصدر: وانتم تقدسون وتهللون وتكبرون وتسبحون وتمجدون فنسبح ونقدس و نمجد ونهلل بتسبيحكم وتقديسكم وتهليلكم.
——————————————————————————–
[ 9 ]
السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون لما أن رأوني: الحمد لله الذي صدقنا وعده، ثم تلقوني وسلموا علي، وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم، فقلت: يا ملائكة ربي سمعتكم تقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده، (1) فما الذي صدقكم ؟ قالوا: يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى لما أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزه، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا، (2) ورسخت في قلوبنا، فشكونا محبتك إلى الله، فوعد ربنا (3) أن يريناك في السماء معنا، وقد صدقنا وعده. الخبر.