الرئيسية / الاسلام والحياة / فى ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام – الاستاذ سالم الصباغ

فى ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام – الاستاذ سالم الصباغ

بسم الله الرحمن الرحيم
فى ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام نتقدم إلى الموالين والمحبين لأهل بيت النبوة عليهم السلام فى كل مكان بالعزاء فى بضعةالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعليها ،والمعزى فى هذا اليوم هو حفيدها المبارك المنتظر المهدى عجل الله تعالى فرجه الشريف ، راجيا من المولى عز وجل أن يعجل بظهوره المبارك حتى نشهد فى هذا العصرطلعته البهية ، وليقيم دولة العدل الألهى على الأرض فيفرح به سكان السموات وسكان الأرض .

عاشت السيدة الطاهرة المباركة ثمانية عشر عاما هى كل عمرها المبارك فى هذه النشأة، نشأة الحياة الدنيا ، ومع صغر هذه المساحة الزمنية ، ضيق الدنيا وصغر العمر ،وبلايا صبت عليها صبا ، وأحزان لازمتها دهرا ، فلا تعرف أى البلايا أكبر من الأخرى، هل هى موت النبى ، أم ظلم الوصى ، أم معرفتها بغدر الأمة بحسينها !!! فحملته كرها ووضعته كرها …!!

ومع صغر عمرها فلقد عظم قدرها ، فهى فى البشر كليلة القدر فى الأيام مجهولة القدرعند الناس وهى كألف شهر عند الله، فعمرها القصير الثمانية عشر عاما الليلة منه بألف شهر ،ولا عجب فضربة على عليه السلام يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ، وليس لأحد غيره ذلك ، وتصدقه بالخاتم هو علامة إعلان ولايته العظمى وسببا لنزول قرأن فيه يتلى على مر الأيام والسنين :
( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
وهى لأهل السماء مزهرة كالنجوم لأهل الأرض، وهى بهجة قلب الرسول صلوات الله عليه وأله ، وروحه التى بين جنبيه ، وهى أم أبيها ..وأولادها الأحد عشر كوكبا هم حجج الله على البرايا ، وهى حجة الله عليهم جميعا ، لقد حارت الألباب وتاهت العقول فى معرفة مقامها ، وإلا فما معنى الروايةالشريفة :

( دارت على معرفتها القرون الأولى )
وكذلك معنى الرواية الشريفة :
(فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلةالقدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها )
وكذلك حقيقة :
( السر المستودع فيها ) … هل هذا السر هم الأئمة من ولدها ؟ أم هو مهديها الغائب عن الأنظار ؟ وكيف يكون سر لو عرفناه ، بل لابد أن نعرفه يوم ظهور الحقائق ، ويوم تبلى السرائر ……
وكذلك حقيقة :
( هى أم أبيها ….) …. وأبيها هو الكتاب الناطق ، فهل هى أم الكتاب ؟!!.. وهل هى وأبيها وبعلها وبنيها ,, السبع المثانى أو الأربعة عشر معصوما ….
وكيف أمتحنها الذى خلقها قبل أن يخلقها ؟هل فى نشأة عالم الأنوار ؟ أم فى عالم ( ألست ) المسمى بعالم ( الذر ) عندما خاطبالله ذرارى الخلق وأخذ عليهم الميثاق : (ألست بربكم قالوا بلى ) …أم فى عالم لايدرى عنه الخلق شيئا ؟

السلام عليك ياممتحنة
إمتحنك الذى خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لماأمتحنك صابرة ..( أى قبل أن يخلقك فى هذه الدنيا ) …
ولو هبطنا من تلك العوالم العلوية وهذه النشأة الملكوتة للحوراء الأنسية ، لوهبطنا إلى هذه النشأة الملكية ( الحياة الدنيا ) ، وراجعنا ورجعنا إلى أربعة عشر قرنا أويزيدون ، راجعنا موقفهاالسياسى ، وشجاعتها ، وقوة منطقها ، وحجتها البالغة ، وهى تخطب فى القوم قائلة :

( فلما أختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت فيكم حسكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاويين ، ونبغ خامل الأفاكين ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرسه هاتفا” بكم ، فألفاكم بدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ، ثم أستنهضكم فوجدكم خفافا” …إلى أن تقول زعمتم خوف الفتنة ألا فى الفتنة سقطوا وأن جهنم لمحيطة بالكافرين )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أتحدث عما نزل فيها من قرأن يتلى :
أية التطهير … ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
وأية المودة ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى )
وسورة الكوثر … ( إنا أعطيناك الكوثر)….
وغيرها وغيرها الكثير … ولكن قومى لا يعلمون وعن مقامها وذكرها غافلون … !!!!
السلام على فاطمة الزهراء يوم خلقت ،
ويوم ولدت ،
ويوم أستشهدت ،
ويوم تبعث حية …
ويوم تشفع لمحبيها …
وعظم الله لكم الأجر
وصل اللهم على محمد وأل محمد

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...