الرئيسية / من / طرائف الحكم / تذكرة المتقين – موعظة لقمان عليه السلام في السير نحو الجنـّة

تذكرة المتقين – موعظة لقمان عليه السلام في السير نحو الجنـّة

موعظة لقمان عليه السلام في السير نحو الجنـّة

 

مفاهيم محوريّة

– الخصائص العامة لمواعظ لقمان الحكيم.

– الحكمة الأولى: “أحكِم سَفينَتَكَ فَإِنَّ بَحرَكَ عَميقٌ”.

– الحكمة الثانية: “وخَفِّف حِملَكَ فَإِنَّ العَقَبَةَ كَؤودٌ”.

– الحكمة الثالثة: “وأكثِرِ الزّادَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعيدٌ”.

– الحكمة الرابعة: “وأخلِصِ العَمَلَ فَإِنَّ الناقِدَ بَصيرٌ”.


تصدير الموضوع

روى الشَّيْخ المفيد رضي الله عنه في حكم لقمان فيما أوصى به ابنه أنَّه قال: “يا بُنَيَّ، تَعَلَّمتُ سَبعَةَ آلاف مِنَ الحِكمَةِ، فَاحفَظ مِنها أربَعَاً ومُرَّ مَعي إلَى الجَنَّةِ: أحكِم سَفينَتَكَ فَإِنَّ بَحرَكَ عَميقٌ، وخَفِّف حِملَكَ فَإِنَّ العَقَبَةَ كَؤودٌ، وأكثِرِ الزّادَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعيدٌ، وأخلِصِ العَمَلَ فَإِنَّ الناقِدَ بَصيرٌ”1.

 

خصائص موعظة لقمان الحكيم عليه السلام

من المستحسن أيُّها الناظر بعين البصيرة أنْ تلتفت إِلَى بعض النُّقاط كتمهيدٍ للوفود على الموعظة, لأنّ السمع قبل القلب قد لا يتقبّل الموعظة ابتداءً، خصوصاً إذا كان قلباً مُدْبِراً عن الآخرة مُقبِلاً على الدُّنيا، فلا بدّ له حينئذٍ من أنْ يُعطى بعض المشوِّقات التي تمنع السمع من أنْ يمجَّ الموعظة، وتهيّئ القلب للانفتاح عليها.

 

وإذا أردنا أنْ نشبّه هذا الأمر بمثال واضح لتقريبه إِلى الذهن، فلننظر إِلى الإنسان الجائع، فهو على الرغم من جوعه لا تكون نفسه مقبلةً على الطعام، فيُعطى بعض (المقبّلات) قبل أنْ يُقبل على الوجبة الأساسية, لتعتاد معدته وتنفتح شهيّته.

وعلى هذا الأساس لا بدّ من أنْ نأخذ بعين الاعتبار الأُمور التالية:

أولاً: إِنَّ الواعظ بهذه الكلمات إنسانٌ عاش عمراً مديداً مع الأنبياء والحكماء، وتنقّل من مكانٍ إِلَى آخر باحثاً عن الحكمة يتلّقّفها من مظانّها.

 

إنسانٌ قال عنه القرآن الكريم بعد تسمية سورةٍ باسمه: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ2، تلك الحكمة التي مَنْ يؤتاها ﴿فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا3.

إنسانٌ قال عنه الإِمام الصادق عليه السلام: “أما والله لقد أوتي لقمان الحكمة لا بحسب ولا مال ولا أهل ولا بَسْطٍ في جسم ولا جمال، ولكنه كان رجلاً قوياً في أمر الله متورِّعاً في الله سَاكتاً سَكيناً عميق النظر طويل الفكر حديد النظر مستغن بالعبر”4.

 

إنسانٌ “كان يُكثر مجالسة الفقهاء والحكماء، وكان يَغشَى القضاة والملوك والسلاطين، فَيرْثِي للقضاة مما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لِغِرَّتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك، ويَعتَبر ويتعلم ما يَغْلِب به نفسه، ويجاهد به هواه، ويَحترِز به من الشيطان، وكان يداوي قلبه بالتفكر، ويداري نفسه بالعِبَر”5.

 

فلقمان عليه السلام الجامع لصفات الأولياء، والمصاحب للأنبياء والفقهاء والحكماء، كيف نتصوّر أنْ تكون وصيته وموعظته؟!! خصوصاً وهي صادرة لابنه الَّذِي يشفق عليه، وقد وصف لنا أمير المؤمنين عليه السلام هذه الشفقة من خلال قوله في وصيته لولده المجتبى عليه السلام: “وَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي”6.

 ——————————–

1- الشَّيْخ المفيد، مُحَمَّد بن النُّعمان العكبري، الاختصاص، 341، تحقيق، على أكبر غفاري والسيد محمود الزرندي، نشر، دار المفيد للطباعة والنشر، الطبعة الثانية 1414هـ، بيروت.

2- لقمان، 12.

3-البقرة، 269.

4-بحار الأنوار، ج 13، ص 409.

5-م.ن.

6-الشريف الرضي، محمد بن الحسين الموسوي، نهج البلاغة، 336، تحقيق وتصحيح، عزيز الله العطاردي، نشر، مؤسسة نهج البلاغة، الطبعة الأولى 1414هـ، قم المقدسة.

2016 - 16

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

عجائب بسم الله الرحمن الرحيم – الشيخ مهدي المجاهد

ورد في القرآن الكريم 113 مرة «بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة ما ...