أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران علي أكبر صالحي على ان الإصرار الغربي على بيع إيران لذخائرها الإضافية من الماء الثقيل وذلك قبل تنفيد خطة العمل المشترك الشاملة مرفوض ومخالف للأعراف.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج “من طهران” أوضح صالحي أن بيع إيران لذخائرها الإضافية من الماء الثقيل ليس من ضمن شروط تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة، وأن هناك إمكانية تأجيله إلى بعد التنفيذ، “لكن الطرف الآخر بات يصر الآن على أن ننفذ ذلك قبل البدء بتنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة.”
30 طناً من الماء الثقيل معروضة للبيع
وأوضح صالحي: إستطعنا من إنتاج حوالي 160 طناً من الماء الثقيل سوف تبقى حوالي 137 طناً منها من أجل استخدامها في إعادة تشغيل المفاعل، كما كان لدينا إنتاجاً بما فيه الكفاية لمرحلة ما بعد التشغيل إن برزت الحاجة للماء الثقيل.
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن: الـ30 طناً الإضافية قد عرضت للبيع وفقاً للاتفاق وإن رغب أحد في شراءها يمكنه ذلك، وليس لدينا أي تعهد بأكثر من ذلك ضمن خطة العمل المشترك الشاملة.
وبين أنه ووفقاً لخطة العمل المشترك الشاملة فإن بيع هذا المقدار من الماء الثقيل ليس ضمن الشروط المذكورة لتنفيذ الخطة وبإمكانه أن يكون بعد التنفيذ، “لكن الآن بات الطرف المقابل مصراً على أن نفعل ذلك قبل تنفيذ الخطة، وهذه طلبات خارجة عن المألوف يتم طرحها.”
وأضاف: نحن نتحاور الآن في هذا الجانب وليست هناك من مشكلة لإرسال هذا المقدار من الماء الثقيل شريطة أن يكون هناك زبوناً وأن يقبلوا التكاليف.
وأكد صالحي قائلاً: كما أن هناك مقترحاً أنه حتى لو لم يريدوا إعطاء المال فبالإمكان التعويض عنه باليورانيوم الطبيعي، أي كما تعاملنا في التبادل بالوقود مع الروس. حيث أننا قايضنا اليورانيوم المخصب بالكعكة الصفراء.
وحول مسألة الماء الثقيل قال صالحي: نحن جاهزون بأن نستلم التكاليف نقدياً أو نستلم الكعكة الصفراء ولا يهم أي دولة تكون الزبون وكان الحديث على أن تكون الولايات المتحدة هي الزبون حيث تعد أكبر مشتر للماء الثقيل في العالم وهي تشتري من الهند وفرنسا وكندا وتقرر أن تشتري الماء الثقيل منا أيضاً ونحن الآن في طور المباحثات لكي نرى كيف يمكن نقل الماء الثقيل.
وأضاف: أنا اقترح أن تكون الصفقة نقدياً أو يعطونا اليورانيوم الطبيعي أو الكعكة الصفراء، وإن هذه القضية التي تم طرحها خارجة عن الأعراف وأنا لدي عتب، علينا ألا نتخذ منحاً لطرح طلبات خارج إطار خطة العمل المشترك الشاملة.
احتمال تأجيل رفع الحظر بسبب حلول العام الميلادي الجديد
وفي معرض رده على سؤال عن ما إذا كان الطرف الآخر يقوم برفع إجراءات الحظر في غضون الأسبوعين أو ثلاثة الأسابيع المعلنة، نظرا بأن ذلك قد تزامن مع عطل رأس السنة الميلادية، قال صالحي ان إحدى المشاكل التي وقعنا فيها، هي الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر/ كانون الاول التي تصادف فيه عطلة البلدان الغربية، وطرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد يوكيا آمانو هذا الموضوع معي.
وأضاف صالحي: قدمنا حلولا للسيد آمانو وهو تعهد بأن لا تتسبب العطل بأية عرقلة وبإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ترغم الدول الأوروبية على عدم التوقف عن العمل والمضي قدما إلى الأمام.
صالحي أكد على ضرورة أن تكون الأطراف المقابلة ومن بينها الوكالة الدولية للطاقة الذرية جادة، وقال: إن بعض القضايا كالعطل وما شابه ذلك يجب ان لا تعرقل مسار التقدم في هذه العملية، لأن هذه القضايا غير قابلة للتبرير بالنسبة لنا، القضية مهمة وعلينا أن نعمل على قدم وساق لكي يصل هذا الموضوع الى نتيجة نهائية، ومن يريد أن يحدث تأجيلا زمنيا تحت أي ذريعة، فهو يتحمل مسؤولية هذا التأجيل. مؤكدا ضرورة متابعة هذا الموضع بشكل جدي.
تدوين كتاب حول طريقة رفع الحظر
وحول تعهدات الطرف المقابل قال صالحي: هؤلاء ملتزمون بتنفيذ سلسلة إجراءات من بينها تبيين آلية تنفيذية لرفع إجراءات الحظر. ومن المقرر ان يقوم الطرف الآخر أي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبالتشاور مع إيران بإعداد مرسوم (بروتوكول) حول كيفية رفع الحظر ومنح الإطمئنان للآخرين بأن التعامل مع إيران لا يحدث مشكلة . لان البعض لديهم أسئلة كثيرة، وبما أن هذه القضايا، تنطوي على موارد قانونية وتجارية ومصرفية كثيرة، فينبغي أن يحصل أولئك الذين يرغبون في التعاون مع إيران على التطمين اللازم وتم الاخذ بعين الاعتبار كل هذه الملاحظات. لذا فان كتابا حول كيفية رفع الحظر على قيد الاعداد بالتشاور مع ايران ويجب إعداد هذا الكتاب والاعلان عنه في غضون الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة التي أشرت اليها فيما سبق.
خطة العمل المشترك تمثل معيار إيران في برنامج العمل
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أوضح بأن خطة العمل المشترك الشاملة تمثل معيار عمل لإيران ونحن نرى أنفسنا ملتزمين بما ورد في هذه الخطة. وحول سؤال ما اذا كانت هذه المسألة قد تشكل تهديدا لتنفيذ الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد قال: لا، هذه المسالة لا تحدث مشكلة.
وقال: إن موضوع الزمن مهم بالنسبة لنا ولهم، كما تكون مصداقية الدول مهمة أيضا، وينبغي للدول أن تتمتع بمصداقيتها اللازمة، ونحن ملتزمون بخطة العمل المشترك الشاملة وقد أعلنت الوكالة بأن إيران قد نفذت جميع الإجراءات التي لوحظت في هذه الخطة بشكل صحيح وحتى أقر وزير الخارجية الأميركي خلال تصريح له بهذا الأمر أيضا.
وأضاف: نتوقع من الأطراف المقابلة أن لا تطرح طلبا خارج خطة العمل المشترك الشاملة لكي لا تٌعرّضنا لوقفة زمنية، لأن هذا الامر لا يصب في مصلحة أحد، والأهم من جميع ذلك هو عدم المساس بمصداقية الجانبين.
تنفيذ البروتوكول الإضافي بعد تفعيل خطة العمل المشترك الشاملة
وفي معرض رده على سؤال بأن إيران متى ستنفذ البروتوكول الإضافي، قال صالحي، بعد أن أصبحت خطة العمل المشترك عملانية، سنقوم نحن أيضا بتنفيذ البرتوكول الإضافي، لكن كباقي الدول، يعني أنه ليس من المقرر أن يطبق البروتوكول الإضافي بشأن إيران بصورة أخرى، بل سيكون تطبيقه بخصوص إيران كما هو بالنسبة للدول الأخرى.
وحول ما إذا كانت إيران تسمح للمفتشين بزيارة المواقع غير النووية، قال: قد لوحظت هذه النقاط فی البروتوکول، ولیس كما أرادوا في أي وقت، فسوف يتمكنون من زيارة مكان غير المواقع النووية، يجب أن تكون المبررات ضرورية، وهناك مرسوم بهذا الخصوص، ومجرد الإرادة غير كافية، وليس كما يبدو بهذه البساطة حتى إذا ما أراد المفتشون زيارة مواقعنا غير النووية، يجب أن يسلك المسار الذي لوحظ في البروتوكول.
واضاف: أن البروتوكول الإضافي قد تم توقيعه من قبل عشرات الدول وكافة هذه الدول تأخذ بعين الاعتبار سيادتها الوطنية ومصالحها الوطنية، البروتوكول تم إعداده بطريقة لكي تؤخذ في الحسبان هذه الملاحظات.
وأكد أن الأوضاع لإنشاء المحطات الجديدة لإيران تختلف تماما عما كانت عليه سابقا. مضيفا بأننا أجرينا مباحثات مفصلة مع الصين، ونتفاوض مع هذا البلد منذ أكثر من عام، وتم إعداد مسودة صفقات للإبرام.
التاريخ سيكون شاهدا على نجاح إيران في الملف النووي
وقال صالحي إن التوصل إلى الاتفاق النووي كان انجازا كبيرا حيث تمكنا وبقدر المستطاع ان نقدم مساعدة من أجل تسوية هذا الملف المصطنع الذي مارسوا تحت هذه الذريعة ضغوطا كبيرة على إيران على مدى 12 عاما. مضيفا ان الفريق المفاوض لا يقتصر على الأشخاص الذين يكونون على مرأى وسائل الإعلام، وتحمل الخبراء التقنيون والاقتصاديون والقانونيون عبئا ثقيلا على كاهلهم، وكانوا ينشطون على طول ليل ونهار وتم تحقيق إنجاز كبير والتاريخ سيكون شاهدا على نجاح الجمهورية الاسلامية في إيران في المجال النووي.
إيران لا تسعى إلى السلاح النووي
وأضاف بأننا لا نسعى وراء انتاج السلاح النووي ومن يسعى لانتاج السلاح النووي يجب ان يحول البلوتونيوم واليورانيوم إلى معدن. معتبرا أنه ليس من المحدودية على سبيل المثال بأن نوقف التخصيب أو نوقف مفاعل الماء الثقيل وإنتاج الماء الثقيل أو نوقف بحوث وتطوير وبناء واستخدام اجهزة الطرد المركزي الحديثة.
الصناعة النووية الإيرانية بقيت محفوظة
واعتبر ان كل شيء في مكانه، هؤلاء سيقولون على حسب وجهة نظرهم بأننا أغلقنا الطرق التي كانت تتيح لإيران بأن تمتلك سلاحا نوويا، وهذه ليست مشكلة، لأننا لم نكن نسعى إلى حيازة السلاح النووي. ونحن أيضا سنقول من وجهة نظرنا بأن الصناعة النووية الايرانية ظلت مصونة، والتخصيب مستمر والماء الثقيل ومفاعل اراك البحثي للماء الثقيل ظل باقيا في مكانه، والبحوث والتطوير وعملية الاكتشاف والاستخراج باقية بقوة.