في ذكرى مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، وهى ذكرى ظهور النور الأول في عالم الخلق ونشأة الحياة ، وفى ذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية الذي أعلنه الإمام الخميني رضوان الله عليه ، نحاول أن نجيب على بعض الأسئلة الخاصة بوحدة الأمة ، ومن هذه الأسئلة :
السؤال الأول :
ما العلاقة بين الوحدة والتوحيد في قوله تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي ) (الأنبياء/92)) ؟ !!
و السؤال الثانى:
كيف تتوحد الأمة الإسلامية في فريضة الحج حول الكعبة ( البيت الحرام ) ، ولا تتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، بل حول الله عز وجل ؟!!!
و السؤال الثالث :
كيف تكون الفطرة هي الدين القيم الذي يجب التوحد حوله ، وذلك في قوله تعالى :
( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) (الروم/30).
( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) (الروم/31).
( مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (الروم/32).
والسؤال الرابع:
هل الوحدة الإسلامية هي غاية إسلامية ( إستراتيجية ) أم وسيلة مؤقتة( تكتيكية ) لحماية الأمة ؟
و السؤال الخامس:
ماهى عناصر الوحدة الإسلامية من منظور الإمام الخمينى والثورة الإسلامية فى إيران ؟
أولا : العلاقة بين الوحدة والتوحيد
( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي )
الآية الكريمة جاءت بعد سرد لعدد كبير من أنبياء الله وحركتهم لهداية الناس إلى عبادة الله وحده ، وهى تحدد بوضوح أن وحدة الأمة يجب أن ترتبط بتوحيد الله عز وجل ، ولمحاولة شرح هذا المعنى نقول :
أنه لا بد للأمة من نقطة مركزية تلتف حولها حين حركتها إلى الله عز وجل ، حتى تستقيم هذه الحركة ، كما في حالة فريضة الحج ، فلولا وحدة الكعبة (البيت الحرام ) لما تمت فريضة الحج وإنهدم ركناَ أساسياَ من أركان الإسلام ، ولذلك فكانت نظرة الإمام الخميني عميقة تتخطى الحجب الظلمانية ، وتنظر إلى مقاصد الشريعة بمفهومها الواسع ، وتراعى البعد الزمانى والمكاني للفتوى ، عندما أفتى بإتباع مواعيد الحج ورؤية الهلال والوقوف بعرفة ، التي تحددها المملكة السعودية حتى لو اختلفت عما تيقنت منه الجمهورية الإسلامية .. لأنه لو تمسكت كل دولة برؤيتها للهلال ، لتفرق الحجيج وانتهت فريضة الحج ، بل تحولت إلى رمز من رموز تفرق الأمة بدلاَ من أن تكون رمزاَ لوحدة الأمة ..
ثانياَ :التوحد حول الله ورسوله أم حول الكعبة
والسؤال الثانى هنا :
كيف تتوحد الأمة الإسلامية في فريضة الحج حول الكعبة البيت الحرام ، ولا تتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله ، بل حول الله عز وجل ؟!!!
وكيف يتم هذا التوحد حول الله ورسوله صلوات الله عليه وأله ؟
مع العلم بأن المقصود بالتوجه نحو الكعبة البيت الحرام ليست هذه الحجارة ولا هذا البيت المبنى بها ، ولكن المقصود هو رب هذا البيت ، يقول تعالى :
( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ) (قريش/3).
وأن المقصود بالجهة التي يجب أن تتوجه إليها الأفئدة هي ( أهل هذا البيت ) وهم الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ؟
يقول تعالى :
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (إبراهيم/37)
لاحظ تهوى ( إليهم ) وليس تهوى ( إليه ) …!!
أى تهوى إلى ( الذرية ) وليس تهوى إلى ( البيت ) … !!
فإذا كان التوحد حول البيت الحرام إستطاع أن ينقذ فريضة الحج من الانهيار ، وبالتالي يمنع انهدام أحد أركان الإسلام ورمز وحدة الأمة وتجمعها ، فإن التوحد حول الإيمان بالرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله سوف ينقذ الإسلام كله من الانهيار .. بل أن التوحد يجب أن يكون حول وحدانية الله عز وجل ورفض الشرك الذي تم إطلاقه في الآية الشريفة على التفرق والتحزب … !!
فالتوحد حول الكعبة في الحج أنقذ فريضة الحج
والتوحد حول الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله سوف ينقذ الإسلام
والتوحد حول الله عز وجل سوف ينقذ عقيدة التوحيد
ولكن كيف يتم التوحد حول الله ورسوله ؟
هذا يأتي بنا للنقطة الثالثة وهى :
ثالثاَ : الفطرة والوحدة الإسلامية
التوحد حول الله ورسوله هو التوحد حول الفطرة التي فطر الله الناس عليها ،
وما هي فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟
نقول :
عندما نغوص ونفتش في أعماق أنفسنا ، بعد أن نتخطى :
حجب المعاصي
وحجب العادات والتقاليد
وحجب التعصب الأعمى للمذاهب والأديان ،
ثم حجب الإعلام المضلل في زمن الفضائيات ،
وحجب الإعلام الرقمي على شبكات التواصل الإجتماعى ،،
كل هذه الحجب الظاهرة وغيرها من الحجب الباطنة …. والتي أبعدت الإنسان المعاصر عن معرفة حقيقة نفسه بلا حجب ، وبالتالي معرفة الفطرة التي فطره الله عليها ، وبالنتيجة معرفة ربه عز وجل ، ففي الرواية الشريفة :
من عرف نفسه فقد عرف ربه
فنسي الإنسان ميثاق فطرته ، هذه الفطرة التي وصفها القرآن الكريم بأنها
( الدِّينُ الْقَيِّمُ ) وذلك في قوله تعالى :
( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) (الروم/30).
( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) (الروم/31).
( مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (الروم/32).
بالتدبر في الآيات المذكورة نجد أن :
1- أن الفطرة هي الدين القيم
2- يجب التوجه إلى هذه الفطرة
3- أنه لا تبديل لهذه الفطرة
4- أن هذه الفطرة لكل الناس وليست تخص أصحاب دين أو مذهب بعينه .
5- أكثر الناس لا يعلمون بهذا الدين القيم
6- النهى عن أن نكون من المشركين ، أي من الذين لم يتوجهوا لدين الفطرة ، وبالتالي فرقوا دينهم ، وكانوا فرقاََ وشيعاَ ، وأحزاباَ .
7 ـ أن كل فرقه من هذه الفرق تظن أنها الفرقة الحق وغيرها من الباطل ، ولذلك فهي فرحة بما هى عليه فلا تحاول النظر للآخرين وما قد يملكونه من حق وحقيقة .
والنتيجة هي : أن الدين القيم الذي يجب التوجه إليه هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، وأن التفرق عن هذه الفطرة شيعاَ وأحزاباَ هو تشبه بالمشركين أي أنه ضد عقيدة التوحيد …
فما هي هذه الفطرة ؟
لو رجعنا لأول رواية في كتاب الكافي باب العقل ، لوجدنا الأتي :
1 ـ أن أول ما خلق الله خلق العقل من نوره ، وبربطه بحديث : أول ما خلق الله نور نبيكم ومنه خلق كل خير ، فإن العقل المقصود هو نور محمد صلوات الله عليه وأله
2 ـ أن الله خلق للعقل خمسة وسبعون من الجنود وزيرها الخير ، ومن هذه الجنود العلم ، الكرم ، الشجاعة ، الحياء ، والصدق ، والأمانة ، وباقي صفات الخير ..
3 ـ أن الله خلق الجهل ووزيره الشر ،كذلك وخلق له جنودا مضادة لجنود العقل ، مثل الجهل ، والجبن ، والهتك ، والكذب ، والخيانة ، وباقى صفات الجهل والشر
يستنتج الإمام الخميني من هذا الحديث في كتابه شرح حديث جنود العقل والجهل الأتي :
– أن المقصود بالعقل وجنوده هو الفطرة الأصلية التي خلق الله الناس عليها
– أن مقاومة جنود الجهل والشر هي أيضاَ فطرة تابعة للفطرة الأصلية
ولو تأملنا في هذه الجنود نجد أنها تنطبق على صفات فطرة الله التي وردت في الآية الشريفة :
فهي لا تبديل لها ، فالصدق مثلا فضيلة عند كل الشعوب ، وكذلك الكذب رذيلة
والأمانة فضيلة عند كل الشعوب ، والخيانة رذيلة …
أما قوله تعالى في وصف هذه الفطرة بأنها الدين القيم ، فنفهمها من قول الرسول صلوات الله عليه وأله :
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) … أي حصر الهدف من البعثة هو مكارم الأخلاق التي هي جنود العقل والتي هي فطرة الله …
وقوله عز وجل :
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم/4).
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (الأنبياء/107).
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) (الأحزاب/21).
أي أن فطرة الله التي فطر الله عليها والتي هي الدين القيم تتجلى كلها بتمامها وكمالها تتجلى في الرسول الأعظم وهو الأسوة الحسنة التي يجب أن تدور الأمة حولها ، ولذلك فهو رمز وحدة الأمة التي يجب أن تتوحد حولها ..
وبالتالي التوحد حول الله عز وجل ، لأن الآية تقول : (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ) ..
فالرسول صلوات الله عليه تتجلى فيه الصفات والأخلاق الإلهية ، كالرحمة :
فالله هو الرحمن الرحيم … والرسول : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ..
فالرسول هو المظهر التام للرحمة الإلهية ، وبما أن اسم الرحمن من الأسماء المحيطة كالأسم الجامع ( الله ) يقول تعالى :
( قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّامَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) (الإسراء/110).
وعلى ذلك فكل الأسماء الحسنى تتجلى فيه صلوات الله عليه وأله ..
فكون الرسول صلوات الله عليه وأله يجب أن يكون هو رمز وحدة الأمة وليس المذهب أو غيره ،، يعنى بالتالي أنه يعنى التمحور حول الله عز وجل :
( مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) (النساء/80).
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (الفتح/10).
ولعل هذا ما يفسر لنا العلاقة بين الوحدة والتوحيد فى قوله تعالى :
( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي ) (الأنبياء/92).
رابعاًَ هل الوحدة الإسلامية هي غاية إسلامية ( إستراتيجية ) أم وسيلة مؤقتة ( تكتيكية ) لحماية الأمة ؟
للإجابة على هذا السؤال ، نكتفي بسرد بعض الآيات الكريمة :
1 ـ الوحدة فريضة قرآنية :
يقول الله عز وجل :
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران/103).
2 ـ الوحدة ضرورة وجودية
يقول الله عز وجل :
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (الأنفال/46).
3 ـ إرتباط الوحدة بالتوحيد
يقول الله عز وجل :
( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي ) (الأنبياء/92).
ثم نأتى للسؤال الخامس والأخير : ماهى العناصر العملية التى يمكن أن تكون محوراَ لوحدة الأمة من وجهة نظر الإمام الخمينى والثورة الإسلامية ؟
لقد حدد الإمام الخمينى رضوان الله عليه هذه العناصر وطبقتها عمليا الثورة الإسلاميةَ فى الأتى :
ـ القدس وتحرير فلسطين هى القضية المركزية للمسلمين
ـ إسرائيل غدة سرطانية يجب إزالتها
ـ أمريكا هى الشيطان الأكبر
ـ الوحدة الإسلامية هى السبيل لإنتصار الامة على عدوها ولتحرير إرادتها ولحماية إستقلالها من الإستكبار العالمى
ـ لقد وجه الإمام الخمينى خطابه دائما للمستضعفين من كل الشعوب فلقد كان له الفضل فى إحياء هذا المصطلح القرأنى .
ونختم بهذه الصلاة الملكوتية :
اللهم صل على محمد وأل محمد ،
بحر أنوارك
ومعدن أسرارك
ولسان حجتك
وعروس مملكتك
وإمام حضرتك
المتلذذ بتوحيدك
إنسان عين الوجود
والسبب فى كل موجود
عين أعيان خلقك ، المقدم من نور ضيائك ، صلاة تدوم بدوامك ، وتبقى ببقائك
لا منتهى لها دون علمك ، صلاة ترضيه ، وترضى بها عنا وعن والدينا ، وأزواجنا وذريتنا ، يا رب العالمين
شاهد أيضاً
العلم ومكانته في مدرسة أهل البيت عليهم السلام – سالم الصباغ
العلم ومكانته في مدرسة أهل البيت عليهم السلام 1 ـ العلم والعلماء في أحاديث الإمام ...