الحلقة الثامنة – سقوط نظام الاسد
خداع العرب الثاني لبشار الاسد
بعد طوفان الاقصى تحرك العرب الذين سبق لهم ان تآمروا ضد الاسد لاقناعه بالتخلي عن محور المقاومة الذي سيتعرض لضربة قوية محكمة من قبل المحور الامريكي – الصهيوني، وان عليه تغيير موقفه من محور المقاومة وعدم الانخراط مع المحور في الصراع الحاصل بين المحور واسرائيل مقابل تطمينات قدمت له من قبل دول الخليج، فابتلع الاسد الطعم،
فتبدلت مواقفه بحدود معينة من محور المقاومة، نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعانيها نظامه، اذ ان العقوبات التي فرضت عليه واشدها قانون قيصر الذي فرضه ترامب ضد سوريا ادى الى تردي الاوضاع الاقتصادية بشكل كبير حيث صرح رئيس الحكومة السورية الذي سلم الحكم الى الجولاني واتباعه ان احد اسباب انهيار نظام الاسد هو الانهيار الاقتصادي اذ كان راتبه الشهري وهو رئيس وزراء 140 دولارا فقط وراتب صغار الضباط 20 دولارا وراتب افراد الجيش 17 دولارا،
مع الارهاق الذي عاشة الجيش والشعب نتيجة الحرب الداخلية التي دامت من 2011 الى سقوط نظام الاسد في نهاية 2024، وسيطرة امريكا على ابار النفط السورية في شرق سوريا ودعم تركيا للمعارضة المسلحة التي اتخذت من ادلب محمية لها.
خسر الاسد ثقة محور المقاومة ودعمه ولم يف له العرب بشيء فغادر سوريا مجنباً اياها مزيداً من المحن، بعد ان سلم الجيش مواقعه لقوى المعارضة دون خوض معارك. فانطوت بذلك صفحة حكم عائلة الاسد لسوريا،
ولتكون سوريا منذ اللحظة منقسمة بين تركيا وامريكا والكيان الصهيوني، فالادراة السورية مدعومة من قبل تركيا، واكراد سوريا تدعمهم امريكا، والكيان الصهيوني الذي اكمل احتلال الجولان واخذ يمتد في المنطقة الممتدة بين سوريا ولبنان بحيث عزل لبنان عزلاً تاماً عن سوريا واصبح على بعد اقل من ثلاثين كيلو متر عن العاصمة دمشق. وبهذا اصبحت سوريا ما بعد الاسد جزءاً من المحور المناوئ لمحور المقاومة، وجزءاً من المحور التركي – القطري، في قبال المحور السعودي – الاماراتي.