منهج في الإنتماء المذهبي – صائب عبد الحميد
24 يوليو,2025
الاسلام والحياة
63 زيارة
” الشافعي ” 150 – 204 ه وله ثلاثة آراء في الإمامة: 1 – إنه يرى الإمامة أمرا دينيا لا بد من إقامته.
2 – إنه يرى أن الإمامة في قريش.
3 – لا يشترط لصحة الخلافة أن تكون البيعة سابقة على التولي، بل إنه يقرر أنه لو تغلب متغلب، وكان قرشيا، ثم استقام له الأمر، واجتمع عليه الناس، فإنه يعد إماما.
قال: وقد روى عنه تلميذه حرملة (1)، أنه قال: كل قرشي غلب على الخلافة بالسيف، واجتمع عليه الناس، فهو خليفة.
” أحمد بن حنبل ” 164 – 241 ه وملخص رأيه في الخلافة، أنها على أربعة أشكال:
1 – نظام الشورى ابتداء، كانتخاب أبي بكر، وعلي.
2 – نظام الاستخلاف من الخليفة السابق، بشرط المبايعة.
3 الشورى بين عدد معين يختارهم الخليفة السابق ليختاروا واحدا منهم كما فعل عمر.
(1) هو أبو حفص وأبو عبد الله حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة، كان أكثر أصحاب الشافعي اختلافا إليه واقتباسا منه. توفي سنة 243 وقيل 244. وفيات الأعيان 2: 64 ت / 154، طبقات الشافعية 1: 61 / 6.
(٦٢)
4 – نظام الغلبة بالسيف لكل بر وفاجر، فالغالب تجب طاعته.
وقال: قال الإمام أحمد: السمع والطاعة للأئمة، وأمير المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة فاجتمع عليه الناس، ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف، وسمي (أمير المؤمنين).
والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة، البر والفاجر.
ثم قال أبو زهرة: لقد أجمع جمهور العلماء على أنه لا بد من إمام، يقيم الجمع، وينظم الجماعات، وينفذ الحدود، ويجمع الأموال من الأغنياء، ويردها على الفقراء، ويحمي الثغور، ويفصل بين الناس في الخصومات بالقضاة الذين يعينهم، ويوحد الكلمة، وينفذ أحكام الشرع، ويلم الشعث، ويجمع المتفرق، ويقيم المدينة الفاضلة التي حث الإسلام على إقامتها.
قال: وعلى هذا أجمع المسلمون.
ثانيا: المعتزلة:
ويتخلص رأيهم في ثلاث نقاط:
1 – إن الإمامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب والسنة.
2 – يتقدم القرشي على غيره، فإذا اجتمع قرشي ونبطي وهما قائمان بالكتاب والسنة قدم القرشي.
3 – لا تكون الإمامة إلا بإجماع الأمة واختيارها (1).
(1) المقالات والفرق: 8 – 9.
(٦٣)
ثالثا: الزيدية:
وهم على قسمين: فمنهم من قال: إن عليا (عليه السلام) هو الأفضل بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن جاز للأمة أن تولي غيره، وإليهم ينسب القول بجواز تقديم المفضول على الأفضل.
ومنهم الجارودية: وعقيدتهم أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي (عليه السلام)، وبعده الحسن (عليه السلام)، ثم الحسين (عليه السلام) نصا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد الحسين (عليه السلام) تكون شورى بين أبناء الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، فإن قام أحد منهم بالإمامة وبايعه الناس فهو الإمام.
فالإمامة عندهم لا تخرج عن ذرية الحسن والحسين عليهما السلام (1).
رابعا: الإمامية الاثنا عشرية:
وملخص قولهم: 1 – أن الإمامة ليست قضية مصلحية تناط باختيار العامة، بل هي قضية أصولية، وهي ركن من الدين، لا تكون إلا بالتعيين، والنص من النبي.
2 – أن الإمام يجب أن يكون معصوما، منزها من الكبائر والصغائر.
3 – أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي (عليه السلام) ثم الحسن (عليه السلام)، ثم الحسين (عليه السلام)، ثم تسعة من ولد
(1) أنظر: المقالات والفرق: 18، الفرق بين الفرق: 30 – 37.
(٦٤)
الحسين معروفين بأسمائهم، وقد نص كل إمام على الإمام اللاحق له.
4 – أن الإمامة فيهم ولا تخرج منهم، ولا تصح لسواهم (1).
وبعد هذه الجولة بين آراء المذاهب الإسلامية في تعيين الإمام لنتوجه إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة لنرى أي هذه الآراء أقرب إلى الحق.
(1) أنظر: المقالات والفرق: 15 – 17، الملل والنحل: 131، 144.
(٦٥)
الله تعالى يقول ورسوله يتحدث…
لقد تناول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الإمامة في العديد من الأحاديث الشريفة – المقطوع بصحة إسنادها – تصريحا، أو إشارة وتلميحا، وقد جاء بعض هذه الأحاديث تابعا لنص قرآني منزل، مبينا له ومفسرا. وجاء البعض الآخر إرشادا منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمته (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) النجم: 3، 4.
ومن تلك النصوص:
1 – حديث الثقلين:
وهو من أشهر الأحاديث الشريفة، ذلك الحديث الذي يلخص الأمانة الكبرى التي تركها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في أعناقنا، من أجل حفظ هذا الدين، وحفظ هذه الأمة بحفظ دينها.
وهو، كما في صحيح مسلم (1): عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول
(١) كتاب فضائل الصحابة ٤: ١٨٧٣ ح / ٢٤٠٨ بعدة طرق، ورواه عنه النووي في (رياض الصالحين) : 141، 255.
(٦٧)
الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:
” أما بعد ألا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به – فحث على كتاب الله ورغب فيه – وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي “.
وفي سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ” (1).
وبهذا النص أخرجه الحاكم في المستدرك (2)، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وفي مسند أحمد: ” إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض جميعا ” (3).
وقد ورد هذا الحديث في أغلب كتب السنن (4) وبطرق عديدة، يمتنع
(١) المصدر: الجزء الخامس – كتاب المناقب: ٦٦٣ / ٣٧٨٨ وقبله / ٣٧٨٦.
(٢) ج ٣: ١٤٨.
(٣) ج ٥: ١٨٢، ١٨٩ و ج ٣: ١٧، ١٤، وأخرجه في فضائل الصحابة ٢: ٦٠٣ / ١٠٣٥.
(٤) ومنها غير ما ذكرناه: الخصائص للنسائي: ٢١، السيرة الحلبية ٣: ٣٣٦، العقد الفريد ٤: ١٢٦، مصابيح السنة ٤: ١٨٥ / ٤٨٠٠ و ١٩٠ / ٤٨١٦ والترجمة من تاريخ ابن عساكر ٢: ٣٦ / ٥٣٦ و ٤٦ / ٥٤٧، ومجمع الزوائد ٩: / ١٦٣ – ١٦٤، الجامع الصغير ١: ٢٤٤ / ١٦٠٨، الصواعق المحرقة باب ١١ فصل ١: ١٤٩، الخصائص الكبرى للسيوطي ٢: ٤٦٦، تاريخ اليعقوبي ٢: ١١٢ وذخائر العقبى: ١٦ والدر المنثور – عند قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) 103 آل عمران 2: 285، والرازي أيضا 8: 163، وابن كثير في سورة الشورى 4: 122 وغيرهم كثير، والحديث متفق عليه.
(٦٨)

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah
2025-07-24