ونحن نعيش ذكرى الثورة الحسينية الخالدة على صاحبها واله واصحابه افضل الصلوات واتم التسليمات نود تسليط الضوء على مسائل ثلاث:
الاولى: الهية الثورة الحسينية، بمعنى ان هذه الثورة وهذه الملحمة قد خطتها يد التقدير.
الثانية: ارتباط الملحمة الحسينية بالسنن الاجتماعية.
الثالث: كاشفية ليلة عاشوراء عن انقطاع الامام الحسين (عليه السلام) ومن معه الى الله.
في رحاب الملحمة الحيسينية
المسالة الاولى: الهية الثورة الحسينية.
من المسائل المهمة التي لابد من الوقوف عندها هو دور التقدير الالهي في حياة الانسان، اي هل ان الله تعالى بحكم هيمنته العلمية ﴿ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد﴾
واطلاعه الكامل على مجريات حركة الانسان في صراعه بين اطاعة الرب او اطاعة النفس والشهوات، قد رسم طرق هداية للناس واختار اشخاصاً معينين يجري على ايديهم مقدمات تقويض حركة الانحراف كلما شط المجتمع الانساني عن جادة الطريق، ام ان الله تعالى خلق الخلق وبين لهم ما يريده منهم وترك لهم العمل اما بطاعته او معصيته حتى يردون اليه.
ان هذا المبحث يتعلق بالجانب العقائدي وبشكل خاص بمبحث الربوبية والقيومية على الخلق. ولذا يتعين على الانسان لفهم حقيقة هذه المسألة الرجوع الى الايات القرآنية المحكمة والنصوص القطعية الصادرة عن النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته (عليهم السلام) لمعرفة طبيعة العلاقة بين الرب والعباد في هذه المسالة.