وفي مورد حقوق الشعب العراقي الذي اعطى وضحى وقدّم ابنائه البررة الدماء والاموال دفاعا عن كرامته وارضه ومقدساته وسطّر بذلك ملاحم البطولة والبسالة في محاربة الارهابيين ، طالب سماحته المتصدين لإدارة البلد ان يقدموا له ما يستحق قبالة ذلك وأن يسخروا امكاناتهم لبناء البلد وتطويره وتطهيره من الفساد والفاسدين واصلاح القوانين والانظمة الادارية وايجاد منافذ مالية جديدة ووضع خطط اقتصادية مناسبة للخروج من الازمة الخانقة الراهنة .
طالب خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 11/ ربيع الثاني /1437هـ الموافق 22/ كانون الثاني /2016م ، الاطراف المعنية من مختلف المكونات الى خلق اجواء ملائمة للتعايش السلمي بين ابناء الوطن ، كما طالبهم بضرورة حصر السلاح بيد الدولة .
كما طالب سماحته ، المسؤولين والقوى السياسية بضرورة ان ينهضوا بمسؤوليتهم من خلال نبذهم لخلافاتهم السياسية التي هي خلافات شخصية وفئوية ومناطقية .
السيد الصافي ، وفي معرض تذكيره بما يعانيه العراق ، تطرق الى عدد من المشاكل التي باتت تهدد الوضع في العراق ومنها الارهاب واحتضان البعض له ، وتهديد السلم الأهلي من قبل البعض من حاملي السلاح خارج اطار الدولة ناهيك عن التحدي الاقتصادي والمالي الذي بات يهدد معيشية المواطن بداعي انخفاض اسعار النفط عالميا ، وغياب المعالجات المناسبة وعدم مكافحة الفساد بشكل جدي ، محملا الحكومات التي انبثقت من انتخابات حرة ، مسؤولية عدم تغيير الوضع ببل أنها سبب في ازدياد معاناة المواطنين في جوانب عدة .
وفي مورد حقوق الشعب العراقي الذي اعطى وضحى وقدّم ابنائه البررة الدماء والاموال دفاعا عن كرامته وارضه ومقدساته وسطّر بذلك ملاحم البطولة والبسالة في محاربة الارهابيين ، طالب سماحته المتصدين لإدارة البلد ان يقدموا له ما يستحق قبالة ذلك وأن يسخروا امكاناتهم لبناء البلد وتطويره وتطهيره من الفساد والفاسدين واصلاح القوانين والانظمة الادارية وايجاد منافذ مالية جديدة ووضع خطط اقتصادية مناسبة للخروج من الازمة الخانقة الراهنة .
هذا وقد جاء فيها ما يلي :
اخوتي … اخواتي … اعرض على مسامعكم الكريمة الامر التالي :
يعلم الجميع ان بلدنا العزيز العراق يمتلك مقومات الدولة القوية اقتصادياً ومالياً، بما انعم الله تبارك وتعالى عليه من نعمٍ شتى وامكانات واسعة سواء من عقول وسواعد ابنائه او الثروات الطبيعية في باطن الارض وظاهرها .
ولكن الحكومات المتعاقبة على البلد منذ عقود من الزمن لم تعمل على تسخير هذه الامكانات لخدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة له ، بل اهدرت معظم موارده المالية في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدين وفي السنوات الاخيرة بالرغم من قيام حكومات منبعثة من انتخابات حرة ، الا ان الاوضاع لم تتغير نحو الاحسن في كثير من المجالات بل ازدادت معاناة المواطنين من جوانب عديدة ، فسوء الادارة والحجم الواسع للفساد المالي والاداري من جهة ، والاوضاع الامنية المتردية من جهة اخرى ، منعت من استغلال امكانات البلد وموارده المالية في سبيل خدمة ابناءه وسعادتهم .
واليوم يعاني العراق من مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة فبالإضافة الى التحدي الاكبر في محاربة الارهاب الداعشي والتحديات الامنية الاخرى الناجمة من احتضان البعض للإرهابيين ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم وشركائهم في الوطن بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، وفي المقابل اعتداء البعض من حاملي السلاح خارج اطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدّي على اموالهم وممتلكاتهم ، بالإضافة الى التحدي الامني بمختلف صوره ، هناك التحدي الاقتصادي والمالي الذي يهدد بانهيار الاوضاع المعيشية للمواطنين نتيجة لانخفاض اسعار النفط في الآونة الاخيرة من جهة ، وغياب الخطط الاقتصادية المناسبة ، وعدم مكافحة الفساد بخطوات جديّة من جهة اخرى .
وقد بُحّت اصواتنا بلا جدوى من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات الى رعاية السِلم الاهلي والتعايش السلمي بين ابناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الامور الى ان يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم ، وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها الا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ، ويجمعوا كلمتهم على ادارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدّم لأبناء شعبهم .
هذا كله ذكرناه حتى بُحّت اصواتنا …
ان هذا الشعب الكريم الذي اعطى وضحى وقدّم ابنائه البررة كل ما امكنهم من دماء واموال في الدفاع عن كرامته وارضه ومقدساته وسطّر ملاحم البطولة مندفعاً بكل شجاعة وبسالة في محاربة الارهابيين ، هذا الشعب يستحق على المتصدين لإدارة البلد غير هذا الذي يقومون به .