رغم الدعايات الاعلامية التي قام بها الرئيس التركي في الفترة السابقة بأنه يحامي عن قطاع غزة وان كل العلاقات التركية الاسرائيلية رهن برفع حصار غزة وما شابه ذلك، عينت تركيا سفيرا جديدا لدى الكيان الإسرائيلي يوم الاربعاء وقالت أنقرة ان تعيين السفير الجديد هو “لإعادة إصلاح العلاقات التركية الإسرائيلية” التي تدهورت عقب رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتدى دافوس عام 2009، إلى جانب حادث الاعتداء الاسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” في عام 2010.
وكالة أنباء جيهان التركية اعلنت انه تبين أن السفير الجديد هو المدير العام لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية جان ديزدار وأشارت إلى أنه “في حال حدوث تطور في موضوع قطاع غزة” خلال اللقاءات التي تجري بين مسؤولي الجانبين، سيباشر السفيران مهامهما بشكل متبادل، إلا أنه لم يعرف حتى الآن آخر تطورات الأوضاع بالنسبة لموضوع غزة.
وكان التمثيل الدبلوماسي مع الكيان الاسرائيلي قد تم تخفيضه إلى مستوى السكرتير الثاني منذ سبتمبر 2011 وحتى الآن، وقد قرر الجانبان التركي والاسرائيلي خلال لقاء سري جمع القادة الأتراك والاسرائيليين في سويسرا اثر ابداء اردوغان رغبته في استئناف العلاقات مع الاسرائيليين بأن يستأنفا علاقاتهما التي علقت في مايو 2010 اثر الهجوم الاسرائيلي على قافلة السفن التي كانت تحمل المساعدات الى قطاع غزة وقد ادى ذلك الهجوم الى مقتل 9 اتراك.
وبحسب صحيفة “سوزجو” التركية استقرت العلاقات مع الكيان الإسرائيلي على أرضية الاتفاق عبر المفاوضات السرية التي جرت في سويسرا حيث وافق الكيان الإسرائيلي على تقديم الاعتذار ودفع تعويضات بقيمة 20 مليون دولار بسبب حادث سفينة “مافي مرمرة”.
ويشار إلى أن الكيان الإسرائيلي سيدفع 20 مليون دولار كتعويضات لأسر الضحايا الأتراك التسعة الذين لقوا حتفهم في الهجوم على السفينة، وكذلك 54 مصابا، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالسفينة، فيما ستسحب تركيا الدعوى القضائية المرفوعة ضد غابي آشكنازي، رئيس الأركان التاسع عشر للجيش الإسرائيلي، وإليعازر ماروم، قائد القوات البحرية، وعاموس يادلين، رئيس المخابرات، وآفيشاي ليفي، قائد القوات الجوية، المحكوم عليهم غيابيا بالسجن المؤبد.
وفي حال تنفيذ شروط الاتفاق، من المنتظر أن يبيع الكيان الإسرائيلي الغاز الطبيعي، الذي يقدر احتياطيه بتريليون متر مكعب والذي تنتجه في منطقة “ليفياثان” لتركيا، ولم يتم الإعلان عن أي معلومات واضحة بشأن رفع الحصار عن غزة.
ومن جانب آخر يثير الكيان الاسرائيلي مسألة وجود بعض قيادات حركة حماس الفلسطينية داخل الاراضي التركية ويضغط الكيان الاسرائيلي باتجاه طرد هؤلاء من الاراضي التركية وقد حقق الاسرائيليون نجاحا في هذا الشأن، وقد قالت صحيفة “يديعوت آحرنوت” الإسرائيلية على لسان أليكس فيشمان، محلل الشؤون العسكرية لجيش الكيان الاسرائيلي إن الدولة التركية تحتضن بداخلها قيادة الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة، وزعم المحلل العسكري الإسرائيلي وجود مراكز تدريب عسكرية للحركة في موقع قريب من إسطنبول برعاية رجال الاستخبارات التركية، وقد قال الكيان الاسرائيلي لتركيا أن من شروط التطبيع بينهما هو طرد قادة حماس من داخلها، وعدم السماح للقيادي البارز في الحركة صالح العاروري بالعمل داخل تركيا، وهو ما حدث بالفعل، وأن يتم فرض قيود على نشاط حماس في تركيا .
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق إن التقارب بين تركيا والكيان الإسرائيلي “يمثل أهمية حيوية بالنسبة للمنطقة” بأسرها حسب ما نقلت وكالة جيهان التركية، واضاف اردوغان أنه لا يعارض عودة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى مسارها الطبيعي، مشيراً إلى أن “تطبيع العلاقات بين البلدين سيكون في صالح المنطقة بأسرها”