الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد صبيح كريم خفي 98 ـ أبومؤيد المالكي

الشهيد صبيح كريم خفي 98 ـ أبومؤيد المالكي

من بين بيوت الطين في ربوع الجنوب الثائر للوطن الحبيب، كانت ولادة مشعل من مشاعل ثورتنا الإسلامية عام1953م، في البصرة الفيحاء — قضاء القرنة — ناحية الثغر — قرية الجوابر.
عاش وسط أجواء مفعمة بالإيمان الصادق والحياة البسيطة ، تغذى من طيبة أهلها حب أهل البيت عليهم‌السلام، فسرى الولاء في عروقه مسرى الدم بعد أن رضع حب الحسين‌عليه‌السلام، فسار في طريق ذات الشوكة بخطى ثابتة ليفوز بإحدى الحسنيين.
قضى شطرا من حياته الدراسية لم يستطع فيها إكمال المرحلة الإعدادية بسبب ظروفه.
كان صادقا في القول والعمل، موضع احترام من قبل الجميع، فطرته السليمة زرعت في نفسه الشكوك تجاه حزب البعث وأفكاره وأساليبه الخبيثة التي حاول فيها تبديل عقائد الدين بعقائد الجاهلية.
عندما تطلع شعبنا في العراق إلى الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس‌سره بشغف وشوق، مَكَرَ أبالسة الأرض من البعثيين ليطفئوا نور الله بأفواههم، فزجَّ الشباب المتطلع لتلك الثورة في غياهب السجون أوفي أتون حربه الظالمة التي شنّها على الجمهورية الإسلامية وكان صبيح ممن أجبر على الاشتراك فيها، لكن الله منَّ عليه بالخلاص من تلك المحرقة، بعد أن أسر يوم27/9/1982م، ليستنشق عبير الحرية وينذر نفسه قربانا في سبيل الله دفاعا عن الإسلام وأهله، فكانت فرصة لإعداد نفسه إعداد الصالحين لأنفسهم، فكان من أوائل المتطوعين في صفوف المجاهدين ضمن أفراد الدورة الثانية( ) عام1986م، فاشترك في أڪثر العمليات التي خاضها المجاهدون ضد النظام البعثي حيث شهدت له ميادين القتال شجاعة فائقة وثباتا راسخا.

98
كان رجلا مثاليا حقا اتصف بالخصال الفاضلة والصفات الحميدة، فكان تاليا للقرآن مواظبا على صلاة الليل، لن يتوان عن أي واجب يكلف به فكان عينا ساهرة في سبيل الله، عُرف عنه نشاطه التبليغي والإرشادي داخل معسكرات الأسر فكان لمحاضراته الأثر الإيجابي في هداية الكثيرين من المغرر بهم إلى صفوف التوابين.
كان على موعد مع الشهادة وكان يشعر بأنها قريبة منه، ففي عمليات حلبچه والتي أقدم فيها النظام على أبشع مجزرة عرفها التاريخ المعاصر، اقترفها بحق شعبنا المظلوم باستخدام الأسلحة الكيماوية، في تلك الأجواء سال دمه على أرض الوطن في كردستان الحبيبة بتاريخ5/4/1988م ليصب في الجنوب راسما بمجراه عطاء أبناء الرافدين.
ومن وصيته رحمه‌الله (أوصي نفسي وإخواني المؤمنين بتقوى الله حق تقاته والصبر على بلائه والرضا بقضائه وقدره، لأن الإنسان فُطر على عدم نيل درجات الكمال وسمو النفس إلا بالبلاء والصبر… وأوصيكم أن لاتكون الدنيا أڪبر همكم ولاغاية مطلبكم فهي دار فناء… وأوصيكم بالجهاد في سبيل الله فانه باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه…
أولادي الأعزاء… أرجو منكم أن تسيروا على نهج الشهادة وإطاعة أمكم وجدَّيْكم وأرجو منكم الصبر على البلاء…).
وقد حقق الله لشهيدنا ما كان يتمنى أن يرى أبناءه عليه، فكان مؤيد وإخوته نعم الخلف لذلك الأب المؤمن المجاهد.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا