الرئيسية / كلامكم نور / من تحف العقول عن آل الرسول

من تحف العقول عن آل الرسول

[ 2 ]
وقرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته واختصه من تكرمته (1) بما لم يلحقه فيه أحد من بريته وهو أهل ذلك بخاصته وخلته (2) إذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا من يلحقه التنظير، وأمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وتطريقا لعترته (3)، فصلى الله عليه وعلى آله وكرم وشرف وعظم مزيدا لا يلحقه التنفيد ولا ينقطع على التأبيد، وإن الله تبارك وتعالى اختص لنفسه بعد نبيه خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته وجعلهم (4) إليه والادلاء بالارشاد عليه، أئمة معصومين فاضلين كاملين وجعلهم الحجج على الورى ودعاة إليه، شفعاء بإذنه، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يحكمون بأحكامه ويستنون بسنته ويقيمون حدوده ويؤدون فروضه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، صلوات الله والملائكة الابرار على محمد وآله الاخيار. وبعد فإني لما تأملت ما وصل إلي من علوم نبينا ووصيه والائمة من ولدهما صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته، وأدمت النظر فيه والتدبر له علمت أنه قليل مما خرج عنهم، يسير في جنب ما لم يخرج، فوجدته مشتملا على أمر الدين والدنيا وجامعا لصلاح العاجل والآجل، لا يوجد الحق إلا معهم ولا يؤخذ الصواب إلا عنهم ولا يلتمس الصدق إلا منهم. ورأيت من تقدم من علماء الشيعة قد ألفوا عنهم في الحلال والحرام والفرائض والسنن ما قد كتب الله لهم ثوابه و أغنوا من بعدهم عن مؤونة التأليف وحملوا عنهم ثقل التصنيف ووقفت مما انتهى إلي
________________________________________
(1) من كرم أي عظم والتكريم: التعظيم. (2) – بفتح الخاء – أي بخصوصيته وخصلته أو بضم الخاء بمعنى الصداقة والاول أظهر. وفى بعض النسخ [ لا يخص ]. (3) طرق له أي جعل له طريقا. (4) فيه سقط والادلاء جمع دليل أو الدال وهو المرشد إلى المطلوب وفى الزيارة الجامعة الكبيرة في وصف الائمة عليهم السلام: ” السلام على الدعاة إلى الله والادلاء على مرضات الله ” إذ هم يدلون الناس على المعارف الالهية والاحكام الشرعية. ولعل الساقط ” ندباء

شاهد أيضاً

من تحف العقول عن آل الرسول

[ 12 ] يا علي إذا رأيت حية في رحلك فلا تقتلها حتى تخرج عليها ...