ثانياً: اختلاف المسلمين، فإن الخلافات الحادة بين العرب
والمسلمين على مستوى الحكومات وداخل كل بلدٍ، والتي عملت قوى الاستكبار العالمي على تغذيتها على مدى أكثر من مائتي عام من خلال العملاء السياسيين والأمنيين النافذين في كثير من وسائل الإعلام والمؤسسات، إن مثل هذه الخلافات هي التي مزقت الأمة وشتَّتت طاقاتها وجعلتها ضعيفة أمام الصهاينة، يقول الإمام في إحدى كلماته “لو أن رؤساء الدول الإسلامية يتخلون عن خلافاتهم الداخلية، ويتعرفون على الأهداف العالية للإسلام ويميلون إلى الإسلام فإنهم لن يصبحوا أسرى وأذلاء للاستعمار”.
ثالثاً: اعتماد الطرق الدبلوماسية من قبل بعض الأنظمة العربية والإسلامية، فإن من جملة بقاء إسرائيل في قلب العالم العربي والإسلامي هو رهان العرب والمسلمين على الطرق السياسية والدبلوماسية في طريقة التعاطي مع إسرائيل لحل قضيتهم منذ سنة 1948، وما ذلك إلا بسبب تخاذلهم وعدم توكلهم على الله، وللإمام في هذا المجال كلامٌ واضح إذ يقول: “من أجل تحرير القدس يجب استعمال الرشاشات المتكلة على الإيمان وقوة الإسلام، وأن يدعوا جانباً اللعب السياسية التي تفوح منها رائحة المساومة لتبقى الدول الكبرى راضيةً، يجب على الدول الإسلامية وخصوصاً الشعب الفلسطيني واللبناني أن يتنبهوا إلى الذين يقضون أوقاتهم في المناورات السياسية، وأن لا يذهبوا تحت اللعب السياسية التي لا تعطي نتيجةً سوى الخسارة والضرر للشعب المظلوم”.