الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / خطب الحسن بن علي (رضي الله عنهما)

خطب الحسن بن علي (رضي الله عنهما)

أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي، عن أبي الطفيل وجعفر بن حبان قالا: خطب الحسن بن علي (رضي الله عنهما) بعد وفاة أبيه قال: أيها الناس ؟ أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين.

 

وأنا ابن الداعي إلى الله، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم.

 

فقال سبحانه وتعالى: (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزذ له فيها حسنا) (1). واقتراف الحسنة مودتنا (2).

 

ولما نزلت (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (3). فقالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.

 

فحق على كل مسلم أن يصلي علينا فريضة واجبة. وأحل الله خمس الغنيمة لنا كما أحل له، وحرم الصدقة علينا كما حرم عليه صلى الله عليه واله وسلم.

 

فأخرج جدي صلى الله عليه واله وسلم يوم المباهلة من الانفس أبى، ومن البنين أنا وأخي الحسين، ومن النساء فاطمة أمي، فنحن أهله ولحمه ودمه، ونحن منه وهو منا. وهو يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله، وتلى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4).

 

وقد قال الله تعالى: (افمن كان على بينة من ربه ويثلوه شاهد منه) (5). فجدى صلى الله عليه واله وسلم على بينة من ربه، وأبى الذي يتلو.، وهو شاهد منه.
________________________________________
(1) الشورى / 23. (2) الى هنا في فرائد السمطين 2 / 120 حديث 421. شرح النهج 16 / 30 (عن هبيرة بن مريم). (3) الاحزاب / 56. (4) الاحزاب / 33. (5) هود / 17. (*)
________________________________________

وأمر الله رسوله أن يبلغ أبى سورة البراءة في موسم الحج. وقال جدي صلى الله عليه واله وسلم حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد في ابنة عمه حمزة: أما أنت يا علي فمني وأنا منك، وأنت وفي كل مؤمن بعدي.

 

فكان أبى أولهم إيمانا، فهو سابق السابقين، وفضل الله السابقين على المتأخرين، كذلك فضل سابق السابقين على السابقين، وذلك إنه لم يسبقه الى الايمان أحد غير جدتنا خديجة (عليها سلام الله جل وعلا). وإن الله (عزوجل) بمنه وبرحمته فرض عليكم الفرائض لا لحاجة منه إليها، بل برحمة منه لا إله إلا هو، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتسابقوا الى رحمته.

 

00002