مع الاعلان عن نبأ استشهاد القائد السيد “مصطفى بدر الدين”، ذهبت التحليلات للحديث عن الجهة المنفذة التي تقف خلف عملية الاغتيال، بعض منها ذهب لنشر اخبار عن قصف نفذه الطيران الاسرائيلي مستهدفاً باحة المنزل التي كان يتواجد فيها السيد ذو الفقار وبعض من رفاقه المجاهدين، واعتبرت تحليلات اخرى ان المنفذ هي جماعات الاجرام التكفيري المتواجدة في تلك المنطقة مطلقة قدائف مدفعية باتجاه باحة المنزل. فيما تحدثت اخبار عن وجود خرق من قبل الاطراف المطلعة على مكان وجود السيد “بدر الدين”. في حديثنا سنحاول التطرق الى الجهة المتهمة وفق تحقيقات حزب الله باعتباره الجهة المعنية والمتابعة للقضية، وسنشير الى احتماليات الرد الممكنة.
من اغتال السيد بدر الدين؟
“انها معركة واحدة ضد المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة” هي العبارة التي اختتم بها بيان حزب الله حول سبب الانفجار الذي استهدف احد مراكزه بالقرب من مطار دمشق الدولي وأدى لإستشهاد القائد السيد “مصطفى بدر الدين”، فصحيح ان تحقيقات الحزب تشير الى ان الانفجار ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة، الا انه اختتم بيانه بالاشارة الى محور “عدو الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة”، في المقابل فالسيد بدر الدين جعلت منه تضحياته المتواصلة من دون انقطاع على مدى ربع قرن رمزاً كبيراً من رموز محور المقاومة، ولهذا، فأي تكن الجهة المنفذة، الا انها لا تنفك عن دائرة ومحور الشر الامريكي الاسرائيلي.
فالسيد “بدر الدين” والمقاومة التي كان فيها العقل الصانع لإنجازاتها، ذهب الى سوريا لمواجهة نفس المشروع الاسرائيلي الذي واجهه في لبنان فترة الاحتلال، وكلل مقاومته بطرد الكيان الاسرائيلي عام 2000، واذله في العام 2006، وعليه فإن الصراع القائم اليوم في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والمنطقة بأكملها، صراع بين محورين، محور المقاومة والعزة، ومحور الاستعمار الاجرامي التكفيري، وما جماعات الاجرام التكفيري او الكيان الاسرائيلي وبعض الانظمة العربية المتعاملة الا ادوات طيّعة فيه.
تحقيقات جارية والرد عزيمة ومواصلة
“أثبتت التحقيقات الجارية لدينا أن الإنفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى إستشهاد الأخ القائد السيد “مصطفى بدر الدين”، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة”. فبيان الحزب اشار فيه الى ان التحقيقات لا زالت جارية، فالمنفذ هو الجماعات الاجرامية التكفيرية، لكن التحقيقات المتواصلة ستثبت مزيداً من النتائج في هذا الخصوص، ولا شك ان المقاومة وشعبها لطالما عملوا في تعاطيهم مع الوقائع الحادثة بالتروي قبل الحكم، والذهاب للتحقيقات قبل اطلاق الاتهامات، اما عن الرد فهو ومهما اختلف شكله الا انه يرتسم بعبارات الحزب التي جاء فيها، “إن نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد “ذوالفقار” ووصيته لإخوانه المجاهدين”. اذن المواصلة والثبات في الخيار هو شكل الرد بعنوانه الأعم، والتفاصيل تختزنها الايام القادمة.