الحديث يدور اليوم عن الحملة العسكرية المفاجئة التي بدأها الجيش السوري مع حلفائه وبدعم جوي روسي منقطع النظير انطلاقاً من الريف الشرقي لمحافظة حماة عبر محور اثريا – الطبقة.
والهدف من هذه الحملة على ما يبدو الوصول الى محافظة الرقة من خلال السيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية والتي تقع على نهر الفرات الى الجنوب من بحيرة الاسد وفيها مطار الطبقة العسكري الذي يعد من اهم واكبر المطارات العسكرية في سوريا .
ان هذا التقدم السريع للجيش السوري والذي أصبح من خلاله على بعد 20 كيلومترا من مدينة الطبقة يشكل ما يشبه النقلة العسكرية النوعية في نقطة حساسة من سوريا وفي توقيت حساس ايضا.
هذه النقلة التي تضيف لرصيد الجيش السوري والحلفاء المزيد من النقاط الايجابية التي سيكون لها تاثير هام وفعال على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والمعنوية لاحقاً.
وسنذكر هنا بعض النقاط الرئيسية التي تعطي معركة تحرير الطبقة ومطارها العسكري هذه الاهمية لدى الجيش السوري والحلفاء :
1- سيتمكن الجيش السوري من الفصل بين مناطق داعش المنتشرة في ريفي حمص وحماة الشرقيين وقطع التواصل بين هذه المواقع ومركزه الرئيسي في الرقة .
2- سيتمكن الجيش من انهاء الحلم الداعشي بالسيطرة على طريق حلب – خناصر – اثريا وبالتالي ضمان وصول المساعدات والدعم لوحداته المتواجدة في حلب وللمواطنين بصورة مستمرة دون انقطاع.
3- سيتمكن الجيش لاحقاً من القيام بحملات عسكرية لتنظيف ما تبقى من جيوب داعش في ريفي حمص وحماه بعد فصلها عن الرقة.
4- ايضا سيقوم الجيش بعزل نقاط داعش المتواجدة في ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي عن الرقة خاصة مع تقدم وحدات سوريا الديموقراطية المدعومة امريكيا في مدينة منبج والتي اسفرت عن فرار عناصر داعش الى مدينة الباب كما ذكرت بعض المصادر.
5- سيتمكن الجيش بعد السيطرة على الطبقة ومطارها من تدعيم عملياته العسكرية ضد داعش في محافظة ديرالزور خاصة ان مطارها ما يزال بيد الجيش السوري بعد محاولات متعددة من داعش للسيطرة عليه الا انها باءت بالفشل، وربما استعادة ديرالزور كاملة من يد داعش ستكون الهدف القادم للجيش السوري.
6- لا ننسى ان السيطرة على الطبقة ستجعل بعض الجيوب الداعشية المتواجدة في بادية تدمر محاصرة من قبل الجيش من الشمال (الطبقة) والشرق (القريتين) والجنوب (تدمر) وهذا سيسهل السيطرة على السخنة شمال شرق تدمر وبالتالي تامين حقول الغاز المتوزعة بتلك المنطقة.
7- من خلال السيطرة على هذا المثلث الحيوي المتمثل بتدمر اثريا والطبقة فهذا يعني امتلاك الجيش السوري لقاعدة رئيسية وسط سوريا ستربط الريف الحمصي بريف حماة بريف دمشق من جهة مرتفعات القلمون التي يتابع فيها ايضا بالتعاون مع الحلفاء عملياته العسكرية ضد داعش وجبهة النصرة.
8- كما قلنا إن امتلاك الجيش لقاعدتين جويتين في وسط سوريا ستجعل كل الاهداف الارهابية المتواجدة في الشمال والشرق والوسط لقمة سائغة لطائراته وهذا يسهل العمل العسكري بالقضاء على الارهاب في ديرالزور ومحافظة حلب ايضا.
هذه بعض النقاط التي تؤكد مدى اهمية هذه المعركة بالنسبة للجيش السوري والحلفاء.
ولا ننسى الهدف الرئيسي من توقيت هذه المعركة الان والذي يتمثل بتقديم رسالة للعالم وخاصة لامريكا وتركيا مفادها ان الدولة السورية ما زالت صاحبة القرار والتي تمتلك زمام المبادرة بكل ما يخص السيادة السورية وانها قادرة على تحرير كامل الارض السورية من الارهاب ولن تسمح لأمريكا وحلفائها بتنفيذ مخططاتهم الخبيثة في سوريا من تقسيم عرقي أو طائفي وما كلام الرئيس الاسد الأخير امام مجلس الشعب السوري الا خير دليل على ذلك.
أخيراً، تاتي هذه المعركة بعد عشرة ايام من انطلاق العملية العسكرية لما يسمى وحدات سوريا الديموقراطية بدعم التحالف الدولي الذي يقوده امريكا ضد داعش في محافظة الرقة، هذه الوحدات التي اصبحت اليوم على بعد 4 كيلومترات من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وربما جاءت هذه الحملة العسكرية للجيش السوري اليوم لتقول لامريكا بان تحرير سوريا من الارهاب يتم عبر الجيش السوري فقط وبالتنسيق مع الدولة السورية فقط وهذا ما يعتبره البعض بحد ذاته انتصاراً للدولة السورية وصفعة لأمريكا وحلفائها.