الرئيسية / أخبار وتقارير / «انقلاب» أردوغان: «مجزرة» بحق الصحافة التركية

«انقلاب» أردوغان: «مجزرة» بحق الصحافة التركية

تستعدّ السلطات التركية لشحذ مقصلتها في «عملية تطهير جديدة» جرت المباشرة بتطبيقها ليلا، وطالت قيادات عسكرية كبرى وعشرات من وسائل الاعلام، بعدما اعلن المسؤولون الأتراك بأن الانقلاب الفاشل جاء كـ «خطوة أخيرة» من قبل حوالي 9 آلاف عسكري، رداً على مخطّط للمجلس التركي الأعلى لطرد جميع المُرتبطين بالداعية الإسلامي فتح الله غولن في مختلف قطاعات الدولة.

 
وكشف وزير الطاقة التركي بيرات البيرق أن السلطات التركية كانت تُخطِّط فعلاً لعملية تطهير كبيرة للجيش للتخلّص من العناصر المُرتبطة بالداعية غولن قبل الانقلاب الفاشل في 15 تموز الحالي.

 
وقال البيرق، في أول لقاء له مع صحافيين أجانب منذ ليلة الانقلاب، إن المجلس العسكري التركي الأعلى كان يُخطّط هذا الصيف للاجتماع لطرد جميع الضباط المرتبطين بغولن الذي تتّهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل.
وأضاف البيرق، وهو صهر الرئيس رجب طيب اردوغان، أن ذلك كان جزءاً من عملية تطهير عامّة ضدّ العناصر الموالية لغولن، وكانت ستمتدّ إلى السلك القضائي وغيره من المؤسسات، مشيراً إلى أنه «تمّ رصد هؤلاء الأشخاص (المرتبطين بغولن) وسُلّمت القوائم المتعلّقة بهم إلى الوزارات المعنية»، لكن بعدما أدرك «الإنقلابيون» أن الامور تسير بهذا الاتجاه، اتخذوا «خطوتهم الأخيرة (الانقلاب) في اللحظات الأخيرة».

 
ورجّح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية أمس، «احتمال إطلاق حملة اعتقالات جديدة»، موضحاً أن عمليات التطهير التي نُفّذت بعد الانقلاب الفاشل «لم تنته بعد».
وقال يلديريم: «التحقيق مستمر ولا يزال هناك أشخاص ملاحقون. يُمكن أن تنفّذ عمليات توقيف واعتقال جديدة (…). لم تنته العملية بعد».

 
ورأى زعيم حزب «الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار أوغلو أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا توفّر للبلاد «فرصة نادرة لإنهاء المستويات الخطيرة من الاستقطاب في البلاد».

 
اعتقالات وإقالات جديدة
وأصدرت الحكومة التركية، أمس، مرسوماً يقضي بفصل 1684 عسكرياً من القوات المُسلّحة، بينهم 87 جنرالاً في القوات البرية، و32 أميرالاً في القوات البحرية، و30 جنرالا في القوات الجوية، لانتمائهم أو صلتهم بغولن.
ووفقا لنص المرسوم، تمّ فصل 87 جنرالاً و726 ضابطاً و256 ضابط صف في القوات البرية، و32 أميرالاً و59 ضابطاً بحرياً و63 ضابط صف في القوات البحرية و30 جنرالاً و314 ضابط طيار و117 ضابط صف في القوات الجوية.

 
ومن بين المفصولين قائد القوات الجوية السابق أكين أوزتورك، وقائد الجيش الثاني الفريق آدم حدوتي، وقائد إدارة التدريب والتعبئة المعنوية الفريق متين إيديل، ورئيس الشؤون الإدارية في رئاسة الأركان الفريق إلهان تالو.
كما نص المرسوم على إلحاق القيادة العامة لقوات الدرك وقيادة خفر السواحل بوزارة الداخلية، وستطبق هذه الإجراءات مع قرارات مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى، الذي سيعقد اليوم.

 
وذكرت هيئة الأركان التركية، في بيان، أن 8651 عسكرياً شاركوا في الانقلاب الفاشل ضدّ اردوغان أي ما يُمثّل 1.5 في المئة من الجيش التركي، استخدموا 35 مقاتلة تابعة للقوات المُسلّحة، و37 مروحية، و246 آلية مُصفّحة، و74 دبابة وثلاث سفن، وفقاً لهيئة الأركان التركية.
وأعلن وزير الصحة رجي آقداغ أن الوزارة أبعدت 5581 موظفاً بشكل موقت من عملهم بينهم 115 مديراً و1504 أطباء.
وأصدر القضاء التركي، أمس، مذكرات توقيف بحق 47 موظفاً سابقاً في صحيفة «زمان»، كما سُجن 16 صحافياً من أصل 42 صدرت بحقّهم مذكرات توقيف الإثنين الماضي.
وأغلقت السلطات ثلاث وكالات أنباء و16 قناة تلفزيونية و23 محطة إذاعية، و45 صحيفة، و15 مجلة و29 دار نشر للاشتباه بصلتهم بغولن.

 
وندّدت منظمة «العفو الدولية» بـ «التقييد الصارم لحرية التعبير»، كما ندّدت منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي تضع تركيا في المرتبة الـ 151 من 180 بلداً في مجال احترام حرية الصحافة، بما وصفته «مطاردة السحرة (الأصوات المعارضة)».
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن اعتقال المزيد من الصحافيين يُعدّ «جزءاً من توجّه مثير للقلق ومحبط للنقاش العام».
تسليم غولن
وجدّد يلديريم الطلب الشخصي الذي قدمه اردوغان لنظيره الأميركي باراك أوباما بتسليم غولن.
وأضاف: «لا ننوي إطلاقاً قطع العلاقات، لكننا نُشدّد على أننا مصرون وقلنا ذلك للحكومة الأميركية».

 
كما طالب رئيس هيئة الأركان العامة التركية خلوصي أكار نظيره الأميركي جوزيف فرنسيس دانفورد بدعم مطلب أنقرة باستلام غولن.

 
وحول توقيف ضباط أتراك كبار يخدمون في «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) في أفغانستان، أكد يلديريم أن أنقرة لم تعط أي «تطمينات» لـ «الناتو»، مضيفاً أنه «بالنسبة إلى الحدود الشرقية والجنوبية للحلف، إننا البلد الذي يضمن الأمن، فعلى الأطلسي أن يشكرنا».

 
وأجّلت السلطات اليونانية، إلى 19 آب المقبل، جلسات الاستماع في دعوى أقامها ثمانية عسكريين أتراك يسعون للحصول على اللجوء بعدما فرّوا من تركيا، لحين الاستعداد بشكل أفضل.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...