وزارة الدفاع الروسية تقول إن قاذفات روسية انطلقت يوم الثلاثاء من مطار همادان في ايران وقصفت أهدافاً لداعش والنصرة ومخازن أسلحة للمسلحين في حلب ودير الزور وإدلب في سوريا.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات روسية انطلقت اليوم الثلاثاء من مطار همادان في ايران وقصفت أهدافاً للمسلحين في سوريا.
وأشارت الوزراة إلى أن هذه القاذفات وجهت ضربات إلى داعش والنصرة في حلب ودير الزور وإدلب في سوريا، كذلك استهدفت مخازن أسلحة وذخيرة ومعسكر تدريب للمسلحين في حلب ودمرتها.
وصلت طائرات قاذفة من طراز “تو-22 إم 3 ” تابعة لسلاح الجو الروسي إلى مطار همدان الإيراني، للمشاركة في توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم “داعش” في سوريا.
وقال دبلوماسي روسي في وقت سابق إن بلاده طلبت من سلطات العراق وإيران، السماح بتحليق صواريخ “كاليبر” المجنحة الروسية فوق أراضيهما.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الاثنين عن بدء مناورات تكتيكية في بحر قزوين، بمشاركة سفن حربية حاملة لصواريخ مجنحة بعيدة المدى “كاليبر”، إلى جانب سفن أخرى.
وأوضحت الوزارة أن الهدف من المناورات هو “اختبار قدرة قوات أسطول بحر قزوين على مواجهة الأزمات الطارئة، بما في ذلك المتعلقة بالإرهاب”.
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2015 أطلقت أربع سفن حربية روسية ستة وعشرين صاروخاً جوالاً من طراز “كاليبر” على منشآت تابعة لتنظيم داعش في الأراضي السورية من بحر قزوين. أصابت الصواريخ بدقة أحد عشر هدفاً بالرغم من أنها تبعد نحو ألف وخمسمئة كيلومتر عن مكان إطلاقها.
وقالت قناة “روسيا- 24″، يوم الثلاثاء إن نشر الطائرات الحربية الروسية في الأراضي الإيرانية “يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليقات بنسبة 60%”، مشيرة إلى أن القاذفات “تو-22 إم 3” التي “توجه ضربات إلى الارهابيين في سوريا/ تستخدم حالياً مطاراً عسكريا يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من الأضخم في العالم”.
وبحسب وسائل إعلام روسية فإن الهدف من نشر هذه القاذفات في ايران هو “تقليص المسافة التي كانت تقطعها القاذفات الروسية من جنوب روسيا إلى سوريا، مروراً ببحر قزوين وايران والعراق والتي تقدر بـ 2100 كم، وستصبح من مطار إيران إلى سوريا بحدود 900 كم فقط وبالتالي انخفاض في كمية ووزن الوقود اللازم للطيران بحدود 60%”.
وسبق لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن كشف أن بلاده والولايات المتحدة، “تقتربان من البدء بعمل عسكري مشترك لمحاربة الارهابيين في مدينة حلب”.
وبالتزامن مع المناورات في مياه قزوين، انطلقت في البحر الأبيض المتوسط في اليوم ذاته تدريبات لمجموعة من السفن الحربية الروسية المتواجدة هناك على أساس دائم مع مجموعة بحرية ضاربة مؤلفة من سفينتين “سيربوخوف” و”زيلوني دول”، الصاروخيتين المزودتين بصواريخ “كاليبر” أيضاً. وتهدف هذه المناورات إلى التدريب على تنفيذ عدد من المهام، بما فيها القيام بالرماية في ظروف قريبة من الظروف القتالية الحقيقية.
وسائل إعلام اسرائيلية: انطلاق طائرات روسية من ايران يجب أن يقلق “اسرائيل”
وفي أول رد من “اسرائيل” على انطلاق الطائرات الروسية من ايران، قال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية ايهود يعري إن “انطلاق طائرات روسية من الأراضي الايرانية هو تطور مهم جداً لم يحصل منذ 37 عاماً”. وأضاف “نحن نرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس دولة هي ليست دولة عظمى منذ مدة، وبالتأكيد ليس من الناحية الاقتصادية وغيرها من الجوانب، ولكن لديها القوة العسكرية، وخطوة بعد خطوة يبني نظام جديد في الشرق الأوسط”.
ورأى يعري أن المصالحة التي جرت مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “سيكون لها ثمار أخرى لاحقاً وحتى في نطاق التعاون العسكري”، مشيراً إلى أن “ايران للمرة الأولى منذ 37 عام على انطلاق الثورة الاسلامية، توافق على تواجد قوة أجنبية على أراضيها، وتسمح للقاذفات الروسية وطائرات السوخوي أن تنطلق من قاعدة همدان، لمهاجمة المتمردين في سوريا”.
وقال يعري إن طلب الروس من الايرانيين السماح لهم باستخدام مجالهم الجوي لاطلاق صواريخ موجهة من بحر قزوين وهذا التعاون هدفه “منع المتمردين من تحقيق انجازات في جبهة حلب”، معتبراً أن هذا التعاون لمثلث روسي-ايراني-تركي، هدفه منع تحقيق الحلم الكردي بالاستقلال في شمال سوريا وسيكون لذلك انعكاسات كبيرة”.
وأشار المحلل الاسرائيلي إلى أن ما يجري اليوم يتراكم أمام اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط هو محور ثلاثي: أنقرة-موسكو -طهران، محور لا يوجد فيه أي دولة عربية “باستثناء سوريا كتابع”، معتبراً أن “بوتين الآن هو اللاعب المركزي والفعال جداً في المنطقة”.
بدوره، قال محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة الإسرائيلية حيزي سيمانتوف إن “التعاون الروسي الايراني في سوريا يجب أن يقلق اسرائيل”، معتبراً أن “الرابح الأكبر من ذلك هو الرئيس بشار الأسد”. وأضاف “لأول مرة في تاريخ ايران الحديث يسمح لدولة أجنبية، بهبوط قاذفات وطائرات عسكرية روسية في قاعدة عسكرية فيها ومن هناك تنطلق لمهاجمة دولة أخرى هي سوريا، وبالطبع داعش وكل أعداء الأسد”. ورأى سيمانتوف أن “التعاون الاستراتيجي بين ايران وروسيا أنتج هذه الموافقة الايرانية وكذلك أيضاً حزب الله”. وأشار إلى أن روسيا الآن تعمل لصالح الأسد ضد داعش وكل المتمردين”، معتبراً أن “هذا التعاون يجب أن يقلق اسرائيل، لأنه قد يطلب الايرانيون من روسيا مقابل ذلك وهو التزود بسلاح متطور”.