49- ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وانتم نور الاخيار =
قال) يا علي ما عرف الله الا انا وانت وما عرفني الا الله وانت وما عرفك الا الله وانا وكذا الكلام في قوله. (ولا ابلغ من المدح كنهكم ولا من الوصف قدركم) في حديث الرضا عليه السلام في وصف الامام الامام واحد دهره لا يدانيه احد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب من له ولا اكتساب بل ختصاص من المفضل الوهاب فمن الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الالباب وخسأت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وحصرت الخطباء وجهلت الالباء وكلت الشعراء وعجزت الادباء وعيت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله وأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شئ من امره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه بلا كيف وانى وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين الحديث. (وانتم نور الاخيار) اي كيف احصي ثنائكم وامدحكم كنه مدحكم واصف قدركم والحال. (انكم نور الاخيار) اي معلموهم وهادوهم مع انه لا يمكن معرفة الاخيار من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين أو انتم كالشمس من بينهم فكما ان البصر عاجز عن رؤية الشمس = (*)
[180]
وهداة الابرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض =
كذلك البصيرة عاجزة عن ادراك مراتب شمس كمالكم وصفاتكم. (وهداة) الشيعة. (الابرار وحجج الملك الجبار بكم فتح الله) الوجود أو الخلافة أو جميع الخيرات والافاضات أو بكم خلق الله إذ لو لاكم لما خلقت سماء (مبنية ولا ارض مدحيه ولا شمس مضيئة ولا قمر منير ولا ريح تسير) ولا غير ذلك والباء تحتمل السببية والصلة. (وبكم ينزل الغيث) كما ورد في الاخبار أو بدعائهم. (وبكم يختم) اي دولتكم آخر الدول أو الدولة في الاخرة أيضا لكم. (وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض) مع حصول أسباب ذلك من أقوال الخلق وأفعالهم الموجبة لذلك من اداء الولد والصاحبه لله تعالى واتخاذ الالهة الباطلة كما قال تعالى (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا (1)) (ان دعوا للرحمن ولدا (2)).
(1): سورة مريم آية 90 – 91.
[181]
الا باذنه وبكم ينفس اللهم ويكشف الغم ويرفع الضر
وقوله (الا باذنه) يعني عند قيام الساعة أو في كل وقت يريده تعالى ويأذن فيه (وبكم ينفس الهم ويكشف الغم ويرفع الضر) وفي بعض النسخ وبكم يكشف الضر ورى الصدوق في الاكمال باسناده عن الرضا عليه السلام قال نحن حجج الله في ارضه وخلفائه في عباده وامنائه على سره ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته بنا يمسك السموات والارض ان تزولا وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة لا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهل وعن الصادق عليه السلام قال ان الكواكب جعلت في السماء أمانا لاهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء اهل السماء (ما كانوا يوعدون) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل اهل بيتي امانا لامتي فإذا ذهب اهل بيتي جاء امتي (ما كانوا يوعدون) وعن السجاد عليه السلام قال نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن امان اهل الارض كما أن النجوم امان لاهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء ان تقع على الارض الا باذنه وبنا يمسك الارض ان تمور بأهلها وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمه وتخرج بركات الارض الحديث.
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...