الرئيسية / تقاريـــر / الإنعطاف السياسي التركي تجاه سوريا لم يترجم بعد على أرض الميدان

الإنعطاف السياسي التركي تجاه سوريا لم يترجم بعد على أرض الميدان

الوقت- مما يتم تداوله في وسائل الإعلام من تمكن الإرهابيين من كسر طوق حلب إلى ما يبدو بتغيير وإنعطاف في الموقف السياسي والإعلامي التركي تجاه سوريا، هذه الأمور وأخرى كانت محور حديثنا مع علي القاسم رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية والتي جاء في تفاصيلها التالي:

الوقت: تتعرض سوريا حالياً لحملة إعلامية كبيرة من قبل وسائل الإعلام المعارضة للحكومة والدولة السورية حول أن المعارضين في حلب قد كسرو الطوق المفروض من قبل الدولة السورية على الإرهابيين في حلب وخاصة في معمل الإسمنت ومنطقة الكليات فماذا يحصل الأن بالميدان السوري بشكل أكيد؟

القاسم: يجب التنويه عند التحدث عن حلب بأن الدولة والحكومة السورية لم تفرض أي حصار في حلب، الدولة السورية أجرت طوقاً على المسلحين والإرهابيين الذين كانوا يحاولون محاصرة أحياء حلب، وكل ما يشاع اليوم في الإعلام أو دعني اسميه “إعلام التمنيات” فهم يعبرون عن أمنياتهم وآمالاهم ولكن ليس الواقع، فالدليل على ذلك أن كل المناطق التي تحدثوا عنها من ماسمي بفتح ثغرة بإتجاه أحياء شرقي حلب هي الآن مسيطر عليها نارياً على الأقل من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه، وهذا ما أثبته الصوت والصور المباشرة للقنوات الصديقة والقنوات السورية حول هذه المسألة، ففي ظهر اليوم الذي تتحدث معي فيه كانت الكليات ومعمل الاسمنت وكل المناطق التي تم الحديث عنها بأيدي الجيش السوري وهذا دليل قاطع على أن كل ما قيل من قبل وسائل الإعلام المعادية ليس له أي صلة بالواقع.

النقطة الثانية والتي تتعلق بمشروع 1070 شقة فقد تم تطهيرها بالكامل واعتقد أن هناك بضعة امتار قليلة متبقية هناك وسيتم تطهيرها بالكامل خلال الساعات القليلة المقبلة، فكما قلت لك هم يتحدثون بأمنياتهم أكثر مما يتحدثون عن الواقع.

الوقت: ما هي النتائج والتداعيات المتوقعة علي الصعيدين السياسي والأمني في حال تمكن الدولة السورية من النصر وتطهير حلب بشكل كامل؟

القاسم: بالتأكيد إن حلب هي منعطف مهم ومفصلي في كل المعركة وفي مجال مواجهة سوريا للإرهاب العالمي التي يتم دعمه من العديد من الدول فالكل بات يعرف الآن بأن هناك إرهابيين في سوريا من أكثر من 80 جنسية، وبالتالي فإن النصر السوري لن يكون على مجموعات إرهابية معروفة بقدر ما سيكون مساهمة علنية وكبيرة من قبل الدولة السورية في مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي والدولي، لذلك أعتقد ان النقطة الأساسية في هذه المسألة أنه عندما يعلن تطهير حلب بشكل كامل فهذا يعني أن المشروع الآخر قد إنهزم والمشروع الآخر الذي خطط للمنطقة قد إنكسر، وهذا ما يثير هلع وخوف أصحاب المشروع الذي نعتقد أن له أركان ثلاثة، الركن الأول: هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا، الركن الثاني: مشيخات الخليج والدول المنطوية تحت ستارها، والركن الثالث الكيان الصهيوني الإسرائيلي المستفيد الأكبر مما جري ويجري في المنطقة لذلك أعتقد أن الهزيمة المنتظرة اليوم مهمة للغاية ليس فقط على مستوى سوريا وما تواجهه البلاد من إرهاب، بقدر ما تحمله من أهمية على الصعيد العالمي والدولي. فالنقطة الأهم بإعتقادي أنا هي حول وجود الارهاب على المستوى العالمي ومحاولة إجتثاثه أينما وجد، فسيكون أساس ونواة المواجه هو محورالمقاومة في سوريا وإيران وحزب الله وأيضاً الحليف الروسي الذي يشترك وبشكل كبير في مكافحة الإرهاب.

الوقت: بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا يوجد الان تغيير واضح في الموقف السياسي التركي ، هل هذا التغير والإنعطاف التركي يتم تجسيده بشكل فعلي وواقعي على أرض الميدان في سوريا، وبشكل أخص بعد ما قاله وزير الدفاع التركي بأن روسيا وتركيا قد إتخذتا قراراً ما في ما يخص الأزمة السورية؟

القاسم: أعتقد أن هذا التغير هو في الإعلام وليس على أرض الواقع، فما نسمعه عن إنعطاف وإستدارة في السياسة التركية ليس له أصل ولا مرتجع ولا صلة بالواقع والدليل هو أن المجموعات الإرهابية التي تقوم بأعمالها الوحشية في حلب ومن قبل مختلف التنظيمات سواءً من قبل جيش الفتح أو غيرها، فكلهم فصائل إرهابية مدعومة من تركيا مباشرة، فكل دعم بالسلاح ودخول الإرهابيين في سوريا يتم حتى هذه اللحظة عبر الحدود التركية، فدعنا نسميها وبمعنى آخر إن لم يكن هناك شواهد على الأرض والميدان وأساسها وجوهرها هو إغلاق الحدود ومنع دعم الإرهابيين وإمدادهم بالسلاح، ما عدا ذلك سيبقى كلام إعلامي.

لكن أيضاً في المشهد يجب أن نقرأ زاوية أخرى، نظام اردوغان اليوم هو نظام مهزوم، ويبحث عن سلم يمكنه من النزول بعد أن رفع كثيراً من سقف توقعاته ومن سقف أحلامه تجاه المنطقة، فقد قدم له الروس السلم لينزل بشكل واضح من خلال زيارته روسيا ولقائه الرئيس بوتين وقدم له ايضاً الأصدقاء الإيرانيين طوق نجاة إضافي كي يخرج من ما هوم فيه والعودة للواقع بشكل فعلي، لكن ربما هذا النظام ليس مؤهلاً للأسف فهو لا يتمكن من تدارك مايمكن تدراكه وذلك لأن أخطائه أكبر بكثيرمن قدرته، فنحن نعرف أن رئيس الوزراء التركي اليوم قد يكون هو الوجه الجديد الذي يريد أردوغان اليوم عن طريقه أن يصلح أخطائه في الماضي وبالتالي فإن نظام اردوغان بشكله وأسلوبه الحالي ليس مؤهلاً أن يكون ضمن نسيج المجتمع الدولي الحقيقي الذي يواجه الإرهاب.

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...