برزت مدينة النجف الأشرف كواحدة من أهم المدن الحضارية الإسلامية وأشهرها في العراق والعالم الإسلامي ، وكانت خلال تاريخها الإسلامي إحدى أشهر المزارات الإسلامية لاحتضانها جامع ومرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، وكذلك لما تحويه من عمائر إسلامية غاية في الروعة والجمال ، كالمساجد والمدارس الدينية والحسينيات والمقامات والبيوت التراثية والأسواق والخانات التاريخية .
ولقد لحقت بهذه المدينة المقدسة خلال العقود الاربعة الأخيرة شتى ضروب الأضرار والتخريب المتعمد وغير المتعمد أحياناً . ولعل ما قام به النظام المباد منذ العام 1991م من تهديم لمساحات واسعة في مركز المدينة لاسيما في
منطقة ( محلة ) العمارة بحجة توسيع هذه المنطقة وتطويرها ومن دون وضع دراسة علمية لإعادة تخطيطها وتصميمها يمثل ذروة التخريب والإهمال . ومن المؤكد أن غياب الحلول والمعالجات الصحيحة وعدم اهتمام الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام السابق ، أدى إلى فقدان هذه المدينة المقدسة للعديد من معالمها الإسلامية المميزة وتشويه صورتها العمرانية .
إن دراسة الواقع العمراني الحالي تنصب على مركز مدينة النجف الأشرف ، والذي يشمل المنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة والمنطقة المحصورة بين شارعي الإمام الصادق والإمام زين العابدين (ع) والممتدة من ساحة الإمام علي (ع) أو (ساحة الميدان) إلى العتبة العلوية المقدسة والتي تشمل أيضاً السوق الكبير، وكذلك المنطقة الممتدة من العتبة العلوية المقدسة إلى الجهة المطلّة على بحر النجف والتي سميت في عهد النظام المباد بمدينة الزائرين أو منطقة ( محلة ) العمارة سابقاً ، إضافة إلى جزء من شارع الطوسي أو ساحة توديع الجنائز ، حيث تحتل هذه المناطق موقعاً بارزاً ومتميزاً في هيكل وبنية مدينة النجف الأشرف عمرانياً .
لقد كانت هذه المناطق المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة من ناحية الهيكل العمراني قبل تدميرها وإزالة عدد كبير من أبنيتها وتشويه البعض الآخر في زمن النظام المباد بمثابة وحدة عمرانية متكاملة محورها العتبة العلوية المقدسة . وهي تمثل مركز المدينة الحيوي والمهم ، حيث تتضح فيه كافة العلاقات والتفاعلات ، وإن هذه العلاقة والتفاعل يبدو واضحاً في كافة المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية كما هو مبين أدناه :
أولاً : من الناحية الاجتماعية
كانت هذه المنطقة بمكانتها العريقة وتقاليدها الموروثة تمنح مدينة النجف الأشرف هويتها المحافظة ، وكانت إلى سنواتٍ قريبة وما زالت مركز تجمع سكان المدينة ومحور حياتهم .
ثانياً : من الناحية الثقافية
كانت هذه المنطقة المتمثلة بالعتبة العلوية المقدسة والحوزات العلمية والمدارس الدينية والبيوتات والمراكز الثقافية والاجتماعية تمنح مدينة النجف الأشرف خصوصيتها كمدينة مفتوحة على تيارات الثقافات الإسلامية الخارجية .
ثالثاً : من الناحية الاقتصادية
كانت هذه المنطقة وما زالت ، عصب الحياة التجارية للمدينة بمظاهرها المختلفة التقليدية أو الحديثة ، حيث يمثل السوق الكبير الممتد من ساحة الإمام علي (ع) إلى مدخل العتبة العلوية المقدسة أحد أهم الأسواق القديمة في المدينة والذي يزدحم بالزوار والسكان طيلة أيام السنة . وتتوزع في هذا السوق المحلات التجارية التي تباع فيها البضائع بأنواعها المختلفة ، وكان محوره وما يزال مركز حركة المشاة الرئيسية المؤدي إلى العتبة العلوية المقدسة .
رابعاً : من الناحية العمرانية
ما يهمنا بشكل خاص ، هو هذه المنطقة الممتدة من ساحة الإمام علي (ع) إلى الجهة المطلّة على بحر النجف ، والتي تعتبر قلب المدينة القديمة ومركز الحركة الرئيسية فيها خصوصاً حركة الزوار ، حيث تلتقي فيها جميع الشوارع والأزقة القديمة .
فبالإضافة إلى عمارة العتبة العلوية المقدسة ، كانت هذه المنطقة – وخصوصاً منطقة العمارة التي هُدمت في زمن النظام المباد – تضم العديد من المعالم الإسلامية المهمة في المدينة ، والمتمثلة في أبنية ذات قيمة حضارية وتراثية .
إن أبرز المشاكل العمرانية لمدينة النجف الأشرف القديمة تتجسد في الواقع ، بتحول المنطقة (مركز المدينة) خصوصاً المنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة الى منطقة مهدّمة ، حيث تعرضت إلى التشويه العمراني من قبل النظام المباد بحجة إعادة تطويرها وإعمارها .
من هنا جاء تأكيدنا ضمن مشروع إعادة تخطيط مدينة النجف الأشرف على الأهمية الكبيرة لإعادة إحياء الشخصية العمرانية التاريخية لمركز المدينة باعتباره الضمانة الجوهرية لإعادة نشاط تلك الفعاليات ولإيجاد مساحات وفضاءات واسعة تستوعب مئات الآلاف من الزائرين الذين يصل عددهم أحياناً في المناسبات الدينية المهمة إلى أكثر من خمسة ملايين زائر من داخل وخارج العراق .
الخطوط المقترحة للتخطيط والتطوير العمراني لمركز مدينة النجف الأشرف :
فقد حاولنا في المشروع التصميمي المقترح الذي أعد من قبلنا خلال عامي 2007 و 2008 ، الحفاظ قدر الإمكان على المعالم التاريخية والدينية في المدينة القديمة ، والتأكيد على تكامل وترابط الأبنية الجديدة المقترحة مع عمارة العتبة العلوية المقدسة والمناطق المحيطة بها ، وضمان استمرارية حركة المشاة باتجاه العتبة المقدسة بكل سهولة ويسر .
إن الهدف الذي نسعى لتحقيقه بذلك هو التأكيد على الهوية الدينية والثقافية للمركز التاريخي لمدينة النجف الأشرف وإبراز مكانتها العمرانية وإعادة إحياء رصيدها التراثي الأصيل .
تتباين الخطوط المقترحة للتخطيط والتطوير العمراني لمركز المدينة وما يحيط به حسب القطاعات المختلفة وذلك كما يلي :
أولاً : مقترح إيجاد صحن واسع يحيط بالعتبة العلوية المقدسة من جهاتها الثلاثة وعلى مسافة 40 متراً من كل جهة من ضمنها الأواوين التي تحيط بالصحن المقـترح والمؤلفة من طابقين والتي تشبه في طرازها المعماري أواوين العتبة ، بحيث يكون الصحن المقترح مع عمارة العتبة كياناً عمرانياً واحداً متكاملاً ومتجانساً وذلك للحفاظ على النسيج العمراني ، وكذلك لاستيعاب الأعداد الهائلة من الزائرين . ويفتح على صحن العتبة عبر البوابات التقليدية الموجودة ، أما من الخارج فيفتح عبر بوابات جديدة تقابل بوابات العتبة .
ثانياً : المنطقة الواقعة بين ساحة الإمام علي (ع) أو (ساحة الميدان) والعتبة العلوية المقدسة . وهي من أهم المناطق الموجودة في مركز المدينة ومحور حركة سير الزائرين إلى العتبة والمحصورة بين شارعي الإمام الصادق والإمام زين العابدين (ع) والتي تشمل أيضاً السوق الكبير . المقترح هو إيجاد صحن واسع مفتوح من جهة ساحة الإمام علي (ع) وبعرض 40 ـ 45 متراً تقريباً وسيكون محور الحركة الرئيسي المؤدي إلى المرقد الشريف ، حيث يعتبر المحور الرئيسي حالياً هو السوق الكبير الذي يبلغ عرضه 4.75 متر ، وهذا يعتبر من أكثر الحلول عملية . ويكون الصحن امتداداً طبيعياً لفضائي صحني العتبة العلوية المقدسة والصحن المقترح الجديد الذي يحيط بالعتبة ، ولابد من التأكيد على أهمية ودور عمارة العتبة ( عمارة المرقد الشريف ) كمركز للتكوين الفضائي وعنصر مهيمن في مركز المدينة ، وكذلك الحفاظ على حرمة وهيبة العتبة . ويكون الارتباط الفضائي بين عمارة العتبة العلوية المقدسة والصحن المقترح عبر البوابات المقترحة المتصلة بالصحن المقترح المحيط بالعتبة .
وعلى كل جانب من جانبي الصحن المقترح الممتد من ساحة الإمام علي (ع) إلى العتبة العلوية المقدسة يوجد في الطابق الأرضي رواق عريض مسقف مستمر لحماية المشاة من مطر الشتاء وشمس الصيف الحارة ، بحيث يشرف الرواق على الصحن المقترح وتعلوه العقود (الأقواس) المدببة الشكل المشابهة في طرازها المعماري لعقود الأواوين التي تحيط بصحن العتبة العلوية ، وذلك للحفاظ على الطابع العام للعمارة الإسلامية لمركز المدينة .
أما الطابق الأول فوق الرواق الأرضي الذي يشرف على الصحن المقترح الممتد من ساحة الإمام علي (ع) إلى العتبة العلوية المقدسة فيشيّد كرواق علوي آخر مسقف يشرف على الصحن المقترح أيضا ً، تتقدمه عقود (أقواس) مشابهة لعقود الطابق الأرضي .
ويقع في الطابق تحت الأرضي أي تحت الصحن المقترح الممتد من ساحة الإمام علي (ع) إلى العتبة العلوية ، صحن واسع لإيواء الزائرين وكذلك المرافق والخدمات العامة التي سنأتي على ذكرها .
الأسواق الجديدة المقترحة في مركز المدينة :
إن الهدف من معالجة التصميم المعماري المقترح في مركز مدينة النجف الأشرف هو محاولة إحياء استمرارية النمط التقليدي الإسلامي للأسواق القديمة ، واستلهامه بأسلوبٍ يجمع بين الأصالة والتراث والحداثة ، ويؤكد على الهوية الدينية والتاريخية لهذه المدينة المقدسة .
ومن أبرز هذه المعالجات في التصميم الجديد :
إيجاد سوقين كبيرين على جانبي الصحن المقترح الممتد من ساحة الإمام علي (ع) إلى العتبة العلوية المقدسة ويكون السوقان ملاصقين للصحن . إن الهدف من بناء هذين السوقين هو إحياء وتكريم السوق الكبير الذي سيتم هدمه بسبب التشويه العمراني الذي أصابه من قبل النظام المباد بالبلوك الاسمنتي وصفائح الجينكو ، والذي يغلق المشهد البصري عن مرقد الإمام علي (ع) الذي يجب أن يكون المرقد الشريف هو العنصر المهيمن والأهم في مدينة النجف الأشرف . ويرتبط كل سوق مع الصحن المقترح عبر مداخل ، وكل سوق يتألف من أربعة طوابق ، الطابق الأرضي والطابق الأول وطابقين تحت الأرضي .
وكل سوق ينقسم إلى عدة أقسام تفصل بينها الساحات المسقفة الواسعة التي تعلوها القباب الكبيرة ، والتي تتوزع منها المداخل والمخارج والسلالم والمصاعد الكهربائية التي تؤدي إلى الطوابق الأخرى من السوق والأروقة المشرفة على الصحن المقترح . وتؤدي كذلك إلى الصحن والمرافق والخدمات العامة في الطابق تحت الأرضي .
وتكون ارتفاعات الأسواق متجانسة مع ارتفاعات سور صحن العتبة العلوية المقدسة والأصحن الجديدة المقترحة . ويكون نمط بناء الأسواق وتسقيفها وفق الأساليب والطرق البنائية التقليدية لمدينة النجف الأشرف مع استخدام الأساليب والطرق المعمارية الحديثة .
ثالثاً : المنطقة الواقعة بين العتبة العلوية المقدسة والجهة المطلّة على بحر النجف والتي كانت تسمى بمدينة الزائرين في عهد النظام المباد ، أو محلة العمارة التاريخية .
المقترح هو إيجاد مصلى واسع يرتبط بالحضرة المشرفة من جهة الساباط (مسجد الرأس) ، وكذلك إيجاد مكتبة ضخمة ومتحف الروضة ، وصحن كبير يفتح من جهة بحر النجف سُمّي بصحن فاطمة الزهراء (ع) . وتكون هذه التوسعة امتداداً طبيعياً لصحن العتبة العلوية المقدسة والصحن الجديد المقترح المحيط بالعتبة .
وتقع على جانبي صحن فاطمة (ع) عدد من الصحون التي تحيط بها الأواوين والأروقة المشابهة في طرازها المعماري أواوين صحن العتبة العلوية المقدسة . وتتكون هذه الصحون من أربعة طوابق ، الطابق الأرضي والطابق الأول والتي تضم قاعات وغرف تستخدم كإيواء للزائرين ولتدريس طلبة المعاهد الدينية .
أما الطابق تحت الأرضي فيتكون من طابقين ويستخدمان لأغراض متعددة منها : مضيف الامام علي (ع) وقاعات للمحاضرات والندوات الدينية والثقافية ومعارض الكتب والفنون الإسلامية وقاعات لمراكز الانترنت ومركزاً للإعلام والنشر التابع للعتبة ومكتب الأمانة العامة وقسم البحوث والدراسات والتوثيق وقسم الشؤون الإدارية والمالية وقسم الشؤون الفنية والهندسية وقسم الدراسات والتصاميم وقسم الإرشاد السياحي وحفظ النظام وقسم العلاقات العامة والتشريفات وقسم الصيانة والتدفئة والتبريد .
رابعاً : المنطقة الواقعة بين العتبة العلوية المقدسة من جهة باب الطوسي ومقبرة النجف (وادي السلام) ، وهي منطقة الربط الرئيسية بين المقبرة والمرقد الشريف والمتمثلة بشارع الطوسي ، والتي ستكون المحور الرئيسي لحركة سير الجنائز.
المقترح هو إيجاد صحن واسع يتكون من ثلاثة طوابق : الأرضي والأول وتحت الأرضي ، يربط العتبة من جهة باب الطوسي إلى الجهة الواقعة أمام مدخل المقبرة ( وادي السلام ) .
المرافق والخدمات العامة تحت الطابق الأرضي:
أ- يتضمن تخطيط وتصميم مركز مدينة النجف الأشرف ، مجاميع من المرافق العامة للرجال والنساء ، وكذلك الحمامات العامة للزائرين وأماكن الوضوء . وتقع جميعها في الطابق تحت الأرضي وموزعة بطريقة تخدم جميع الزوار وسكان المدينة والمتسوقين . وتتم تهوية وإنارة الطابق تحت الأرضي بواسطة فتحات كبيرة موزعة في أرضية الطابق الأرضي للأبنية الجديدة المقترحة .
ب- العيادات الطبية : ويشمل الطابق تحت الأرضي في التصميم المقترح على عيادات طبية لتقديم الخدمات الطبية إلى الزائرين وسكان المدينة .
ج- ويشمل الطابق تحت الأرضي أيضاً على مكاتب للشرطة السياحية ومراكز الاستعلامات والاتصالات ومراكز الانترنت وقاعات للأطفال .
د- مواقف المركبات (السيارات) : إن طبيعة نظام حركة المركبات في المدينة في التصميم المقترح يقسم إلى قسمين :
1- في الأيام الاعتيادية (غير مواسم الزيارات) .
2- في مواسم الزيارات الدينية المهمة .
وستخصص في الأيام الاعتيادية عدد من مواقف السيارات في المناطق المحيطة بالمدينة القديمة وبمحاذاة شارع السور القديم ضمن تحديث التصميم الأساسي وذلك لخدمة الزائرين وأهالي المدينة وترتبط هذه المواقف بشارع الإمام علي (ع) المؤدي إلى مدينة الكوفة من جهة ، ومن الجهة الأخرى بالشارع الحولي الجديد الذي يقع في منطقة بحر النجف والذي يرتبط بدوره من ناحية بمدينة كربلاء المقدسة ومن ناحية أخرى بالمدن الوسطى والجنوبية من العراق . وسيخصص كراج كبير أيضاً في الساحة الواسعة عند شارع الخورنق .
أما في مواسم الزيارات الدينية المهمة فتُبعد جميع المركبات عن المنطقة المحيطة بمركز المدينة ، عدا سيارات الإسعاف والحريق والشرطة ، وذلك للحفاظ على أمن الزوار وراحتهم ولحماية البيئة والسيطرة على التلوث البيئي ، ويستعاض عنها بمركبات كهربائية صغيرة لنقل أصحاب الاحتياجات الخاصة .
هـ- مناطق المشاة : المقترح هو أن تتحول المدينة القديمة – بما فيها المركز – والمحصورة ضمن الشارع الدائري المحاذي لسور النجف القديم إلى منطقة مشاة يمنع دخول السيارات إليها على مدار السنة .
ملاحظات:
من خلال الدراسة والمسح الميداني لمركز المدينة خصوصاً منطقة العمارة سابقاً التي تمت إزالتها من قبل النظام المباد وشيدت على أنقاضها عمارات الزائرين ، وجدنا أن هذه المنطقة كانت تتضمن مباني دينية وتراثية مهمة ، سنعمل على وضع معالجات وحلول لإظهارها بما يتناسب ومكانتها الحضارية . ومن أهم المباني التي هدمت وكانت موطن الحوزات العلمية منذ أكثر من ألف عام وسكناً لمراجع الدين والشخصيات والرموز التاريخية الوطنية ومنها :
– دار العلم للمرجع الديني آية الله السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) .
– المدرسة الأحمدية للعلامة الشيخ عبد الكريم الجزائري والعلامة الشيخ محمد جواد الجزائري ونجله العلامة الشيخ عز الدين الجزائري .
– مدرسة الخليلي .
– مقبرة الشاعر الكبير أحمد الصافي النجفي .
– مكتبة وحسينية الشوشترلية .
– بيوت المراجع منها : بيت المرجع الديني آية الله السيد محسن الحكيم وبيت المرجع الديني آية الله السيد محمد باقر الصدر وبيت المرجع الديني آية الله السيد أبو القاسم الخوئي وآخرين من مراجع الدين والعلماء والأدباء .
– سوق العمارة القديم .
– العديد من البيوتات النجفية التراثية .
إن العناصر والمفردات المعمارية المستخدمة في التصميم المقترح هي نفس عناصر ومفردات عمارة العتبة العلوية المقدسة ولم يدخل معها أي عنصر أو مفردة معمارية أخرى .
وقد وُصف التصميم المقترح من قبل عدد من المهندسين المتخصصين حيث وصفه أحدهم : « بذلك الأسد الرابض على ربوة النجف حيث شكلت قبة المرقد الشريف ما يشبه رأس الأسد أما السوقان فقد مثلا اليدين وقبضتيهما » .
أما الوصف الآخر فرآه : « وكأن حيدر الكرار يمد يديه مرحباً ومحتضناً لزوّاره فرحاً بمقدمهم موفراً لهم كل سبل الضيافة والترحيب اللائق » .
من خلال الدراسة وأخذ آراء العديد من ذوي الخبرة والمهتمين بعمائر مدينة النجف الأشرف والمسؤولين في المحافظة، وجدنا بأن منطقة الانحدارات باتجاه بحر النجف والتي تسمى بمنطقة الطارات هي من أفضل المواقع المناسبة لإقامة العديد من الفنادق والمرافق السياحية ذات المستويات المختلفة ، وذلك لقربها من العتبة العلوية المقدسة وكذلك لإطلالتها الجميلة على بحر النجف والبساتين التي تتخله .
إن المشروع المقترح لمركز مدينة النجف الأشرف وتوسعة العتبة العلوية سينفذ على مراحل كما يلي :
– المرحلة الأولى :
1- تبدأ هذه المرحلة بالصحن الجديد المحيط بصحن الروضة الحيدرية .
2- تبدأ هذه المرحلة بمنطقة مدينة الزائرين وذلك بإقامة المصلى الواسع وصحن فاطمة الزهراء (ع) والصحون الأخرى الملحقة به ، وقد بدأت مرحلة التنفيذ بالفعل في هذه المنطقة منذ فترة من قبل أحدى الشركات الايرانية وفق مخططات ( تصاميم ) وضعت من قبل جامعة الشهيد بهشتي في طهران ، وكان لنا شرف المساهمة بإجراء التعديلات عليها عام 2008 بعد أن رفضت مخططاتهم لأكثر من مرة ، ولا زالت لدينا ملاحظات عدة على المخططات التي تنفذ حالياً لم يؤخذ بها بسبب تدخل مسؤولي المحافظة في حينها .
– المرحلة الثانية :
1- توفير الأسواق المؤقتة لأصحاب محلات السوق الكبير قبل البدء بتهديمه .
2- وتشمل هذه المرحلة المنطقة التي تبدأ من ساحة الإمام علي (ع) أو ساحة الميدان إلى العتبة العلوية المقدسة ، والمحصورة بين شارعي الإمام زين العابدين والإمام الصادق ، وذلك بإقامة الصحن الجديد وعلى جانبيه السوقين الكبيرين الجديدين .
– المرحلة الثالثة :
وتشمل هذه المرحلة البدء بصحن الطوسي الذي يربط بين المرقد الشريف ومقبرة النجف ( وادي السلام ) .
ملاحظة :
لقد عرضت التصاميم المعمارية المقترحة لهذا المشروع من قبلنا على المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ، ونوقشت أيضاً مع المسؤولين في المحافظة وكذلك مع مجموعة من أساتذة وطلاب جامعة الكوفة وبعض الشخصيات الدينية والثقافية والعلمية ، وعرضت ايضاً على بعض المسؤولين في منظمة اليونسكو في باريس بحضور نخبة من الاكاديميين العراقيين ، وأخذت جميع الآراء والملاحظات وتم الاستفادة منها في تطوير المشروع .
إن المشروع المقترح لتطوير مركز مدينة النجف الأشرف وتوسعة العتبة العلوية المقدسة في حال تنفيذه سيعمل على ازدهار المدينة القديمة عمرانياً والسياحة الدينية وتطويرها بشكل خاص والسياحة بشكل عام .
لسهولة انتقال الزائرين وسكان المدينة – وخصوصاً كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ـ ما بين الطوابق في المباني الجديدة سيتم استخدام المصاعد والسلالم الكهربائية بالإضافة إلى السلالم العادية .