2- وعن جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن عبيد الله ، عن ابن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن أبي عمارة المنشد، قال : ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام ) عند أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط، فرئي أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك اليوم إلى الليل، وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول : الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن.
وعن محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن المغيرة، عن أبي عمارة، مثله إلى قوله : في ذلك اليوم.
3- وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
وعن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله.
4- وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وأبي سلمة السراج، والمفضل قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول : لما مضى أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، بكى عليه جميع ما خلق الله، إلا ثلاثة أشياء : البصرة، ودمشق، وآل عثمان.
5- وعن أبيه ( وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جمعيا ) عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا وابن ظبيان والمفضل وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا – وذكر حديثا طويلا – يقول : ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن أبا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع ( والأرضون السبع ) وما فيهن وما بينهن، وما ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى، بكى أبي عبد الله (عليه السلام)، إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك، ما هذه الثلاثة أشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة، ولا دمشق، ولا آل عثمان بن عفان.
6- وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي يعقوب، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا زرارة إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحا بالدم ، وإن الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإن البحار تفجرت، وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنة الله ، وما زلنا في عبرة من بعده ، وكان جدي (عليه السلام) إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة – إلى أن ذكر (عليه السلام)، غيظ جهنم على قاتليه وقال – وإنها لتبكيه وتندبه وإنها لتتلظى على قاتله ، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض وأكفأت ما عليها ، وما تكثر إلا عند اقتراب الساعة ، وما عين وأكفأت ما عليها وما تكثر الزلازل إلا عند اقتراب الساعة ، وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأدى حقنا ، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي (الحسين (عليه السلام)) فإنه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور (بين) على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش، لا يخافون سوء (يوم) الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين ، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسه (عليه السلام) من السرور والكرامة. الخبر.
7- وعن محمد بن عبد الله ، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) أحدثه فدخل عليه ابنه ، فقال له : . مرحبا . وضمه وقبله وقال : . حقر الله من حقركم ، وانتقم الله ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين (عليه السلام، أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إن فاطمة (عليها السلام) لتبكيه وتشهق، فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك، مخافة أن يخرج منها عنق – إلى أن قال – فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه – إلى أن قال – قلت: جعلت فداك إن هذا الامر عظيم، قال : غيره أعظم منه ما لم تسمعه ، ثم قال : يا با بصير، أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة (عليها السلام)؟! فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء. الخبر.
8- وعن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل (عن صالح) بن عقبة عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء ، (إلى أن قال) ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة باظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت، وليعز بعضهم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب – اي ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، – إلى آخر ما تقدم في باب زيارته في يوم عاشوراء – فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك، والزعيم لمن فعل ذلك، قال قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال: يقولون : عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (عليهم السلام)، فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة، وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة، كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد، مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى (يوم القيامة).
9- المزار القديم: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) – في حديث تقدم صدره – قال: قال: يا علقمة واندبوا الحسين (عليه السلام) وابكوه وليأمر أحدكم من في داره بالبكاء عليه، وليقم عليه في داره المصيبة باظهار الجزع والبكاء، وتلاقوا يومئذ بالبكاء بعضكم إلى بعض في البيوت وحيث تلاقيتم، وليعز بعضكم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، قلت: أصلحك الله كيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي إلى الحق من آل محمد (صلى الله عليه وآله) وعليهم أجمعين، وإن استطاع أحدكم أن لا يمضي يومه في حاجة فافعلوا، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك فيها ولم يرشد، ولا يدخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئا، فإنه من فعل ذلك لم يبارك فيه، قال الباقر (عليه السلام) : أنا ضامن لمن فعل ذلك، له عند الله عز وجل ما تقدم به الذكر من عظيم الثواب، وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين (صلوات الله عليه). الخبر.
10- الشيخ الطوسي في المصباح: عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم عاشوراء ، فألفيته كاسف اللون الحزن ، ودموعه تنحدر عن عينيه كاللؤلؤ المتساقط ، فقلت : يا بن رسول الله ، مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي : . أو في غفلة ؟ أما علمت أن الحسين بن علي (عليهما السلام) أصيب في مثل هذا اليوم ؟ .
الخبر. ورواه ابن طاووس (ره) في الاقبال: باسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، مثله باختلاف في بعض الألفاظ.
11- الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن عبد الحميد بن خالد، عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن حسين الأشقر، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا، أو حق لنا نقصناه، أو عرض انتهك لنا أو لاحد من شيعتنا، بوأه الله تعالى في الجنة حقبا.
12- جامع الأخبار: عن أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: يقوم فقراء أمتي يوم القيامة وثيابهم خضر، وشعورهم منسوجة بالدر والياقوت، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر، فيمر عليهم الأنبياء فيقولون: هؤلاء من الملائكة، وتقول الملائكة: هؤلاء الأنبياء، فيقولون: نحن لا ملائكة ولا أنبياء، بل نفر من فقراء أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقولون: بما نلتم هذه الكرامة؟ فيقولون: لم تكن أعمالنا شديدة، ولم نصم الدهر، ولن نقم الليل، ولكن أقمنا على الصلوات الخمس، وإذا سمعنا ذكر محمد (صلى الله عليه وآله)، فاضت دموعنا على خدودنا.
13- مجموعة الشهيد: نقلا من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام، حدثنا أحمد بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري قال: حدثنا حماد بن إسحاق الأنصاري، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى.
14- الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين : وفي حديث مناجاة موسى (عليه السلام) وقد قال: يا رب لم فضلت أمه محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسى (عليه السلام) : يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى (صلى الله عليه وآله) إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد.
====
المصدر: (باب استحباب البكاء لقتل الحسين عليه السلام وما أصاب أهل البيت عليهم السلام، خصوصا يوم عاشوراء، واتخاذه يوم مصيبة، وتحريم التبرّك به).
كتاب مستدرك الوسائل، للميزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، (ط2، بيروت، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، 1408/ 1988)، ج10، ص311-319.