الرئيسية / من / الشعر والادب / قواعد التعبير العربي.. قواعد الكتابة – الرسائل

قواعد التعبير العربي.. قواعد الكتابة – الرسائل

الدرس الحادي عشر : ماذا نكتب؟ (5) الرسائل

 

 

أهداف الدرس

على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يعرف أهمّيّة الرسائل وأنواعها وعناصرها.

2- تمرّس على مهارة كتابة الرسائل.

3- يوظّف هذه المهارة في المجالات العلميّة والإداريّة.

تعريف الرسائل

الرسالةُ هي “نوعٌ من الكتابة التي يخاطب بها إنسانٌ إنساناً آخر برغم بُعد الزمان والمكان، ليذكرَ له شيئاً معيّناً، أو يُعبّر عن مشاعره تجاهه”. وهي فنٌ عربي قديم، ارتبط ببعض الكتابات في العصور المختلفة، وقد حوى كتاب (جمهرة رسائل العرب) طائفة من الرسائل في مختلف العصور العربيّة[1].

وينبغي أن يُراعى في كتابة الرسالة مجموعة من الأمور، هي:

– أحوال الكاتب.

– أحوال المكتوب إليه.

– نوع العلاقة بينهما.

 

أهمّيّة الرسائل

كانت الرسائلُ مهمّة قديماً، لأنّها الوسيلة الوحيدة للاتّصال بين المتباعدين مكاناً، وقد استمرّت أهمّيّتها في العصر الحديث – برغم وجود وسائلَ أخرى للاتّصال، مثل: الهاتف – لكنّها اتّخذت أشكالاً مختلفة للتوصيل، مثل: الرسائل العاديّة، والمسجّلة، والسريعة، والتلفاكس، والبرقيّات، ولا تقتصر أهمّيّة الرسائل على الأفراد العاديّين، بل هي وسيلة اتّصال مهمّة وأساسيّة بين الدول، لأنّها تمتاز بالسرّيّة، والتوضيح أكثر من غيرها من وسائل الاتّصال الأخرى. وقد ساعدت التقنيّات الحديثة على سرعة وصول الرسائل في أقصر وقتٍ ممكن.

أنواع الرسائل

تنقسم الرسائل بشكلٍ عامّ إلى نوعين رئيسين، هما:

أ- الرسائل الشخصيّة: وهي نوعان:

الرسائل الأهليّة:

  • تعريفها:هي الرسائل المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء.

  • خصائصها: تتميّز بالخصائص الآتية:

  • الحرّيّة التامّة في الكتابة للتعبير عمّا في النفس من مشاعر وأحاسيس.

  • بسط الكلام من دون تكلُّفٍ أو قيود.

  • قد تتضمّن بعض المطالب العاديّة بين الأقارب.

 

مجالاتها:

  • رسائل الشوق.

  • رسائل التعارف قبل اللقاء.

  • رسائل التهنئة.

  • رسائل التعزية.

 

الرسائل الأدبيّة:

  • تعريفها: هي الرسائل المتبادلة – عادة – بين الأدباء، وأصحاب الفكر.

  • خصائصها: تتميّز الرسائل الأدبيّة بالخصائص الآتية:

  • تبادل المشاعر الودّيّة.

  • استخدام الأسلوب القويّ المرصَّع بالتعبيرات الجميلة والجمل المُوحية.

 

مجالاتها:

  • رسالة لبحث قضيّة أدبيّة.

  • رسالة لعرض مسألة نقديّة.

  • رسالة لبحث موضوع علميّ.

– خصائص الرسائل الشخصيّة بنوعيها:

تتميّز الرسائل الشخصيّة بنوعيها، الأهليّة والأدبيّة، بالخصائص الآتية:

البساطة والوضوح: بمعنى خلوّ الكلام من التعقيد والغموض، وعدم التعمّق في المعاني، بعيداً عن التكلّف والزخرفة المفتعلة.

الملاءمة والإيجاز: بمعنى مناسبة الكلام لمقتضى حال المرسَل إليه في الأسلوب والمعنى، وخلوّ الكلام من الحشو المملّ، والتطويل.

الطلاوة: ويُقصَد بها الجودة في العبارة، والعذوبة في المعاني، والسلامة من الأخطاء، والسلاسة في القول.

أسلوب الرسالة يجب أن يتناسبَ مع مقام المرسَل إليه ومنزلته ومراعاة حاله.

 

– كيف تُكْتَبُ الرسالة الشخصيّة؟

الرسائل الشخصيّة ليس لها نمطٌ معيّن، ولكن يُراعى فيها – بالإضافة إلى ما سبق – بعض المهارات المتعلّقة بتنظيم الرسالة، وهي:

  • استهلال الرسالة بالبسملة، ثمّ ذِكْر اسم المُرسَل إليه، مع استخدام اللقب المناسب له، ثمّ تحيّة السلام، ثمّ كلمة (وبعد)، ثمّ إبراز المشاعر الخاصّة بعبارة رقيقة مصقولة.

  • يُؤتَى بالفاء مع بداية الكلام الذي بعد كلمة (بعد)، لأنّها تمثّل أسلوباً شرطيّاً، وبداية الكلام بعدها جواب للشرط، فتدخل عليه الفاء.

  • ثمّ مقدّمة للموضوع، ثمّ يتناول الكاتب الموضوع بعرضه عرضاً بسيطاً، مستخدماً لغة سهلة، مع حُسْنِ التخلّص بين أجزاء الرسالة، وصولاً إلى الخاتمة المؤثّرة، ثمّ التوقيع، ثمّ اليوم والتاريخ.

  • يُكتَب على المظروف: عنوان المرسل إليه على الجانب الأيمن، ويشمل: اسم الدولة، ثمّ اسم المدينة، ثمّ اسم القرية أو الشارع، ثمّ رقم المنزل (أو بعد اسم المدينة، يُكْتب رقم صندوق البريد والرمز البريديّ) بخطّ واضح. ثمّ يُكْتَب في وسط الرسالة السُفلى اسم المُرسَل إليه ثلاثيّاً، مع ذِكْر اللقب الذي يشتهر به، ويُكتَب على الجانب الأيسر عنوان المُرسِل كاملاً وواضحاً.

ب- الرسائل الرسميّة:

– تعريفها: هي رسائل متبادلة بين الأفراد والجماعات في الموضوعات الرسميّة، وقد كان لهذه الرسائل تقاليدها ورسومها في العصور القديمة، وتُسمّى: “الرسائل الديوانيّة”. وكان لها كتّابها المتخصِّصون، ويماثلهم في عصرنا الحاضر (السكرتاريّون) ومقرّرو اللّجان.

– خصائصها: تتميّز الرسائل الرسميّة بالخصائص الآتية:

  • براعة الاستهلال، أي الإيحاء في بداية الرسالة، بما يشير إلى موضوعها، ويُلمّح إليه.

  • تنوّع الأسلوب، إيجازاً وإطناباً ومساواةً، ولفظاً وعبارة، بحسب حال المُرْسِل، والمُرْسَل إليه، والموضوع.

  • الدقّة في اختيار الكلمات والجمل والعبارات.

– أنواع الرسائل الرسميّة: هناك نوعان رئيسان من الرسائل الرسميّة، هما:

  • الرسائل الإداريّة: وهي الرسائل المتعلّقة بالمتطلّبات بين الدوائر الحكوميّة، أو بين الأفراد والمسؤولين.

  • الرسائل الدوليّة: وهي الرسائل المتبادلة بين الملوك والرؤساء، والوزراء والزعماء في السياسة والمناسبات.

وسنقصر كلامنا على الرسائل الإداريّة، لأنّها أكثر الأنواع استخداماً في حياتنا العمليّة.

 

مجالات الرسائل الإداريّة:

  • التقدّم بطلب للعمل في وظيفة.

  • التقدّم بشكوى لجهة معيّنة.

  • التقدّم بطلب للفصل في قضيّة دينيّة أو دنيويّة.

  • رسائل لعرض مناقصة تجاريّة.

  • رسائل لعرض بيع سلع معيّنة في جهة حكوميّة.

  • رسائل لطلب زيارة.

  • إعلام موظّف بالتعيين، أو الإنذار، أو الفصل…

  • إعلام المسؤولين بعقد اجتماع، أو ما شابه ذلك.

  • كيف تُكْتَبُ الرسائل الإداريّة؟

 

تمرّ كتابة الرسائل الإداريّة بالخطوات الآتية:

  • اختيار اللقب المناسب الذي يخاطب به المُرسَل إليه، أو الجهة ذات الاختصاص.

  • مراعاة المهارات المتعارف عليها في كتابة الرسائل، من البدء بالبسملة، ثمّ الاسم، ثمّ التحيّة الإسلاميّة، ثمّ المقدّمة الممهّدة للموضوع، ثمّ عرض الموضوع، ثمّ الخاتمة والتوقيع، واليوم والتاريخ، وما يكتب على المظروف، كما سبق أن أشرنا إليه في الرسائل الشخصيّة.

  • خلوّ الأسلوب من التكلّف والاستعطاف والتذلّل والعبارات المهينة.

  • أن يكون سهلاً مؤثّراً، يَنْفَذ إلى وجدان المُرسَل إليه.

 

عناصر الرسالة الوظيفيّة

للرسالة الوظيفيّة، تجاريّةً كانت أم حكوميّةً، أجزاء رئيسة، وأخرى ثانويّة، ولكلٍّ منها أماكن متعارف عليها.

أ- الأجزاء الرئيسة:

– الترويسة: وتتضمّن اسم المُرسِل، وعنوانه، ورقم الهاتف، وصندوق البريد، واسم المؤسّسة، ومكانها، ونوع العمل، ورقم السجلّ التجاريّ، والشعار الخاصّ.

– التاريخ: ويفضَّل أن يُسجَّل بالحروف لا بالأرقام.

– العنوان الداخليّ: وهو عنوان المُرسَل إليه. يُذكَر فيه: اسمه، ووظيفته، ومؤسّسته، وعنوانها. والمُرسَل إليه قد يكون شخصاً (السيد…)، أو أكثر (السادة…)، أو مؤسّسة (يُذكَر اسمها…).

– التحيّة الافتتاحيّة.

– جسم الرسالة: وهو موضوع الرسالة، ويُعرَض في فقرات، تبدأ الأولى منها بتمهيدٍ أو إشارةٍ إلى موضوع سابق، وتنتهي الأخيرة منها بعبارة مناسبة تتطلّب غالباً الردّ، أو تُعيد التأكيد على أمر… وهكذا.

– تحيّة الخِتام: وتأتي بعد آخر فقرة، وتكون متوافقةً مع التحيّة الافتتاحيّة.

– التوقيع: ويلي مباشرة تحيّة الختام، ويكتب تحت التوقيع الاسم بوضوح، وقد تكتب الوظيفة.

 

ب- الأجزاء الثانويّة:

– رموز الأسماء: الحروف الأولى من اسم كاتب الرسالة وطابعها.

– المرفقات: إشارة جانبيّة في أسفل يمين الرسالة إلى الأوراق والوثائق المرفقة بالرسالة.

– الإشارات: إلى المُرسِل، والمُرسَل إليه، لتسهيل الرجوع إلى الرسالة، أو لتنظيم إجراءات حفظها.

– الموضوع: جملة قصيرة تُقدِّم مسبقاً فكرةً عن مضمون الرسالة.

– إشارة إلى الجهات الأخرى – إنْ وُجِدَت – التي أُرسلت إليها الرسالة نفسها.

 

مهارات كتابة الرسائل الوظيفيّة

لكتابة الرسائل نوعان من المهارات، هما:

أ. مهارات عامّة: وهي مهارات تخدم كتابة الرسائل، وكتابة غيرها من الأعمال الكتبيّة، منها:

– كتابة كلمات العمل المكتوب كتابة إملائيّة صحيحة، تُعِين القارئ على معرفة المقصود منها، وفهمها، وسرعة قراءتها.

– كتابة الجمل (اسميّة، وفعليّة) مكتملة الأركان، لتترابط أجزاؤها، ويكتمل معناها، ويُعْرف مَنِ الفاعل فيها ومَنِ المفعول.

– حُسْن اختيار الألفاظ المناسبة للمعاني المقصودة من دون تعقيد أو خطأ في فهم المعنى، بما يُحقّق جودة التعبير ووضوحه، وتقريب المعاني إلى القرّاء، والبعد عن التعقيد والفهم الخاطئ.

– صياغة العبارات والتراكيب صياغة دقيقة، توضِّح المعنى من دون لَبْس، وتحدّده بدقّة، وتُسْهِم في توصيل المعاني المطلوبة إلى القارئ.

– الإخراج الحسن، شكلاً وتنظيماً، بكتابة كلّ عنصر في مكانه، بشكل جيّد، بما يُعطي أثراً حسناً لدى المتلقّي.

– ترك هوامش أفقيّة ورأسيّة (فراغات) على اليمين واليسار، وأعلى وأسفل، يمكن أن تُفِيدَ في تدوين تعليقات وإشارات، وفي ترقيم الصفحات، وفي تنظيم الموضوع وتنسيقه.

– كتابة العناوين الرئيسة والفرعيّة في أماكنها الصحيحة: الرئيسة أعلى، والفرعيّة في الجانب الأيمن، وما يتفرّع من الفرعيّة يُكْتَب أسفل الفرعيّة من الداخل، وهذا يساعد في تحديد العناوين، وينظّم عرض الموضوع، ويُبَيِّن تسلسله المنطقيّ.

– مراعاة آداب الذوق واللياقة، بما يَضْمن اتّصالاً جيّداً وفعّالاً، ويترك أثراً حسناً لدى المتلقّين.

ب. مهارات خاصّة: تتّصل مباشرة بأداء كتابة الرسائل الوظيفيّة، وبكتابة الأجزاء الرئيسة للرسالة، وكتابة المظروف المُرسَلة فيه. وهذه المهارات هي:

– كتابة رأس الرسالة:

ويتضمّن في الرسائل التجاريّة:

  • اسم المُرسِل: فرد أو مُنْشأة، يُكتَب أعلى الرسالة، جهة اليمين في السطر الأوّل، وشكله القانونيّ في السطر الذي يليه.

  • عنوان المُرسِل: على السطر الثالث تحت الاسم.

  • بيانات المُرسِل: في مقابل الاسم والعنوان، وتَشْمل السجل التجاريّ، ورقم صندوق البريد، ورقم الهاتف، والبريد الإلكترونيّ، وذلك على التوالي.

  • البلد والتاريخ: جهة الرسالة، وتاريخها بدقّة ووضوح على سطر واحد جهة اليمين، تحت اسم المُرسِل وعنوانه.

  • المرفقات: يُكتَب يساراً مقابل البلد والتاريخ اسم المستندات المرفقة -إنْ وُجِدَتْ- وعددها ورقمها (أحياناً تُكتَب في آخر الرسالة جهة اليمين).

  • الموضوع: تُكْتَب كلمة (بشأن) أو (الموضوع)، ويُشار إلى مضمون الرسالة باختصار، وذلك تحت المرفقات.

تبصرة

الرسائل الحكوميّة لا تختلف عن الرسائل التجاريّة، إلّا في كونها أقلّ في شكليّاتها، باعتبار أنّ الرسائل التجاريّة تُسْتَثمر للدعاية، ولذلك، فإنّ رأس الرسالة الحكوميّة لا يَتضمّن بياناتٍ كثيرة، لأنّ المؤسّسات معروفة.

 

كتابة التحيّة الافتتاحيّة

وهدفها: تدعيم الاتّصال، وخلق الودّ، والتشجيع على قراءة الرسالة. وتكون في بداية الفقرة، بنحو مختصر.

وهي في الرسالة الحكوميّة -غالباً- ما تخلو من كلمات الأمنيات التي تركّز عليها الرسائل التجاريّة،

مثال: تحيّة طيّبة وبعد… فقد تَلقَّيْنا شاكرين رسالتكم المتضمّنة تقديركم لجهود شركتنا.

والأفضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد.

ويليهما عبارة تقدمة (وقد تكون بعد التحيّة مباشرة في حالة عدم وجود إشارة).

وهذه العبارة تختلف حسب المستوى.

مثال:

للمستوى الأعلى                  أرجو التكرّم       أتشرّف بإحاطتكم علماً

للمستوى المماثل                 أرجو التفضّل      أُرفق طلب

للمستوى الأدنى                  لُوحِظ أنّ           أوافق على كتابة الموضوع “جسم الرسالة”

ويتضمّن مقدّمة ومتن وخاتمة:

  • المقدّمة: فقرة افتتاحيّة، تكون بدايتها عبارة التقدمة التي سَبَقَتِ الإشارة إليها. وتكون المقدّمة مختصرة، ومتّصلة بالموضوع، ومثيرة، وسليمة الصياغة، وفي فقرة مستقلّة، مثال: يسرّنا أن نُرسِل لكم قائمة إصداراتنا الجديدة من الكتب

والمطبوعات، وهي إصدارات متنوّعة، تُغطّي معظم المجالات المعرفيّة والقضايا المطروحة.

  • الجوهر “المتن”: وهو الفكرة الأساسيّة، ويُعْرَض في فقرة أو أكثر تشكِّل وحدة متكاملة. وينبغي أن تَبْرز فيه فكرته الرئيسة أولاً، ثمّ تُرْدَف بأفكار فرعيّة، وتُرَتَّب الأفكار ترتيباً متسلسلاً طبيعيّاً ومنطقيّاً ليسهلَ فهمه، وتُدَّعم بأدلّة وبراهين، ويَحْسن اختيار جملة حسب موضوع الرسالة، وعرض جوهر الموضوع في فقرات، مع استخدامٍ جيّد لعلامات الترقيم وأدوات الربط، مثال: ويسرّنا أن نحيط سعادتكم علماً باستعدادنا لتزويد فرعكم الموقّر بالنسخ التي تطلبونها من كلّ كتاب أو إصدار، ونبلغكم بأنّ أحد مندوبينا سيأتي لزيارتكم خلال الأسبوع الأوّل من الشهر القادم (تحديد الوقت)، لعرض نماذج من هذه الإصدارات، ومعرفة ما تطلبونه منها. وسنرسل لكم في الأسبوع التالي كلّ ما تطلبونه. وفي حال حاجتكم إلى نسخ إضافيّة، يُرجَى مراسلتنا لاتّخاذ الإجراء اللازم.

  • والإدارة تمنح الفرع (25%) من ثمن النسخة مقابل التوزيع. ويتمّ ذلك بعد انتهائكم من عمليّة التوزيع لجميع الإصدارات.

  • خاتمة الموضوع: وهي جملة مرتبطة بالموضوع، ومختصرة، وطبيعيّة لا تَكَلُّف فيها، مثال: ونرجو أن نكون عند ثقتكم، وحسن ظنّكم، وأن نُسْهِم في تدعيم نشاطكم في نشر العلم والثقافة في مجتمعنا.

 

ومن عبارات العرض:

ولا يغيب عن البال

ويُرجى الإشارة إلى

وأضيف أنّ

ويُرجى أن يُؤخَذ في الحسبان.

وهي عبارات مرِنة يجب أن تتّفق مع حال المُرسَل إليه، والموضوع، والموقف بصفة عامّة.

 

– كتابة التحيّة الخِتاميّة:

وتُكتب بعد انتهاء عرض الموضوع، في فقرة جديدة، تحمل التحيّات والأمنيات، مثل:

– وتفضّلوا سعادتكم بقبول فائق الاحترام.

– مع تمنّياتنا لكم بالتوفيق، ولمؤسّستكم بالتقدّم والازدهار.

وهي في الرسائل الحكوميّة أقلّ تنوّعاً وحرارة من الرسائل التجاريّة.

– كتابة التوقيع:

التوقيع يحدّد المسؤوليّة، ويقوم به صاحب المؤسّسة، أو المُفوَّض عن الشركة أو الموظَّف المسؤول في الدواوين الحكوميّة.

ويُكتَب التوقيع أسفل الخطاب جهة اليسار، ويتضمّن الوظيفة، والتوقيع، والاسم كاملاً.

وبصفة عامّة، فإنّ كتابة الرسالة الإداريّة تتطلّب:

– الدقّة.

– التقيّد بالمصطلحات الفنّيّة والإداريّة والحكوميّة.

– الإيجاز (اللفظ على قدر المعنى المطلوب).

– البعد عن المبالغة والخيال.

– مراعاة الألقاب المتعارف عليها في الوسط الإداريّ.

الأفكار الرئيسة

1- الرسالة هي نوع من الكتابة التي يخاطب بها إنسانٌ إنساناً آخر برغم بُعد الزمان والمكان، ليذكر له شيئاً معيّناً، أو يُعبّر عن مشاعره تجاهه.

2- كانت الرسائل مهمّة قديماً، لأنّها الوسيلة الوحيدة للاتّصال بين المتباعدين مكاناً، وقد استمرّت أهمّيّتها في العصر الحديث.

3- تنقسم الرسائل بشكلٍ عامّ إلى نوعين رئيسين، هما: الرسائل الشخصيّة (الرسائل الأهليّة/ الرسائل الأدبيّة)، والرسائل الرسميّة (الإداريّة/ الدوليّة).

4- عناصر الرسالة الوظيفيّة: الأجزاء الرئيسة (الترويسة/ التاريخ/ العنوان الداخليّ/ التحيّة الافتتاحيّة/جسم الرسالة/ تحيّة الختام/ التوقيع)، والأجزاء الثانويّة (رموز الأسماء/ المرفقات/ الإشارات/الموضوع).

5- لكتابة الرسائل نوعان من المهارات، هما: مهارات عامّة: وهي مهارات تخدم كتابة الرسائل، وكتابة غيرها من الأعمال الكتبيّة، مهارات خاصّة: تتّصل مباشرة بأداء كتابة الرسائل الوظيفيّة، وبكتابة الأجزاء الرئيسة للرسالة، وكتابة المظروف المُرسَلة فيه.

 

 

فكّر وأجِب

1- تكلّم على أهمّيّة الرسائل وأنواعها؟

2- عدّد عناصر الرسالة، وتكلّم عليها باختصار مع أمثلة توضيحيّة؟

3- اكتب رسالة ما مستعيناً بمهارات كتابة الرسائل وضوابطها (المهارات العامّة والخاصّة)؟

مطالعة

 

من توجيهات الإمام القائد الخامنئي دام ظله في مجال الكتابة (11)

 

كتب بلا فائدة

في الإحصاءات المتعلّقة بالكتاب أعطوا الاهتمام الأكبر لجودة النوعيّة، حتّى لا تقنعوا بسرعة. يُقال الآن: إنّ كميّة الكتب قد تضاعفت عن الماضي، هذا ما تبيّنه الإحصاءات، والكلّ يتحدث عنه، لكن ما أخشاه أن يكون كثير من هذه الكمّيّات الكبيرة مواضيع لا حاجة لبلدنا فيها، وأن تكون كتباً لا يقرؤها أحد. تَرِدُني كتب كثيرة، ويرسل الناشرون والمؤلّفون إليّ بعض الكتب… وإنّني حتماً أمرّ على هذه الكتب، ولو بتصفُّح أوراقها والاطّلاع على مضامينها. أرى في بعض الكتب الّتي تَرِدُني أنّها غير ذات فائدة. إنّني أضع نفسي مكان أيّ شخص، فأرى أنّ هذا الكتاب غير جذّاب، وهو من الأساس كتاب لا قيمة له ولا فائدة… لقد نُشر عشر مرّات، ثمّ عاد ليُنشر مرّة أخرى[2].

 

الكتابات التربويّة الهادفة للأطفال

أنتم أيُّها المربّون الأعزّاء، أنتم الّذين تلتقون بالأطفال في المكتبات، أنتم الّذين تَرْوُون القصص، أنتم الّذين ترسلون الكتب، أنتم الّذين تقرؤون، أنتم الّذين تتوجّهون للأطفال في أعمالكم وإبداعاتكم الفنّيّة، اعلموا أنّكم تسيرون الآن على الطريق الصحيح والمستقيم تماماً. إنّكم تقومون حقّاً، بالعمل الّذي ينبغي أن يُنْجَز[3].

أعزّائي، ربّوا أولاداً ذوي روحيّة عاليّة. ضعوا هذا الأمر في مشاريع الكتابة، والتخييم، وفي الوصايا للمعلّمين، وفي سلوككم الشخصيّ، ينبغي أن يتحوّل الطفل إلى إنسانٍ مفعمٍ بالأمل[4].

[1] صفوت، أحمد زكي: جمهرة رسائل العرب في عصور العربية الزاهية، القاهرة، مكتبة مصطفى الحلبي، 1971م.

[2] من كلام للإمام الخامنئي دام ظله في لقاء له بالقيّمين على إحياء أسبوع الكتاب، بتاريخ: 21/10/1996م.

[3] من كلام للإمام الخامنئي دام ظله في لقاء له بالمدير التنفيذيّ والمسؤولين في مركز التربية الفكريّة للأطفال والناشئة، بتاريخ: 13/5/1998م.

[4] من كلام للإمام الخامنئي دام ظله في مراسم الدورة الخامسة لاختيار كتاب العامّ، بتاريخ: 8/2/1988م.

شاهد أيضاً

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٢٨١ – ٣٠٠ المجد فاختار ...