الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع /  موكب حزب الله…أنحني لكم خجلاً – كرار العاملي

 موكب حزب الله…أنحني لكم خجلاً – كرار العاملي

إنها الطائفة الشيعية العظيمة عندنا في لبنان، في جنوبه الشامخ وبِقاعِه الأَبِيّ وضاحيته الشريفة وباقي أماكن التواجد في وطننا الغالي. إنهم أبناء “حزب الله” الجبار، عين الشرف وأمثولة التضحية والوفاء، إنهم مَنْ أنتجوا مقاومةً إسلاميةً علويةً حسينيةً، لا أعتقد أني أبالغ إن قلتُ لا نظير لها في العالمين العربي والإسلامي.

إنهم تربية المساجد وصلوات الجماعة والمجالس الحسينية، ومجالس الذكر ومحافل العلم وساحات الجهاد وبُقَع النشاط ومواطن العطاء ومواضع البذل.

إنهم أسخى من ضحّى لبقاء هذا المذهب، وهذا الوطن، ولاستمرارية الأمتين العربية والإسلامية، من خلال تقديم فلذات أكبادهم لإحياء مَنْ بقي من أحرار هذا العالم وشرفائه وطالبي العيش الكريم والحياة الشريفة المنزهة عن كافة أشكال الذل ومناظر الخنوع.

حقاً يا شعبي الحبيب وأهلي الأعزاء أنكم أشرف مَنْ خلق الله في هذا العصر، وتماماً كما وصفكم سماحة أميننا العام أنكم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.   

فقد غدوتم مضربَ مثلٍ لكل من يريد مقاومة أي محتل غاشم وعدو باغٍ ومستعمر متكبر جاء يغتصب الأرض وينشر فيها الفساد.

ما دفعني لكتابة هذا اليسير الخجول، وأنا جالس أشاهدكم من خلف المحيط، وبُعْد المسافات وطول الدروب وامتداد الأميال الشاسعة، موكبكم المذهل وحضوركم الرائع وأنتم تشاركون مواكب العزاء في العتبة الحسينية المقدسة، أعلام “حزب الله” الساطع بريقها كنور الشمس يتأجج بهاؤه عند بزوغ الفجر في أول النهار، صور أميننا العام وشهدائنا الأبرار تبرق كتيجان الملوك مُنَوِّرةً المشهد بشذرات خاطفة لأبصار المشاهدين، تبذر الدهشة في نفس كل حُرِّ يتابع مروركم المبارك.

  

نعم أحبتي، إنكم ملوك المشهد، تمشون على عرش المجد الذي يُكلِّلُ  مُحَيَّاكم البراق، تُحيطكم أفواج الملائك لتنهل منكم أنواراً وَلائية لعلها نادرة الوجود.                                                   

تتقدمون رجالاً ونساءً، ثابتي الخطوة وواثقي النفوس،  تدخلون لتجديد البيعة لأبي الأحرار وسيد الشهداء(عليه السلام)، ولِتجددوا الوَلاء لأحفاد الحسين (ع)، هذا الوَلاء الذي لم تتخلفوا عته يوماً، ولِتثبتوا للعالم أنكم أهل الثبات ومنابع العزيمة. يا لها من هتافات لامعة، وحناجر صَدّاحة وأصوات نقية، تجددون وَلائكم لروح الله الموسوي الخميني(قدس سره)، وللسيد الخامنئي (حفظه الله)، ولسماحة أميننا العام، الأمين على الأرواح والوطن والعيال، السيد حسن نصر (دام ظله الوارف)، فما أبهاه من مشهد مُرَوِّع وإطلالة مدهشة وحضور مَهيب. لا يحتاج المتابع أن يراكم ليعرفكم، تكفي حاسة السمع لإيفاء الغرض. إنكم حقاً فخرنا وتيجان وطننا وشعلة أمتنا.

ولا بد لنا في هذه العجالة، أن نذكر إخوتنا في موكب  القائد السيد موسى الصدر(أعاده الله ورفيقيه)، فإنها خلطة وَلائية عاملية من نطفة مشتركة. فهنيئاً لهم ممشاهم، وبيَّض الله وجوههم، وشكر الله سعيهم، فقطع هذه المسافات للمشاركة بعزاء صاحب الزمان(عج) يُظهِرُ طيب منبتهم وعمق وفائهم وتجذُّر إخلاصهم. وهم أهلٌ لهذه المناقب المحمودة والمكارم النبيلة، ولا يحتاجون لي ولأمثالي لكي يقدموا لهم هذه الشهادات، وهذا المدح المتواضع.

طوبى لكم يا أبناء “حزب الله” هذا المجهود الحسيني الملتهب شوقاً لنصرة حفيده المنتظر(أرواحنا فداه)، إنكم خير مَنْ يجسد هذه الدمعة العاشورائية الى عطاء بَذْلَوِي تمهدون به لظهور دولة الحق، كم هو مؤلم عدم التوفق للتواجد معكم في عزائكم الفريد. فكم هو مشهد مُتَكَحِّلُ جمالاً، أن تجد أطهر الناس في أطهر بقع الأرض، في حرم المولى أبي عبد الله (ع)، وكم هي حسرة مؤذية أن لا تكون معهم، بين شعبك وأهلك وعيالك، فحقٌّ للعين أن تدمع وللقلب أن يذوب حرقةً وللروح أن تحلق معهم وتحوم بين ظهرانَيْهم، ولا يسعني إلا أن أقول: موكب حزب الله…أنحني لكم خجلاً، {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.   

أبو تراب كرار العاملي

شاهد أيضاً

كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم عليك؟

” اللهم صل على محمد وآل ومحمد ”  الصلاة على النبي وآله 1 – حدثنا قيس بن حفص وموسى ...