دروب الحياة للفتيات
10 مارس,2017
طرائف الحكم
1,249 زيارة
دعاء ومناجاة
من دُعاءُ الصّباح لامير المؤمنين عليه السلام :
…وَافْتَحِ اللّـهُمَّ لَنا مَصاريعَ الصَّباحِ بِمَفاتيحِ الرَّحْمَةِ وَالْفَلاحِ، وَأَلْبِسْنِي اللّـهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَاَغْرِسِ اللّـهُمَّ بِعَظَمَتِكَ في شِرْبِ جَناني يَنابيعَ الخُشُوعِ…
من مناجاة التّائِبين للإمام زين العابدين عليه السلام :
إِلـهي اَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَأَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي…
شرح مفردات
* دعاء الصباح:
اللباس: لباس الهدايا والصلاح
* مناجاة التائبين
الذنوب والخطايا: ثوب المذلة
التباعد عن الله: لباس المسكنة والفقر
دعاء ومناجاة
من دَعاء اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك:
اَللّـهُمَّ زَيِّنّي فيهِ بِالسِّتْرِ وَالْعَفافِ، وَاسْتُرْني فيهِ بِلِباسِ الْقُنُوعِ وَالْكَفافِ، وَاحْمِلْني فيهِ عَلَى الْعَدْلِ وَالاْنْصافِ، وَآمِنّي فيهِ مِنْ كُلِّ ما أَخافُ، بِعِصْمَتِكَ يا عِصْمَةَ الْخائِفينَ.
شرح مفردات
الستر والعفاف: الزينة “الزينة بحسن الصواب، لا بحسن الثياب”
القناعة والكفاف: لباس السترة.
” إيّاك أن تتزين للناس وتبارز الله بالمعاصي”
” زينة البواطن أجمل من زينة الظاهر”
العفاف: الامتناع عن غلبة الشهوة والانقياد للعقل في الإقدام على ما يأمره به.
الحياء: الامتناع عن فعل القبيح والمخالف للأدب.
أحاديث نورانية
* الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: “إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسلام الحياء“
* “من لبس ثوباً يباهي به ليراه الناس لم ينظر الله إليه حتى ينزعه”
* الإمام علي عليه السلام:
* “على قدر الحياء تكون العفة”
* “أحسن ملابس الدنيا الحياء”
* “من أفضل الورع أن لا تبدي (تظهر) في خلوتك (عندما تكون وحيداً) ما تستحب من إظهاره (عندما تكون بين الناس)”
* “زكاة (زيادة ونمو) الجمال العفاف”
* الإمام الصادق عليه السلام : “لا إيمان لمن لا حياء له” “الحياء زينة الإسلام”
* الإمام الكاظم عليه السلام: “الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة”
لن أنسى
– إن الله تعالى جعل ما على الأرض زينة للأرض ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا﴾ وجعل الكواكب زينة السماء،﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ وجعل زينة الإنسان الإيمان ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان﴾، فعندما فرض الله تعالى علينا الحجاب، لأنه يريد لنا أن نلتفت لزينتنا الحقيقية ولا نقف عند حدود الزينة الظاهرية، ولأن زينة الإيمان ستكون أجمل وأرقى وتجعل صورتنا الأخروية نورانية.
– إن الله عز وجل أراد لنا أن نحصل على أرقى درجات الجمال والكمال في الظاهر والباطن(الروح)، وفي المقابل فإنّ الاستكبار يريد أن يجعلنا كما يعبِّر القرآن الكريم ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ لذلك فهو يعمل على صرف اهتمامنا إلى الزينة والاستهلاك ويقوم بذلك من خلال الترويج للسلع المختلفة، وجعلنا نفكِّر بأن الالتزام باللباس الإسلامي، والأحكام الإسلامية هو خلاف التمدّن، وكل همّه من ذلك هو تمرير مخطّاطاته وتحقيق مصالحه.
– أن الضوابط الشرعية التي فرضها الإسلام، أتت لتحافظ على جمالنا الظاهري (الستر والعفاف)، وجمالنا الباطني (الصلاح والهداية).
الحجاب من القيم المنسجمة مع طبيعة الإنسان. السفور و الاختلاط بين الجنسين و انكشاف الجنس أمام الآخر توجّه يتعارض مع طبيعة الإنسان و ميوله الإنسانية.
قرّر الله سبحانه رابطة طبيعية بين الرجل و المرأة…، فوضع على عاتق الرجل مسؤوليات و على عاتق المرأة مسؤوليات،… حجاب المرأة مثلاً أشمل من حجاب الرجل. على الرجل طبعاً أن يراعي أيضاً الحجاب في مواضع خاصة…، لكنه بالنسبة للمرأة أشمل. لماذا؟ لأن طبيعة المرأة و خصائصها و لطافتها تجعل منها مظهراً للجمال و الأناقة في الخلقة، و إذا أردنا أن نبعد المجتمع عن التوتّر و التخريب و التلوث و الفساد فلا بدّ من صيانة هذا الجنس بالحجاب.
مكانة الجمال في الرؤية الإسلامية
مسألة الجمال لها أهميتها في المنظومة الإسلامية. إذ إن حبّ الجمال و التجمّل من الأمور الفطرية… تجميل الشمائل و الملبس لدى الإنسان و خاصة لدي فئة الشباب يرتبط بهذا الميل الفطري إلى الجمال. سمعنا كثيراً: “إن الله جميل يحبّ الجمال”، والاهتمام بالهندام ورد في روايات كثيرة. وفي كتب السنن يرد التأكيد كراراً على ضرورة اهتمام المرأة و الرجل بمظهرهما. في الرواية: “الشَعر الحسن من كرامة الله فأكرموه”. و في الرواية أيضاً أن رسول الله ث حين كان يهمّ بزيارة أصحابه، ينظر إلى سطح
الماء ليرتّب مظهره. لم تكن المرآة آنذاك منتشرة كما هي الآن. ولم يكن الوضع المالي في المدينة يسمح بانتشارها. كان النبي ث يستخدم سطح ماء في قدح بدلاً من المرآة، وهذا ما يشير إلى أن الاهتمام بالهندام و الملبس و التجميل من السنّة، غير أن السيّئ و المضرّ في هذا الأمر أن يكون وسيلة للفتنة و الفساد و التبرّج.
العلاقة بين الرجل و المرأة
في الواقع إن الإسلام يمنح المرأة شخصية تتعالى فيها عن التفكير في استجلاب أنظار الرجل، لا تبالي أن ينظر إليها الرجل أو لا ينظر إليها. أين هذا من استغراق المرأة في كيفية ملبسها و زينتها و كلامها و مشيتها استجلاباً لنظر الرجل؟! ما أبعد الهوة بين هذه و تلك!!
التبرّج ممنوع
التبرّج هو إظهار النساء زينتهنّ للرجال الأجانب للاجتذاب و الافتتان. و هذه فتنة تعقبها ويلات. ليس فقط لأن المرأة المتبرِّجة و الرجل المفتون بها يقعان في ذنب. هذه أولى المطبات، و لعلّها أقلّها. فالتبعات تصل إلى العوائل. والعلاقات المنفلتة بين الرجل و المرأة سمّ مهلك للعوائل، العائلة تحيا بالحبّ، وبناء العائلة يقوم على الحبّ. ولو أنّ هذا الحبّ (حبّ الجمال) خرج عن إطار العائلة، واستُهلك في حبّ آخر خارج إطار الأسرة، فإن الدعامة القويّة لاستحكام العائلة سوف تزول، وبذلك يتزلزل الارتباط
العائلي، و هذا هو الوضع الموجود حالياً مع الأسف في الغرب خاصة في بلدان أوروبا الشمالية و أمريكا، حيث تتلاشى الأسر. و هذه مصيبة كبرى. و المصيبة تنزل بالمرأة في الدرجة الأولى، الرجال أيضاً سيعانون من هذا التفكّك العائلي، و لكن السهم الأوفى سيصيب المرأة، ثم سيصيب الجيل الذي ينشأ في هذه الأسر المفكّكة. ألا تَرَون هذا الجيل المتمرِّس على الإجرام و الفساد في العالم و في أمريكا؟ كل ذلك يبدأ من هنا، التبرّج مقدمة و مفتاح لشر تستتبعه شرور.
حجاب المرأة و نموّها السياسي و الاجتماعي
الإسلام يستهدف أن تبلغ المرأة ذروة نموّها الفكري و العلمي و الاجتماعي ـ و أسمى من هذا ـ ذروة فضيلتها و معنوياتها، و أن يكون وجودها لمجتمعها و للأسرة البشرية – باعتبارها عضواً من هذه الأسرة ـ في غاية الفائدة و العطاء. كل تعاليم الإسلام بشأن المرأة – و منها الحجاب – تقوم على هذا الأساس. الحجاب لا يعني انزواء المرأة، هذا المفهوم عن الحجاب خاطئ و منحرف تماماً. مسألة الحجاب تعني تجنّب الاختلاط و التعامل المنفلت غير المقيّد بين الرجل و المرأة في المجتمع. هذا الاختلاط يضرّ بالمجتمع، و يضرّ بالمرأة و الرجل، و يضرّ بالمرأة بشكل خاص.
الإمام الخامنئي (دام ظله)
لباس القلوب
يُقال إنّ قلب الإنسان سريع التأثّر، وينفعل من أي شيء وخصوصاً قلوب الأحداث، فتية وفتيات. نحن نتأثّر بما نشاهده ونسمعه، كثيراً من الأحيان نتأثّر بالأشياء من حولنا دون أن نلتفت.
عندما يمدحنا أحد، ورغم أنّ مديحه ليس بشيء لكنّه يترك أثراً عميقاً، وغالباً ما يوقعنا بالإعجاب بالنّفس والغرور. وعندما يُصاب القلب بمرض الغرور، يُصبح صاحبه فريسة الشيطان، يتمكّن من إضلاله بسهولة.
ملبسُنا ومظهرنا الخارجي يؤثِّر فينا كثيراً…
أكثر الشباب يحبّون أن يظهروا بطريقة تلفت النظر، وتشدّ الانتباه. ويقال إن هذا يرجع إلى ضعف الشخصية، ورغبة الشباب وحاجتهم لأن يكون لهم موقعية بين الكبار. فهم ليس لديهم المال كغيرهم، ولا العلم، ولا القوة، فيجدون في المظهر الخارجي عاملاً مساعداً ليكون لهم قوة وتأثيراًً وشأناً، لكن لأن قلوبهم ضعيفة كجميع القلوب، فإنهم يتأثّرون بهذا المظهر أكثر مما يتخيّلون. بعض الشباب الذين يراقبون أنفسهم وتصرّفاتهم، اكتشفوا أن للباس تأثيراً كبيراً على علاقتهم ونظرتهم
للآخرين، وقد وقعوا في أخطاء كثيرة نتيجة الحكم على الإنسان من مظهره. قد نظن أن هذا الإنسان جدير بالثقة لأنه يرتدي أفخر الثياب، ثم يتبيّن العكس! إلا أنه يتظاهر بخلاف شخصيته.
ما هي أنواع الألبسة التي تؤثِّر سلباً؟
أسوأ اللباس لباس الشهرة. وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله “من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذلّ يوم القيامة”. وهذا اللباس هو الذي يجعل الناس ينظرون إلينا، ويظنّون أننا أشخاص مهمّون ومميّزون حتى يعجبوا بنا، ونصبح من المشهورين بينهم. ولا شك بأن من صار مشهوراً بين الناس بما ليس فيه، سيقع في الغرور والعجب ويحمله ذلك على الخداع والكذب.
بعض الناس يحبون أن يشتهروا بالزهد، ويُعرفوا بالفقر فيرتدون الثياب البالية رغم استطاعتهم وقدرتهم على شراء ثياب لائقة، فهذه الثياب البالية أيضاً تسمى بلباس الشهرة.
بعض اللباس يكون لأجل تقليد المطربين والممثلين، ويسمى هذا بلباس الكفار والفاسقين. وتقليدهم في المظهر يجعل قلوبنا الطريّة تشبه قلوبهم مع مرور الوقت. فهل يُقلد الإنسان شخصاً آخر دون أن يكون محباً له ؟ وهل يمكن أن نحب شخصاً دون أن نحب تصرفاته وأفكاره؟ لهذا فإن من يرتدي ثياب الكفّار والأعداء سيتحوّل بعد مدة إلى شخص يشبههم. أوحى الله تعالى إلى نبيه دانيال أن يقول للمؤمنين أن لا يلبسوا ملبس أعدائه فيتحولوا إلى أعدائه.
لهذا، فإن أفضل اللباس، هو اللباس النظيف والأنيق الذي يعطي صورة جيدة عن الإنسان، دون أن يكون فيه أي ادعاء وتفاخر.
مجلة المهدي، العدد الأربعون السنة السابعة، آذار 2009م، صفحة 26
يحدَّان من حريتي
كان الأسبوع الفائت مليئاً بالعمل. ولم تشعر الأخوات في الجمعية بانقضائه، إلا عندما قامت رقية بإبلاغهن بضرورة التحضير للاجتماع اللاحق، الذي سيتناول قضية من أهم القضايا التي تؤثّر على مستقبل الفتاة بصورة أساسية، إنها العلاقة مع الوالدين. فمن المعروف أن أهم عامل يؤدي إلى ضياع الفتاة في الغرب هو تفكّك العائلة، وعدم وجود علاقة صحيحة ومتينة بين الأولاد والآباء. لقد أشارت الدراسات الكثيرة أن الإدمان على المخدّرات والكحول ينتشر بصورة فظيعة بين المراهقين الذين لا يعيشون ضمن أسرة متضامنة، والنسبة الأكبر من هؤلاء يتحوّلون إلى مجرمين وأفراد خطرين على المجتمع.
رقية: اعتقد أنه بعد هذا العرض السريع نحتاج إلى عدة مسائل. أولها أن نتعرّف بشكل صحيح على معنى وأبعاد العلاقة السليمة التي ينبغي أن تربطنا بأهلنا. وهذا ما لا يتوفّر إلا بدراسة الإسلام وأحكامه.
مايا: نعم، فأكثر الفتيات يخطئن مع أهلهن، لأنهن لا يعرفن كيف يتصرفن بشكل صحيح وعلى أساس الشريعة.
سارة: كنت قد قرأت دعاءً رائعاً للإمام زين العابدين عليه السلام يبيّن فيه كيف ينبغي أن نتصرّف مع الوالدين، ما رأيكن لو نطّلع عليه سوياً؟
زهراء: جميل جداً. ولكن ربما يحتاج إلى شرح وبيان.
رقية: لهذا نخصِّص جزءاً من الاجتماع لحضور درس حول هذا الدعاء.
كانت الدهشة تعلو وجوه الجميع وهن يستمعن إلى الأخت جميلة التي خصّصت جانباً من وقتها لشرح دعاء الإمام السجّاد من الصحيفة السجادية.
ولو لم يكن ملتزمات لرفض أكثرهن ما جاء فيه من معاني، فإنه يبدو للوهلة الأولى وكأن الإنسان ينبغي أن يكون كالعبد الذليل مع والديه، وهذا ما يحدُّ من حريته… ولكن إمامنا المعصوم الذي هو أفضل إنسان على الأرض يعلِّمنا كيف ينبغي أن نتصرف مع والدينا. والمؤمن هو الذي يسلِّم لإمامه طائعاً…
مباشرةً، انتقل اعضاء الجمعية بعد أن وضعن أهم النقاط المستفادة من الدعاء على الورق للعمل عليها ضمن المقترحات، وقد شعرت كل واحدة منهن بشيء من الخجل نتيجة التقصير الكبير بحق الوالدين.
رقية: يبدو أن الدرس كان مفاجئاً، أليس كذلك؟
الجميع: نعم، نعم..
رقية: على كل حال، أعتقد أننا لو طبّقنا هذه التعاليم لتبدّلت حياتنا كلها، ولانتهت جميع مشاكلنا…
زهراء: لا ننسى ما أوصت به الأخت جميلة من قراءة القصة العجيبة التي حدثت في حياة إمامنا القائد.
مايا: صحيح، وسوف أقوم بالبحث عنها وتصويرها للجميع.
سارة: برأيكن، ما هي أهم المشاكل الموجودة في هذه العلاقة.
رقية: جيد جداً، إذاً نبدأ من هنا. وسوف نبدأ من أنفسنا كما جرت العادة، وهنا نحتاج إلى تنظيم البحث ليكون نافعاً.
مايا: أقترح أن نعمل على إنشاء جمعية الحفاظ على الأسرة في المجتمع.
رقية: سيكون اقتراحك هذا ضمن النقاط المطروحة في الاجتماع.
والآن ينبغي أن نضع النقاط التالية:
أولاً: ما هي أهم المسؤوليات تجاه الوالدين بنظر الإسلام؟
ثانياً: ما هي أهم المشاكل الموجودة بين الأبناء والآباء؟
ثالثاً: ما هي أهم الأسباب التي تؤدّي إلى هذه المشاكل؟
رابعاً: ما هي الخطوات والمقترحات لتطبيق تعاليم الإسلام ؟
زهراء: كل النقاط فيها أهم.
رقية: نعم، فنحن، لا نستطيع الآن أن نقول كل شيء.
2017-03-10