فقه الأحزان
25 مايو,2017
فقه الولاية
918 زيارة
فضل الصبر على المصاب
وحول أهمية الصبر في هذه المواقف، جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: “قد عجز من لم يُعد لكل بلاءٍ صبراً، ولكل نعمةٍ
13- الشيخ الكليني-الكافي- ج 3 ص 250
شكراً، ولكل عسر يسرا، أصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد، أو في مال فإن الله إنما يقبض عاريته أي ما أعاره لك وهبَته لِيَبْلُوَ شكركَ وصبرَكَ” 14.
وقال عليه السلام: “إن العبد يكون له عند ربِّه درجة لا يبلغها بعمله فيُبتلى في جسده، أو يُصابُ في ماله، أو يصاب في ولده، فإن هو صبرَ بلَّغه الله إياها” 15.
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله و سلم : يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إذا وجهت إلى عبدٍ من عبيدي مصيبة في بدنه، أو ماله، أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصُبَ لهُ ميزاناً أو أنشرَ له ديواناً﴾ 16.
من يستحقّ الأجر في المصاب
قرنت الروايات الشريفة، الأجر في المصائب بالصبر، فمن يستحق الأجر هو الذي يتحلى بالصبر على المصاب، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : “ألا أَعْجَبَكُمْ إنَّ المؤمن إذا أصاب خيراً حَمِدَ الله وشكر، وإذا أصابته مصيبة حَمِدَ الله وصبر، فالمؤمنُ يؤجرُ في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى فيه” 17.
14- الحرّاني – تحف العقول – ص 361
15- الحسين بن سعيد – كتاب المؤمن – ص 27
16- السيد البروجردي – جامع أحاديث الشيعة – ج3،ص513-514
17- الشهيد الثاني – مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة – ص 50
وعن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “إن الحرَّ حرٌّ على جميع أحواله، إن نابته نائبةٌ صبر لها، وإن تراكمت على المصائب لم تكسره، وإن أُسر، وقُهر، واستبدل باليسر عسراً، كما كان يوسف الصديق الأمين عليه السلام، لم يَضْرُر حريته أن استعبد وأُسر وقهر، ولم تَضْرُرْهُ ظلمة الجب ووحشته، وما ناله أن منَّ الله عليه، فجعلَ الجبارَ العاتي له عبداً بعد أن كان ملِكاً، فأرسله ورحم به أمة. وكذلك الصبرُ يعقِب خيراً، فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا” 18.
الأحزان فقه 2017-05-25