الشهيد سۣالم عبد السادة مدلۣول المياحي من مواليد محافظة البصرة عام1951م، دخل المدرسة عام1958م، ولم يكمل دراسته بسبب الظروف التي كانت تعيشها أسرته. اتجه إلى العمل لمساعدة والده من أجل تهيئة العيش الكريم لتلك الأسرة.
الفطرة السليمة والسجايا الحميدة اڪتسبها سالم من والده وبقية الأسرة، فنشأ شابا مؤمنا، طيب القلب حسن السجايا.
تزوج شهيدنا عام1970م، وكانت ثمرة ذلك الزواج ولدين وبنتين.
عمل في شركة الموانئ العراقية في محافظة البصرة، واستمر في عمله وكان يبين لزملائه في العمل وباسلوبه الفطري البسيط أهداف حزب البعث وخططه الخبيثه ضد الدين والمؤمنين.
عندما بدأ صدام المقبور حملته الشرسة على أبناء العراق المؤمنين الغيارى، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من خيرة الشباب بين شهيد قضى تحت سياط الجلادين أو على أعواد المشانق وسجين يعذب في الزنزانات المظلمة ومهاجر استطاع الخلاص من أزلام صدام وزبانيته.
في تلك الأجواء المرعبة والتي تقصر الكلمات عن وصفها لم يكن أمام سالم إلا التفكير بالخلاص لهذا التجأ إلى الأهوار في وقت تزامن مع حرب صدام على الجارة إيران ثم من هناك فكر بالهجرة ليواصل طريق الجهاد بعد أن تعرف على بعض المجاهدين خلال تواجده في الأهوار.
هاجر أبومحمد إلى الجمهورية الإسلامية في إيران عام1981م، ليلتحق بمعسكر الشهيد الصدر في مدينة الأهواز، وكم كانت فرحته وهو يدخل أول معسكر أسس ليكون نواة للعمل الجهادي ومقارعة الحكم الظالم في العراق. اشترك في عدة واجبات جهادية مع قوات الشهيد الصدر.
بعد تشكيل قوات بدر كان أبومحمد من السبّاقين للاشتراك فيها ضمن الدورة الأولى بتاريخ20/2/1983م، وتلقى تدريبات على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وكان يؤديها بكل جدية وحماس شوقا منه إلى الجهاد ومقاتلة الظالمين، الذين عاثوا في أرض الرافدين فسادا.
كُلّف بأول واجب على مشارف مدينته البصرة، ثم كُلف بواجبات أخرى في مناطق مختلفة أدّاها على أحسن وجه.
امتاز المياحي بطيب القلب، وشفافية الروح، فكانت كلماته وعلى بساطتها ذات أثر كبير ووقع خاص في قلوب إخوته المجاهدين الذين أحبوه كثيرا.
فرح عندما سمع أن الواجب القادم لقوات بدر في داخل هور الحويزة، لأنه على معرفة بظروف تلك البيئة، وكيفية العيش فيها، وكان حينها في فوج الشهيد الصدر وهو من أبرز عناصر الاستخبارات التي قامت باستطلاع المنطقة وممراتها المائية.
سطّر أبومحمد وإخوته أروع الملاحم في أهوار الجنوب، وشاء الله أن يختاره شهيدا، بعد سنين قضاها في طريق ذات الشوكة متحملا فيها برد الشتاء وحر الصيف، ذباب وزريجي النهار وبعوض وحِرْمِس الليل.
استشهد وهو يؤدي واجبه الجهادي عندما وقع في كمين لما يسمى بفرسان الهور، اشتبك هو وأخويه الآخرَيْن مع أفراد الكمين، فاستشهد بتاريخ10/5/1984م، لتعرج روحه إلى أعلى عليين وترجع إلى ربها راضية مرضية لكنهم أخذوا جثمانه ليحصلوا على جائزة من صدام، كما فعل أسلافهم لمعاوية ويزيد، أما المجاهدين الآخرين فقد جُرح أحدهما وسقط في الماء، وأسر الآخر.
نُقلا وهما (الشهيد أبومحمد المياحي والمجاهد أبوهناء الساعدي) إلى مقر الفيلق الرابع، وهناك تم تفتيشهما فعُثر على هوية في جيب شهيدنا كانت صادرة من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ناولوها إلى الضابط الذي كان يحقق مع أبي هناء، فقرأها دون أن يلتفت إلى عنوانها ورمى بها بعيدا قائلا: أيريد الإيرانيون أن يعلمونا الإسلام؟ وكان هذا لطف من الألطاف الإلهية التي شملت المجاهد أبوهناء حيث أنجاه الله من مكرهم،
أما الجثمان الطاهر لشهيدنا فقد دفن في منطقة عبدالله بن علي في أطراف مدينة العمارة.
سلام عليك أبا محمد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا