اٜلشهيدعبدٜاٜلكرٜيم حسينٜ الغزٛيٛ من مواليد مدينة الناصرية عام1959م، نشأ وسط أسرة متدينة محبة لأهل البيتعليهمالسلام، فوالده من خدمة منبر أبي عبدالله وقارئا حسينيا، لطالما صدحت آفاق كربلاء بصوته الشجي، وهو يتفيأ ظلال المنابر الذهبية للحسينعليهالسلام.
انتقلت أسرته للسكن في مدينة كربلاء المقدسة — باب بغداد إلى جوار سيد الشهداءعليهالسلام، وعبدالكريم ابن الخامسة عشر من عمرة، ليغترف من معين جواره العذب روح التضحية والفداء الحسيني.
طوى في رحلته المدرسية تسع سنين أڪمل المرحلة المتوسطة بنجاح ولم يستطع المواصلة بسبب الظروف الصعبة التي كانت تمر بها أسرته، فاتجه للعمل في إحدى المحال التجارية ليهيئ لها العيش الكريم.
بعد سنة من سكنهم في كربلاء، انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، فتفاعل معها وكان شعلة وقّادة، وحركة دؤوبة في نشر رسالة الثورة الإسلامية ومبادئها، وتأييدها والتعريف بقيادتها.
التحق مضطرا بالخدمة الإلزامية في الجيش العراقي، وكان رافضا لها متحينا الفرص للخلاص منها، فاتخذ قراره المصيري بترك الجيش بتاريخ7/1/1982م، ثم عاش متخفيا في بيته وآثر ذلك على المشاركة في تلك الحرب الظالمة، إلى أن هيأ الله له طريقا للخلاص فخرج إلى السعودية يوم1/2/1982م، وبعد شهرين خرج إلى الكويت وعمل فيها لمدة ثلاث سنوات مع أحد التجار العراقيين المقيمين هناك.
ألقي عليه القبض على خلفية التفجيرات التي طالت الكويت عام1984م، وأودع السجن حتى أوشكوا أن يسلّموه إلى السلطات العراقية، لولا ادعاؤه بأنه إيراني الجنسية من أهالي مدينة الأهواز، وقد جاء للعمل في الكويت عن طريق البحر، فقُبلت دعواه وهُجِّر بحرا إلى إيران.
التحق بإخوانه المجاهدين في قوات بدر ضمن الدورة التاسعة بتاريخ26/8/1984م، واشترك بعد انتهائها في عمليات تحرير الترابة وعمليات القدس وعاشوراء.
كان أبويعسوب الدين شابا مؤمنا لم ير منه المجاهدون إلا الصلاح والصفاء، والسلوك الحسن والأخلاق العالية.
امتاز بحبه الشديد لأهل البيتعليهمالسلام، وبتمسكه بهم وخصوصا سيد الشهداء عليهالسلام، وبمشاركاته النشطة والكثيرة في المجالس الحسينية، كان خدوما، فهو لايكل ولايمل من خدمة إخوانه المجاهدين، كما عُرف بارتباطه العرفاني بالله سبحانه، وبروحه العالية وكثرة عبادته ودعائه وشوقه الشديد للقاء ربه.
كان بطلا من أبطال هور الحويزة وكان كثير الحركة، كثير الخدمة، كثير العمل، مرة يقاتل ومرة يوزع الطعام والبشاشة والحب، على مواقع المجاهدين.
كان صوته الجَهوري الجميل يصدح بالشعارات والمقاطع الشعرية أثناء الرياضة الصباحية والتدريبات اليومية، وبالدعاء بعد انتهاء الصلوات اليومية، كذلك كان يعلو ذلك الصوت بمدائح أهل البيت عليهمالسلام قائلا :
لا عـذَّب الله أمي انـها شربـت حـب الوصـي وغـذتـنـيـه باللبـنِ
وكان لي والد يهوى أبا حســـن فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ
كان له دور بارز في عمليات عاشوراء، وفيها ضرب مثلا أعلى في الشجاعة والفداء والتضحية، وكان ضمن مجموعة الغواصين في الفوج الثالث والتي حسمت الموقف وسيطرت على أهدافها خلال دقائق معدودة، وذلك قبل وصول الزوارق الساندة، ثم بعد طلوع الشمس استقل أحد الزوارق لنقل المعدات وقطع الفلّين التي تستخدم كقواعد طافية للمجاهدين في نقاط المواجهة.
يقول أبو أثير السالم (شاهدته صبيحة عمليات عاشوراء، وهو يحمل الفلّين والأعتدة بزورقه إلى النقاط الأماميّة،
والبسمة لاتفارق مُحيّاه رغم القصف الشديد، وفعل ذلك مرّات عديدة وهو فرح مستبشر).
استمر بنقل ما يحتاجه المجاهدين وفي اليوم الثاني للعمليات أصيب بجروح بليغة بانفجار قذيفة معادية نقل على أثرها إلى المستشفى، ومن هناک عرجت روحه إلى بارئها راضية مرضية لتكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر وذلك يوم24/10/1985م، فطوبى له وحسن مآب.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا