الشهيد بهاء شكر الله علي ولد في مدينة بغداد- الكرخ عام1964م، في أسرة متدينة فنشأ مؤمنا منذ الصغر، مواظبا على أداء الفرائض الدينية ومحبا لآل البيتعليهمالسلام وملتزما بإقامة شعائرهم.
تخرج من الصف السادس العلمي في منطقة البياع ثم سافر إلى إيطاليا بغية إكمال دراسته الجامعية في جامعاتها، فوفق لنيل مقعد للدراسة في جامعة بيروجاتم الإيطالية، ولكنه سرعان ما عاد ناقما على مجتمعها الجاهلي.
كان لتدين أبيه كبير الأثر على التزامه وسلوكه في مستقبل حياته، حيث كان يشارك أباه في أداء العبادات وإقامة الفرائض الدينية. عندما كبر واشتد عوده انعكست آثار تربيته الطيبة على سلوكه وسيرته، حيث اشتهربين أسرته وأقرانه بزهده بالحياة الدنيا وزبرجها.
رفض الانتماء إلى الإتحاد الوطني أو أي تنظيم غير إسلامي بالتذرع بشتى الوسائل والطرق وقد أخفى هويته الإسلامية عن العفالقة.
بعد حملة الاعتقالات التي طالت المؤمنين اتخذ قراره بالهجرة إلى إيران عن طريق كردستان مع مجموعة من أصدقائه وبعد وصوله بأشهر التحق بإخوته المجاهدين في معسكر الشهيد الصدر في مدينة الأهواز.
عند تشكيل قوات بدر التحق بدورتها الأولى بتاريخ20/2/1983م، فتلقى فيها أنواع التدريبات العسكرية والدروس العقائدية، ثم انتقل بعدها إلى الخطوط الأمامية لجبهة الصراع مع العفالقة جنب إخوته المجاهدين وعُرف بحضوره المميز وبشجاعته وإقدامه.
لم يكن يذهب لزيارة أهله إلا لمدة قصيرة يتمتع بجزء منها ثم لايطيق البقاء ويكر راجعا إلى سوح الجهاد. كان يروى لأخوته الأحاديث الإسلامية عن المجاهدين والشهداء ويدعوا إخوانه للجهاد في سبيل الله باستمرار والذي لم ينقطع هو عنه.
رفض العروض التي قدمت له لترك الجهاد والقيام ببعض الأعمال الإدارية، لأنه يرى أن الواجب يحتم عليه الاستمرار فيه، لذلك لم يخلع ملابسه العسكرية طوال حياته في إيران، وحقق الله له أمنيته بأن يستشهد وهو يرتدي لباس الجهاد ويُدفن فيه.
عُرف بالتواضع والهدوء وكثرة العبادة والذكر لله سبحانه، وكان مواظبا على صلاة الليل في أحلك الظروف وأشدها.
ربى نفسه تربية عرفانية روحانية، فوصل درجات من السمو الروحي، حتى أنه أخبر عن شهادته قبل حصولها.
ثم يأتي يوم21/جمادي الثاني/1405ه.ق المصادف11/3/1985م، ليطوي آخر صفحة من صفحات حياته الشريفة المعطاءة في هور الحويزة، عندما شارك ضمن فوج الشهيد الصدر في عملية تحرير مخفر الترابة، لينال بعدها وسام الشهادة الرفيع إذ عرجت روحه إلى أعلى عليين حيث الجنة والرضوان.
ومن وصيته رحمهاللهتعالى (خير ما أفتتح به هو الثناء لله وحده، وأسأله أن نوفي بصرخة الحسينعليهالسلام. أڪتب أولا إلى أمي العزيزة مناديا من بعيد! أمي لاأعلم إن كنتِ على قيد الحياة أم لا؟ إنّ أعظم ما أقدمه إليكِ هدية متواضعة، هو دمي جزاء لتربيتكِ، ويبدو كأنه قليل، فكيف إلى الله؟ هذا ليس بالوفاء الكامل، وإني لأعتذر إلى الله عن التقصير.
إلى كل من أوذي في عرضه أو في ماله أو في دينه أو في دنياه من صدام وزمرته… ألا تكفيكم ساعات الغي الماضية، ألا يكفيكم التشريد، ألا يكفيكم أن سلبت حقوقكم ماذا تنتظرون؟ وأرض علي والحسينعليهماالسلام تناديكم، ماذا تنتظرون؟ تناديكم هلمّوا، فيا أسفا على من مات على الفراش وابن الحسينعليهالسلام يصرخ، والقرآن يصرخ من جديد ما لكم لاتنفروا، أتفيدكم أموالكم التي تجمعونها؟ أم الدور التي تشيدونها؟ فالحرائر في سجون بغداد يصرخن أما من مغيث؟ فتلك هي ذكرى الحسينعليهالسلام تتجدد أما من ناصر ينصرني؟ لبيك ياحسين.
إلى أهلي وأقربائي: أناديكم وقد سئمت الحياة، وأريد اللحاق بالإمام الحسين الشهيدعليهالسلام لحاق معانق حبيب، أقول لاتلهكم أموالكم وأولادكم ولاحب الدنيا عن ذكر الله وطريقه. قد ثبت الآن مَن اغترّ فيها خسرها والآخرة معا).
سلام عليك أبا كرار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا