الرئيسية / أخبار وتقارير / حماس طورّت صواريخ تُصيب تل ابيب لتحقيق قوّة رادعة ضدّ «إسرائيل»

حماس طورّت صواريخ تُصيب تل ابيب لتحقيق قوّة رادعة ضدّ «إسرائيل»

اعرب المُستشرق «الإسرائيلي» المشهور “إيال زيسر” الذي يعمل باحثا في معهد ديّان للدراسات الإستراتيجيّة، أنّ “حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) تُحاول محاكاة ردع حزب الله لـ «إسرائيل»، مشيرا إلى أنّه كعادتها تريد (حماس) الاستفادة من كل شيء.

 

وبرأیه، فهی من جهة تُرید المحافظة على وقف النار مع «إسرائیل»، الذی تعید تحت حمایته بناء مکانتها السیاسیة وقوتها العسکریة، ومن جهة ثانیة، ترید تقدیم نفسها کحرکة مقاومة تلتزم الکفاح العسکری ضد «إسرائیل» الذی یسمح بها بالقیام بعملیات نعتها بالإرهابیة ضدّ «إسرائیل» ینفذها أعضاؤها وأعضاء تنظیمات أخرى تنشط فی القطاع، مثل تنظیم الجهاد الإسلامیّ فی فلسطین.

وبحسب مزاعمه، فإنّ وقف إطلاق النار مهم بالنسبة إلى “حماس” لأن ملیونی مواطن من قطاع غزّة یعیشون تحت سیطرتها بحاجة إلى الهدوء الذی یوفره لهم، وهم ینتظرون من قیادة (حماس) احترام وقف النار والمحافظة علیه کی تتاح لهم حیاة طبیعیة ومواجهة الضائقة الاقتصادیة التی یعانی منها الجمیع فی القطاع. لکنّ الحرکة، والکلام لزیسر، لا تتحرک دائما بما یتناسب مع مصالح سکان غزة. والقرار لیس بالضرورة بید القیادة السیاسیة للحرکة، ونضرب مثلاً على سلوک (حماس) مطالبة رئیس حکومة غزة إسماعیل هنیة فی خطابه فی نهایة الأسبوع بالمحافظة على وقف إطلاق النار، وفی الوقت عینه وضعه خطوطا حمراء لـ«إسرائیل» تحدد المسموح للجیش «الإسرائیلی» والممنوع علیه على طول الحدود مع القطاع.

وأشار زیسر إلى أنّ تجربة الماضی تؤکّد على أنّ القرار المتعلق بالمسائل العسکریة، واستئناف إطلاق الصواریخ على «إسرائیل»، هو بید القیادة العسکریة فی (حماس)، التی یرأسها محمد ضیف، ولدیها منطقها ورأیها الخاص، بحسب تعبیره.

علاوة على ذلک، أکّد أنّ (حماس) تنظر إلى نفسها وکأنّها تسیر وفق نصیحة أصدقائها الإیرانیین وعلى خطى حزب الله اللبنانیّ. على سبیل المثال، أوضح المُستشرق «الإسرائیلیّ» حرصت على بناء منظومة صواریخ تغطی أجزاءً کبیرةً من أراضی «إسرائیل» بما فی ذلک ومرکز الدولة العبریّة، کی تحقق قدرة رادعة ضدّ «إسرائیل» تشبه القدرة الموجودة حالیا لدى حزب الله فی هذا الزمان، وأضاف زیسر، تحاول (حماس) تحدید قواعد اللعبة فی مواجهة «إسرائیل» بحسب النموذج اللبنانی، ومعنى ذلک أنّه ممنوع على «إسرائیل» تجاوز خط الحدود والتحرک ما وراءه حتى لو لاحظ الجیش «الإسرائیلیّ» استعدادات لمقاتلی الحرکة للقیام بعملیاتٍ “إرهابیّةٍ”، وحتى لو اکتشف أنفاقا هجومیة تحفرها (حماس) فی اتجاه أراضی «إسرائیل».

وأضاف زیسر، فی مقالٍ نشره بصحیفة (یسرائیل هایوم)، ونقلته للعربیّة مؤسسة الدراسات الفلسطینیّة فی بیروت، أوضحت «إسرائیل» للحرکة مجددا أنّها تحتفظ لنفسها بحریة العمل فی الجانب الفلسطینی من الحدود، وأنها سترد لیس فقط على کلّ عملیة “إرهابیة” یقوم بها أعضاؤها، وإنما أیضا على أیة استعدادات عسکریة للقیام بمثل هذه العملیة.

وفی ضوء الوضع الهش السائد فی القطاع وعلى طول الحدود مع «إسرائیل» شدّدّ المُستشرق، یبدو الموقف «الإسرائیلیّ» منطقیا ومبررا أیضا، على حدّ تعبیره. ففی الأسابیع الأخیرة، أضاف زیسر، کشف الجیش «الإسرائیلیّ»مجددا عن أنفاقٍ هجومیةٍ متجهة نحو أراضی «إسرائیل»، والأخطر من ذلک هو أنّ أیّ تنازل الیوم سیکون خط البدایة فی مفاوضات الغد، ویمکن أنْ یُدهور «إسرائیل» نحو الواقع السائد على طول الحدود مع لبنان، حیث توجد قیود على قدرة «إسرائیل» فی أن تمنع مسبقا عملیات حزب الله ضدها.

لکن على الرغم من ذلک، یجب على «إسرائیل» ألا تسمح لـ (حماس) بجرها إلى حرب استنزاف محدودة على طول الحدود یدفع سکان غلاف غزة ثمنها، بالإضافة إلى ذلک، أوضح، فالحدود اللبنانیة التی تعتبرها (حماس) نموذجا للمحاکاة، استطاعت «إسرائیل» أنْ تثبت فیها وقف إطلاق النار الهش الذی یحافظ علیه حزب الله من خلال قرار من مجلس الأمن، ونشر الجیش اللبنانی على طول الحدود، ووجود قوات تابعة للأمم المتحدّة، ولفت إلى أنّه قد لا یُشکّل هذا کله ردا على حاجات «إسرائیل» الأمنیة الأساسیة، لکن هذا الحد الأدنى لیس متوفرا فی حالة قطاع غزة. وأشار إلى أنّ استعداد (حماس) لمحاولة مساومة «إسرائیل» من خلال تبادل إطلاق النار وحوادث على طول الحدود لا یُعبّر بالضرورة عن قوة، إذ أنّها تعانی من ضائقة داخلیة نتیجة الحصار الذی فرضته علیها مصر، وهذا یجعل الوضع هشا ویشجع على الحوادث والتصعید.

ومن المحتمل، برأی زیسر، أنْ تکون (حماس) قد تشجعت من حقیقة أنّ «إسرائیل» قررت السماح لها بالبقاء فی السلطة فی غزة، لکن فی هذه الحالة یتعین علیها أن تأخذ فی الاعتبار أنّه لو توصلت «إسرائیل» إلى استنتاج بأنّ الحرکة لا ترغب أوْ أنّها لیست قادرة على المحافظة على الهدوء على طول الحدود، فلن یکون هناک طرف فی «إسرائیل»، مثلما جرى خلال عملیة الجرف الصامد، یدعو إلى السماح ببقاء (حماس) فی السلطة، وتفضیلها على المجموعات الأکثر رادیکالیّة منها التی یمکن أنْ تستولی على السلطة مکانها، بحسب تعبیر المُستشرق الإسرائیلیّ زیسر.

 

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بتفجيرات إرهابية في منطقة السيد زينب (ع) بسوريا

استـشهد 6 أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون الخميس جراء انفجارات في منطقة السيدة زينب ...