بعد أن رأى العالم ولا زال يرى نجاح إيران الإسلامية في كل المجالات وخصوصاً العلمية وتكبر يوماً بعد آخر ، بدأ أعداءها يتكالبون عليها لتشويه صورتها في العالم وتصويرها بأنها دولة منغلقة وقامعة للحقوق والحريات والمرأة ، وفي كل عام من هذا اليوم يخرج كل الشعب الإيراني نساءً ورجالاً شباباً وشابات أطفالاً وكباراً وكل شرائح المجتمع في صورة تذهل العالم، ويصور أعداء إيران تلك الصورة التي يرسمها الشعب الإيراني في ساحة أزادي ويصورون تطورها وتقدمها بأنه مجرد وهم مع علمهم بأن الحقيقة غير ذلك ،وأنها حقيقة تتجلى كل يوم، فكل يوم تكبر وتزدهر وتنجز وتتطور وتثبت للعالم بأن الثورة الإسلامية الإيرانية أنتجت دولة عصرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، دولة حقيقية بكل مقوماتها حتى أصبحت الرقم الصعب في العالم ، بل وأن ما ظهر من تطورها وتقدمها العلمي الفريد ما هو إلا الجزء اليسير ، وما سمحت به إيران للعالم أن يعلمهُ من حقيقة ما تحقق لها من تطور وإنجازات على كافة الصُعد كما قال الكاتب الصيني ( فيان ) لا سطوة للصقر في آفاق السماء بغير جناح ولا حيلة للضارب في الأرض بغير جواد وسلاح ، فاختارت إيران الإسلامية أن تُحلق عالياً في هذا العالم بسلطان التقدم العلمي حتى أصبحت معدلات النمو العلمي الإيراني هي الأسرع وتتفوق على المعدل العالمي 12 مرة ، فقد وضعت طهران خطة علمية شاملة تضم 224 مشروعاً استراتيجياً لخدمة المجتمع، يجب الانتهاء منها بحلول 2025 مع التركيز على أبحاث الخلايا الجذعيه وصناعة الأدوية المضادة للسرطان والنانوتكنولوجى وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة النووية والذرية السلمية، والطائرات بدون طيار التي تُقلع رأسياً بدون مدرج ، وحولت العقوبات من تهديد لحياتها إلى فرص للنمو والازدهار ، فقررنا في ( شهارة نت ) أن نجري تحقيقاً استقصائياً عن حقيقة هذا البلد الذي أذهل العالم بإنجازاته ، ولا زال يفاجئ الجميع كل يوم بإنجاز علمي جديد ، وأن ما يشاع عنها سلباً مجرد أكاذيب وافتراءات ، وهذه الأكاذيب والافتراءات اتسعت لتشمل أيضاً حزب الله المقاومة الإسلامية اللبنانية بنفس الطريقة خصوصاً بعد النصر الأسطوري التي حققته على الجيش الإسرائيلي المحتل .
وقد تلقينا في صحيفتنا “الشرق الأوسط الجديد” دعوة رسمية لزيارة إيران وحضور لمشاهدة عيدهم الوطني مع مختلف وسائل الإعلام العالمية وقد لبينا الدعوة لتسليط الضوء عن هذا البلد الذي شغل العالم، وأتينا لنرى احتفالاتهم التي تأتي وٌيران تعيش في أوج عنفوانها وعطائها، على الرغم من كل محاولات الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة، وسيشمل ملفنا أيضاً حزب الله اللبناني الأسطوري معجزة القرن الحادي والعشرين لنكشف الحقيقة وننقلها بصورة مهنية مُحايدة كما رأينا بدون زيف أو بهتان ، وكانت كل المعطيات تقول بأن إيران الإسلامية وحزب الله معجزتان حقيقيتان بل والأقوى في العالم بكل ما يحمله هذا العنوان من معنى ، فقد حملوا مشروعاً نهضوياً إنسانياً حقق نجاحات لا ينكرها إلا جاحد أو أعمى بصيرة بغض النظر إن كنا نتفق مع.. أو نختلف مع..، وبإخلاص هؤلاء الناس لما يؤمنون به تحققت إرادتهم على أرض الواقع بمصداقية فنهضوا بمجتمعاتهم وأصبحوا الرقم الصعب على هذه الأرض وأفضل بكثير من دول تدّعي الديمقراطية وتشتري الناخبين بأموالهم ، أما في إيران فإلى جانب إعلانات الحملات الإنتخابية ، يقدّم المرشحين إلى الناخبين بذور الورود الجميلة والزهور المختلفة المحلية للتشجيع على حسن إدارة البيئة والمحافظة عليها في حالة لم نرها في أي بلد في العالم ،واعتبرها المجلس الوطني الأمريكي للمعلومات من إحدى أهم الدول العشرة في العالم المتميزة في مجال التقدم العلمي والتقني.. تعالوا بنا أعزائي القراء لنغوص ونبحر في بحر هاتان المعجزتان لتستمتعوا بحقيقة الصورة بدون أي رتوش فهيا بنا ..
ما أن تصل إيران الإسلامية يستقبلك الشعب الإيراني من المطار بالورود والابتسامة والترحاب ، وما أن تدوس قدميك أول شبر من أرض إيران الإسلامية حتى تشعر بالدهشة من أول وهلة وترى بأم عينيك الحقيقة التي تمسح كل ما ترسخ خطأ في ذهنك عن هذا البلد ، فكلما تقدمت إلى الداخل ترى أن إيران دولة عصرية بكل المقاييس ، فترى من خلال المشاهدة والمعاملة شعباً طيباً رائعاً مهذباً مرتباً بعكس ما يروج له ، كلما كنا نخطو خطوة من المطار إلى الداخل ونحن نشاهد إنجازات دولة عصرية أنجزها شعباً رائعاً ، هذا الشعب الطيب الذي قام بثورة أنجزت كل ما نراه وما يراه كل زائر لهذا البلد على أرض الواقع .
قامت الثورة الإسلامية الإيرانية على أهداف واضحة حققت للشعب الإيراني العدالة والرفاهية التي نشاهدها على أرض الواقع، ولازال الشعب الإيراني يحصد خيرها كل يوم بإنجازات أبهرت العالم بحكمة قائدها الإمام الخميني وبكت الملايين على رحيله ولكنه لم يرحل من قلوب الشعب الإيراني والضعفاء في العالم ممن يحبونه بغض النظر عن الأيدلوجيات التي يُقحمها البعض لتشويه الصورة .
فقد أعادت الثورة لإيران هويتها الإسلامية وفرقت بين المبادئ والمصالح وهذا ما جعل الشعب الإيراني يلمس خير ثورته سريعاً بل وأصبح يفاخر بها بين الأمم لصدقية وواقعية مشروعها فأذهلت إيران العالم وأفحمت أعداءها إلى اليوم ولازالت .
جمهورية إيران الإسلامية .. دولة تقع في غرب آسيا ، وهي البلد الثامن عشر في العالم من حيث المساحة ، عدد سكانها 77 مليون نسمة ،إيران 31 محافظة طهران العاصمة ومشهد ثاني أكبر مدينة إيرانية وأصفهان ثالث أكبر المدن وتبريز المدينة الرابعة والصناعية الثانية بعد طهران وهناك كرج وشيراز وقم وبقية المدن الأخرى وكلها تتميز بشيء عن الأخرى .
و تتصل إيران بالدول الأوروبية عن طريق الممرات المائية الواقعة في ( روسيا ) و ( جمهوريات آسيا الوسطى ) .
موقعها استراتيجي جيو سياسي في ثلاث مجالات غرب ووسط وجنوب آسيا ، يحدها من الشمال أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان ، وتطل على بحر قزوين وهو بحر داخلي ، وكزاخستان وروسيا هي أيضاً من الدول المجاورة لإيران مباشرة إلى الشمال ومن الشرق أفغانستان وباكستان ومن الجنوب الخليج الفارسي ومن الغرب العراق وعلى الشمال الغربي تركيا ، ومساحتها تساوي بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا مجتمعة .. إيران دولة إقليمية تحتل مركزاً هاما في أمن ، وطاقة ، واقتصاد العالم بأسره بسبب موقعها الاستراتيجي ، واحتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي الذي يعتبر أكبر احتياطي في العالم ، زد على ذلك أنها من أقدم الحضارات في العالم .
تجري إيران انتخابات رئاسية كل أربع سنوات ، وهدف إيران هو إقامة نظام عالمي جديد يقوم على العدالة والسلام العالمي والوقوف مع البلدان المظلومة في العالم ، فقد أنجزت الثورة الإسلامية الإيرانية الكثير وطورت صناعاتها في كل المجالات ، فأنتجت الناقلات والمدرعات والصواريخ البالستية والغواصات والطائرات والسفن ومدمرات الصواريخ وأنظمة الرادارات والصناعات الطبية وتركيب الأدوية ووقود الطائرات الذي يضاهي المستويات الأوربية والجسور ومترو الأنفاق الذي يعتبر متحفاً تحت الأرض التنقل والتنقل فيه يعتبر قصة حياة مثيرة والذي صنع بأيد إيرانية ، وشبكة الطرق وصناعات كثيرة أخرى كلها تتفوق على مثيلاتها في العالم والإنتاج الزراعي الضخم والمنافس، وكل ذلك بفضل الله تعالى أولاً، وبفض الثورة الإسلامية الإيرانية التي قادها مؤسس الدولة الإيرانية الإمام الخميني الذي وصفه محمد حسنين هيكل الصحفي المصري الكبير بأنه رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي لتستقر في قلب القرن العشرين وقال عنه الكاتب اللبناني المعروف سليمان كتاني بأنه قطب عظيم لم ينبض به الشرق الأوسط منذ زمن طويل وقال عنه سماحة السيد الخامنئي بأن نهج الإمام الخميني هو نهج الأنبياء الذي قام على أساس الصبر والمقاومة والاستعانة باللّه سبحانه وتعالى للتغلب على المصاعب والضغوط .. فكان لا بد لنا في صحيفتنا “الشرق الأوسط الجديد” أن نشير إلى هذا القائد العظيم .
الإمام الخميني : روح اللّه بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، أحد علماء الإمامية، ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، ولد في العشرين من جمادى الثانية سنة 1320هـ في مدينة خمين بإيران، وفقد أباه وهو في الشهر السادس من عمره، فنشأ يتيماً تحت رعاية والدته وعمته اللتان اهتمتا به اهتماماً شديداً.
بدأ بتلقي الدروس وهو في سنّ مبكر، فأكمل دراسة الفارسية وعلومها قبل إتمامه السنة الخامسة عشرة من عمره. ثُمَّ شرع في دراسة العلوم الإسلامية على يد أخيه الأكبر السيِّد مرتضى سنديده، فدرس الصرف والنحو وبقية العلوم المقررة في مرحلة المقدّمات، حتّى أتمها.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة آراك حيث مركز الحوزة العلمية في إيران آنذاك، وتابع تحصيله العلمي فيها، حتّى صار من أعلامها البارزين، ثُمَّ انتقل بعد ذلك إلى مدينة قم مع أستاذه الشيخ عبد الكريـم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم ، وأقام فيها.
بدأ بانتقاد سياسات الشاه محمَّد رضا بهلوي، وتوجهاته من خلال دروسه ومحاضراته التي كان يلقيها في مدينة قم، واتخذت هذه الانتقادات طابع العلن والتصريح سنة 1944م، والتي تنادي بإقامة الحكومة الإسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.
واستمر هذا الحال بينه وبين السلطة التي بذلت الكثير من المحاولات لتحجيمه والحدّ من نشاطه حتّى سنة 1963م حيثُ ألقى خطاباً عاصفاً هاجم فيه الشاه وأميركا وإسرائيل. أدّى إلى انتفاضة الشعب الإيراني ضدَّ الشاه، فاعتقلته الحكومة لمدّة ثمانية أشهر، ثُمَّ أفرجت عنه بعد ضغطٍ جماهيري عارم عمَّ كلّ أنحاء إيران الإسلامية .
أفتى فور الإفراج عنه بحرمة استخدام التقية في ذلك الوقت، وطلب من العلماء عدم اتخاذ أسلوب المهادنة مع الحكومة، اعتقل مجدداً في 14/11/1964م، وتقرر نفيه إلى تركيا، فنفي إليها، وبقي فيها نحو السنة، ثُمَّ انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق، وبقي هناك حوالي ثلاث عشرة سنة، عمل خلالها على مواصلة قيادة الثورة داخل إيران، إلى جانب إلقاء الدروس والمحاضرات.
ضغطت حكومة الشاه على الحكومة العراقية لإيقاف نشاطه، فرفض ذلك، فطلبت منه مغادرة الأراضي العراقية، فغادر العراق بتاريخ 3/10/1978م متوجهاً إلى الكويت، لكنَّ الحكومة الكويتية منعته من دخول أراضيها، فقرر التوجه إلى فرنسا، فسافر إليها، وأقام في ضاحية «نوفل لو شاتو» في باريس، وواصل من هناك قيادة الثورة في بلاده.
كانت الثورة قد قطعت في هذا الوقت مراحل كثيرة، ووصلت إلى الحدّ الذي اضطر الشاه معه إلى مغادرة إيران، وترك الأمور بيد رئيس وزرائه شاهبور بختيار، الذي حاول تهدئة الأوضاع المتفجرة، لكنَّه لـم يستطع أن يفعل أي شيء بوجه الثورة التي كانت قد اقتربت من الانتصار ، حينها قرر الإمام ترك منفاه في فرنسا، والعودة إلى بلاده إيران، ليتولى قيادة الثورة من الداخل، ومشاركة الشعب في جهاده، فاستقل طائرة لتنقله إلى طهران، فوصلها في اليوم الأول من شهر شباط سنة 1979م، واستقبل استقبالاً حاشداً ، توجه بعد وصوله إلى طهران إلى مقبرة الشهداء فيها، حيثُ ألقى خطابه التاريخي الذي أعلن فيه انتهاء حكومة الشاه، وعلى أنقاضها شيد الإمام معالم الدولة الإسلامية الإيرانية الحديثة ، واكتملت مراحل الانتصار في 11 شباط 1979م بالسقوط الكامل لحكومة شاهبور بختيار، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة قم ، ثُمَّ عاد إلى طهران ليستقر في حسينية جماران، ويواصل قيادة الجمهورية الإسلامية، التي استطاع بصبره وشجاعته وحنكته أن يسير بها إلى بر الأمان، رغم الصعاب الكثيرة التي وضعها أعداء الأمة الإسلامية في طريقه .
توفي في أحد مستشفيات طهران، في الثامن من حزيران سنة 1989م، بعد حياةٍ مليئة بالجهاد والتضحيات ، وشيع تشييعاً قلّ نظيره في التاريخ، ودفن في مقبرة بهشت زهراء في طهران، إلى جانب قبور شهداء الثورة الإسلامية ويقصد قبره النَّاس من كلّ مكان.
له مؤلفات عديدة، منها: مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية، وشرح دعاء السحر لشهر رمضان، والأربعون حديثاً، وأسرار الصلاة أو معراج السالكين، وكشف الأسرار، وآداب الصلاة، والرسائل، وكتاب البيع، وكتاب المكاسب المحرّمة، وكتاب الطهارة، وتهذيب الأصول، وجهاد النفس، والجهاد الأكبر، والحكومة الإسلامية, وحاشية على الأسفار وغير ذلك .
فمما لا شك فيه أن شعار انطلاق الثورة الإسلامية كان السعي لتطبيق العدالة الاجتماعية وردم الهوة الطبقية التي كادت تستشري في المجتمع على عهد نظام الشاه المقبور الذي أشاح بوجهه عن الثقافة الإسلامية الإيرانية وكاد يشيع الثقافة الاستهلاكية في البلاد وأوقف الكثير من الصناعات المحلية وكاد يربطها بالمؤسسات والكارتلات الخارجية لتبقى البلاد منصاعة لما يملى عليها من الخارج، ولكن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران بعد الثورة أضحى الشعب شريكاً أساسياً في الحكم والتحكم بمقدرات البلاد .
يتحدث لنا أحد المختصين الايرانيين قائلاً : لقد حققت إيران الاكتفاء الذاتي في إنتاج مضخات الطرد المركزي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية بالذرة ، قطاع الكهرباء والمياه وبناء السدود وإنشاء المحطات الكهربائية من ابرز حقول النهضة الصناعية في إيران ، إننا اليوم في كافة الصناعات المرتبطة بالماء والكهرباء منذ البداية وحتى النهاية حققنا الاكتفاء الذاتي ، ولدينا الكثير من الشركات الحكومية والقطاع الخاص المقتدرة ليس فقط بالداخل بل لها مجالات واسعة في تنفيذ المشاريع في خارج البلاد أيضا وتوفر ما يلزم في الداخل والخارج، ولدينا مشاريع مشتركة مع الدول الصديقة وحتى تم تصدير بعض الخدمات الفنية والهندسية لهم ونحن لدينا الآن تعاون مع الكثير من بلدان العالم ، ولدينا فيها مشاريع مختلفة مثل إقامة محطات كهربائية في بعض البلدان ونحن اليوم يمكن القول أننا لم نعد بحاجة لأحد لتنمية صناعاتنا في مجال الماء والكهرباء لأننا ننتج من الكهرباء أكثر من 200000 ميقا وات .
كما تمتلك إيران أكثر ما يقارب من 1000 محطة كهربائية هي الأولى على مستوى الشرق الأوسط في إنشاء الطاقة الكهربائية والرابعة عشرة على مستوى العالم .
كما تم تشغيل المجمعان الكيماويان في سرخس وبجنورد بشمال خراسان، وكانت منتجاتهما الرئيسة مواد من مثل حامض السلفوريك حامض الكللوريدريك، حامض الفسفوريك، أنواع السماد الكيمياوي، السموم المبيدة للآفات النباتية، الأمونياك، الأورة، نترات الأمونيوم، المواد الأولية للبلاستيك، الكبريت، المواد الأولية لصناعة الأصباغ، وصناعة الإطارات وغيرها .
ولدينا أكثر من 30000 كيلو متر طرق أوتوستراد وعشرات الآلاف من الشقق والبيوت في القرى ، وننتج أكثر من 11 مليون طن زراعي وكل الخدمات من الماء والكهرباء والغاز والجوال والثابت في كل القرى ومدينا الغاز إلى آلاف القرى ، وعندنا 40 نوع من الأدوية الجديدة للأمراض الصعبة وتركيبات جديدة لأدوية قيمة ( الجرام منها في الغرب بمليون دولار ) ، وأرسلنا قرد إلى الفضاء ، إيران دولة تأكل من خيراتها وتلبس من خيراتها بل وتصدر من خيراتها .
“الشرق الأوسط الجديد” زارت مصنع الفولاذ في أصفهان كأكبر مجمع صناعي لجمهورية ايران الاسلاميه علـي بعد 75 كيلو متر جنوب غرب أصفهان علي مساحه أرض بلغت 35 كيلو متر مربع ( قاعات وصالات بلغت 17 كيلو متر صالات إنتاج ) وبطاقة إنتاجيه تبلغ أكثر من 12 مليون طن من أنواع منتجات الفولاذ المختلفة الكالفانايز والملون من السمك 18 إلي 16 سمك ملم.
وهناك آلاف الوحدات الصناعية الأخرى تعمل 30% منها في مجال صناعة الغذاء والمشروبات و20% في صناعة النسيج والملابس و 23% في مجال الآلات والمعدات ، واهتمت الدولة بالصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والسيارات والأسمنت وملايين الأطنان من المعادن والإنتاج العلمي وكل ما يمكن تخيله .
وتنتج إيران أحدث الطائرات الحربية المقاتلة في العالم منها نوع صاعقة ونوع قاهر 313 التي تتمتع بأحدث الأنظمة الإلكترونية والتي لا تستطيع الرادارات كشفها ، وتستطيع القيام بمهام قتالية دفاعية في إطار قدرة الردع الإيراني بل وتستطيع حمل أسلحة متطورة والإقلاع والهبوط من مدارج صغيره .
من جهتها أقرت ناسا بنجاح مهمة المسبار الإيراني الذي حمل قرداً ، حيث أكد رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي أن إقرار ناسا بنجاح مهمة المسبار الإيراني هو بمثابة إعتراف بقدرة إيران في مجال الفضاء ، حيث انضمت إيران في العام 2012م إلى نادي الدول الفضائية محققة أعلى ميزان في تنمية علوم الفضاء .
يذكر أن المسبار ( بيشغام ) قام برحلة ناجحة إلى الفضاء حاملاً معه قرداً ثم عاد به سالماً إلى الأرض ، كما تم الإعلان عن إطلاق صاروخ ( بيشكام ) الذي يزن 300 كيلو غرام بأقصى سرعة تعادل ( ماخ 4 ) إلى الفضاء تمهيداً لإرسال كبسولة تزن عدة أطنان ، وإطلاق قمرين صناعيين للإتصالات والأبحاث العلمية هما ( زهرة وناهد ) بنسختهما المطورة هندسياً ( زهرة ) مخصص للإتصالات والبث التلفزيوني ( وناهد ) مخصص للأبحاث العلمية وأن إيران سترسلهما عبر المسبار ( سفير P1 ) وأن القمر الصناعي سيستقر في الجو ، كما تعكف إيران حالياً على استكمال انجاز المسبارين ( سيمرغ وققنوس ) التي باستطاعتهما حمل أقمار صناعية ثقيلة الوزن إلى الفضاء .
كما نجحت إيران الاثنين 2 فبراير/شباط 2015في إطلاق قمر صناعي جديد للمراقبة، هو الأول منذ 2012، و”وضع القمر بنجاح” في المدار على ارتفاع 450 كلم عن سطح الأرض، طبقا لوسائل إعلام رسمية إيرانية.
القمر الصناعي (فجر) يزن 52 كيلوغراما، وأطلق بنجاح ووضع في المدار على ارتفاع 450 كيلومترا عن سطح الأرض”.
وهو القمر الصناعي الرابع الذي يُرسل إلى الفضاء من صنع إيراني. بعد ثلاثة أقمار صناعية سابقة أُرسلت بين عامي 2009 و2012، بالإضافة إلى إرسال كبسولتين فضائيتين، أولاهما في فبراير/شباط عام 2010 وبداخلها جرذ وسلاحف وحشرات، والثانية في يناير/كانون الثاني عام 2013، وبداخلها قرد، وقد عادت جميعها أحياء .
وقد أطلق القمر الصناعي “فجر” على متن الصاروخ “سفير فجر”، الذي بنته مؤسسة الصناعات الفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ولديه القدرة على “التقاط صور واضحة للأرض، الأمر الذي “يؤكد قدرة إيران على بناء صواريخ حاملة للأقمار الصناعية”
وأزيح الستار عن أحدث جيل مطور من الدبابات الخارقة في العالم هما ( ذو الفقار وصمصام ) ، حيث نجح المهندسون الايرانيون في مؤسسة الأبحاث التابع للقوات البرية الإيرانية من تطوير الجيل السابق من دبابات ذو الفقار وصمصام محليتا الصنع والمزودة بنظام ( استابلازبر ) التي تنافس دبابة ( T 72 S ) الروسية ، وأن ذو الفقار وصمصام قادرتا على مواجهة الحروب الالكترونية وضرب الأهداف ، كما سيتم تدشين ( سيلان إيران 47 M) .
وتصنيع احدث دبابة ايرانية اطلق عليها اسم “كرار” التي تُعد من فئة الدبابات الأكثر تطورا في العالم، والتي لا تقل كفاءة عن دبابة “تي 90” الروسية ، إن لم تكن أفضل منها.
بالإضافة إلى امتلاك إيران أنظمة متطورة تستطيع صد مقاتلات الـ F 16 و مثيلاتها ، وأنظمة أخرى صنعتها بنفسها وتنافس الدفاعات العالمية الأخرى .
وفي المجال البحري كشف الستار عن مدمرة ( جماران 2 ) حيث أعلن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية وكشف الستار عن هذه المدمرة ، كما تم الكشف عن طائرة عائمة فريدة من نوعها في العالم ، زد على ذلك الصواريخ البالستية الإيرانية بمدايات آلاف الكيلو مترات والتي يتم الكشف عنها تباعاً ، والتي تستطيع أن تطال أي عدو وفي أي مكان في العالم والتي تعمل بالوقود الصلب الفريدة من نوعها في العالم والتي تستطيع أن تناور وتعبر القارات ، منها العمودية والمنحنية ، مع التأكيد أن كل ما ذكر من هذه القوة والقدرات المختلفة ما هو إلا الجزء اليسير التي سمحت به إيران للعالم بمعرفته وتم كشف الستار عنه ، لأن القدرات الإيرانية لا تتوقف !! ولا يتم الإعلان عن أي منجز إلا بحسب استراتيجيات وتكتيكات إيرانية ، ولهذا فإن الدولة الإسلامية الإيرانية تحتفظ بالكثير من تطورها العسكري والاستراتيجي وخصوصاً في الشأن الصاروخي البالستي وغيرها من الانجازات البرية والبحرية والجوية في إطار سياسة الردع والدفاع عن النفس .
إن أعداء الدولة الإسلامية والذين يحاصرونها ومن معها لا يدركون حتى اللحظة بأن إيران لا تحتاج اليوم لأحد في العالم وأنها أصبحت مكتفية ذاتياً في كل مناحي الحياة بقدرات وخامات إيرانية 100% بل وأصبح العالم محتاجاً لها .
إن الشعب الإيراني العظيم نهض بقوة الله وسلطان العلم الذي مكنهم الله به للنهوض بأمتهم العظيمة والدفاع عنها وعن المستضعفين في هذا العالم .
إن إيران اليوم قادرة على ضرب أي عدو بمئات الصواريخ في الدقيقة الواحدة ولا تقف قوة إيران عند هذا الحد ، فهناك أوراق قوة إيرانية متعددة ومختلفة منها ما يعلمه العالم ومنها مالا يعلمه، بدأ بإغلاق مضيق هرمز واستهداف أساطيل العدو البحرية وصولاً إلى أذرع إيران في الخارج ، وكل ورقة تتميز بقوة خاصة بها ، زد على ذلك الجيش النظامي الإيراني الذي يضاهي أقوى الجيوش في العالم وكذلك الاحتياطي والحرس الثوري وقوة التعبئة الباسيج والترسانة العسكرية والمدفعية والدبابات والبوارج والسفن والفرطاقات والطائرات والصواريخ التي ذكرت والغواصات الكبيرة والصغيرة والطوربيدات السريعة والقدرات الحربية الالكترونية والعلمية والفضائية والقدرات المخفية براً وجواً وبحراً وبرمائياً .
وفي مجال الطب لامس التطور الطبي حياة الشعب الإيراني وحياة المحرومين بوجه خاص ، فقد جاءت الثورة الإسلامية الإيرانية وعممت هذا الواقع على جميع مرافق الحياة وفي جميع المناطق الإيرانية ، حيث شهدت إيران قفزات نوعية فيما يتعلق بهذا الواقع من إبداعات وخصوصاً في إنتاج الأدوية والعمليات الجراحية والخدمات الطبية وما شابه ذلك ، فقد وصل عدد الجامعات الإيرانية إلى أكثر من 40 جامعة وهناك أكثر من 200 ألف شخص يعملون في المجال الطبي مما جعل الخدمة الطبية تصل إلى كل مكان بسهولة ويسر وتوفير العلاج وكل ذلك جاء انعكاساً للتقدم العلمي وخير الثورة الإسلامية الإيرانية التي وضعت النهضة العلمية وخصوصاً الصحية والعلاجية منها نصب أعينها وبذلت أقصى الجهود وقطعت خطوات مهمة وكبيرة في هذا المجال حتى باتت تنافس أكبر الدول تقدماً في العالم بل وتفوقت عليها وبأقل التكاليف ، مما أثار الإعجاب في العالم وأصبحت حالة من التنمية الطبية والصحية ، كما أصبح إنتاج الأدوية داخلياً من أهم الأمور وخصوصاً أدوية الأمراض المزمنة والمستوطنة والصعبة والغير قابلة للشفاء وأيضاً إنتاج اللقاحات وزراعة الأعضاء ومكافحة أمراض العفونة العضوية وأمراض القلب وأطفال الأنابيب والرئة الصناعية والاستنساخ ، كما وفرت الإسلامية الإيرانية الضمان الاجتماعي للمواطنين وعالجتهم بأسعار زهيدة جداً .
وفي مجال طب العيون أصبحت إيران السادسة عالمياً و تجري العمليات عبر جهاز ( كانسرتو ) التقني الإيراني الصنع الذي يعمل بالليزر والذي ينافس التقنية الألمانية ، حيث أن دقة وقوة العين تزداد بعد إجراء هذه العملية خصوصاً في الليل ومن خصوصية هذه التقنية الإيرانية قصر فترة العملية بشكل مذهل للغاية .
ونمت صناعة الدواجن والأبقار إلى حد كبير على مدى السنوات الأخيرة في إيران فانتشرت في أنحائها مئات الآلاف من مزارع تربية الدواجن والأبقار كي تلبي حاجات المواطنين بمنتجاتها … أي تلوث في هذه المزارع قد يؤدي بحياة هذه الحيوانات ومن يكونوا علي اتصال بها من البشر ولا حاجة للبحث عن مخاطر تفشي الأمراض القاتلة التي فتكت بمئات البشر والحيوانات، إذ أن أزمة انفلونزا الطيور في السنوات الأخيرة لا زالت حاضرة في الأذهان وكيف أن هذا الوباء قد تفشى في عدد من البلاد وحصد أرواح الكثير وهذا دفع بباحثيها إيران وعلمائها إلى إنشاء مراكز بحثية ومعاهد علمية تقوم بدراسة تلك الأمراض الفتاكة بأنواعها وإعداد أمصال ولقاحات للحؤول دون انتشارها … من ابرز هذه المراكز العلمية والبحثية معهد رازي للبحوث واللقاحات والأمصال الذي يعتبر من أقدم المراكز البحثية الموثوقة في إيران .
لقد بدأ المعهد نشاطه عام 1942 م تحت إشراف وزارة الزراعة آنذاك بغية دراسة الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها مكافحة مرض الطاعون البقري الذي كان قد قضي علي الآلاف من الأبقار الإيرانية والذي كان يهدد الثروة الحيوانية في البلاد بشكل كبير جداً وبعد مضي فترة وجيزة قام المعهد بإنتاج لقاح الطاعون البقري و بذلك فتح آفاقا جديدة في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية في البلاد
بعد مضي فترة قصيرة من النجاح في هذا المجال تابع المعهد عمله في مجال إنتاج أنواع أخري من اللقاحات الحيوانية وقام بإنتاج لقاح الجمرة الخبيثة و منذ عام 1941 م خاض المعهد في مجال أوسع في إنتاج أنواع اللقاحات والأمصال البشرية لاستخدامه في المجال الطبي يجب التنويه بان فترة ازدهار و تطوير المعهد يرجع إلي عام 1950 م حيث انتقلت في ذلك العام إدارة المعهد إلي الباحثين الإيرانيين ، حيث قام الباحثون والأخصائيون بتطوير و إنتاج كمية كبيرة ومتنوعة من اللقاحات البيطرية والبشرية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران .
بالإضافة إلى ذلك يقوم المعهد بإنتاج ملايين الجرع البيولوجية وأكثر من ستين نوعا من المنتجات البيولوجية من اللقاحات الجرثومية والفيروسية والطفيلية كاللقاح الثلاثي ضد الخناق الكزاز والسعال الديكي ولقاح الحصبة ولقاح النكاف ولقاح شلل الأطفال ولقاح ام ام آر و لقاح الجمرة الخبيثة و لقاح الحمي المالطية في الأبقار ولقاح الطاعون البقري ولقاح جدري الأغنام ولقاح الحمي القلاعية ثنائي التكافؤ ولقاح التايليريا البقري ولقاحات الدواجن و مستضدات النيوكاسل والإنفلوانزا والحصبة الألمانية وذيفان الخناق والكزاز ومضادات السموم المختلفة ، وهذا ما جعل هذا المعهد من اكبر المراكز المنتجة للقاحات في العالم .
يتمتع المعهد بصلة وثيقة مع المراكز العالمية والبحثية في داخل البلاد وخارجها و له صلات وثيقة مع وزارة الصحة الإيرانية و منظمة البيطره الإيرانية والجامعات المختصة في داخل البلاد وخارجها ومنظمة الصحة العالمية للأغذية والزراعة والمنظمة الدولية لصحة الحيوان والمراكز البحثية والإنتاجية للقاحات في العالم وقد تم اختيار معهد رازي من قبل المنظمة الدولية لصحة الحيوان كمختبر مرجع لتحديد مرض جدري الماعز وجدري الأغنام والطاعون البقري ، وكل ذلك إن دل علي شيء إنما يدل يدل علي المكانة التي احتلها في خدمة الإنسانية والمجالات العلمية الدولية .
فضلا عن ذلك كلف المعهد بالقيام بكل أنشطة البحث والتجارب في ميدان الأبحاث و إنتاج اللقاحات والأمصال البشرية و البيطرية وكذلك تشخيص أمراض الحيوان والدواجن والأمراض المشتركة بين البشر والحيوان كما يقوم المعهد بمهام أخرى منها : الأبحاث في مجال التنمية الحيوية (البيوتكنولوجيا) لانتاج المنتجات البيولوجية وتدريب وتعليم الكوادر البحثية والخبراء في مجال النشاطات البيولوجية التشخيص ومكافحة الأمراض .
العلماء والباحثون الإيرانيون هنا سعداء لإتاحة الفرصة لهم لإنتاج منتجات يزيد عددها 90000 جرعة من مضادات السموم التي تنقذ حياة البشر الذين تلدغهم الأفاعي والعناكب والعقارب وسائر الحيوانات السامة. وهذا يتفق تماما مع مواثيق منظمة الصحة العالمية وأصولها ، ولم يقتصر هدف المعهد على تحسين صناعة الترياق المضاد للسموم فقط إذ حقق العلماء والباحثون الإيرانيون بمعهد “رازي” لأبحاث وإنتاج المصل، انجازات علمية جديدة على سبيل المثال لا الحصر نجح باحثو المعهد في التوصل إلى تركيبة عقارية جديدة للسيطرة على الخلايا السرطانية. فقد تم إنتاج هذه التركيبية الجديدة تحت عنوان “ICD85” من سموم احد أنواع الأفاعي والعقارب….هذه التركيبة العقارية الجديدة التي تم انجازها بعد إجراء أبحاث دامت 15 عاما ، والتي بإمكانها السيطرة على الخلايا المسرطنه للصدر والدم والرحم والكلى والرئة ، وتم اختبار هذا العقار الجديد على الأرانب والفئران بنجاح تام و تم تقييمها على الخلايا الحية للإنسان أيضا في المختبر حيث توصل الباحثون في المعهد إلى نتائج مطلوبة .
يبلغ عدد القوى الوظيفية في المعهد من متخصصين وفنيين ومدربين وإداريين ومدرسين حوالي 1500 عامل ويشمل أكثر من 200 أكاديمي من أعضاء الهيئة العلمية و400 شخص من خريجي الجامعات ذوي الشهادات العليا و750 شخصاً من الكوادر الفنية ، ونظراً للمهام القانونية للمعهد فإنه يعتبر المرجع الأساس للأبحاث البيطرية في البلاد يقوم بتنسيق كافة البحوث البيطرية علي المستوي الوطني ، ومن خلال استخدامه لأفضل الكوادر العلمية المختبرية الحديثة والتي تشمل كلا من 8 مختبرات اختصاصية و13 مختبر وطني ومرجع علمي يرسم الخطوط العريضة للمراكز البحثية البيطرية في كافة أنحاء البلاد ، وله دور هام ورائد في مجال التشخيص السريع والحديث للأمراض المختلفة البشرية والحيوانية وأمراض الدواجن ويؤمن للباحثين كل ما يحتاجونه .
تقوم نيابة ضمان الجودة بالرقابة على كافة المنتجات وتسعى جاهدة تطبيق كافة المعايير والمقاييس الحديثة عليها .
وللمعهد فروع مختلفة في المدن والمحافظات الإيرانية منها في مدينة مشهد المقدسة مركز محافظة خراسان الرضوية وفي شمال غرب البلاد في مدينة مرند وكذلك مدينة أراك مركز المحافظة المركزية وأيضا في كل من مدن كرمان و أهواز و شيراز .
وتتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحضارة عمرانية مذهلة، بما فيها من بنى تحتية وأبنية رفيعة الذوق والجمال وتستهوي العين والقلب ويشغل الاسمنت حيزاً كبيراً في صناعتها ، ربما لا تستطيع وأنت ترى هذه النماذج الجذابة أن تفكر في الماهية المصنوعة منها إلا أن الباحث والمدقق سيجد وراء ذلك العديد من أنواع الاسمنت التي لعبت دوراً في إعمار السدود على سبيل المثال ، وهو ما يختلف من حيث النوعية عما استخدم لإنشاء بئر نفطية ، أو مرفأ بحري ، فهناك أنواع من الأسمنت ما يقاوم البرودة الشديدة والجليد ، كما يصنع اسمنت نقيضه يقاوم الحرارة المرتفعة حيث يلعب الخليط الممزوج لإنتاج الاسمنت دوراً كبيراً في ذلك .
الثورة الإسلامية الإيرانية خطت خطوات حثيثة لتعزيز صناعة تلك المادة الأولية بغية الرقي بالبناء العمراني والخدمي في البلاد ، حيث بلغت الإنتاجية قبيل الثورة الإسلامية في إيران نحو خمسة وخمسين مليون طن خلال خمسة وأربعين عاماً ، وبلغت ما بعد الثورة أكثر من خمسة عشر ضعفاً ، وارتفعت الإنتاجية إلى سبعمائة وخمسة وأربعين مليون طن طيلة ثلاثين عاماً ونيف .
لم يكن من السهل تحقيق الاكتفاء الذاتي في بلاد مساحتها أكثر من مليون وستمائة ألف كيلو متر مربع ومع ثروة سكانية تزيد عن السبعين مليون إيراني ومع تضخم عمراني سريع للغاية مقارنة بدول الجوار والمنطقة .
مدينة لوشان الواقعة في شمالي البلاد … إنها من المدن الإيرانية التي لعبت مصانعها الإنتاجية دوراً هاماً في تحقيق الاکتفاء الذاتي في إنتاج الاسمنت الوطني الإيراني وجودته .
الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت تحقيق تلك المعادلة بحيث عملت على إنتاج نحو ستين مليون طن في العام وما تبقى عملت إيران على تصديره ، وبذلك غدت إيران الرابعة عالمياً في مجال صناعة الاسمنت الأجود عالمياً .
عدا عن ذلك فقد تجاوزت إيران حدودها لتعمد إلى تصدير خبراتها في إنشاء وتأهيل معامل لصناعة الاسمنت في العالم .
ومما ساعد إيران على الرقي بتلك الصناعة وفرة المواد الأولية والطاقة التي تستخدم في التصنيع وتحولها إلى بلد صناعي كما شكلت سياسة التنمية المستدامة في إيران حافزاً يضاف إلى تلك العوامل ، فمع تصاعد وتيرة الإعمار كان لا بد من تصاعد وتيرة الإنتاج للاسمنت الذي يشاركه أيضاً العديد من المواد المستخدمة في الإعمار إلا أنه المادة الأبرز لما يحويه من ذرات متينة تشكل حجر الأساس في البنى التحتية كالسدود والجسور والأنفاق وغيرها ، وزيادة الإنتاجية لتلك المادة الجسورة رافقتها جودة المادة المصنعة وذلك مقارنة مع الدول الأخرى التي وجدت صعوبة في منافسة إيران .
جودة الإسمنت الإيراني تعود إلى طبيعة المناجم المساعدة على ذلك يضاف إليها مستوى العلماء والمهندسين والخبراء الإيرانيين واستخدام التقنية الحديثة لاستخراج المادة الخام وتصنيعها ، فالبلاد كلها تحتوي على نحو سبعين مصنعاً وواحداً وتسعين خط إنتاج ، إذ لا توجد محافظة إيرانية إلا وتغذي الناتج المحلي عبر عدة مصانع في ربوعها .
وما تزال إيران تسعى جاهدة إلى تطوير خبراتها في هذا المجال ورفد قطاع التصنيع الأسمنتي بتقنية أفضل وأكبر وخبراء على مستوى عال من الكفاءة بحيث استطاعت في المرحلة الأخيرة أن تحقق الاكتفاء الذاتي من حيث العمالة مستغنية بذلك عن الكفاءات الأجنبية .
ومن الغريب أن يكون الحظر الممارس من قبل الدول المتطورة على إيران عاملاً مساهماً على التطور في تلك الصناعة حيث عمل العلماء والمهندسون الإيرانيون على تكثيف جهودهم بغية تطوير صناعة الإسمنت من حيث النوع والكم على حد سواء حتى أصبحت إيران الرابعة في العالم في هذا المجال.
المادة المكونة من رمل وحجارة وحصى إضافة إلى الماء من الممكن أن تتخيل أنها مادة سهلة التصنيع ، إلا أن آلية الصناعة معقدة بعض الشيء مما يكسبها قيمة عالية فالاسمنت مركب من أكسدة الكالسيوم والحديد والمغنيزيوم ومع الخلط بالماء بحاجة إلى هواء لتتصلب .
تاريخ تلك المادة لا يعود إلى عقود كثيرة بالطبع فمحاولات المصريين والرومان واليونان لم تفلح في إنتاج مادة متصلبة ، إلا أن الإيرانيين القدامي في بلاد فارس وعلى وجه الخصوص في شمال الخليج الفارسي تمكنوا من استخدام بعض المواد التي أصبحت بمرور الوقت صلبة ، وبما أن تلك الأماكن كانت ساحلية وتتميز بالرطوبة إلا أن المواد التي صنعت بها الأبنية في تلك المنطقة بدت مقاومة فكانت المدينة الساحلية بوشهر والواقعة جنوبي إيران خير شاهد على ذلك وبالطبع فإن تلك المادة ليست الإسمنت ولكنها كانت محاولات جادة على طريق صناعته فيما بعد ، وبمرور الحقب التاريخية استطاع الاسمنت أن يظهر بشكله الحالي في القرن التاسع عشر ، وولج إلى إيران لبناء مبان ومرافئ وآبار نفطية .
المصنع الأول في تاريخ الاسمنت في إيران تأسس عام ألف وثلاثمائة وعشرة هجرية شمسية أي منذ نحو ثمانين عاماً ، والمختصون وعبر الدراسات الجيولوجية الأولية التي أجروها اتخذوا قراراً بتأسيسه في منطقة تبعد سبعة كيلومترات جنوبي طهران وبالقرب من جبل شهر بانو ، وبعد نحو عامين انطلق خط الإنتاج في معمل سمي بمعمل اسمنت الري ، وكانت نقطة الانطلاق بعد أعوام غير كافية لتلبية الحاجة الوطنية فأسس معامل أخري، في وقت بدأ المعماريون يعون فيه خواص مادة الاسمنت وميزتها عن بقية المواد من حيث الصلابة ومقاومة العوامل الخارجية ، وعليه بدأت زيادة الطلب على الاسمنت ، وغدا الاسمنت مادة استراتيجية مع مرور السنوات حيث عملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عقب الثورة على إصدار قانون يحدد معايير صناعته والبناء به وبعد مرور ثلاثة عشر عاماً عملت على تعديل القانون بما ينسجم مع التطور التكنولوجي والمعايير الجديدة المعتمدة في البناء وكان للمختبرات والمراکز البحثية التخصصية دور بارز في رقي تلك المعايير وفي نفس الإطار قامت الجامعات الإيرانية بوضع برامج تهدف إلى تأهيل طلاب متخصصين في مجال صناعة الاسمنت من فرعي الهندسة والعلوم بعد تحفيزهم على التنافس والتفوق للارتقاء بمستواهم التعليمي وبالتالي تهيئة جيل مسلّح بالعلم وقادر على استكمال مسيرة التنمية الإيرانية بطموح كبير وإمكانيات عالية .
بهذا الخصوص تجري سنوياً إقامة عدة مسابقات وطنية على مستوى الجامعات الإيرانية ترمي الي تقوية البني الأسمنتية و المنشئات الخرسانية وتحسين قابلياتها كتعجيل التصلب للحصول على مقاومة عالية في وقت قصير أو إبطاء عملية التصلب في الأجواء الحارة أو النقل لمسافات بعيدة وكذلك تقليل الحرارة المتولدة وتقليل النضح أو النزف وأخيراً تحسين مقاومة التآكل وتقليل التقلص الحاصل أثناء التصلب و ما شاکل ذلك ، وقد عملت وزارة الصناعة مؤخراً على خصخصة مادة الاسمنت وتحرير سعره ، وهو ما جعله أقل قيمة نظراً لخضوعه لتنافسية التجار وقانون العرض والطلب ،ومع تحفيز المستثمرين على إنتاج الاسمنت بأسعار رخيصة باتت صناعة تلك المادة أقل كلفة وأكثر جودة وهو ما انعكس على الحضارة المعمارية في البلاد تبرز صناعة وإنشاء الأنفاق في إيران كإحدى المعالم البارزة في الحياة الصناعية والخدمية في البلاد وتقدمت إلى الواجهة في العقدين الأخيرين من حياة الجمهورية الإسلامية وذلك بعد التقدم الكبير والمستمر الذي حققته هذه الصناعة المهمة رغم جميع التحديات التي وقفت أمامها .
وفي الحقيقة فإن الأنفاق من البنى التحتية المهمة في الدول العصرية والنامية وهي ضرورية للحركة داخل وخارج المدن باعتبارها أحد مظاهر التنمية الرئيسية في البلاد.
وللأنفاق استعمالات متعددة داخل المدن بدءاً من الحمل والنقل من خلال الطرق السريعة والمترو والطرق الحديدية وكمواقف السيارات تحت الأرض ومن قبيل تأمين خدمات مد أنابيب المياه والصرف الصحي والاتصالات السلكية وأنظمة التدفئة والتبريد وإجراءات الأمان كأنفاق عبور مياه الفيضانات وحالات الطوارئ الأخرى.
ويقدر مسئولون حكوميون في العاصمة طهران أن تطور إنشاء الأنفاق تضاعف أكثر من أحد عشر ضعفا في العقد الأخير ، حيث تتمتع إيران اليوم بوجود كوادر بشرية ضخمة متخصصة بإحداث الأنفاق كما أن كل ما يتعلق بإنشائها يدرس في مختلف المراحل الجامعية حتى أن بعض الجامعات بصدد تأسيس كليات متخصصة في إنشاء الأنفاق.
وفي الحقيقة فإن التقدم في هذا المجال الحياتي ليس جديداً على البلاد فجذوره قديمة تعود إلى صناعة مد وتشييد القنوات في باطن الأرض والتي يقدر عدد الموجود منها حتى الآن في إيران بأكثر من خمسة آلاف قناة وهي صناعة ارتبطت في السابق بعملية الزراعة والري وتأمين منابع نقية ومستمرة للحصول على الماء اللازم للحياة الإنسانية والزراعية .
وتتنوع الأنفاق من حيث الاستعمال والأهداف والضرورات فتنتشر أنواع منها وربما كان الأقدم منها ما كان لبناء ومد الطرق خصوصا في المناطق الجبلية .
كما استعملت الأنفاق لتسهيل مد السكك الحديدية للقطارات وربما كان النوع الأكثر لفتا للأنظار في المدن الكبرى هو الأنفاق الخاصة بقطارات المترو والتي تمتد لمسافات طويلة في العاصمة طهران وتلك التي تربط العاصمة بمدينة كرج إلى الغرب منها هذا فضلا عن خطوط المترو المنتشرة في المدن الإيرانية الكبرى كشيراز وتبريز وغيرها والعمل جار حاليا للاستفادة منها في سبع مدن كبرى بالبلاد .
وفي الوقت الحاضر فإن ما يزيد على أربعمائة وعشرين كيلومترا هي قيد الدرس والإنشاء ومن ضمنها ما يزيد على مائة وعشرين كيلومتر منها أنفاق خاصة بالطرق. ومن المقرر أن يصل مجموع طول الأنفاق مع نهاية الخطة الخمسية الحالية إلى سبعمائة كيلومتر.
ونظرا إلى الصعوبات في معرفة أنواع الأرض وطبقاتها فإن كل نفق هو في حد ذاته عمل فريد من نوعه .
وتزداد صعوبة ومخاطر تشييد الأنفاق في المدن في الأعماق قليلة الارتفاع وفي الأراضي الرخوة لما لها من تأثيرات على الأبنية السكنية وهو ما يحتم معرفة وتحديد نوعية الأرض ونوع حركتها ومقاومتها وطريق حفرها بالأدوات المناسبة .
ويلاحظ الزائر للعاصمة الإيرانية طهران كثرة الأنفاق المرورية فيها لتسهيل حركة النقل والانتقال من مكان إلى آخر ولتخفيف الإزدحامات الخانقة التي كانت تعاني منها.
ويعتبر نفق ( رسالت ) الذي يصل بين غرب المدينة وشرقها قريباً من الوسط أحد عشرة أنفاق في العالم من حيث إجراءات الأمان العالية في بنائه. ويبلغ طوله تسعمائة وخمسين مترا واستغرق إنشاؤه احد عشر عاما.
أما نفق ( توحيد ) والبالغ طوله ألفين ومائة وستة وثلاثين مترا فقد استغرق بناؤه ستة وثلاثين شهراً وهو ما عد تقدما نوعياً من حيث الفترة الزمنية القصيرة نسبياً التي أنشئ خلالها.
ونفق نيايش الذي يربط غرب العاصمة حيث ينتهي طريق نيايش السريع بشرقها حيث يبدأ طريق صدر السريع ويخدم مناطق معروفة بأنشطتها الاقتصادية والتجارية والترفيهية في شمال طهران كتقاطع شارع ولي عصر وحديقة الأمة الشهيرة باتساعها وازدحامها حيث وتم إنشاء مرآب تحت الأرض يتسع لأكثر من أربعة آلاف سيارة. كما يتفرع عنه نفق فرعي نحو طريق كردستان طوله ألف متر. ويصل مجموع الأنفاق الأصلية والفرعية إلى عشرة آلاف ومائتين واثنين وخمسين متراً. وفقاً لأرقى وأحدث المعايير العالمية في البناء وإجراءات السلامة والتوفير ما سيجعل نفق نيايش واحداً من أطول عشرين نفقاً في العالم وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار وجوده في منطقة شديدة التعقيد في المدينة حيث يعبر أحد عشر خطاً لنقل الغاز ووقوع جزء منه تحت بحيرة حديقة الأمة ، والعمر المفيد المقرر له بمائة عام إضافة إلى خصائص إنشائه وميزاته فسيرتقي إلى مصاف الأنفاق العالمية يضاف إلى ذلك المدة الزمنية المقررة في حدود أحد عشر شهراً فقط .
ويعتقد متخصصون ومراقبون يابانيون أن إحداث وبناء نفق نيايش سيكون نقطة حاسمة في تاريخ الهندسة الإيرانية وذلك بسبب المشاق والصعوبات التقنية التي واجهت التشييد خلال فترة زمنية قياسية .
ويعزو كثير من المراقبين الاقتصاديين في العالم التقدم المطرد في إنشاء وتشييد الأنفاق في ايران وتوطين هذه الصناعة إلى النتائج العكسية للحصار الاقتصادي الخانق الذي فرضته الولايات المتحدة والدول الأوروبية على إيران بعد انتصار ثورتها ما دفع الأمة الإيرانية العظيمة إلى تحويل الحصار والمقاطعة إلى فرصة ذهبية وحقيقية للاعتماد على النفس وصولاً إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات تقريبا ومنها صناعة الأنفاق. وتبدو للعيان واضحة هذه الفرصة التي اغتنمتها وتقدمت فيها لتصبح من الدول القلائل التي تتوفر على مثل هذه الخبرات وبأفضل المعايير العالمية.
وفي الاحتفال المليوني الكبير الذي أقامته الحكومة الإيرانية وحضرته “الشرق الأوسط الجديد” قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال كلمته في الذكرى الـ38 لإنتصار الثورة الإسلامية ثورتنا الإسلامية كانت منعطفاً مهماً في تاريخ بلد شهد استبداداً واستعماراً طويلاً.
واعتبر روحاني أن المسيرات المليونية للشعب الإيراني في ذكرى انتصار الثورة هي استعراض للاقتدار الوطني مؤكداً، أن الشعب الإيراني ومن خلال حضوره الواسع أبلغ العالم رسالته بأنه لايمكن الحديث مع ايران سوى بلغة الاحترام، وبرهن الحضور المليوني للجماهير بأنه استعراض للاقتدار الوطني للبلاد وأن نزولهم بهذه الصورة المشرفة إلى الشوارع ليبلغوا العالم بأنهم ملتفون حول ثورتهم الإسلامية ونهج الإمام الراحل وقائد الثورة الاسلامية، وأن المشاركة الشعبية في مسيرات انتصار الثورة هذا العام تحمل رسالة خاصة وهذا الحضور هو رد على على تخرصات الساسة الجدد للبيت الأبيض كما أن الشعب ومن خلال حضوره الملحمي أوصل رسالة إلى العالم بأنه يبنغي الحديث مع الشعب الإيراني بلغة الإحترام والإبتعاد عن لغة التهديد والغطرسة.
ثورتنا لا تقتصر على الذاكرة التاريخية لشعبنا بل هي متجذرة في كل جوانب حياتنا وفي سياستنا واقتصادنا، اليوم هو يوم ترسيخ نظام الجمهورية الإسلامية والحرية والاستقلال وتثبيت الحقوق الشرعية للشعب الإيراني.
واعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني أفكار ومبادئ الثورة الإسلامية بأنها حية وقال إن هذه المبادئ ستبقى حية ولكن علينا أن نعلم أن الثورية لا تنسجم مع ضيق الأفق .
وأشار روحاني إلى مكاسب حكومته فيما يتعلق بمفاعل أراك تمكنا من إعادة تصميم المفاعل وفي مجال أجهزة الطرد المركزي أيضا تمكنا من التوصل إلى واحدة من أحدث أجهزة الطرد المركزي والموسومة بـ IR8 .
وتابع انه تم في الأسابيع المنصرمة حقن غاز سداسي فلوريد اليورانيوم (UF6) في أجهزة الطرد المركزي IR8 .
وأشار إلى أن إيران استعادت حقوقها النووية وقال منذ بداية انتصار الثورة لم يجر استيراد حتى غرام واحد من الكعكة الصفراء لان الأعداء غلقوا طريق التجارة علينا في هذا المجال ولكن الحكومة الإيرانية الحالية تمكنت من استيراد أكثر من 350 طناً من اليورانيوم النقي ( الكعكة الصفراء) خلال الأشهر الأخيرة.
وفيما يتعلق بقطاع صناعة النفط قال الرئيس روحاني إن إنتاجنا من النفط الخام سجل نمواً من مليون و200 ألف برميل قبل عام إلى مليونين و800 ألف برميل حالياً بزيادة تصل إلى أكثر من ضعف .
وأكد أن إيران استعادت مليار و700 مليون دولار من أرصدتها التي جمدتها أميركا في بنوكها .
وقال أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت شكوى لمحكمة لاهاي، وذلك بسبب الحظر الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية ولن نهدأ حتى استعادة حقوق شعبنا وسياسيينا ودبلوماسيينا .
وأشار إلى صادرات وواردات البلاد وقال إن البلاد شهدت للمرة الأولى تعادلاً في الميزان التجاري للصادرات والواردات غير النفطية وسجلت صادراتنا زيادة بلغت أكثر من 900 مليون دولار .
وقال روحاني هذه هي المرة الأولى من عمر الثورة التي حققنا فيها ميزاناً ايجابياً للتبادل التجاري ونأمل أن نحقق هذا العام فائضاً في صادراتنا غير النفطية على وارداتنا غير النفطية.
وأشار إلى تراجع اعتماد الحكومة على العائدات النفطية في الموازنة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وقال إنه في نهاية دورته الرئاسية ستزداد لأول مرة قدرة استخراجنا للغاز من حقل بارس الجنوبي على قطر بعد أن كانت الأخيرة تسخرج أكثر منا بضعفين ونصف الضعف.
وأشار إلى انه سيجري تدشين المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي حتى نهاية دورته الرئاسية ما سيرفع قدرتنا على استخراج الغاز من نحو 500 مليون متر مكعب حاليا إلى 560 مليون متر مكعب أي أكثر من قدرة استخراج دولة قطر.
ولفت إلى افتتاح مشروعين مهمين للبتروكيمياويات خلال الأيام المقبلة وقال حكومته ستشهد حتى انتهاء مهامها (في تموز/ يوليو) تدشين 7 مشاريع للبتروكيمياويات.
وأكد أن إنتاج البلاد من البتروكيمياويات حقق زيادة بنسبة 14% كما أن صادرات البلاد سجلت نموا بنسبة 46% .
وتطرق إلى انجازات القطاع الزراعي قائلاً: جهود الفلاحين ساهمت في تراجع عجز الميزان التجاري من 8 مليارات دولار إلى ملياري دولار وأضاف أن حجم الإنتاج الزراعي سجل نمواً بأكثر من 108 مليون طن حالياً.
وعلى صعيد توليد الطاقة الكهربائية قال روحاني إيران تحتل المركز الأول على مستوى المنطقة والمركز والـ 14 على مستوى العالم كما تم إكمال بناء 21 سداً خلال حكومتي فقط وجرى تخزين الماء خلفها ما رفع حجم احتياطي البلاد من المياه خلف السدود إلى أربعة مليارات و300 مليون متر مكعب .
وقال روحاني إننا نواجه اليوم مشاكل في المنطقة والعالم ولكن هذا شعبنا الكبير والغيور أكد من خلال الملحمة التي سطرها اليوم ويسطرها في كل يوم إنه لا يخشى شيئاً.
وأضاف: نحن نعاني اليوم من مشاكل معينة فعلى صعيد المنطقة هناك من هم حديثي العهد بالسياسة قد وصلوا إلى سدة الحكم وكذلك في الولايات المتحدة هناك من هم حديثي العهد بالسياسة قد وصلوا إلى سدة الحكم لكن على هؤلاء جميعاً أن يعلموا أن عليهم أن يخاطبوا الشعب الإيراني بلغة الإحترام والتكريم فقط وإن هذا الشعب سيرد على التهديد بحزم.
وقال إن من يهدد شعبنا وقواتنا المسلحة عليه أن يعلم أن شعبنا موحد ويواجه الحاقدين بصمود.
وتظاهر ملايين الإيرانيين احتفالاً بعيدهم الوطني في طهران ومختلف المدن الإيرانية ، وتوجهت الحشود إلى ساحة أزادي من ثماني نقاط مختلفة ،في صورة أذهلت العالم، وكما في كل مثل هذه المناسبات رفع المتظاهرون أعلاماً إيرانية وصور مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني وخليفته آية الله علي خامنئي.
وردد المتظاهرون شعارات ضد أعداء النظام الإسلامي ، وعرض التليفزيون الرسمي لقطات للحشود المليونية كما أقيمت الاحتفالات في جميع أنحاء البلاد لا سيما المدن الكبرى مثل مشهد وأصفهان وشيراز وكرمان.
من جهته أجرى معهد غالوب الأمريكي استطلاعا مؤخراً أفاد إن أغلبية الشعب الإيراني تؤيد البرنامج النووي .
من جانب آخر نسلط لكم قراءنا الأعزاء على ما تشتهر به إيران ألا وهو زراعة الزعفران النباتي المستخلص من الفصيلة السوسنية الذي يتميز بخصائص طبية عديدة وقد استخدم في الماضي لعلاج التهابات التنفس واضطرابات المعدة وكثير من الأمراض التي لا حصر لها. إلا أنه اليوم يستخدم في الأطعمة والمشروبات كالشاي والحليب إضافة إلى الحلويات.
فالقليل منه مفيد وطارد للاكتئاب ويهدئ اضطرابات المعدة على حد سواء، فلدى إيران أكثر من ألفي هكتار يتم زراعتها سنوياً لحصد وتنقية أفضل خيوط الزعفران المجفف منها.
وتصدر منتجاته إلى كافة أنحاء العالم بفضل ما تتمتع به من خبرة عالمية حرصت على الحفاظ عليها لأجيال عدة”. ويأتي الزعفران بعبواته الخاصة من إيران إضافة إلى الشاي وطحين الكيك ومشروب إكسير الزعفران المكون من الورد والهيل والزعفران.
كما تشتهر إيران بزراعة الفستق والجوز واللوز وأنواع التين والرمان والمشمش بألوانه وأنواعه والذي يستخدم في أصناف كثيرة من الطعام.
كما تنتج الحلويات ومنها المن والسلوى والنوقا وسوهان ورحش وقمر الدين بالرمان والكرز والتفاح وراحة الحلقوم ودربيل، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أنواع البسكويت بنكهة الزعفران.
وكذلك الفالودة وهي نوع من البوظة التي تنحدر من مدينة شيراز، وتتكون الفالودة من ماء الورد والسكر والنشا المثلج. كما يوجد البستني المثلج ويتكون من الحليب والسكر والسحلب والزعفران. ويفتخر الباعة بعرض هذه الأنواع من المثلجات الايرانية التي تعكس عمق التراث وأهم ما يميز شيراز عن غيرها لأن هذه الأصناف من الحلويات والمثلجات قد ولدت في تلك المنطقة.
ويبقى السجاد الإيراني سيد الموقف على خارطة السجاد حول العالم. فمنذ زمان بعيد عرفت هذه المهنة طريقها إلى يد سكان معظم المناطق والأقاليم في ايران فاتخذوا من صناعة السجاد حرفة بعد أن تفوقوا على كثير من الدول المجاورة لما قدموه للعالم من تصاميم بديعة وجودة في الغزل اليدوي وفي اختيارهم لأجود أنواع الصوف والحرير.
وكذلك الملح الصخري الذي يوجد في إقليم سيمنان الذي يعد من عجائب الدنيا نظراً للونه المتدرج بين الأبيض والأزرق وطريقة تكوينه الجيولوجية.
وعرفت هذه الأنواع من الأملاح الطبيعية بفوائدها العلاجية التي تدخل ضمن الوسائل المتطورة للعلاج الطبيعي لمشاكل التنفس والربو وآلام المفاصل وعلم الطاقة ، لأن من خصائص الأملاح الصخرية تنقية الهواء وامتصاص الطاقة السالبة من الهواء وتحويلها إلى طاقة موجبة عبر المجال الكهرومغناطيسي”.
وصممت قطع الأملاح الصخرية المعروضة بألوانها البديعة وأشكالها الطبيعية كجزء من الديكور وحمالات للشموع، بينما تنقي الهواء وتساعد على الاستنشاق وتبعث الطاقة الموجبة إن وضعت في المنزل.
وهناك حجر الفيروز أو ما عرف بالتركواز بالرغم من تدرجات ألوانه الثلاثة وهي الأبيض والأزرق والأخضر يعتبر أحد كنوز الأرض وهباتها. فكل قطعة من هذا الحجر اينما وجدت في بقاع الأرض تختلف عن غيرها من حيث نوع الجبل والبقعة الجغرافية التي تنحدر منها.
فأجود أنواع الفيروز في العالم يوجد في جبل نشاور في إيران ،والعقيق الأصلي والياقوت والزمرد لأن المناطق الجبلية في إيران تحوي الكثير من هذه الأحجار الكريمة .
وأفادت أحدث إحصائيات صادرة عن مصلحة الجمارك الإيرانية بأن إيران تحتل المركز الثاني عالمياً في إنتاج الفستق وصدرته إلى أكثر من 60 دولة في أنحاء العالم طوال الأشهر العشرة الماضية.
كما أن إيران تنتج «الذهب السائل» وتمثل عصارة الورد المحمدي المادة الأولية لمصانع العطور في العالم ، الكيلوغرام الواحد منها يباع اليوم بعشرين مليون دولار، الأمر الذي أدى إلى تسميتها بالذهب السائل ، توفر هذه الزهور في مدينة كاشان دفع بجامعتها إلى وضع خطة لاستخلاص هذه المادة من الورد المحمدي.
ومن خلال زيارتنا لطهران كان لابد لنا من زيارة برج ميلاد الذي يعتبر رابع أعلى برج في العالم ، الذي يبلغ ارتفاعه 435 متراً ، وبدء بنائه قبل 11 عاما بواسطة المهندسين الإيرانيين ، ويتكون برج ميلاد من ثلاث أقسام رئيسية هي القاعدة التي تتألف من 6 ادوار وتشكل الطوابق السفلى للبرج والهيكل الذي صمم على شكل ثماني الأضلع بارتفاع 315 مترا .
ويعلو البرج هيكل معدني يشكل رأسه ويضم 12 طابقا بما فيها الشرفة الرئيسية لمشاهدة المدينة من فوقه ويضم البرج شبكة اتصالات ومطاعم وفندق من فئة 5 نجوم وأجهزة رقابة وسلامة فيما تضم الطوابق الأرضية التي شيدت في أسفل البرج على مراكز ترفيهية ومول وأسواق تجارية .
كما يوجد بجانبه قاعة المؤتمرات الدولية وصالات مغلقة لمختلف الألعاب .
وشيد البرج لعدة أغراض أهمها تقوية البث الإذاعي والتلفزيوني وتحسين خدمتي الاتصالات والانترنت وغيرها .
وفي ختام زيارتنا لإيران الإسلامية التقت “الشرق الأوسط الجديد” بأمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية الدكتور / علي أكبر ولايتي بمقر المجمع العالمي للصحوة الإسلامية في طهران ، وسألناه عن الهدف من تشكيل هذا المجمع وأسئلة أخرى فقال : أن الهدف من تشكيله هو تكريس الوحدة الإسلامية والحيلولة دون وقوع انحراف في التطورات التي تشهدها المنطقة
وأشار د/ ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية في هذا اللقاء أن الهدف الرئيسي لتشكيل الشورى المركزية للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية هو تكريس وحدة الأمة الإسلامية والتقريب بين المذاهب , مضيفاً أن الشورى المركزية ستبذل جهودها بالتعاون مع المفكرين من أجل تعزيز الصحوة الإسلامية .
سألناه عن احتمال انحسار مد الصحوة الإسلامية فقال ولايتي : استبعد أن تتوقف الصحوة الإسلامية , ولكن من الممكن أن توضع عراقيل أمامها , ومن واجبنا المشترك أيضا أن لا نسمح بإيجاد هذه العراقيل .
وأشار إلى أن من بين العقبات المحتملة أمام مسيرة الصحوة الإسلامية هو فقدان الارتباط بين مختلف الدول الإسلامية والحركات الشعبية , إضافة إلى تدخل الدول الأجنبية لحرف الصحوة الإسلامية عن مسارها.
وتابع ولايتي قائلا : إن الأجانب يرون مصالحهم مهددة في ظل الصحوة الإسلامية , ولذا يحاولون حرف الحركات الإسلامية في المنطقة للمحافظة على مصالحهم اللا مشروعة .
وحول التكنولوجيا النووية الإيرانية قال ولايتي إن هذه التكنولوجيا هي انجاز للشعب الإيراني وكذلك للعالم الإسلامي بأجمعه , ونحن نتوقع أن تدعم جميع الدول الإسلامية إيران في هذا المجال , ولكن إذا اتخذت دولة ما موقفاً سلبيا تجاه التكنولوجيا النووية السلمية الإيرانية , فان ذلك بالتأكيد يتعارض مع موقف الشعب المسلم في تلك الدولة .
وحول دور إيران في التطورات الحاصلة في الدول الإسلامية قال ولايتي : إن إيران ليس لها أي دور في إقامة التظاهرات في الدول الإسلامية , وأنتم بصفتكم مسلمين يجب أن تردوا على مثل هذه الاتهامات .
ونفى أي تدخل إيراني في أحداث البحرين , موضحاً انه لم يلاحظ أي تواجد للإيرانيين في تظاهرات المنامة ، كما نفى أي دخل لإيران في اليمن ، وأنه لا مصلحة لإيران في تهريب السلاح لليمن كما يدعي من يحارب اليمن، وأن هذه مزاعم صدرت من دون أي وثيقة تثبت ذلك ، وأن هذه المزاعم تخدم أعداء الأمة الإسلامية .
وحول أحداث سوريا قال ولايتي : سوريا انتصرت على الإرهاب وهي في طريقها إلى إعادة الإعمار .
وأضاف : سوريا كانت على الدوام محور الصمود والمقاومة في مواجهة الصهيونية , وعندما كان المناضلون الفلسطينيون ليس لديهم ملجأ , فان سوريا كانت ملجأ لهم , كما دعمت حزب الله وحماس.
وقال : رأينا على الدوام أن أمريكا وإسرائيل دعمتا الأنظمة العربية المستبدة , ولكن مواقفهم كانت سلبية تجاه سوريا واليمن, وعندما ننظر إلى هذه القضايا مجتمعة , سنلاحظ تباين أحداث سوريا مع باقي دول المنطقة.
وحول وضع الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية , أكد أنه يجب دعم المسلمين في أي مكان بالعالم .
حزب الله مُعجزة القرن الحادي والعشرين !!
أعزائي القراء بعد أن سلطنا الضوء على إيران الإسلامية كان لا بد لنا من تسليط الضوء على معجزة أخرى وهي المقاومة الإسلامية اللبنانية ( حزب الله ) فقد لبّت صحيفتنا “الشرق الأوسط الجديد” دعوتهم الكريمة لزيارة لبنان الشقيق لتسليط الضوء على البطولات الأسطورية التي سطرتها المقاومة اللبنانية وشاهدها العالم ، وتحديداً مليتا ، مارون الراس وبنت جبيل ومكان عملية الوعد الصادق ومليتّا حكاية الأرض للسماء والضاحية الجنوبية التي أعادوها أجمل مما كانت ومشروع “وعد وكلها جواهر ومعجزات وآيات تدهش العقل الإنساني وتدل على رجال الله رجال العزة والكرامة والشرف والإخلاص جعلوا العالم يحترمهم العدو قبل الصديق .. تعالوا بنا أعزائي القراء لنكمل لكم صورة ما رأيناه لهذه المعجزات والآيات من وعلى أرض الواقع فهيا بنا :
( حزب الله ) أو المقاومة الإسلامية اللبنانية .. هو تنظيم سياسي عسكري متواجد على الساحة اللبنانية السياسية والعسكرية منذ أكثر من عشرين عام ، وجد ليقاوم الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد اجتياح بيروت عام 1982م واستطاع حزب الله إجبار الجيش الإسرائيلي على الإنسحاب من الجنوب اللبناني عام 2000م وتصدى له أيضاً في حرب 2006 م وألحق في صفوفه خسائر كبيرة اعتبرت في إسرائيل إخفاقات خطيرة وتهديد وجودي لإسرائيل كدولة .
ويساهم حزب الله مع بقية القوى السياسية اللبنانية في إقامة مجتمع أكثر عدالة وحرية ، ويلتزم الحزب بالوحدة الوطنية ويهتم بالقضايا العربية والإسلامية وخصوصاً القضية الفلسطينية .
ونشط الحزب في إقامة المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية التي تهتم بالناس والجرحى وأسر الشهداء والفعاليات الشبابية والرياضية وله صحف وإذاعات وتلفزيون ، واستطاعت وسائله الإعلامية جذب قطاع كبير من اللبنانيين والعالم لمصداقيتها والتزامها ، وتميز الحزب محلياً وإقليمياً ودولياً بالإعجاب والروعة والدقة في التعامل والالتزام حتى أصبح ذكر الحزب عطراً في كل مجلس ومقام متميزاً عن الكل واكتسب شرعية وشعبية لدى الشارع اللبناني والعربي والإسلامي بسبب مقاومته المشرفة ودفاعه الإعجازي عن بلده لبنان .
وفي 12 يوليو 2006م استطاع حزب الله تنفيذ عملية الوعد الصادق بأسر عدد من الجنود الإسرائيليين بهدف مبادلتهم بأسرى لبنانيين وعرب في السجون الإسرائيلية وأدت العملية إلى أسر جنديان إسرائيليان ومقتل 8 آخرين ، وردت إسرائيل باجتياح الحدود اللبنانية محاولة التوغل في لبنان وشنت حرباً على لبنان استمرت 33 يوماً بهدف معلن هو سحق حزب الله والقضاء على ترسانته العسكرية وخصوصاً الصاروخية واستعادة الأسيرين دون تفاوض إلا أنها فشلت في تحقيق أي هدف منها واستطاع حزب الله الانتصار بأسلوب إعجازي أسطوري منقطع النظير أذهل العالم وأصاب الإسرائيليين بالإحباط وخيبة الأمل .
شارك حزب الله في انتخابات عام 1996م ومثله نواب عدة وله حضور نقابي فاعل في الكثير من النقابات كنقابة المهندسين والأطباء والاتحادات الطلابية والمهنية والعمالية واستطاع الحزب تطبيق الإسلام بالإقناع والحوار بعيداً عن العنف بل وتحالف مع التيارات اليسارية والقومية ، ولازال الحزب يقاوم بهدف تحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة مزارع شبعاً والقرى الأخرى ، كما أن تاريخ إسرائيل العدائي والاحتلال جعل من الحزب المدافع المهم عن التراب اللبناني .
إن حزب الله ظاهرة فريدة في العالم ، وحفظه التاريخ كحزب مقاوم ألحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي وأجبره على الانسحاب من الجنوب واستطاع التكامل بين العمل السياسي والعسكري ، وعرفت ماكينته الإعلامية عملياته العسكرية في الوقت الذي استطاعت حركته السياسية حماية ظهر المقاومة محلياً وعربياً ودولياً .
زرنا موقع مليتا ( حكاية الأرض للسماء ) ومعجزة الحرب ورمزية العزة والكرامة ، الموقع الذي يشير إلى قصة رجال الله أبطال المقاومة وحكايتهم للسماء ، الموقع الذي يدل على الأرواح الطاهرة التي دافعا عن بلدها وعرضها، الرجال الذين صنعوا النصر الأسطوري في ذلك المكان الطاهر من هذه البقعة إلى تلك الدشمة إلى هذه المغارة إلى تلك الزاوية إلى ذلك السفح على هذا المدفع وذاك الصاروخ وهذا الرشاش ، رجال أيدهم الله بنصر من عنده لأنهم أخلصوا لقضيتهم وقاتلوا بشرف قل نظيره .
مليتا .. يرمز لمنطقة مليتا اسم المنطقة الأصلي والجبل الذي رابط فيه المجاهدون طيلة فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان حتى التحرير عام 2000م ، عندما وصلنا إلى الموقع الأسطوري شعرنا بالأرواح الطاهرة ورهبة رجال الله والإيمان بالقضية ، شاهدنا دبابات جيش الإحتلال الإسرائيلي المدمّرة في الهاوية مع عدته وعتاده التي انتزعها منهم رجال المقاومة كغنيمة ، شاهدنا هويات من اعتدوا على أرض لبنان ، شاهدنا خوذهم وأدواتهم وملاحظاتهم وغيرها من عدتهم وأدواتهم التي تركوها منهزمين ، مشينا في مليتا خطوة خطوة فوق الأرض وتحتها ، وكل شبر وزاوية تحكي لنا نصرها الأسطوري ، وتساءلنا كيف استطاع أبطال المقاومة صنع ذلك الانتصار ، رأينا المغارة التي كان المقاومون يحيكون النصر منها وتحصنوا فيها وكيف استطاعوا حفرها بتلك الطريقة الإبداعية الرائعة بمنحدراتها وغرفها وتهوياتها ورأينا الماء التي تتساقط من سقفها بقدرة الخالق بعمق 200 متر تحت الأرض ، رأينا كيف رابط فيها آلاف المقاومون الأبطال الذين جمعوا بين الحرب الكلاسيكية والحديثة ، كيف ناوروا وكيف حاربوا وكيف سطروا بدمائهم الزكية أحرفاً من نور في كل زاوية شبراً شبراً ثم قرأنا الفاتحة على أرواح الشهداء .
ثم تحركنا لمنطقة مارون الراس التي أبكت الجيش الإسرائيلي وسطرت انتصارات شهد لها العالم من حيث المواجهات واتساعها والخسائر التي مني بها الجيش الإسرائيلي في البشر والعدة والعتاد ، هي المنطقة التي دمر حزب الله فيها دبابات الجيش الإسرائيلي ، مارون الراس هي المنطقة التي دارت فيها المواجهات البرية الأولى بين أبطال المقاومة والمحتل الإسرائيلي على بعد أمتار فقط من القيادة الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة .. مارون الراس إحدى البلدات اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية والتي ترتفع 920 متر عن سطح البحر تقريباً وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة كيلو مترين فقط وتبعد عن العاصمة بيروت 120 كيلو متر .
كلمة مارون الراس تنقسم إلى قسمين مارون وتعني السيد الشريف والراس تعني ارتفاع البلدة في منطقة جبل عامل وهي منطقة زراعية رائعة ، كانت الهزيمة للإسرائيليين كالصاعقة ، مارون الراس البلدة التي أشابت الاسرائيليين ، البلدة التي تمسك بالجليل وتمتد على جبل مارون وتطال بنت جبيل وعيترون ويارون والمواقع المحيطة .. موقع المواقع يجعله يسيطر على كل هذه البلدات ، مارون الراس هي الحد الأول من فلسطين المحتلة شأنها شأن العديد من القرى الممتدة على الخط الأزرق وإن كانت تتفوق عليها بارتفاع .
فعندما خرج الإسرائيليون في ثامن أيام عدوان تموز 2006م من مستوطنة ( أفيفيم ) في الجليل الفلسطيني المحتل في مهمة وصفها قادة العدو بالبسيطة بهدف إسكات الصواريخ المقاومة التي تطال ( أفيفيم ) وحقول المستوطنات التي أنشئت على القرى السبع المحتلة ، خرجوا إلى جبل الدير في مارون الراس والتي تبعد أمتار قليلة عن ثكنة الجيش الإسرائيلي وتحوي قيادته ، وكان الإسرائيليون يمهدون بالنار لغزوهم بالقصف على جبل الباط ومشطو جبل الدير وغابة مارون ، وكان المقاومون بانتظارهم بقطر لا يقل كيلو متر ، حيث أعطيت الأوامر حينها من المقاومة لجندي واحد فقط بالتصرف وهو على بعد خمسة أمتار فقط من الإسرائيليين وبقية زملائه في حالة الاستعداد ، حيث قام المقاوم بقتل الجندي الإسرائيلي الأول بسلاح كلاشنكوف فردي ، عندها بدأ الإسرائيليون يمطرون الموقع بأسلحتهم المختلفة في كل اتجاه ، ثم أعطيت الأوامر لنفس المقاوم باستطلاع الوضع مرة أخرى ووجد جنديان إسرائيليان يحاولون سحب الجندي الإسرائيلي المقتول فأرداهم إلى جانب زميلهم وعاد إلى موقعه بسرعة ، وكان هذا المقاوم هو الذي قلب رأس الجبهة رأساً على عقب بل وأردى أربعة من الجنود الإسرائيليين قتلى وجرحى وعاد إلى موقعه ، فهاج الإسرائيليون وماجو مستعملين مختلف الأسلحة التي لديهم وعادوا يبكون خاسرين ، وقد وصفت صحفهم ما حصل من هزيمة وبكاء وراء أقنان الدجاج في مستوطنة ( أفيفيم ) بعد ما آلت إليه أحوال رفاقهم في مواجهة الأمتار القليلة على الحدود ولم يخطر ببالهم أن مقاوماً واحداً فقط هو من قام بكل ذلك بل وقام هذا المقاوم سحب كل مخلفات القتلى غنيمة وخلال ساعات قليلة عرضت هذه الغنيمة على شاشة قناة المنار في حينها ، إنها إحدى معجزات المقاومة ، وقد أسفرت المواجهات في جبل الدير وغابة مارون التي تلت موقعة المقاوم عن استشهاد مقاوم واحد من المجموعة هو رضوان صالح من منطقة يارون ، فعمد الاحتلال إلى احتلال مارون الراس من مدخل آخر ودخلوا بدباباتهم إلى الطريق الرئيسية التي تصل مارون الراس ببلدة يارون ، واستقبلتهم مجموعة من المقاومين تحت إمرة مقاوم مدرب لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين ، وما أن أطل الرتل العسكري وأمامه جرافة ( D9 ) حتى قصف قائد المجموعة المقاومة أول دبابة ميركافا كانت تسير خلف الجرافة العسكرية فاحترقت عندها صاح المقاوم ( احترقت الميركافا عم تحترق قدامي ) وقام المقاوم بقتل طاقمها المؤلف من أربعة جنود ، وبعد إصابة الدبابة الأولى بلحظات دوى صوت المقاوم قائد مجموعة مارون الراس المقاومة عبر اللاسلكي العسكري مبشراً قصفنا الدبابة الثانية وهاهي تحترق واحترق طاقمها معها ووصلت خسائر الإسرائيليين إلى 12 جندي ما بين قتيل وجريح وغنم المقاومون عدتهم وحقائبهم ومناظيرهم النهارية والليلية وخرائط كانت بحوزتهم وكل ذلك مقابل استشهاد مقاوم واحد فقط من رجال الله .
وأدى ذلك إلى تحطم معنويات الجيش الإسرائيلي وإلى تباين وجهات النظر بين قادته وإلى إرباك في كيفية مساندة جيشهم الذي وصف بأنه في ورطة كبيرة ، وفيما كان المقاومون ينهالون على القوى الغازية عند مدخل مارون بأسلحتهم وصلتهم أنباء عن تغلغل كتيبة إسرائيلية جديدة في البلدة ومنازلها وحددت إحداثيات عسكرية لقائد المجموعة المقاومة موقع المنزل الذي دخله الإسرائيليون فهجم عليه مع مقاوم آخر وصاح قائد المجموعة المقاومة مبشراً بقتل الجنديان الإسرائيليان اللذان كانا يختبئان خلف باب المنزل ، واستشهد هنا قائد مجموعة مارون الراس المقاومة ( جواد ) والذي كان ينتظر مولوده الأول .
وفي خضم كل هذه المواجهات وردت إحداثيات عسكرية للمقاومة عن وجود مجموعة من ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في أحد بيوت مارون الراس في منطقة الدبش المواجهة لبنت جبيل ويارون ، وإلى هناك وجه المقاومون أسلحتهم وقتلوا أربعة ضباط اعترفت إسرائيل بمقتلهم .
وكان المقاوم ( جهاد ) ابن مارون الراس قد حمل رفيقاً له جريحاً تحت أزيز طائرة الـ ( إم كا ) والمقاتلات الحربية وأخرجه إلى البلدة إلى حيث تم إسعافه .
لقد دامت الواجهات البطولية للمقومة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في مارون الراس عشرين ساعة ، وكانت المقاومة أمام خيار ( ما العمل بعد هذا الانتصار ؟! ) فقررت المقاومة الاكتفاء بما وصلوا إليه من إنجاز عسكري أذل العدو ، وكانوا يستعدون للمواجهة الثانية في بنت جبيل والتي سنحكي لكم قرائنا الأعزاء ما حصل فيها من بطولات أسطورية حتى مربع التحرير .
بعد أن شاهد العالم الهزيمة التاريخية للاحتلال الإسرائيلي في مارون الراس انتقلت المواجهات إلى بنت جبيل وما أدراك ما بنت جبيل .. إنها عاصمة المقاومة ، إحدى القرى اللبنانية في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية .
لقد جهز الجيش الإسرائيلي طابوراً من المدرعات بعد فشله في مارون الراس ، وقد كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن تفاصيل محاولة رفع العلم الإسرائيلي في مدينة بنت جبيل وتصويره بسبب إصرار الإسرائيليين ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلي وقتها دان حالوتس على التقاط صورة للعلم الإسرائيلي وتصويره على أنه انتصار واستعراض رتل من المدرعات رداً على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في عام 2000م المعروف بخطاب ( بيت العنكبوت ) الذي سخر فيه من الإسرائيليين ، وكالعادة تكبد الإسرائيليون خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات لدى محاولة الاحتلال التقدم لاحتلال المدينة ، وكانت إسرائيل تصر على تحطيم رمزية بنت جبيل بسبب خطاب السيد حسن نصر الله ، فدفع الجيش الإسرائيلي ثمناً باهظاً من دماء جنوده وانسحاب المظليين بعد أن تلقوا أمراً باحتلال بنت جبيل ، فكلما كانوا يتقدمون من مكان كانت المقاومة لهم بالمرصاد وقتل ثلاثة من المظليين في معركة بطولية وقتل جندي من سرية الهندسة بإصابة من أصدقائه عن طريق الخطأ، عندها قال الإسرائيليون بأن العملية العسكرية تعرقلت ، وكلفت مهمة محاولة رفع العلم الإسرائيلي للكتيبة 890 التابعة للواء المظليين ولكنهم كانوا مكشوفين للمقاومة في نفس اللحظة التي حاولوا فيها رفع العلم وفشلوا فشلاً ذريعاً فاستحقت بنت جبيل لقب عاصمة المقاومة التي أطلقه عليها السيد حسن نصر الله ، فلم يكن انحدار العدو الإسرائيلي عن جنوب لبنان في العام 2000م نهاية المعركة وإنما شكل هذا الحدث رغم أهميته التاريخية والإستراتيجية لجهة الصراع مع المحتل الإسرائيلي نقلة في النظرة الإسرائيلية إلى عدوهم الشمالي ، وكان خطاب السيد حسن نصر الله الذي ألقاه في بنت جبيل الحافز لهم برسم الخطوط الأولى لما اعتبره جنرالاتهم ضرورة رد اعتبار الجيش الإسرائيلي بعد قول السيد حسن نصر الله ( أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وأن زمن الهزائم قد ولى ) فانكب الإسرائيليون على رسم الخطط لرد صفعات المقاومة الإسلامية ، وأصبحت هذه الخطط جاهزة في عام 2004م ، 2005م بتنسيق إسرائيلي أمريكي ، ولم يكن ينقصهم سوى الفرصة المناسبة للتنفيذ والبدء بصرف بنك الأهداف الذي حضرته لهم مختلف وسائلهم التجسسية طيلة الفترة الماضية ، ولكن صدق الوعد في الأخير ففي 12 تموز 2006م نفذت المقاومة عملية الوعد الصادق ، حيث تمكنت المقاومة من أسر جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية آخرين وتدمير ثلاث دبابات ميركافا من الجيل الرابع خلال ساعات قليلة ، الأمر الذي لم تستطع القيادة العسكرية ولا السياسية تبريره أما جمهورها ، فارتفع بعدها الكلام عن رد الاعتبار واستعادة الهيبة وقرروا عمل معركة فاصلة مع المقاومة خاصة بعد تلقيهم فرص الدعم الدولي ولكن حزب الله كان لهم بالمرصاد واعترف الإسرائيليون بمقتل 9 قتلى و 25 جريح وأصبح وضعهم سيء للغاية بعد أن دمر حزب الله دباباتهم وآلياتهم العسكرية وبقيت جثث قتلاهم في أرض المعركة وكانوا يحاولون عبثاً سحبها وترك الإسرائيليون معداتهم التقنية والتجسسية غنيمة لحزب الله .
يقول حزب الله بأنه كان يعلم بما يخطط له الإسرائيليون ،وكان يعلم بخطة التقدم لبنت جبيل من ثلاث جهات ، وكان يعلم بالخطط اللاحقة وهذا ما فسر قدرة الحزب على حسم الأمر سريعاً وقدرته على إدارة المعركة والانتصار فيها وإفقاد الجيش الإسرائيلي عنصري المفاجئة والمبادرة ، وهذا ما زرع في مخيلة الإسرائيليين بأنهم كانوا يقاتلون أشباحاً وحتى وصفوا لباس تلك الأشباح والسيوف التي كانوا يحملوها والخيول التي كانوا يمتطوها ما دفعهم إلى الفرار من أرض المعركة ، وهذا أيضاً ما فسر كثرة الإصابات في ظهورهم وحالة التبول اللا إرادي التي أصابت العديد منهم ، فيما لا يزال البعض منهم يتحدثون عن الأشباح التي أطلقوا عليها النار ولم تكن تصب بأذى .
أعزاءنا القراء .. إن معركة بنت جبيل شكلت انعكاساً لمعارك أخرى دارت على أرض الجنوب اللبناني ، فصور التصديات البطولية امتدت من عيتا الشعب إلى مارون الراس وعيترون وطيبة وسهل الخيام وكلها ارتسمت بتلاوة واحدة لم تغيرها الا طبيعة الأرض حيث دافع رجال الله عن الوطن اللبناني الغالي كقيمة واحدة رغم كره الكارهون .
بعد ذلك توجهنا إلى الضاحية الجنوبية لتسليط الضوء على وعد السيد حسن نصر الله الذي أكد بأنها ستعود أفضل وأجمل مما كانت لنشاهد على أرض الواقع وكانت المفاجئة المذهلة التي أبهرتنا وكانت بحق معجزة أخرى تضاف إلى المعجزات السابقة ، لأننا وجدنا مدينة عصرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بنايات كل واحدة أجمل من الأخرى وشوارع عصرية وحدائق وأشجار ومحلات ومواقف سيارات ، إنه حلم ولكنه تحقق على أرض الواقع بدون أدنى مبالغة الأمر الذي جعلنا في “الشرق الأوسط الجديد” نذهب إلى هناك ونسأل القائمين على مشروع وعد ..نسألهم كيف تم إنجاز هذا الوعد .
وكانت الإجابة من القائمين على المشروع كالتالي : قامت وسائل الإعلام بالتقييم بعد الحرب للأهالي والتي اكتشفت بأن اللحمة قوية للشعب ومتماسكة ، كانت مراحل تسجيل المباني المهدمة خلال 33 يوم ، وتوزعت مئات الفرق الهندسية على مناطق الجنوب والبقاع وبيروت وتم إحصاء 70000 استمارة أضرار الخاصة بالمباني السكنية والاقتصادية والمستشفيات والمدارس .
واتخذت المقاومة قراراً بأن لا تبقى العائلات والمهجرين في الشارع أو الحدائق ، بل تم استئجار مباني لها ودفع لها بدل إيواء وصرفت مبالغ لشراء عفش مؤقت حتى يتم البناء .
وكانت إعادة الإعمار على مرحلتين الأولى ترميم المباني المتضررة وتم صرف مبالغ للناس لترميم منازلهم وحدائقهم ومستشفياتهم والثانية دفع مشروع وعد بدلات إيواء لمدة عشرين شهر وهي فترة بناء المساكن ، وتم تشكيل هيئة استشارية بعالم الهندسة والتنظيم من الكفاءات من كافة الطوائف ، وتم وضع المخططات وواجهات المباني والشكل الموحد واختيار الألوان وتعديلات المباني ووضع التصاميم اللازمة وتم تكليف خمسين مكتب لدراسة المشاريع والخرائط المعمارية ، وكل مكتب وضع تصاميم الإعمار وأخذت فترة خمسة أشهر وبعد عرض التصاميم والخرائط على السكان وتوقيعهم على الموافقة عليها كونهم المالكين لها بدأ تنفيذ البناء .
عندها تم وضع مشروع وعد على لائحة المؤسسات الإرهابية لتطفيش شركات المقاولات المنفذة للبناء وهذه من الصعوبات التي واجهها مشروع وعد ، عندها تم إلزام شركات محلية لتنفذ البناء وتعاقدنا مع 23 شركة للبناء ، وعملنا مكاتب إشراف على عملية البناء لضمان حسن التنفيذ بحسب المواصفات المطلوبة ، وعملنا 83 رافعة برجية ، وكان هناك 4000 عامل في المشروع ، وعملنا خطة لكيفية خروج ودخول الآليات ، وكان متوسط عددها 67 شاحنة يومياً تدخل وتخرج بمواد البناء ، وكنا نعمل ليل نهار وخصوصاً عند صب المباني ، فاستخدمنا 430000 متر مكعب من الباطون و 63000 طن حديد واستعملنا 5000000 من السيراميك والرخام بمعنى أننا استخدمنا أرقام فلكية من بداية العمل حتى نهايته .
وأخذ المشروع فترة 48 شهر وعمل فيه 300 مهندس تولوا عملية الإشراف ، كما عملنا تحسينات على المباني بعمل مواقف للسيارات وكان ذلك رائعاً ، وصممنا المباني مقاومة للزلازل بقوة 7 درجات على مقياس رختر ، ليطمئن الناس ، وركبنا لكل مبنى مولد كهربائي ، وعملنا إرث مضاد للكهرباء ومانع للصواعق ، عملنا واجهات جميلة وعملنا توحيد لسقف ومظلات المحلات ، ونفذنا شبكة المياه والمجاري بشكل لائق تنفيذاً لتوجيهات السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وتنفيذاً للوعد باعتباره نصر .
لقد راعينا طبائع الناس ورضاهم وراعينا تعقيدات صعبة ، عملنا بشكل إنساني فكنا مرتبطين مع الناس كل ذلك ساهم بإنجاز المشروع سريعاً .
وعندما سؤل الناس هل تفضلون الدولة تبني أم حزب الله فكان الجواب حزب الله ، وعندما بدأنا البناء خيرناهم هل نعمر لكم أم تعمروا أنتم ونعطيكم المال فكانت الإجابة أن نعمر نحن ، ووصلنا بحمد لله إلى ما وصلنا إليه ورأيتموه .
لقد كان الوقت لدفع المبالغ الخاصة بالإيواء يومان فقط ، وهذا كان من الأمور الإنسانية التي راعيناها لأن تأخير صرفها ضرر للناس ، وكانت العلاقة مع الناس حميمية .
وبعد الانتهاء من البناء عملنا مهرجان الانتصار الذي حضره الملايين من الناس الذين كانوا يواكبون المجاهدين بالدعاء ويقرأون القرآن خلال فترة الحرب حتى تحقق ذلك النصر الإلهي .
لقد كان الإخلاص في العمل من أسباب النجاح خصوصاً في مشروع وعد الفريد من نوعه ، تخيل أننا استخدمنا جانب لأول مرة هندسياً وهي التعديلات التي أجريت على المباني بعدد 10500 تعديل للوحدات السكنية حسب رغبة المالكين وكان المالك ينقي البلاط والألوان حسب ذوقه لدرجة أنه شاعت نكته بالقول لإسرائيل ( الرجاء أقصفونا ) بعد رؤية الناس لمشروع وعد وجمال بنائه .
ومن بين التعديلات التي جرى إدخالها، وضع تصاميم خاصة لأصحاب المساكن من ذوي الحاجات الخاصة، من أجل تسهيل حركتهم داخل منازلهم. بالإضافة إلى بناء مداخل خاصة بهم في جميع المباني .
لقد أنجزنا 5500 مشروع في الجنوب وفي وقت مذهل وقياسي وخصوصاً مشاريع مارون الراس الباسلة ، فمن بداية عملنا في مشروع وعد لمسنا باللقاء الأول مع السيد حسن نصر الله حينما قال لنا يومها ( الإخلاص ) إذا أردتم النجاح في عملكم أخلصوا لله تعالى واعملوا بعلم فالعلم والإخلاص يعني النجاح ، واعملوا بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة وأحدث التصاميم ، وتنفيذا لتوجيهات السيد حسن نصر الله تم العمل بإخلاص وروح إبداعية منقطعة النظير وبالفعل كان النجاح حليفنا وها أنتم تشاهدون ما أنجزناه بأم أعينكم .
( إن ما قام به حزب الله عمل مدهش ) هذه عبارة قالها بروفسور أمريكي شارك في ورشة عمل بعد إنجاز مشروع وعد وقال من أسباب نجاح هذا المشروع العملاق هو ثقة الناس بقيادة حزب الله .
لقد جاء آلاف الباحثين والإعلاميين وغيرهم ليروا ماذا عمل حزب الله بتنفيذ هذا الوعد ورأوا حقيقة ما أنجزناه كما رأيتم .
بعد ذلك قُمنا بزيارة مقابر شهداء لبنان الذين دافعو عن بلدهم ضد الإحتلال الإسرائيلي ببسالة، وزرنا قبر الشهيد هادي نصر الله كخير شاهد على تضحيات القادة .
أعزائي القراء .. لقد درس حزب الله ولا زال يدرس بجدية شديدة وواقعية التغييرات التي تطرأ على إسرائيل واستعداداتها على كافة الصعد استعداداً للمعركة المقبلة نفسياً وسيكلوجياً وتسليحاً وتكتيكاً بل ويعرف كيف يفكر العقل الإسرائيلي وأصبح حزب الله يؤقلم نفسه على ذلك في كل مناحي حياته طيلة الأربعة وعشرين ساعة يقضاً حتى وهو نائم وأصبحت قوته العسكرية قوة كبرى ومتجددة بحسب بذور المواجهة المتوقعة وأحجامها عبر قوة ليست دفاعية فقط بل مزدوجة دفاعية وهجومية وبمواكبة إعلامية لا تنطفئ أبداً ليس منار واحدة بل مئات المنارات الجاهزة للبث والتغطية وفي حقيقة الأمر أصبح حزب الله مكتفي ذاتياً في كافة المجالات وخصوصاً العلمية والعسكرية وأصبح جاهزاً على الأرض والجو والبحر و لم يعد حزب الله بحاجة لأحد كما أكد ذلك السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي يصدقه الأعداء قبل الأحبة والأصدقاء .
أعزائي القراء .. أختم لكم موضوعي هذا بكلمات الصحفي العربي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل بقوله: إيران “صاحبة الصمود” الأسطوري لأجل تطلعات شعبها جعلها دولة عُظمى ومكّنها من التوصل إلى الاتفاق النووي بنديّة مع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة، وللسيد حسن نصر الله إشعاع معيّن ومصداقية يشهد بها أعداؤه قبل محبيه ولا نحمّله ما لا يُطيق . ولو سقطت سورية واليمن لدخلت “داعش” إلى كل منطقة.