لفت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى ان “المقاومة تحضر في ساحة الصديق في سوريا لتسقط مشروعا على مستوى المنطقة يستهدف مقدساتها ومقوماتها”، معتبرا انه “ما كان لهذه المقاومة ان تقوى وتتعاظم الا من خلال هذا الحضور الشعبي والعقائدي والعلمائي .
وتابع نصر الله ان هذه الجهود الكبيرة التي تُبذل لأنها مقاومة تستند على قاعدة شعبية كبيرة وليست ردة فعل مؤقتة وانما تنتسب وتنتمي الى جذرو راسخة في هذه الارض وتاريخها وعقيدتها”.
وخلال كلمة له في احتفال تأبيني للشيخ مصطفى قصير، اشار نصرالله الى ان “اليوم هناك معضلة يعيشها البلد كله هي سلسلة الرتب والرواتب، وقد وصلنا الى لحظة حساسة جدا، ومن الخطأ ان نضع موظفي القطاع العام والاساتذة وجها لوجه مع الطلاب والاهالي وان الدولة لا علاقة لها، متسائلا “وبالتالي من يجب ان يتنازل؟”، معتبرا ان “ايصال الامر الى هذا الحد امر سيء وغير مسؤول”.
وشدد نصرالله على انه “من غير المقبول اننا في الايام الاخيرة امام المواعيد المحددة للامتحانات الرسمية نضع الناس بوجه بعض”، متسائلا “من الذي اوصل الامور الى هذه اللحظة؟”، قائلا:”هي الطبقة السياسية وعليها هي معالجة هذا الوضع، هذه الطبقة السياسية كلها مسؤولة عن معالجة هذا الوضع بالايام القليلة المقبلة”.
ورأى نصرالله ان “كل الكتل النيابية واجبها الاخلاقي والانساني والوطني ان تتوجه الى مجلس النواب لحسم هذه المسألة في جلسة او أكثر، ويُنصفوا الموظفين وينقذوا الطلاب والامتحانات الرسمية ومن يتخلف هو من يتحمل المسؤولية”، داعيا الى “معالجة هذا الامر، وهذا الشيء ممكن ومتاح”.
وفيما يعني الجامعة اللبنانية واساتذتها، لفت نصرالله الى ان “رأينا كأن هناك من يريد وضع الاساتذة مقابل طلاب الجامعة، والدولة هي من تتحمل المسؤولية وتحديدا مجلس الوزراء”، متسائلا “لماذا لا يعالج هذا الموضوع؟”، معتبرا انه “يجب ان يتنازل ويضحي الكل لمعالجة هذا الملف الحيوي والخطير”.
واعرب نصرالله عن “أسفه الشديد لكلام البعض الذي اتهم فيه فريقنا في الاوانة الاخيرة وخاصة الثنائي الشيعي بالسعي للمثالثة”، مشيرا الى انه “وصل الامر الى ان هناك من يحاول القول اننا نعطل الانتخابات الرئاسية لاننا نريد الوصول الى المثالثة”، مؤكدا ان “هذا الاتهام لا اساس له”، متسائلا “وانت تدعون أين دليلكم؟”،
قائلا:”اجلبوا واحدا من الثنائي الشيعة، او اي من ناسهم ونخبهم قال اننا نريد مثالثة في لبنان”.
واشار نصرالله الى ان “اول من طرح المثالثة هم الفرنسيين فوفد منهم زار ايران وطرح ان اتفاق الطائف لم يعد صالحا وما رأيكم باتفاق جديد على اساس المثالثة؟، وطبعا الايرانيون رفضوا وقالوا لنا هذا الامر واكدنا لهم رفضنا لهم”.
واكد نصرالله “اننا خارج المثالثة ولم نفكر في هذا الامر ولم نطالب به ولا نسعى اليه”، لافتا الى انه “اذا كنتم ترون اننا نمنع انتخابات الرئاسة لاننا نريد المثالثة، فاذا اردتم اقبلوا باجراء الانتخابات وبالشخصية الاقوى، لكن معروف من يمنع الاقوى من الوصول”.
وأضاف نصرالله “اننا ندعو الى جهود متعددة الجهات للوصول الى الاستحقاق الرئاسي للنهاية المطلوبة، جهود داخلية، فالخارج اليوم “مش فاضي” للبنانيين وهذا الخارج يقول كل يوم انه لا يريد التدخل”، متسائلا “فلماذا تنتظرون الخارج؟”.
ودعا نصرالله الى “عدم انتظار العلاقات الايرانية- السعودية ولا المفاوضات بين هذين البلدين”، موضحا انه “أولاً لا موعد ثانيا ليس معلوما اذا كان سيحصل موعد قريب، ثالثا اذا حصل موعد من غير المعلوم عما سيتفاوضوا”، مضيفا ان “الملف اللبناني سيكون موضع تفاوض ايراني سعودي، كما ان ايران لا تفرض شيئا على حلفائها ولا اصدقائها”.
ولفت نصرالله الى “انه بكل صدق واخلاص يدعو لجهد داخلي لانجاز الاستحقاق الرئاسي”، مشيرا الى ان “حتى السعوديين يقولون انهم لا يتدخلون، وبالتالي كل الدول التي كانت تساعد في الماضي اليوم هي منشغلة”، داعيا الى “جهد داخلي لانجاز هذا الاستحقاق”.
واشار نصرالله الى ان “الدعوات المتكررة من قبل قيادات لبنانية للأمن والامان، هذا يحتاج الى تعاون اللبنانيين”، مؤكدا “اننا حريصين على الاستقرار والامن والسلم، ومسؤوليتنا جميعا ان نعمل على تعزيز هذا السلم والاستقرار”.
ورأى نصرالله ان “الامن والاستقرار لا يحتاج الى حل سياسي جذري بل الى ارادة في الحفاظ على السلم والامن والاستقرار، وعندما يتوقف التحريض وخصوصا الطائفي والمذهبي، يؤثر هذا جدا على تحقيق الامن والاستقرار في لبنان”، معتبرا ان “المهم انكفاء وتراجع الخطاب الطائفي لانه من اهم الامور لحفظ الاستقرار والامن والهدوء في لبنان”.
وفي الشأن السوري، اعتبر نصرالله ان “اهم حدث حصل في الاونة الاخيرة هو الانتخابات الرئاسية وهذا الاقبال الشعبي يُعتبر انجازا وانتصارا لسوريا وشعبها”، مشيرا الى انه “في الماضي بذلت اميركا والغرب وغيرهم لمنع حصول انتخابات في سوريا”.
ولفت نصرالله الى ان “الغرب هدد وتوعد انه اذا حصلت انتخابات سنفعل كذا وكذا، لكن هذه التهديدات والضغوط ايضا، ونعرف ان ضغوطا مورست على القيادة السورية لعدم اجراء انتخابات، لكن الموقف السوري كان حاسما لاجراء الانتخابات”.
ورأى نصرالله ان “الضغط الذي حصل على الشعب السوري مسبقا بانها مهزلة ولن نعترف بها، هذه ضغوط، وكل الذين رفضوا الانتخابات بسوريا ووصفوها قبل ان تجري بأنها مهزلة وغير شرعية ولا تعبر عن الارادة الشعبية هم يصادرون الارادة السورية الشعبية”.
وسأل نصرالله “من مصلحة النظام حصول انتخابات شعبية فكيف يتهموه بانه سيرسل سيارات مفخخة؟”، معتبرا ان “الانتخابات حصلت رغم كل الموانع والضغوط وفتاوى التكفير”، لافتا الى “اننا رأينا ما حصل في الانتخابات”.
ولفت نصرالله الى انه “قالوا ان الذين انتخبوا بالسفارة السورية في لبنان هم عناصر في “حزب الله”، وهذا كلام سخيف، ووزارة الداخلية بيدكم فعودوا وشاهدوا الصور”.
واكد نصرالله ان “الملايين شاركوا في الانتخابات وهذا امر لا يمكن لاحد ان ينكره، والشعب السوري في هذه الانتخابات ثبّت وحدة سوريا، فكل الذين كانوا يخططون لتقسيم سوريا جاءت الانتخابات لتثبت ان سوريا واحدة، ثانيا الشعب ثبّت بقاء الدولة وانها قادرة على ادارة انتخابات، ثالثا اكد الشعب ارادة الصمود عند السوريين وعدم اليأس وعدم التخلي عن مستقبله لتصنعنه دول العالم”.
واضاف نصرالله ان “السوريين هم الذين يصنعون بلدهم ويعيدون اصلاح نظامهم السياسي، رابعا قالت الملايين ان المعركة ليست بين النظام والشعب، لو كانت كذلك لوجدنا فقط بضعة آلاف تتوجه الى صناديق الانتخاب، وعند توجه الملايين فهذا يعني ان القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جدا”، معتبرا انه “يستطيعون في لبنان نزع صفة نازح عن السوري ولكن لا يستطيعون ازالة عنه صفة انه ناخب سوري”.
واعتبر نصرالله ان “الانتخابات اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب على سوريا، ومن يريد حلا سياسيا في سوريا لا يستطيع تجاهل الانتخابات الرئاسية التي تدل على ان اي حل لا يستند الى جنيف 1 او جنيف 2، وليس صحيحا ان الحل يستند الى استقالة الرئيس السوري بشار الاسد، وهذا الامر لم يعد واردا بعدما اعاد الشعب انتخاب الاسد، والانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الاقليمية والعالمية ان الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الاسد”.
ورأى نصرالله ان “الحل السياسي يقوم على مقدمتين اساسيتين الاولى الاخذ بنتائج الانتخابات، وثانيا وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف القتال والحرب، ولا يكفي ان تقوم بعض الدول العربية او الاقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لأن هناك دول في المنطقة وضعت او قد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لكنها لا زالت تقدم الدعم لها”.
ولفت نصرالله الى “اننا نناشد كل الجماعات المقاتلة في سوريا من خلال الوقائع الميدانية والسياسية ان لا أفق لقتالكم سوى المزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد، لا افق للحرب العسكرية في سوريا،
والحفاظ على ما تبقى ومن تبقى في سوريا من اهلها وشعبها المقاوم ومن عمرانها وحقولها وصناعتها، ويتوقف على ان يذهب الجميع الى المصالحة والحوار ووقف نزف الدم والقتال المتواصل الذي لم يعد يخدم اي اهداف داخلية سورية”.
وأعرب نصرالله عن “مباركته للشعب السوري بهذا الانجاز وللأسد هذه الثقة المتجددة بقيادته”، متوجها للبنانيين بالقول:”لا تقلقوا اذا انتصرت سوريا بل اقلقوا اذا هُزمت، انتصار سوريا سيكون مباركا عليها وعلى المنطقة”.