بنيت أفكار حزب البعث العفلقي على الدجل والنفاق، فالبعثيون ليس لهم عقيدة واضحة فهم مذبذبون حسب ما تقتضيه مصالحهم البعيدة عن القيم الإنسانية، فالإلحاد والكفر واضح في أدبيات الحزب من خلال ما نشر في مناهج الرفاق ككتب ميشيل عفلق وشبلي شميل وغيرهما، فكان يلاحقون أصحاب الفكر الإسلامي والمخلصين لتصفيتهم جسديًّا وإخلاء الساحة العراقية منهم، لكي يسهل للعفالقة تمرير مخططاتهم الشيطانية بعد تحويل الناس إلى جهلة أميين لايعلمون شيئًا فكان عبدالوهاب ممن استهدفته زمر الإجرام لغرض تصفيته جسديًّا فأنجاه الله من كيدهم.
ولد في محافظة كركوك، قضاء طوزخورماتو في أحضان أسرة متدينة في عام 1960م وفيها أكمل دراسته الابتدائية والثانوية وإعدادية الصناعة وكان يجمع بين الدراسة والعمل لمساعدة والده في الزراعة والفلاحة.
كان من الشباب الذين يحملون همًّا رساليًّا ووعيًا دينيًّا وسياسيًّا وامتاز على أقرانه بثقافته الواسعة وفضحه لجرائم النظام البعثي في أوساط الطلبة وأصدقائه في منطقته مما جعله محط أنظار الجواسيس والمرتزقة الذين يرفعون التقارير إلى أسيادهم الكفرة الفجرة، وفي ليلة من ليال شهر أيلول 1981م داهم أزلام صدام منزلهم فاعتقلوا اثنين من أخوته لكنه استطاع الافلات من أياديهم الآثمة والهجرة إلى الجمهورية الإسلامية بتاريخ 01/10/1981م عن طريق شمال العراق قاطعًا المسافات الطويلة ومجتازًا السيطرات التي زرعها النظام على الطرقات بصعوبة إذ استمرت معه المعاناة لمدة أسبوعين حتى وصل إلى أرض المهجر.
ما ان وطأت قدماه أرض الهجرة حتى سارع إلى الالتحاق بصفوف المجاميع الجهادية ليشاركها في العديد من الواجبات الجهادية في شرق مدينة البصرة وشرق القرنة وشمال هور الحويزة وأطراف قضائي بدرة وزرباطية.
بتاريخ 19/10/1984م، التحق بصفوف قوات بدر ضمن الدورة الحاديةعشرة وبعد إنهاء الدورة التدريبية انضم إلى الفوج الرابع([1]) من أفواج المجاهدين واشترك مع أخوته في الفوج في عمليات تحرير مخفر الترابة بتاريخ 11/03/1985م وعمليات القدس بتاريخ 23/07/1985م وعمليات عاشوراء بتاريخ 23/10/1985م التي شملت تحرير كامل بحيرة أم النعاج في هور الحويزة، وقد عرف بإخلاصه الشديد في أداء جميع تلك الواجبات والمهام الجهادية.
عرف بمواظبته على زيارة الإمام الحسين عليهالسلام وصلاة الليل إضافة إلى ذلك كان يعقد حلقات لتعليم المسائل الفقهية في الخطوط الأمامية للقتال.
في ليلة 23/06/1986م وبينما هو يؤدي واجبه الجهادي في سبل الولد([2]) — إذ وقعت رشقة مدفعية بالقرب منه فأصيب بشظية في رأسه الشريف نال على أثرها وسام الشهادة السامي راحلًا إلى ربه مضرجًا بدمه الزاكي، فحشره الله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ووري الثرى في مقبرة الشهداء في قم المقدسة([3]).
من كلماته رحمهالله: سوف أواصل جهادي إن شاء الله حتى النفس الأخير.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا
([1]) فوج الإمام موسى الكاظم.
([2]) ممر مائي يقع شمال غرب بحيرة أم النعاج
([3]) دفن في قطعة 10، تسلسل4، رقم القبر595.