قاتل المجاهدون العفالقة انطلاقا من إيمانهم بأنهم كانوا يمثلون صورة من صور الظلم الذي فرضه الاستكبار على أمتنا الإسلامية، ولذلك فإنهم كانوا يعتبرون حزب البعث الصليبي رأس الحربة لمخططات الصهيونية العالمية، ولهذا فإن المجاهدين كانوا يملكون الهمة العالية في مواجهة سلسلة طويلة من الظلم، من أبرز حلقاتها صدام وأمريكا، وهمة المجاهدين تلك ترجع إلى امتلاكهم الوعي السياسي والبصيرة الثاقبة ما جعلهم يخوضون حربًا لاهوادة فيها، ومن أولئك الثلة المؤمنة الشهيد عبدالحسين الجادري.
ولد عام 1965م في قضاء الحي التابع إلى محافظة واسط، وتربى وسط أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، ومحافظة على الشعائر الدينية، ومتمسكة بولاية أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام ولذلك كانت هدفًا لظلم نظام البعث الكافر.
حينما كان في الصف الثالث المتوسط، داهمتهم شرذمة من زمر البعث، ناشرين الرعب والهلع بين الأطفال والنساء، لالذنب اقترفوه إلا الولاء للإسلام والأئمة الطاهرين عليهالسلام، فبحجة التبعية الايرانية تم تهجيرهم إلى إيران بطريقة يندى لها جبين الإنسانية بتاريخ 06/04/1980م، فاستقبلوا وتم نقلهم الى أحد مخيمات اللاجئين ثم استقروا في مدينة يزد.
عرف بوعيه السياسي وطيب قلبه وإصراره على مواصلة طريق ذات الشوكة منذ صباه، حيث كان يمتلك الروح الحماسية والثورية ضد ما يعانيه شعبنا من الظلم والاستبداد على أيدي البعثيين الكفرة.
التحق بصفوف قوات بدر بتاريخ 03/03/1984م ونسب الى فوج الشهيد الصدر الذي اشترك معه في عمليات جهادية قرب جزيرة مجنون.
بتاريخ 23/07/1985 اشترك في عمليات القدس لتحرير الشطر الجنوبي من بحيرة أم النعاج في هور الحويزة وكانت تلك أول عملية واسعة ينفذها مجاهدوا بدر، تم فيها السيطرة على كافة الأهداف بزمن قياسي ومن دون أية خسائر، وكان لأبيسعيد دور فاعل مع مجموعته التي سيطرت على هدفها وغنمت جميع معدات العدو هناك.
بتاريخ 23/10/1985م نفذ المجاهدون عملية أخرى واسعة أطلقوا عليها عاشوراء، سيطروا فيها على الشطر الشمالي من بحيرة أم النعاج، وكانت عملية متميزة من حيث الاستطلاع والأداء، فقد سيطروا فيها على جميع مواقع العدو في الأهوار وغنموا عشرات الزوارق والأسلحة والمعدات الأخرى، وقد لعب أبوسعيد دورا فاعلا مع فصيله في السيطرة على هدفهم في الجانب الغربي للبحيرة.
بتاريخ 01/09/1986م، اشترك مع مجاميع الصولة من فوج الشهيد الصدر التي اقتحمت حصون العدو على قمم گردكوه وگردمند في حاج عمران في شمال العراق.
وفي جميع العمليات المذكورة، أبلى بلاءًا حسنًا،وضرب أروع الأمثلة بالثبات والصمود.
كانت المحطة الأخيرة من مسيرته الجهادية شرق مدينة البصرة ففي هجوم بطولي على القوات الصدامية، هزم العدو وطهرت المنطقة من دنس العفالقة، لكن في اللحظات الأخيرة للهجوم أصيب أبوسعيد برصاصة في صدره الشريف، فاستشهد بتاريخ 25/01/1987م ليلتحق بقوافل الشهداء السعداء وحسن أولئك رفيقًا.
تم تشييع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في قم المقدسة( ).
من وصيته رحمهالله:
… انهضوا واحملوا القرآن بيد والسلاح بيد أخرى، وحرروا بلادكم من أيدي المستكبرين وانشروا العدالة الإسلامية التي جاهد من أجلها الرسول الأكرم صلّىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الميامين عليهالسلام.
… قوموا بوجه الظالم الذي أعدم العلماء وعلى رأسهم المرجع الشهيد محمد باقر الصدر قدسسره الذي تحدى البعث الكافر، وأوصانا أن ندافع عن الثورة الإسلامية ونذوب في الإمام الخميني.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا