الرئيسية / تقاريـــر / هل اعترفت أميركا والسعودية بانتصار الأسد؟- سامي كليب

هل اعترفت أميركا والسعودية بانتصار الأسد؟- سامي كليب

جاهر السفير الأميركي السابق روبرت فورد بما يقال سرا منذ فترة في الدوائر الغربية والعربية ومفاده أن : الرئيس السوري بشار الأسد انتصر وسوف يستعيد درعا قريبا. هذا مهم جدا لكن الاهم هو انه قال هذا الكلام على صفحات جريدة “الشرق الأوسط السعودية” …

فهل هذه بداية انعطاف خليجي يريد تحميل واشنطن المسؤولية؟ الاهم ايضا ان اعترافات فورد لخطيرة هذه جاءت بعد الصواريخ الإيرانية على مواقع داعش وفي أعقاب الاشتباك الكلامي الأميركي الروسي على خلفية إسقاط الجيش الأميركي طائرة للجيش العربي السوري وكذلك في أعقاب القطيعة الخليجية والمصرية مع قطر وإغلاق الرياض آخر المنافذ البرية على الدوحة
انظروا اولا ماذا قال فورد الذي كان أحد أبرز داعمي التمرد في سوريا والذي ذهب حتى حماه يدعم المنتفضين:

· لم يكن الأميركيين على استعداد لارسال الجيش لمساعدة السوريين، ما يعني أننا أعطينا السوريين أملا زائفا. قلت للجميع انه بعد حرب العراق، لن يأتي الجيش الأميركي لمساعدتكم.

· كنت اعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام وسيفاوضون على صفقة. بعضهم سيطلب عفوا ويذهب الى الجزائر أو روسيا أو كوبا وسيكون هناك حكومة ائتلافية تضم ربما رئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، او رئيس المخابرات العامة محمد ديب زيتون تحت قيادة شخص مثل نائب الرئيس السابق فاروق الشرع مع المعارضة والمستقلين.

· حين يسأل الصحافي في الشرق الاوسط روبرت فورد هل كنت تعتقد فعلا أن النظام سيفاوض على نهايته، أجاب : ” نعم هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبته، لم اكن أتوقع ان ترسل ايران وحزب الله الاف المقاتلين، لم أكن أتوقع أن يضحي حزب الله بمسمعته في العالم العربي لأجل الأسد. كنت أعتقد أنهم سيفاوضون على ائتلاف سياسي أولا . هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبناه . لم نكن نتوقع ذلك مطلقا.

· كانت لدينا تقارير أن القاعدة والنصرة تزدادان انتشارا .

· في العالم ٢٠١٣ قلت للمعارضة السورية، يجب أن تكونوا منفتحين إزاء الأسد. اذا اقنعتم الأسد بتغييبر رئيس المخابرات الجوية والعسكرية والأمن السياسي والاستخبارات العامة، اذا تغير رئيس المصرف المركزي ووزير المال، ثم يعين مستقلون بدلا منهم من دون سيطرة الأسد يمكن قبول بقائه، يا الهي، كانوا يقولون : ” هذا مستحيل ”

· حين يسأل الصحافي مجددا فور ، هل كانت واشنطن تقبل بقاء الأسد في العام ٢٠١٣ ، يجيب :” نعم لأن مفاوضات جنيف كانت لا تحقق أي تقدم. توقعت أن مفاوضات جنيف محكومة بالفشل خصوصا بسبب الدعم الايراني. لم أكن أتوقع الدعم الروسي. ومع الدعم الايراني توقعت بقاء الأسد لذلك تركت منصبي.( استقال عام ٢٠١٤ )

· في بداية العام ٢٠١٣ توقعت ذهاب الأسد ثم حصلت معركة القصير ودخل حزب الله في شكل كبير وغير دينامية الحرب.

· كنا نتوقع تقسيم أمر واقع، لكن الذي لم نتوقعه في العام ٢٠١٤ و٢٠١٥ المزيد من الايرانيين والعراقيين والأفغان وحزب الله ثم روسيا ترسل قواتها الجوية. كان خطأ جسيما . لم نكن نتوقع الركود لأنه لصالح الأسد.

· الأسد ربح . انه مننتصر ، او هو يعتقد ذلك. ربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد. لن يحاسب النظام على السلام الكيماوي والقتال والتعذيب والبراميل المتفجرة واللاجئين والنازحين. لا محاسبة . ربما الأسد لن يزور باريس أو لندن، لكن لن يذهب أحدث الى دمشق لأخذ مسؤولي النظام الى محاكمة في لاهاي. لا أحد. ربما سيأخذ النظام بعض الوقت كي يستعيد درعا. عاجلا أم آجلا سيذهب الى اجلب . سيساعده الروس وسيذهب الى القامشلي ويعقد اتفاقا مع ايران وتركيا لتدمير الاكراد

· اعتقد ان ما نقوم به مع الأكرد ليس فقط غباء سياسيا ، بل غير أخلاقي. الأكرد السوريون يقومون بأكبر خطأ لدى ثقتهم بالأميركيين.

ان ما يقوله فورد يستحق وقفة تأمل عربية ووقفة تأمل أخرى عند ما بقي من معارضة : هل لدى أحد بعد شك بأن واشنطن كانت تستخدم المعارضة مطية لاهدافها وأنها كالمعتاد تركت الجميع على قارعة الطريق؟؟؟
هل كانت واشنطن تريد فعلا ديمقراطية وحريات ، أم أن المطلوب كان ولا يزال تدمير سوريا ؟؟؟؟
لكن للاسف ، فإن من دمر العراق بالأمس القريب بدعم عربي هو نفسه الذي دمر سوريا بدعم عربي. …..

شكرا لفورد على فعل الندامة المتأخرة ….فهو واثق من أن أحدا لن يحاسبه …… ربما التاريخ يحاسب …..

 

 

https://t.me/wilayahinfo

 

5


شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...