الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسن عليه السلام ظَلَمَهُ التاريخ والمؤرخون، ولم يُعطى حقَّه من قِبل كثير من مناصريه، رغم أن اللَّه تعالى طهّره تطهيراً، وتكفيه شهادة اللَّه بتطهيره عن الدَّنس.
“إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”7.
6- وسائل الشيعة، ج14، ص368.
7- الأحزاب:33.
القائد دام ظله يقول حول الإمام الحسن عليه السلام:
“… وبالانتقال إلى عهد الإمام الحسن عليه السلام نرى أنه قد أصبح وحيداً بعد ستة أشهر من توليه للخلافة، وعليه رأى الإمام الحسنعليه السلام أن ذهابه مع قلّة قليلة لمحاربة معاوية وسقوطه شهيداً في المعركة ليس له تلك الأهمية والمؤثرية في هذا المجتمع المنحط أخلاقياً، ولا حتى فيما بين الخواص، إذ أنهم لن يستفيدوا من تلك الدماء الطاهرة لمتابعة المسيرة.
فمعاوية بإعلامه وأمواله ومكره كان قادراً على أن يُفقد هذه الدماء مؤثريتها. والناس بعد سنة على خلافة الإمام الحسن عليه السلام كانوا يقولون له لا ينبغي لك أن تقف في وجه معاوية وتقاومه. في ظل هذا الوضع رأى الإمام أن دمه سيذهب هدراً من دون فائدة. فقاوم كل هذه المتاعب والمصاعب ولم يدفع بنفسه إلى ساحة الشهادة. مع أنه في بعض الأحيان تكون الشهادة بالنسبة إلى الإنسان أسهل بكثير من البقاء حياً. والأشخاص الذين هم أولو الألباب والحكمة والدقة، يدركون ذلك تماماً. أحياناً البقاء على قيد الحياة والعيش في محيط متعب ومجهد يكون أصعب بمراتب من القتل والاستشهاد والوصول إلى لقاء اللَّه، وهذا الأصعب هو الذي اختاره الإمام الحسن عليه السلام…”.