اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أننا أحرص ما يكون على أن ننتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية بأسرع وقت ممكن، ولكن لا نقبل أن تتعطل المؤسسات الدستورية طالما هناك اختلاف على شخصية هذا الرئيس وانتمائه وصفاته، فنحن نريد للحكومة وللمجلس النيابي أن يلتئما، وإذا ما اختلفنا حول هذه الضرورة، فإنه لا يجب أن نختلف في أن هذا الوطن ينبغي أن يكون لكل أبنائه، وأن لا أحد فيه يستطيع أن يلغي أو يقصي أحدا”.
كلام رعد جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد موسى محمود حمدان في حسينية أبي عبد الله الحسين في بلدة كفرا الجنوبية، بحضور قيادات حزبية وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وشدد على “أننا نريد لهذا البلد أن ينهض وفق رؤية واضحة ومنهجية تشخص العدو تشخيصا دقيقا، وتعرف كيف تتعامل مع الأصدقاء، وكيف تكيف مصالحها مع أولئك المراوغين الذين يبتزوننا في تلك المصالح، وأننا نريد لشعبه أن ينهض كقوة واحدة متماسكة تستطيع أن تواجه المخاطر الاستراتيجية ضد الأعداء الاستراتيجيين، وتقيم العلاقات الدافئة فيما بين شرائحه كلها، كما نريد للمؤسسات الدستورية أن تعمل بانتظام وفق هذه الرؤية المنهجية الواضحة”، معتبرا “أن المراهنة على انتخاب رئيس من قبل أكثرية لا تملك رؤية واضحة لمواجهة المخاطر التي تتهدد الوطن، فهذا من شأنه أن يضيع الوطن برمته، وبتوقيع دستوري، ولكن الوطن الآن محفوظ، وننتظر أن يأتي التوقيع الدستوري من أجل أن يحفظ إنجازات المقاومين وإنجازات شعب هذا الوطن”.
وأشار النائب رعد إلى أننا “قد أدخلنا العدو الإسرائيلي إلى قفص معادلة الردع التي أنزلناه بها بعد حرب تموز 2006، ولذلك هو الآن متهيب من رد فعل المقاومة على أي ارتكاب قد يقدم عليه، وأما التكفيريون فهم أساسا لا يملكون منهجية حسابات، وهذا ما يجعلنا ننتظر المخاطر منهم في كل لحظة، ولذلك علينا التنبه واليقظة الدائمة من أجل رصد تحركاتهم ومواجهة خطرهم”، معتبرا “أن العدو الذي ينشأ في الخاصرة أعظم خطرا من العدو الذي يواجهك وتعرف أنه عدو واضح، وبالرغم من ذلك فإن البعض في الأمة لا يزال يراهن على الاستقواء بما تنجزه داعش من أجل أن يبسط سلطته ويستقوي في نفوذه ضد شركائه في الوطن، وما حوادث عرسال الأخيرة إلا لتذكرنا أن هذا الوضع الفوضوي القائم فيها، ما كان له أن يبقى كذلك لولا بعض مراهنات من في هذا الوطن على الاستقواء ببعض أولئك الإرهابيين التكفيريين من أجل تعزيز أوراقه في معادلة الإمساك بالسلطة في لبنان”،
داعيا بعض الأفرقاء اللبنانيين “أن لا يراهنوا على أولئك المسلحين التكفيريين الذين يخدمون مشاريع الأعداء، والذين لا نعرف أين ينتهي انتماؤهم، لا في ممالك النفط ولا في ما وراء المحيطات، وأن يتفاهموا مع الجميع على قيام دولة قوية وقادرة وعادلة تأخذ للضعيف حقه وتنتصر له، وتقيم العدل بين اللبنانيين جميعا دون تمييز بين منطقة ومنطقة، أو بين طائفة وطائفة، فالاستقواء بالأرذال من الخلق لا يمكن أن يؤسس لدولة قوية وقادرة وعادلة في بلد مثل لبنان”.
واعتبر “أننا قد قطعنا شوطا كبيرا في التصدي لخطر التكفيريين، وما يجري الآن في سوريا هو من باب تكملة ما تم إنجازه من أجل إيجاد تسوية سياسية لا يكون فيها هؤلاء قد حققوا أيا من أهدافهم”، مؤكدا أننا “نتابع أجواء المفاوضات والاجتماعات التي تحصل على المستوى الدولي في فيينا من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، والذي إذا ما حصل، فإنه سينعكس بالتأكيد على وضعنا في لبنان، ولكن نحن وبكل صراحة وبدون أي توهم ومخادعة لأهلنا، لا نثق بكثير من الأطراف التي اجتمعت في فيينا والتي يراد لها أن تستكمل مشروع المفاوضات هناك، لأنه لا يمكن لنا أن نطمئن لطرف يجلس إلى طاولة المفاوضات، ويزود الإرهابيين التكفيريين بأحدث أنواع الأسلحة لكي يستطيعوا تحقيق بعض إنجازات تمثل لهم أوراقا قوية يستخدمونها على طاولة المفاوضات، فهم يبتزون الشعبين السوري واللبناني وكل الأمة بدماء أبنائهم، ويبتزونهم بالقتل والترويع والإضعاف، وهم يستخدمون الإرهابيين المسلحين من أجل تحقيق نفوذهم وإبقاء تسلطهم، فيما نحن ندرك أن بعض ممالك النفط في منطقتنا هي التي ترعى هذا الجيش السري لها المتمثل بداعش وأخواتها، وتستخدمه حين تقتضي صراعات النفوذ أن تفرض أوراقها على الآخرين على حساب دماء الناس وأرواحهم وحضارتهم وأمنهم واستقرارهم”.
واكد النائب رعد “أننا دفعنا الخطر الاستراتيجي عن لبنان، وأننا نريد لهذا الخطر أن يرتفع عن سوريا أيضا، لأنه يعزز استقرارنا في لبنان، فنحن عندما نقاتل في سوريا، فإننا بذلك ندافع عن أنفسنا ومشروعنا، ونقوم بتثبيت سلمنا واستقرارنا، فهم يعتدون من أجل أن يسلطوا الأعداء على أوطاننا، وهم يعرفون أنفسهم أنهم يستخدمون في مشروع تسلط الأعداء على وطننا ومنطقتنا”.