ليالي بيشاور – 85 لسلطان الواعظين
8 مايو,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
773 زيارة
من هم الصادقون ؟
قلت : لقد أكدت وكررت عليكم بأن الشيعة حيث يتبعون الأئمة الصادقين من العترة الهادية الطاهرة ، فلا يكذبون ولا هم بحاجة في إثبات عقائدهم إلى جعل خبر ، أو وضع حديث .
فعلماؤهم وعامتهم على حد سواء في هذا الأمر ، وكلهم يتبعون الصادقين الذين أمر الله عز وجل بمتابعتهم بقوله :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )(39).
وقد صرح كثير من أعلامكم أن المقصود من الصادقين في الآية الكريمة محمد المصطفى (ص) وعلي المرتضى (ع) ، وممن صرح بذلك :
الثعلبي في تفسيره ، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والحافظ أبو نعيم في ” ما نزل من القرآن في علي ” ، والخطيب الخوارزمي في ” المناقب ” ، والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 39 ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب 62 عن تاريخ ابن عساكر … ، هؤلاء كلهم قد اتفقوا على المقصود من الصادقين : النبي الكريم (ص) والإمام علي (ع) .
وقال بعض بأن المقصود من الصادقين في الآية الشريفة هم رسول الله (ص) والأئمة من أهل بيته وعترته(40).
فالشيعة مع الصادقين ، يتبعونهم ويطيعونهم ويحذون حذوهم ، وما لم يكونا كذلك فليسوا بشيعة حقا .
فكن على يقين ـ أيها الحافظ ـ بأننا لا نقول شيئا في حوارنا ونقاشنا إلا ويكون مصدره ومستنده كتب أعلامكم وأقوال علمائكم ، فإن يكن لكم اعتراض فاللازم أن تعترضوا على علمائكم الذين كتبوا تلك الروايات والأدلة !
الحافظ : لم أعهد أحدا من علمائنا الأعلام كتب : بأن الصحابة بعد رسول الله قد نقضوا عهدا أو نكثوا بيعة كانت عليهم في حضور النبي (ص) أو أخذها عليهم رسول الله (ص) فنكثوها .
نقض بعض الصحابة للعهود
قلت : لقد نقض بعض الصحابة عهودا أخذها منهم النبي (ص) ، ولكنهم نقضوها في حياته أو بعد وفاته ، وأهمها عهد الخلافة والولاية وبيعة يوم الغدير .
حديث الولاية في غدير خم
لقد اعترف جمهور علماء المسلمين من الفريقين : بأن النبي (ص) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنورة ، نزل عند غدير في أرض تسمى ” خم ” وأمر برجوع من تقدم عليه وانتظر وصول من تخلف عنه ، حتى اجتمع كل من كان معه (ص) وكان عددهم سبعين ألفا أو أكثر ، ففي تفسير الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما : كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفا وكلهم حضروا عند غدير خم .
فصعد رسول الله (ص) منبرا من أحداج الابل ، وخطب فيهم خطب عظيمة ، ذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدثين من الفريقين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة ، وذكر في شطر منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب (ع) ، وبين فضله ومقامه على الأمة ، ثم قال :
معاشر الناس ! ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى .
قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاه فقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .
ثم أمر (ص) ، فنصبوا خيمة وأجلس عليا (ع) فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفرادا ليسلموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه ، وقال (ص) : لقد أمرني ربي بذلك ، وأمركم بالبيعة لعلي (ع) .
ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان ، حتى أتمت البيعة لعلي (ع) ، حيث بايعه جميع من كان مع النبي (ص) في حجة الوداع ، ثم ارتحل من خم وتابع سفره إلى المدينة المنورة .
الحافظ : كيف يمكن أن يقع هكذا أمر هام وعظيم ولكن العلماء الكبار لم يذكروه في كتبهم المعتبرة ؟!
قلت : ما كنت أنتظر منك ـ وأنت من حفاظ الحديث عند أهل السنة والجماعة ـ أن تجهل أو تتجاهل حديث الولاية في الغدير وهو أشهر من الشمس في رائعة النهار ، ومن أوضح الواضحات عند ذوي الأبصار ، ولا ينكره إلا الجاهل أو العالم المعاند !
ولكي يثبت عندك وعند الحاضرين زيف مقالك وبطلان كلامك حيث قلت : ولكن العلماء الكبار لم يذكروا هذا الحديث !
لا بد لي أن أذكر قائمة بأسماء بعض من رواه من علمائكم الأعلام وأشهر محدثي الإسلام ، وإلا فذكر جميعهم أمر لا يرام فأقول منهم :
الفخر الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب .
الثعلبي في تفسيره كشف البيان .
جلال الدين السيوطي / في تفسيره الدر المنثور .
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي (ع) ـ وحلية الأولياء ـ .
أبو الحسن الواحدي النيسابوري في تفسير غرائب القرآن .
الطبري في تفسيره الكبير .
نظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن .
” كلهم ذكروا الحديث في تفسير الآية الكريمة : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )(41).
محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه ج1 / 375 .
مسلم بن الحجاج في صحيحه ج2 / 325 .
أبو داود السجستاني في سننه .
محمد بن عيسى الترمذي في سننه .
ابن كثير الدمشقي في تاريخه .
الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج4/281 و 371 .
أبو حامد الغزالي في كتابه سر العالمين .
ابن عبد البر في الاستيعاب .
محمد بن طلحة في مطالب السؤل .
ابن المغازلي في ” المناقب ” .
ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة : ص 24 .
البغوي في مصابيح السنة .
الخطيب الخوارزمي في المناقب .
ابن الأثير الشيباني في جامع الأصول .
الحافظ النسائي في الخصائص وفي سنته .
الحافظ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة .
ابن حجر في الصواعق المحرقة ، بعدما ذكر الحديث في الباب الأول ص25 ط الميمنية بمصر ، قال ـ على تعصبه الشديد الذي اشتهر به ـ : إنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جدا .
الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه .
الحاكم النيسابوري في مستدركه .
الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط .
ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة .
سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة : 17 .
ابن عبد ربه في العقد الفريد .
العلامة السمهودي في جواهر العقدين .
ابن تيمية في كتابه منهاج السنة .
ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري .
جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار .
أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولاية .
عبيد الله الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حق المولى .
العلامة العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستة .
الفخر الرازي في كتاب الأربعين ، قال : أجمعت الأمة على هذا الحديث الشريف.
العلامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة .
السيوطي في تاريخ الخلفاء .
المير علي الهمداني في كتاب مودة القربى .
أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية .
خواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب .
جمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين .
المناوي في فيض الغدير في شرح الجامع الصغير .
العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الأول .
العلامة النووي في كتابه تهذيب الأسماء واللغات .
شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين .
القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل .
شمس الدين الشربيني في السراج المنير .
أبو الفتح الشهرستاني الشافعي في الملل والنحل .
الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .
ابن عساكر في تاريخه الكبير .
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة .
علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة .
ابن خلدون في مقدمته .
المتقي الهندي في كنز العمال .
شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب .
الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف .
الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية .
ذكرت لكم المدارك والمصادر التي جاءت في خاطري وحضرت في ذهني ولو راجعنا كل مصادر هذا الحديث لوصلت إلى ثلاثمائة مصدر من كبار أعلامكم ومحدثيكم ، رووه بطرق شتى عن أكثر من مائة صحابي من أصحاب النبي (ص).
ولو جمعناها لاحتاجت إلى مجلدات عديدة ، كما أن بعض علمائكم قام بهذا الأمر الهام وألف كتابا مستقلا في حديث الولاية ، منهم ابن جرير الطبري ، المفسر والمؤرخ المشهور من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ، روى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقا في كتاب أسماه : ” الولاية ” .
والحافظ ابن عقدة أيضا من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألف كتابا في الموضوع ، أسماه ” الولاية ” جمع فيه مائة وخمس وعشرين طريقا نقلا عن مائة وخمسة وعشرين صحابيا من أصحاب رسول الله (ص) مع تحقيقات وتعليقات قيمة .
والحافظ بن حداد الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ألف كتابا أسماه : “الولاية ” تطرق فيه إلى الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصيل .
وذكر كثير من محدثيكم الأعلام : أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك اليوم فصافح عليا عليه السلام وقال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
#ليالي_ بيشاور 2019-05-08