تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان سورة البقرة الى 88
21 نوفمبر,2017
القرآن الكريم
875 زيارة
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
80
((وَقَالُواْ))، أي قال قسم من اليهود: ((لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً))، فلن نعذب في جهنم إلا سبعة أيام أو ما أشبه على تقدير كفرنا وعصياننا، فلماذا نترك رئاسة الدنيا خوفاً من عذاب قليل؟ ((قُلْ)) يا رسول الله لهم: ((أَتَّخَذْتُمْ))، أي هل اتخذتم ((عِندَ اللّهِ عَهْدًا)) بذلك؟ ((فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ)) كذبا وزورا ((عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))؟ ومن أدراكم، إن العذاب أيام معدودة؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
81
((بَلَى)) ليس الأمر كما قالوا، لكن ((مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَ)) لم ينقلع عنها، بل ((أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ)) كالإنسان الذي يقع في دخان حيث يحيط به الدخان، حتى لا يتنفس ولا يبصر ولا يسمع إلا في الدخان، وكذلك المشرك المنحرف في الخطيئة، ((فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) إلى الأبد.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
82
((وَالَّذِينَ آمَنُواْ)) بقلوبهم وألسنتهم، ((وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)) التي أمر بها الإسلام، ((أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) بها لا انقطاع لها ولا زوال.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
83
((وَ)) اذكروا يا بني إسرائيل ((إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ))، عهدهم الأكيد على لسان أنبيائهم، بأن ((لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ)) وحده ((وَ)) بأن أحسنوا ((بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً))، ولا تسيئوا إليهما ((وَ)) أحسنوا إلى ((ذِي الْقُرْبَى)) أقربائكم ((وَالْيَتَامَى)) الذين مات والدهم ((وَالْمَسَاكِينِ)) الفقراء، ((وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)) وذلك يشمل جميع أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد ورد الاعتداء بالحسن، ((وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ)) وهما في سائر الأمم لم يكونا بهذا الشكل الموجود فعلا في هذه الأمة، ((ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ))، أعرضتم، ((إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ)) الذين عملوا بأوامرنا، ((وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ)) تأكيداً لقوله “توليتم”.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
84
((وَ)) اذكروا يا بني إسرائيل ((إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ))، عهدكم الأكيد على لسان الأنبياء ((لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ))، أي لا يسفك بعضكم دماء بعض، ((وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ))، أي لا يخرج بعضكم بعضاً من الديار، بأن يسفرهم ويبعدهم، ((ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ)) بذلك الميثاق بأن أعطيتمونا العهود بذلك ((وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ)) أيها اليهود بوقوع هنا الميثاق بيننا.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
85
((ثُمَّ)) بعد ذلك الميثاق ((أَنتُمْ هَؤُلاء)) الذين ((تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ)) مخالفه لأوامرنا، ((تَظَاهَرُونَ)) أنتم، أي يتعاون بعضكم مع بعض في إخراجكم لهم تظاهراً ((عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) لا إخراجا بالحق، ((وَ)) الحال ((إِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ)) أي كيف يخرج بعضكم بعضا، ويقتل بعضكم بعضا مع إنكم إذا وجدتم بعضكم أسيرا في أيدي غيرهم تعطون الفدية لخلاصهم، فإن كان بينكم عداء، فما هذه الفدية؟ وإن كان بينكم وداد فما هذا القتل والإخراج، روي عن ابن عباس أن قريظة والنضير كانا أخوين كالأوس والخزرج، فافترقوا فكانت النضير مـع الخزرح، وكانت قريضة مع الأوس، فإذا اقتتلوا عاونت كل فرقة حلمائها، فإذا وضعت الحرب أوزارها فدوا أسراها تصديقا لما في التوراة، وروي عن آخر أن اليهود كان إذا استضعف جماعة آخرين أخرجوهم من ديارهم ((<وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ > أَفَتُؤْمِنُونَ)) أيها اليهود ((بِبَعْضِ الْكِتَابِ))، أي التوراة القائل بوجوب إعطاء الفدية لأسراكم، ((وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)) القائل بحرمة القتل والإخراج والتظاهر بالإثم والعدوان؟ ((فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ))، احكموا أنتم بانفسكم، ((إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) بالتفرقة والضعف والمهانة عند سائر الأمم، ((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ)) بمخالفتهم أوامر الله سبحانه، ((وَمَا اللّهُ))، أي ليس الله ((بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))، فإنه يعلم أعمالكم، فيجازيكم عليها.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
86
((أُولَئِكَ)) اليهود الذين خالفوا الأوامر بتلك الأفعال، ((الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ)) فباعوا الآخرة، وأخذوا الدنيا بدلها، ((فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ)) يوم القيامة، ((وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)) هناك.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
87
((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، أعطينا التوراة إياه، ((وَقَفَّيْنَا))، أي أردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض ((مِن بَعْدِهِ))، أي بعد موسى، ((بِالرُّسُلِ))، رسولا يتبـع رسولا، ((وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ))، جمع بينة، أي الدلالة الواضحة، وهي المعجزات التي أعطيت لعيسى (عليه السلام) من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ((وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ))، التأييد التقوية وروح القدس إما جبرائيل (عليه السلام) أو روح قوية من الله سبحانه فيه تقوية على التبليغ والإرشاد مـع كثرة أعدائه، ((أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ)) أيها اليهود ((رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ)) ولا يمثل إليه من الأحكام ((اسْتَكْبَرْتُمْ)) وتكبرتم عن قبول أحكام الله سبحانه، ((فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ)) – كعيسى ومحمد صلوات الله عليهما، ((وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)) – كزكريا ويحيى (عليهما السلام)؟ وهذا استفهام إنكاري عليهم.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة البقرة
88
((وَقَالُواْ))، أي قالت اليهود للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ((قُلُوبُنَا غُلْفٌ)) جمع أغلف، بمعنى إنها في غطاء وغلاف عن هدايتكم، فلا تصل الهداية إليها، كما في آيه أخرى (وقالوا قلوبنا في أكنة)، ((بَل)) ليس كذلك، وإنما ((لَّعَنَهُمُ اللَّه)) وأبعدهم عن الخير ((بِـ)) سبب ((كُفْرِهِمْ))، فإنهم لما كفروا ولم يمتثلوا أوامر الله أبعدهم الله عن الخير، كمن لا يسمع شخص أمره، فيتركه، ولا يعتني به ((فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ)) لما ران على قلوبهم، وأظلمت نفوسهم بالكفر.
2017-11-21