الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي 06

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي 06

المراجعة 5 رقم : 9 ذي القعدة سنة 1329
1 – اعترافه بما قلنا
2 – التماسه الدليل على سبيل التفصيل
1 – أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة ، مشبع الفصول ،
مقبول الأطناب ، حسن التحرير ، شديد المراء قوي اللداد ، لم يدخر
وسعا في بيان عدم وجوب اتباع شئ من مذاهب الجمهور في الأصول
والفروع ، ولم يأل جهدا في إثبات بقاء باب الاجتهاد مفتوحا .
فكتابك قوي الحجة في المسألتين ، صحيح الاستدلال على كل
منهما ، ونحن لا ننكر عليك الامعان في البحث عنهما ، واستجلاء
غوامضهما ، وإن لم يسبق منا التعرض لهما صريحا – والرأي فيهما ما
رأيت – .

2 – وإنما سألناك عن السبب في إعراضكم عن تلك المذاهب
التي أخذ بها جمهور المسلمين ، فأجبت بأن السبب في ذلك إنما هو
الأدلة الشرعية وكان عليك بيانها تفصيلا ، فهل لك أن تصدع الآن
بتفصيلها من الكتاب أو السنة أدلة قطعية تقطع – كما ذكرت – على
المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم ، ولك الشكر والسلام .

س
المراجعة 6 رقم : 12 ذي القعدة سنة 1329
1 – الالماع إلى الأدلة على وجود أتباع العترة .
2 – أمير المؤمنين يدعو إلى مذهب أهل البيت
3 – كلمة للإمام زين العابدين في ذلك
إنكم ( بحمد الله ) ممن تغنيه الكتابة عن التصريح ، ولا يحتاج
مع الإشارة إلى توضيح ، وحاشا لله أن تخالطكم – في أئمة العترة
الطاهرة – شبهة ، أو تلابسكم – في تقديمهم على من سواهم – غمة ،
وقد آذن أمرهم بالجلاء ، فأربوا على الأكفاء وتميزوا عن النظراء ،
حملوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علوم النبيين ، وعقلوا
عنه أحكام الدنيا والدين .

1 – ولذا قرنهم بمحكم الكتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب ،
وسفنا للنجاة إذا طغت لجج النفاق ، وأمانا للأمة من الاختلاف إذا
عصفت عواصف الشقاق ، وباب حطة يغفر لمن دخلها ، والعروة
الوثقى لا انفصام لها ( 13 ) .

2 – وقد قال أمير المؤمنين ( 1 ) ” فأين تذهبون وأنى تؤفكون ؟ ،
والأعلام قائمة والآيات واضحة ، والمنار منصوبة فأين يتاه بكم ، بل
كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين
وألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم
العطاش . أيها الناس خذوها ( 2 ) من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله
وسلم إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى من بلي منا وليس
ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون ، وأعذروا
من لا حجة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ( 3 )
وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان . . . . الخ “

( 14 ) وقال عليه السلام ( 4 ) : ” انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم
واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن
لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتظلوا ، ولا
تتأخروا عنهم فتهلكوا ” ( 15 ) وذكرهم عليه السلام مرة فقال ( 1 ) : ” هم
عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم
عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا
يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق
في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ،
عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فإن رواة العلم
كثير ورعاته قليل ” ( 16 ) . وقال عليه السلام من خطبة أخرى ( 2 )
” عترته خير العتر وأسرته خير الأسر وشجرته خير الشجر نبتت في
حرم وبسقت في كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال ” ( 17 ) .

وقال عليه السلام ( 3 ) : ” نحن الشعار والأصحاب والخزنة
والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها
سمي سارقا – إلى أن قال في وصف العترة الطاهرة – : فيهم كرائم
القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا ،
فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله ” ( 18 ) ، الخطبة . وقال عليه
السلام من خطبة له ( 4 ) ” واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا
الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ،
ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ،
فإنهم عيش العلم ، وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن
علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون
الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق “
( 19 ) . إلى كثير من النصوص المأثورة عنه في هذا الموضوع نحو قوله
عليه السلام : ” بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم العلياء ، وبنا
انفجرتم عن السرار ( 1 ) وقر سمع لم يفقه الواعية ” ( 20 ) ،
الخطبة ( 2 ) وقوله ( 3 ) : ” أيها الناس استصبحوا من شعلة مصباح
واعظ متعظ ، وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر ” ( 21 )
الخطبة .

وقوله ( 4 ) : ” نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف
الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم – ناظرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ،
وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة ” ( 22 ) .

وقوله ( 5 ) : ” أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا
علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم . بنا
يستعطى الهدى ويستجلى العمى . إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا
البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من
غيرهم – إلى أن قال عمن خالفهم – : آثروا عاجلا وأخروا آجلا ،
وتركوا صافيا ، وشربوا آجنا ” ( 23 ) إلى آخر كلامه . وقوله ( 1 ) ” فإنه
من مات منكم على فراشه ، وهو على معرفة حق ربه ، وحق رسوله ،
وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما
نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه ” ( 24 ) .
وقوله عليه السلام : ” نحن النجباء ، وأفراطنا إفراط الأنبياء ،
وحزبنا حزب الله عز وجل ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن
سوى بيننا وبين عدونا فليس منا ( 2 ) ” ( 25 ) . وخطب الإمام المجتبى
أبو محمد الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة فقال : ” اتقوا الله فينا
فإنا أمراؤكم ” ( 26 ) الخطبة ( 3 ) .

3 – وكان الإمام أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين وسيد
الساجدين ، إذا تلا قوله تعالى * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا
مع الصادقين ) * يدعو الله عز وجل دعاء طويلا ، يشتمل على طلب
اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية ، ويتضمن وصف المحن
وما انتحلته المبتدعة المفارقة لأئمة الدين ، والشجرة النبوية ثم يقول :
” وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ،
فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر فينا – إلى أن قال : فإلى من
يفزع خلف هذه الأمة ، وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الأمة
بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : * ( ولا
تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) * فمن
الموثوق به على إبلاغ الحجة ، وتأويل الحكم ؟ إلا أعدال الكتاب وأبناء
أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم
يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم ؟ إلا من
فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم
الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في
الكتاب ” ( 27 ) . هذا كلامه ( 1 ) عليه السلام بعين لفظه . فأمعن النظر
فيه ، وفيما تلوناه عليك من كلام أمير المؤمنين ، تجدهما يمثلان مذهب
الشيعة في هذا الموضوع بأجلى مظاهره . واعتبر هذه الجملة من
كلامهما ، نموذجا لأقوال سائر الأئمة من أهل البيت ، فإنهم مجمعون
على ذلك ، وصحاحنا عنهم في هذا متواترة . والسلام .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...