تركيا بين إبادة الأكراد ودعم داعش بقلم اسعد عبد الله عبد علي الهاجس التركي بالتوسع, لا يفارق القادة الأتراك, خصوصا أن الوضع القلق, لكل المنطقة, يجعل منها فريسة سهلة, فكان الدعم التركي لداعش, في أطار إستراتيجيتها للتوسع, حيث يمهد الأرض للأتراك, وألان دولتين تشهدان حرب, ودعوات للتقسيم, بفعل نجاح الخطة الداعشية, التي صاغها بمكر,
العالم الغربي للمنطقة. الاحداث الداخلية لتركيا أخيرا, من تفجيرات إرهابية, دفعت بتركيا أن تكون أفعالها مختلفة نوعا ما, فبدأت بحملة اعتقلات واسعة, وتزامن معها شن حملة قصف كثيفة, داخل الأراضي العراقية والسورية, موجه حصرا لمواقع حزب العمال الكردستاني, شمال العراق, تبعها تصريحات اردوغان الأخيرة, حول دعوته لإقامة منطقة عازلة,
في شمال سوريا, خالية من تنظيم داعش, للسيطرة على القوة الكوردية هناك, يعطي مؤشرات كثيرة, لفهم طبيعة التفكير التركي, للمرحلة القادمة. أخيرا تركيا وافقت على حرب داعش, بحسب الإعلان الرسمي لها, حيث شكلت التفجيرات الأخيرة داخل تركيا, تحذيرا شديدا, عن مستقبل مخيف, يشابه ما يحصل في العراق وسوريا, لذا أسرع الأتراك للمطالبة بمشاركة حلف أمريكا, في حرب الدواعش. لكن هنا يأتي سؤال مهم, إذن لماذا تهاجم تركيا حزب العمال الكردستاني, في مواقعه بشمال العراق, ولماذا تحيك المؤامرات, للقوة الكردية في شمال سوريا, والتي تحارب الدواعش؟ الحقيقة شيء أخر, لا تطابق المعلن التركي, وهو بعيد كل البعد عن حرب الدواعش,
بل تتجه الجهود التركية وجهة مختلفة جداً. الأكراد في العراق حققوا مكاسب ضخمة, لم يكونوا هم يتصوروها, حيث الإشادة العالمية بدورهم في حرب داعش, مع وقفت العالم الغربي لجانبهم, عند تهديد داعش لهم, بالإضافة لحملة تسليح ضخمة من الغرب للكورد العراقيين, بالإضافة لانفتاحه على القوى العالمية, وتحوله كيان فاعل في أزمات المنطقة, من جهة أخرى قوته الاقتصادية المتنامية. أما كورد سوريا, فهم في طور التكوين, لكيان مشابه لكوردستان العراق, نتيجة الظروف العصيبة التي تعيشها سوريا,
فتحول موضوع تكوين كوردستان سوريا حل لابد منه, للحفاظ على النفس والعرض, من الهجمة البربرية للدواعش, والقوة الكوردية في سوريا, تسيطر على مساحة واسعة شمال سوريا. هذه الأمور تثير مخاوف الأتراك, من ضياع دورهم , وتحوله بيد الكورد, وبالتالي احتمال تكون كيان كوردي قوي, يشجع أكراد تركيا للانفصال. لذا أعلنت تركيا الحرب, ضد حزب العمال الكردستاني, واتفقت مع قيادات كردستان العراق بشان عملياتها, بعد الزيارات الأخير, والاتصالات المتبادلة, فالخطر الأقرب ألان حزب العمال, لذا على الأتراك شن عمليات كبرى, لتحجيمه, ولقطع الطريق أمام تحوله لوحش, يهدد مصالح الأتراك, أو يمكن إن يستغل حزب العمال, الوضع القلق إقليميا, فيدعو لثورة في جنوب تركيا, لان حقوق الكرد مسلوبة هناك تماما, وسيكون هنالك الكثير من الداعمين, لربيع الكردي في جنوب تركيا,
فتركيا خلقت ألف عدو لها. أما الخطر الأخر فهو أكراد سوريا, خصوصا أنهم لا يحاربون الأسد, بل يحاربون التنظيمات الإرهابية المدعومة تركيا, أي أنهم يحاربون تركيا بشكل غير مباشر, وتشكل كيان لهم ملاصق لحدود تركيا, يمثل تهديد لكل أحلامهم, بالتوسع جغرافيا على حساب سوريا, لذلك هم يدعمون منطقة عازلة شمال سوريا, كي يتمدد الدواعش, على حساب الأكراد. الفكرة الأخطر, أن الأتراك يسيرون في مخطط تقسيم سوريا,
وما دعواهم لمنطقة أمنة, حيث تتحول فيما بعد لكيان مستقل, يمثل البذرة الأولى للتقسيم, وقد وجدت الفكرة التركية ترحيب غريب كبيرة, لأنهم يدركون نتائج تطبيق هكذا فكرة على الأرض, فما فشلت به الحرب على مدار سنوات, المكر التركي قادر لتحويله إلى حقيقة. وبين هذا وذاك, ستعمل تركيا على احتواء كردستان العراق, بما يضمن مصالحها, ويحافظ على الوضع ألان, من دون أن يتغير, لأنه الآن مفيد جدا للأتراك. الهدف الأكبر ألان, للسياسة التركية, هو احتواء الكورد , واللغاء دورهم في العراق وسوريا, لتكون هي صاحبة الدور, أذن الكلام عن حرب داعش, أكذوبة تركية, للتغطية عن مسعاها للدخول في حرب ضد الأكراد, والدخول بريا لتلك الأرض, وهو ما قد يحصل قريبا.