الرئيسية / من / الشعر والادب / الشاعر الجواهري في ضيافة الامام الخامنئي

الشاعر الجواهري في ضيافة الامام الخامنئي

لم يتمالكم الجواهري نفسه حتى هوى

على يد الامام الخامنئي دامت بركاته

يقبلها , ثم يقبل تاتخرى وهو يقول:

( هذه أول يد وآخر يد أقبلها).

 

مأساة الطائفية في ذكريات الجواهري
رحل الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، بعد أن خاض تجربة حياتية تقرب من القرن وفيها شاهد كل ما مر على بلده والعالم العربي والإسلامي من مآس. ومن تلك: الأحداث «الطائفية» البغيضة التي شهدها بلده فاكتوى بها وسجلها على بعض صفحات ذكرياتي. وتشكل وثائق هامة عن هذه الظاهرة وعمن وراءها من رموز مشبوهة عبثت بمقدرات هذا البلد المسلم.

تبدأ قصة اكتواء الجواهري بنار الطائفية من قضية «الجنسية العراقية»، والمقصود بالجنسية هو الوثيقة التي يحملها المواطن لكي يثبت بها انتماءه إلى وطنه. وحين رُشّح الجواهري للعمل مدرسًا في المدرسة الثانوية كان عليه أن يبرز الجنسية ولم يكن يحملها. لأن العراقيين كانوا مصنفين آنئذ إلى «عثماني» يحمل الجنسية العثمانية أيام سيطرة الدولة العثمانية على العراق، وهو الذي يحق له بحكم قانون الجنسية العراقي أن يحمل الجنسية العراقية بعد «الاستقلال»، والى غير عثماني وهو من أبى لأسباب عديدة أن يحمل الجنسية العثمانية، فاعتبره القانون غير عراقي!! وهذا القانون ينطوي على مؤامرة طائفية مدروسة، لأن أغلب شيعة العراق أبوا حمل الجنسية العثمانية، فاعتبرهم القانون غير عراقيين.

يتحدث الجواهري عن قصته في الفصل الثالث من الجزء الأول من ذكرياتي فيقول:([130]).
«تلقيت في أوائل عام 1927 وأنا في مدينتي «النجف» من صديقي «باقر الشبيبي» يخبرني فيه، أنني مرشح للتدريس في إحدى ثانويات العراق، وكان ذلك خبرًا طبيعيًا ، لكن الشيء الذي فاجأني مفاجأة لا تخطر على بالي بحال من الأحوال أن يكون شرطًا في ذلك تقديم «الجنسية العراقية».

تلقيت أوراقًا هي بحد ذاتها غريبة عليّ، بعيدة عني، أوراقًا لا أكاد أصدق مافيها، واحدة منها كانت استمارة بتعداد المذاهب والأديان والجنسيات وفيها أكثر من عمود يحمل تساؤلاً «هل أنت عراقي؟» مفهوم أنني عراقي، ثم وبالحرف الواحد، هل أنت مسلم؟ طبعًا مسلم. والمفاجأة الأخرى التي توقفت عندها بأكثرها من غيرها: هل أنت شيعي ؟ هل أنت سني؟ وهذه كلها وثائق محفوظة لدى وزارة المعارف الآن، وبالنص .. وكان كل ذلك في عهد ساطع([131])، وهو أول مدير للمعارف في العراق..

تسلمت الأوراق فجأة وبكل بساطة كتبت مستهزئًا وساخرًا بأكثر من تساؤل وعلى سبيل، سؤال: ماهي شهادتك المدرسية؟ كتبت إن شهادتي «لا اله إلا الله!!»، كما أجبت على سؤال عن شيعيتي، أجل أنا مسلم، وعن سنيتي بمثلها. أجل أنا مسلم . وعن عراقيتي، وهنا أحب أن استوقف القارئ، أجبت: إنني هندي!!».

يتألم الجواهري من هذه الظاهرة التي قلّ لها نظير في العالم، ويتحدث عنها باعتبارها مظهرًا من مظاهر التمييز الطائفي في بلده ويقول: ([132])

«طفت بكل البلدان العربية وسألت في بلدان عديدة أخرى عما إذا كان يوجد في أي مجتمع نظير لمثل هذه الفضيحة، أن يكون أهل البلد بعد انحسار الاحتلال الأجنبي، أجانب في التبعية اذا لم يثبت تمتعهم بجنسية الأجنبي المحتل، فلم أجده، ولا اعتقد أن هناك من يقدر أن يرد عليّ ويورد مثالاً لذلك في كل ما وجدته قبل هذا وأنا في عزّ شبابي في النجف وتوسعت فيه بعد ذلك. إن من يولد «بمجرد الولادة» في أمريكا فهو على حق من أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية وأكرر هذه الكلمة ـ رئاسة الجمهورية ـ وأنا في براغ وما أزال حتى يومي هذا فإن من تضعه أمه في طائرة تحلق فوق سماء براغ وتحط فيها فهو بحكم دستورها، جيكوسلوفاكي لمجرد ولادته في سمائها وليس على ترابها حسب.

ولماذا نذهب بعيدًا؟ والمثال الشاخص بين أيدي القرّاء في هذا اليوم، إن «كسينجر» وزير خارجية الولايات المتحدة برمتها هو من مواليد المانيا، وقد التحق هو بنفسه لا بأبيه ولا بأمه ليصبح وزيرًا لأهم وزارة في موطنه الجديد. وبأكثر من هذا كله وبأقرب موعد منه، فالمرشح اليوم، وأنا في الشهر التاسع من عام 1988 لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الامريكية هو من أبوين فقيرين من اليونان.
لقد استمرت السلطة تلعب لعبة الطائفية في العراق، وتشد الأوتار، في هذه اللعبة المفضوحة، وفي عهد «عبدالسلام عارف» بدأت حملة استهدفت إفراغ العراق من أبنائه من الشيعة، قدر الإمكان، وأقول هذا لأجل الحقيقة وإدانة لهؤلاء الناس الذين لا يكفون عن زرع هذه السموم في هذا البلد.
ومع أن سمة التدريس في الثانوية قليلة بحق هذا الرجل النابغة، فقد عملت الأحقاد على تقليل سمته ليكون معلمًا في الابتدائية، بل حتى التدريس في الابتدائية لم يخفف من غلواء تلك الاحقاد، فقدتشبث «ساطع الحصري» ببيت شعر قاله الجواهري وهو يزور ايران، فاعتبره «شعوبية» يستحق الشاعر بموجبها أن يفصل من وظيفته يقول الجواهري:

«..أما البيت الشعري في قصيدتي والأصح جريمتي، تلك، هو:
لي في العراق عصابـة لـولاهم
مــــاكـان محبوبًا إليّ عــراق
والذي ورد ـ كما أشرت ـ ضمن قصيدتي المشحونة بالحنين الى العراق وحسبي مطلعها:
هبّ النسيـم فهبّت الأشواق
وهفا إليكـم قلبـه الخفّـــاق
ومع هذا فقد «بربرت» الهررة الجائعة، مستشهدة به «أن فيه ما يشبه التنصل من العراق والتمدّح لإيران» التي كانت خصمهم الوحيد دون كل القوميات والمذاهب الأخرى، بما في ذلك المحتل البريطاني الغاصب للعراق، أما لماذا إيران بالذات؟ فذلك لأن الدولة الفارسية كانت هي من دون كل الدول الإسلامية المسحوقة تحت كلكل ما يسمى بالخلافة العثمانية، الوحيدة التي تواجهها على طول الخط الذي يمتدّ بها نفوذها في مشارق الأرض ومغاربها قوةً ونفوذًا وعنصرًا ومذهبًا بل وحضارة وعراقةً، والتي امتدت الحروب فيما بينها وبين الخلافة المزعومة على العراق نفسه، ولاكثر من قرنين من الزمن.

أقول عن يقين إن هذا البيت لو كان مدحًا لبريطانيا وتشوقًا إليها أو لتركيا لكان داعية للترقية وليس للفصل من الوظيفة، وإذا بي وكما قلت وكأنها هدية العيد، أسلم أمرًا إداريًا بفصلي من وظفتي».

 

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم عليك؟

” اللهم صل على محمد وآل ومحمد ”  الصلاة على النبي وآله 1 – حدثنا قيس بن حفص وموسى ...