دير الزور كسرت الحصار و معه المشروع الأمريكي بخنق محور المقاومة..و معارك كبرى بالإنتظار
8 سبتمبر,2017
تقاريـــر
894 زيارة
الوقت- علت صيحات النصر من الشرق السوري هذه المرّة، بعد ثلاثة أشهر من عملية “الفجر الكبرى” التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه، و فكّ الحصار عن مدينة دير الزور بعد أكثر من ثلاثة أعوام حاصر فيها تنظيم داعش المدينة السورية مع أكثر من مئة الف مواطن، بدؤا احتفالاتهم بالنصر قبل وصول الجيش السوري الى المدينة تعبيرا عن فرحتهم بالانتصار، هذا الإنتصار الذي جاء سريعًا بعد تقطيع أوصال تنظيم داعش وجيوبه في مناطق التنف والحميمة والسخنة، بالإضافة الى الضربة القاضية التي تعرض لها في تدمير مقراته في الحويقة، ما أثار حالة من الهلع وفقدان السيطرة ما جعل عناصر التنظيم يفرون نحو البوكمال والميادين.
يستكمل الجيش السوري و القوات الرديفة معركة تحرير ما تبقى من مدينة دير الزور، ما يعني تعزيز ورقة الحكومة السورية عسكريا و سياسيا و اقتصاديا. فـ”الدير” كما تعرف باللهجة المحلية تستحوذ على 40% من النفط السوري، كما تعرف بسهولها الشاسعة و أراضيها الخصبة على طرفي الفرات، وتنشط فيها زراعة القمح و القطن وغيرها من المحاصيل. عودة تلك الأراضي الزراعية وآبار النفط لسيطرة الجيش السوري تعني بأن تنظيم داعش أمام المزيد من التعقيدات المالية و الشح في مصادر التمويل ما سينعكس بطبيعة الحال على قدرته العسكرية و روحية مقاتليه.
عسكريا، فشل التنظيم و خلفه الدول الداعمة من الحفاظ على “الكوريدور” الواصل من الأردن الى تركيا بعد أن فشلوا بالحفاظ على”الكوريدور” الممتد من البحر المتوسط الى القلمون الشرقي سابقا. ما يعني بأن خطوط الإمداد مغلقة أكثر من ذي قبل. ونبقى عسكريا حيث يسعى الجيش السوري و حلفاؤه الى تحرير حوالي 50% متبقية من مساحة المدينة والإمتداد نحو البادية السورية أكثر. اللافت بأن العمليات العسكرية الأخيرة جرت بتنسيق دقيق بين الجيش السوري و حلفائه، و قد شارك بفك الحصار قوات النخبة في حزب الله، كذلك كانت المشاركة الروسية من الجو حيث أمنت الطائرات المروحية الروسية التغطية النارية و أعاقت تقدم الآليات و المفخخات و الإنغماسيين، كذلك أطلقت البوارج الحربية الروسية عددا من صواريخ “كاليبر” قبيل بدأ الهجوم الأخير دمرت من خلاله عدّة مراكز متقدمة لتنظيم داعش. ما سرّع عملية التقدّم التي فاجأت الطرف الأمريكي، و الذي سارع فجر اليوم إلى تنفيذ عملية إنزال جوي فجر اليوم في منطقة “كب الملا” في محيط قرية البوليل في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وذلك عبر طائرتين مروحيتين. كما قام ما يسمى بـ”التحالف الدولي” بإنزال آخر سحب فيه المسؤول المالي لداعش من حقل التيم ومعه أربع عائلات أخرى.
سياسيا كذّب دخول الجيش السوري إلى دير الزور، مشروع “سوريا المفيدة” و تيقّن من بقي لديه شك بطرح التقسيم، بأن الجيش السوري لن يقبل بغير استرجاع الأراضي السورية كاملة، طال أمد الحرب أم قصر، وهذه ليست شعارات حيث أن الحديث سابقا بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يستطيع حكم سوريا و سيعمد إلى إنشاء خط حكم جديد ممتد من دمشق إلى اللاذقية، نفته الوقائع الميدانية على الأرض. كما أن تواجد لواء للجيش السوري في دير الزور وبقاءه بعد سقوطها بيد تنظيم داعش لم يكن أمرا رمزيا كما تحدثت الصحف الغربية والعربية حينها، بل أثبت الرئيس السوري بأنه لم يتخلى عن منطقة سورية إلا كتكتيك يفرضه الميدان والانسحاب من دير الزور لم يكن قرارا فرضته السياسة بل ظروف الحرب، لاستجماع القوة وعدم تشتيت قدرة الجيش واضعافه.
تحرير دير الزور سيلحقه تحرير المزيد من الجغرافيا السورية، وتحرير مناطق يعني تخبط أمريكي غربي خليجي بمصير الجماعات الإرهابية و من الممكن تحريك جبهتي إدلب و الجنوب السوري لإعادة ترتيب الأوراق. لكن حتى لو فعلت ذلك فإن زمام الأمر بيد الجيش السوري، و الواقع يقول بأن لا عودة إلى الوراء. ونظرية الألعاب #Game Theory تقول بأنه ليس أمام أمريكا سوى الحل السياسي، و أن الوقت ليس لصالحها، كذلك الدول العربية التي بدأت الخلافات تعصف بينها، فكيف سيكون المشهد المقبل؟ سؤال لا يمكن التنبؤ به بشكل قاطع ودقيق نظرا لديناميكية شروط الحرب السورية وأبعادها السياسية. ولكن لن يكون بعكس ما تشتهيه سفن محور المقاومة والقادم من الأيام كفيل بتوضيح الصورة أكثر.
#نظرية الألعاب أو Game Theoryهي تحليل رياضي لحالات تضارب المصالح بغرض الإشارة إلى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ قرارات في ظل الظروف المعطاة تؤدي إلى الحصول على النتيجة المرغوبة. وهي تخوض في معضلات جدية تتعلق بـ علم الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، بالإضافة إلى العلوم العسكرية. و تعتمد عليها دراسات وزارة الدفاع الأمريكية في كثير من القضايا التي تحتاج الى اتخاذ قرارات مصيرية. (أزمة الصواريخ الروسية في كوبا سنة 1962)
الولاية الاخبارية
2017-09-08