الرئيسية / بحوث اسلامية / إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

الثمرة الثانية: فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه

الثمرة الثانية فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه ودان الله بغير إمام في الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) لمحمد بن مسلم: من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله فمثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها،

فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم بغير راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في ربضتها فلما أن أساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها وبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيرة نادة(27) ولا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينما هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها،وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جل وعز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق.

واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد.(28) (وفيه) عن عبد الله بن أبي يعفور قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق. قال: فاستوى أبو عبد الله (عليه السلام) جالسا فأقبل علي كالغضبان

ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله. قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ! قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء. ثم قال: ألا تسمع لقول الله عز وجل (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله عز وجل وقال (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)(29).

(30) (وفيه) عنه (عليه السلام): إن الله لا يستحي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من الله، وإن كانت في أعمالها برة تقية. وإن الله ليستحي أن يعذب أمة دانت بإمام وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة.(31) (وفيه) عن فضيل بن يسار: ابتدأنا أبو عبد الله يوما وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية. قلت: قال ذلك رسول الله !؟ فقال: إي والله قد قال.

قلت: فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟ قال: نعم.(32) (وفيه) عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، قال: فقلت: ميتة كفر؟ قال: ميتة ضلال. قلت: فمن مات اليوم وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟ قال: نعم.

(33) (وفيه) قال أبو عبد الله (عليه السلام): من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله تعالى العناء، ومن ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله تعالى فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سر الله المكنون.

(34) (وفيه) سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) أخبرني عمن عاندك ولم يعرف حقك من ولد فاطمة هو وسائر الناس سواء في العقاب (فقال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: عليهم ضعفا من العقاب).(35) (وفيه) عن ابن أبي نصر سألته (عليه السلام) الجاحد منكم ومن غيركم سواء؟ فقال: الجاحد منا له ذنبان والمحسن له حسنتان.(36).

 

000

شاهد أيضاً

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي بين نمط د. هشام الهاشمي للقصف الإيراني لقاعدة ...