الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي29

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي29

ش
المراجعة 39 رقم : 30 ذي الحجة سنة 1329
التماسه آية الولاية
أشهد أنك راسخ الوطأة ، صادق الحملة ، لك بأس في اللقاء ، لا
تقوى عليه الأكفاء ، ولا تثبت معه في هيجاء ، فأنا من الموقنين بدلالة
الأحاديث على ما تقولون ، ولولا وجوب حمل الصحابة على الصحة لنزلت
فيها على حكمكم ، لكن صرفها عن ظاهرها مما لا بد منه ، اقتداء
بالسلف الصالح رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
أما الآية المحكمة التي زعمتم – في آخر المراجعة 36 – أنها تؤيد ما
قلتموه في معنى هذه الأحاديث فلم توقفونا عليها فاتلوها نتدبرها إن شاء
الله تعالى ، والسلام .
س
المراجعة 40 رقم : 2 المحرم سنة 1330
1 – آية الولاية ونزولها في علي
2 – الأدلة على نزولها
3 – توجيه الاستدلال بها
1 – نعم أتلوها عليك آية محكمة من آيت الله عز وجل في فرقانه
العظيم ، ألا وهي قوله تعالى في سورة المائدة * ( إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن
يتول ( 1 ) الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) * حيث لا
ريب في نزولها في علي حين تصدق راكعا في الصلاة بخاتمه .
2 – والصحاح – في نزولها بعلي إذ تصدق بخاتمه وهو راكع في
الصلاة – متواترة ، عن أئمة العترة الطاهرة ( 532 ) وحسبك مما جاء
نصا في هذا من طريق غيرهم حديث ابن سلام مرفوعا إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فراجعه في صحيح النسائي أو في تفسير
سورة المائدة من كتاب الجمع بين الصحاح الستة . ومثله حديث ابن
عباس ، وحديث علي مرفوعين أيضا . فراجع حديث ابن عباس في
تفسير هذه الآية من كتاب أسباب النزول للإمام الواحدي . وقد أخرجه
الخطيب في المتفق ( 2 ) . وراجع حديث علي في مسندي ابن مردويه وأبي
الشيخ . وإن شئت فراجعه في كنز العمال ( 3 ) ( 533 ) على أن نزولها في
علي مما أجمع المفسرون عليه ، وقد نقل إجماعهم هذا غير واحد من
أعلام أهل السنة ، كالإمام القوشجي في مبحث الإمامة من شرح
التجريد ( 534 ) وفي الباب 18 من غاية المرام 24 حديثا من طريق
الجمهور في نزولها بما قلناه ، ولولا مراعاة الاختصار ، وكون المسألة
كالشمس في رائعة النهار ، لاستوفينا ما جاء فيها من صحيح الأخبار ،
لكنها والحمد لله مما لا ريب فيه ، ومع ذلك فإنا لا ندع مراجعتنا خالية
مما جاء فيها من حديث الجمهور ، مقتصرين على ما في تفسير الإمام أبي
إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي ( 1 ) ، فنقول :
أخرج عند بلوغه هذه الآية في تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبي ذر
الغفاري ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ، بهاتين
وإلا صمتا ، ورأيته بهاتين وإلا عميتا ، يقول : علي قائد البررة ، وقاتل
الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما أني صليت مع
رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ، فسأل سائل في
المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومأ بخنصره إليه
وكان يتختم بها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع
النبي صلى الله عليه وآله إلى الله عز وجل يدعوه ، فقال : اللهم
إن أخي موسى سألك * ( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون
أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا
إنك كنت بنا بصيرا ) * ( 535 ) فأوحيت إليه * ( قد أوتيت سؤلك يا
موسى ) * ( 536 ) اللهم وإني عبدك ونبيك ، فاشرح لي صدري ، ويسر
لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري ، قال أبو ذر :
فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله ، الكلمة حتى هبط
عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) * ( 537 ) . ا ه‍ .
3 – وأنت – نصر الله بك الحق – تعلم أن الولي هنا إنما هو الأولى
بالتصرف كما في قولنا : فلان ولي القاصر ، وقد صرح اللغويون ( 1 ) بأن
كل من ولي أمر واحد فهو وليه ، فيكون المعنى أن الذي يلي أموركم
فيكون أولى بها منكم ، إنما هو الله عز وجل ورسوله وعلي ، لأنه هو
الذي اجتمعت به هذه الصفات ، الإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ،
في حال الركوع ونزلت فيه الآية ، وقد أثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى
ولنبيه ولوليه على نسق واحد ، وولاية الله عز وجل عامة ، فولاية النبي
والولي مثلها وعلى أسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو
المحب أو نحوهما إذ لا يبقى لهذا الحصر وجه كما لا يخفى ، وأظن أن
هذا ملحق بالواضحات ، والحمد لله رب العالمين .

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...