ملِكُ الموت والحياة
21 يوم مضت
الشهداء صناع الحياة
50 زيارة
دمُوع الوداع
فَسَخَ «السّيّد رِضا» عقْد خطوبته، بلا حرَج يعْتريِه أو ندم ينْتابه، بعد إقناع حبيبته الوالهة بقراره الجريء، الّتي وقَع عليها الانفصال وقوع الصّاعقة، فالآمال العِراض الّتي كانت تختزِنُها في مرابع صِبَاها، سحقتْها الأقْدار الحديديّة، والأطيار الصّادحة الّتي كانت تُصغْي إليها مغرّدة في حدائق الحبّ النَّضِرة، رماها الصّيّاد فسقطت مُتمَلْمِلة على الحضيض، ولكنّها لجأتْ إلى القبول بالواقع المرّ، راضية بالأعْذار الوافية، والبيّنات الوافِرة، الّتي بسطَها أمامها الخطيب المقاوم إذْ قال:
«لا أريد أنْ أَغيبَ عن هذه الدّنيا، مخلّفًا ورائي طفلًا يتيمًا، يبْحثُ عن أبٍ يسْند إليه ظهره، فلا يعْثر إلّا علَى الخيْبة والكآبة، فينمو بين العُزلةِ والوحْشَةِ، كبَنَفْسَجةٍ مُهمَلة نابتة بين الأحْجار، أو تاركًا أرْملة تندُب قدَرها بيْن بناتِ جنْسها، شاكية الوحْدة القاسية، معانية الفَقْد الأليم، راثية طائرَها الرّاحل وحظّها العاثر».
وعزَم «السّيّد رضا»، كما هو دأْبُه، على مُعاقرة العِلْم ومُواكبة العمل، فزار الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الّتي تولَّع بإمامها، وتمسَّك بثورتها، وانْتسب إلى جامعة آزاد، ليروي غليله من ينابيعها الفكريّة العذْبة، وفي تلك الدّيار العامرة بالسّعْي والحيويّة، الضّاجَّة بالنُموِّ والغَناء، حيث يُسابق المسلمون الإيرانيّون الزَّمن، مُتأهِّبين متوحِّدين، في مسيرة الإبْداع والدِّفاع، قضى عامًا ونصف العام مغْمورًا بالسّعادة، مُجلْببًا بالفلاح، ولم يكنْ ينغِّصُ عليه عيْشَه ودراسته، غير ذلك الصّوْت الخافت الصّاعد من أحْشائه المضطرِبة، ذلك النّداء الآتي من جنوب لبنان، تلك الاستغاثة الدّائبة، الّتي امتدَّت دعوتُها النّافذة من وطنه الأوّل المنْكوب إلى وطنه الثّاني الموْهوب. وطال سُهْدُه، وكادتْ تسوءُ حالتُه، فالنّجاح الّذي يبتغيه في الدّولة الفتيّة، وإنْ عظُم شأْنُه وظهرتْ آثاره، لنْ يساوي مَغانِمَ السّهر الدّائب على ثغور لبنان، والفوز المنتَظر بالعزَّة المنشودة أو الشّهادة المجيدة.
وحطّتْ طائرةُ العوْدة الميْمونة على مطار بيروت، فارتعشتْ شَفَتا المسافر المتيَّم، وهو يقبّل تراب الوطن، وانتعشتْ سرائرهُ بالأنْسام الجنوبيّة، المخْتمرة بأنفاس الثّوّار الأبرار، وبلغ قريته
«رأس أسطا» فاحتفتْ به وقرَّت عيون أُسْرته بحبيبها الكبير.
مضَت اللّيلة الطّافحة بمسرّات الأحبّة، العامرة بحضور الغائب الغالي، المستبْشرة بالشّابّ السّعيد بملاقاة أحَبّ النّاس إليه، ولم يُسْفر الصّباح عن وجْهه، حتّى هجرَ «السّيّد رضا» فراشه، ودلَفَ نحو رابية قريبة من بيته، توشَّحتْ بكساء ربيعيّ بهيج، ووجَّه بصَره نحو فضاء الجنوب، كأنّه يدعو نسورَه إلى حمْله على أجْنحتها، وإلْقائه على تلك القُنَن الشَّامخة المرموقة بهجَمات الأحْرار الظّافرة.
وبينما كان مشْدوهًا بحلاوة التّأمُّل، تائهًا بيْن الواقع والخيال، امتدَّتْ يدٌ رفيقة إلى كتِفه، وهزَّتْه هزًّا لطيفًا فصلَه عن غيْبوبته الممْتعة، وسمع والدَه مسْتفهمًا: أيْ بُنيّ، ماذا تفعل هنا قبل طلوع الشّمس وانْدحار الضّباب؟
أنْصت الشّابّ بإمْعان إلى صوْت أبيه كأنّه قوّة غيبيّة تجذبُ سمْعَه وفؤادَه، والتفتَ نحوَه غاضَّ الطَّرْف منفَرِجَ الثَّغْر قائلًا: «السّلام عليك يا والدي، يا وراثَ جسَدي الفاني وروحي الرّاحلة».
فأجابه والاسْتغرابُ يُراود كلماته: «وعليك السّلام يا عبدَ
الله الصّالح»، ثم أرْدَف: «أنا أفهم من طبيعة الأشْياء وأشياء الطّبيعة، أنّ الفَرْعَ يسْتمدُّ بقاءَه وسلامتَه من الأصْل، وأنَّ الأبناء يرثون صفات الآباء ومآتيهم، فلماذا قلَبْتَ رأْسَ المعْنى على عقِبه، وبدّلْتَ الموازين الإنسانيّة والمعادلات الوراثيّة؟».
فأجابه والّلياقة تسبق صوته إلى مسامعه: «أنا لستُ يا أَبَتاه دابّة تجرّها الحياة أينما تشاء، ويُهلكها الموت حيثما يُريد، أنا فراشة طليقة تُراقص الغصْن الّذي تَنْشُد، وتلْثُم الزَّهرَة الّتي تشْتهي، لن أنتظر ملَكَ الموْت على فِراش الخُمول والخُنوع، مثْلما يفعل عبيدُ الحياة، بلْ سأبحثُ عن مخالبه الحادَّة، في مرابع الأخْطار وعلى حِفافِ المهالك، وتحت هَدير الصّواعق ورهبة البوارق، متربِّعا على عرْش الخلود سيِّدًا على الموْت وملِكًا على الحياة.
فاتَّسعتِ الدّائرةُ المبْهمة، حوْل خيال الوالدِ الشّغوف، فزاد سائلًا: «كيف تفتِّش عمَّن لا يغْفلُ عنْك، ويقتفي أبدًا خطواتكَ، وهو أقْربُ إليك من نبضات قلْبك؟».
فأجاب مُداعبًا: «لأنني أحنُّ إليه كما تحنُّ الأُمّ إلى ولدها المسافر، ولا أطيق العيْشَ من دونه».
فردَّ الوالدُ بصوْت متهدِّج والقلق يغزو سحْنته: «ماذا دهاكَ يا شيخ عماد حتّى تتمنّى الموْت الّذي يفرّ منه جميع الأنام؟ دَعِ الأمور تجْري في مقاديرها، ولا تستعجلْ ما أجَّله الله، كما لا تؤجِّلْ ما اسْتعجلَه».
أجابَه والفرحُ يتدفَّق من حُنجرته: «لقد طلب الموتَ الجبان، بلْ سعى إلى عَقَباتِهِ المغروسَةِ بالأضاحي، منْ هو أعْظم منِّي شأْنًا عنْد النّاس وأكرمُ منزلةً عند الله، إنّه الإمام الحسيْن، الّذي غلَب الموْت بالموْت، واشترى السّعادة بالآلام، وطرقَ بابَ الإصلاح مقطوعَ الرّأْس، ممزّق الجسد، كما أنّ هذا الرّافض العظيم، لمْ يكْتفِ بشُرْب كأْس الحِمام، بلْ احتسى الألم صِرفًا من كؤوس أخرى طفحت بالمآسي، وتحنَّت بالدّماء، تناولها بصبرٍ عنيدٍ ويقينٍ رشيدٍ صحْبُهُ الأخْيار وآلُهُ الأطهار».
فضحك الوالد حتّى بانتْ ثناياه معْجبًا برُؤى ولَده وبُعْد خياله وقال:
«أنا لا أنكرُ الحقيقة الّتي وصفْتَها وفضَّلتَها والبارزةَ في ذِهنكَ وأمامَ عاقِلتي، ولكنَّك يا بُنيَّ، أصْغر أولادي الذّكور سنًّا، ولَكم وعدَتْ أمُّك نفْسَها بصُحْبتكِ، في سفرَتها الدّنْيويّة
القصيرة، وقد أخبرَتْني منذ سنوات خلَتْ أنَّها رأتْ في المنام أفْعى سوْداء مخيفة، تقتربُ منها وهي جالسة على ضِفّة نهْر غزير، فهربتْ مذْعورة، والحيَّة تلاحِقُها مسْرعة كَنَبْلَةٍ أطْلقَها رامٍ ماهر، وإذا بك تخرجُ من النَّهر، ممتطيًا فرسًا أبيضَ، متقلِّدًا رمحًا طويلًا، طعَنْتَ الثّعبان بسنانه فأرديتَه صريعًا، ثمّ انْحنيْتَ رافعًا أمَّك الخائفة، بذراعك القويّ، وأردفْتَها خلْفَك، مُطْلِقًا لجوادك العِنان، وفي غمْرة غِبْطتها بالخلاص، ارتفع صوْت الأذان، فاسْتيقظت مُبْتسمةً باحثة عن فارسها النّبيل وحِصانه الجميل.
لقد طوتِ السنونُ الخوالي هذه الرُّؤْيا، وكلّما دار الزّمنُ دوْرةً، تزْداد والدتك بك تعلُّقًا، وعليك اعْتمادًا، فهل تريد يا ولدي أنْ تموت باكرًا لتقضي على أمِّك الحالمة بمصاحبتك ومعاشرتك ما أعطاها الله من أجَل وأمَل؟».
فاضتْ عيْنا الابْن البارّ بالدّموع، فراح يمسحُها بطرَف كُمِّه، ثمَّ قال والأدبُ الجمُّ يزيِّن عباراتِه، والتّقدير الوثيق يجعلها أكثْرَ دلالةً، وأشدَّ اختراقًا:
«صحيح يا أبي، أنَّ الأُمّ ربّةُ أُسْرتها، تأمرُ فتُطاعُ، وتدعو فتُجابُ، ولكنَّ الله جلَّ جلالُه خلَقَ المرأةَ وادعةً رائعةً لإسعاد
الرّجل، ثمّ جعلَها أُمًّا رؤومًا لإثْراء الوطَن، وزرعَ في نفوس الأبْناء قبل مجيئهم إلى هذا العالم غريزة الانْتشار، وفضيلَة الانْتصار، فعمليّة الوُجود الموجَّه والإيجاد البديع، تبدأُ جذُورها من الخالق لتصلَ فروعُها إلى المخْلوق.
أنت تعرفُ يا أبي حقَّ المعرِفة أنّني ما طلبْتُ جاهًا دُنْيويًّا قطُّ، ولا غرَّتْني نفائِسُ هذا العالَم السَّائر نحو الزّوال، ولا اسْتمالتْني كنوزُه ومكاسبُه، لقد علَّمتْنا سيرتُك الصّالحة، وشقوقُ راحتيْكَ، وثباتُ قدميْك، أنْ نُصادق العملَ الشَّاقَ، الّذي يحفظ أسماءنا في سجلّ الشُّرفاء، ونُعادي البَطالةَ البالية، الّتي تجعلُ حياة الخاملين راكدةً كالمستنقعات الآسنة، تلك الحياة السَّاقطة الّتي ما إن تلوح للعَيانِ، حتّى يَكتِنَفَها الدَّيْجورُ، ويُخفيها نكرَةً مجهولة، وكلمة ممحيّة، مطويَّة في عالم العدم والنِّسيانِ.
إنّ احتلال العدوّ الصُّهيوني، هي مأْساة هائلة مُرَوِّعة خرْساء، أصابتْ الجنوبيّين المعذَّبين في صميم آمالِهِم ومآلِهِم، فبدَّلَتْ معالِمَهُمْ، وأفْسَدَتْ مَعاشَهم، فتقهْقروا مصْلوبين على جذوع أشجارهم، مُلاحَقين في مساجدهم، محاصَرين في كنائسهم، معتقَلين على أسِرَّتهم، مُهانين حتّى أمامَ نِسائهم وأطفالهم.
العدُوّ في وعيد دائم، وتهْديد قائم، والشّقيق قد تجاهَلنا كالغريب، ونأَى عنّا كما ينأى الصّحيح عن المريض مخافةَ العدْوى، أمّا الصّديق فأَصَمٌّ أبْكمٌ أعْمى، لا يُبْصرُ ولا يعي.
وغرِق الجنوب في أحْزانه، وتخضَّب بدم الأبْرياء والضّعفاء والعُزَّل، ولمْ يجدْ في هذا البحر البشريّ من العرَب والمسلمين مُناصرًا أوْ مُعينًا، غيرَ أولئك اللُّيوث الكُرماء، والمتطوِّعين الأشاوس، الّذين أوجعَهم مُصابُ النّاس الطّيّبين، وأثارتْ نخْوتَهم فواحشُ المحتلِّين وقساوتُهم، فآلوا على أنْفسهم إنقاذه، ومداواة كُلُوم أبنائه.
فإذا ما تخلَّفْنا عن رَكْبِ النِّزاع والصِّراع يا أبي، وتركْنا النَّار مشْتعلةً في ديارنا، فمنْ يصدُّ العدوَّ الباغي، ويُطفئ جحيمَه الممتلئ بالعظام والجماجم؟
بلْ كيف نرفعُ رؤوسَنا في الصّلاة قائلين الله أكْبر، وشياطين اليهود تتَحكّم بمصائرنا وتُحْصي أنْفاسَنا؟
أليس الشّباب المسؤول حامي الدّيار القويّ، ووقود الحياة المستعر؟».
فقاطعه أبوه، مستبْشرًا بروحه المتمرّدة على ظُلمْ الصّهاينة
وطُغْيانهم، وقال مُشجّعًا: «إنّي أرى في شبابك الرّافض، مناقِبَ أخْوالي وأعْمامي، الّذين أعلنوا الثّورة على المسْتعمر الفرنسيّ، وحاربوه بالخناجر والمِدى، بلْ قاوموه بأدوات الحرثْ والحصاد، ولا أجد غرابةً في حماستك الوطنيّة، وغيْرتك الدّينيّة، لأنَّ الأرْض المغتصبة الّتي لا يدافع عنها أصحابُها هي أرضٌ عقيمة، وأبناؤها لُقَطاء، وحاشا أن تكون بلادُنا مقرًّا آمنًا للطُّغاة، أو يُصبح شبابُنا لقمةً سائغةً بيْن أشْداقهم.
سِرْ يا بُنيّ إلى مقرِّكَ الأسمى وربِّك الأعْلى، وإنّني لألْحظُ الآن في قَوامِك المنيعِ، صقْرًا لا يخفقُ في اقْتناص طريدته، وأجدُ في سيرة المجاهدين فتحًا مُبينًا، وألْمحُ على المشارف والجنباتِ، أعْلامًا صفْراء تصفِّق للفرَح والنَّصر، وتبشِّر برِفْعة هذه الأُمَّة وعُنفُوانها».
سُرَّ الشّيخ عماد بوصايا أبيه ونبَالته، واهتزَّ طرَبًا بين يديْه، طابعًا قُبْلة الشّكر على جبينه، ثمّ سأله تمامَ الرّضى عن قراره المصيريّ، طالبًا منه الدّعاء له للاحتظاء بلقاء الله وأضاف: «لقد قرُبَ موعدُ الحجّ إلى مكّة، ولا يفصلنا عنه إلّا أيّام معدودة، ولعلّك تسمح لي بأداء هذه الفريضة الّتي تستهْوي سريرتي، وتستحْوذ على حواسِّي، كما أرغَبُ بقَبول اعْتذاري عن عدم
رجوعي من أرض الحجاز إلى لقائكم الأثير لديَّ، فقد نُبِّئْتُ أنَّ المحتلّين القُساة، قد ضيّقوا الخِناقَ على أهْلنا البُسطاء، وقُراهم المعْزولة عن الجسد اللّبنانيّ، المنسيَّة من فئاته المسْتغربة المسْتسلمة، والمقاوَمة الجادّةُ هي الباعُ الطَّويل لهؤلاء القوم، الّذي يردُّ عن أحيائهم وأقْواتهم الصَّاعَ صاعيْن، والكيْدَ كيْدين، وقد نويْتُ أنْ أُيمِّمَ شطْر الجنوب بعْد أداء مناسك الحِجّ، لمقارعة عدوّ الله وعدوّنا، فاذا حرمَتْني الشّهادة من رؤيتكم في دنيا الزُّخْرف والغرور، فسوف تجمعُني بكم في دار الهناء والسّرور».
بكى الوالد العطوف بكاء مُرًّا لذيذًا، وحضن ولدَه بِحِرْصٍ وَحنُوٍّ غريبَيْن، كأنّه أيْقن بغيبته الطّويلة، فشَاء أنْ يوافيَه بالوَداع الأخير، ثمّ كَفْكَفَ القَطرات السَّخيَّةَ المنهمرة على وجنتيْه، ووضع وجهَهُ قُبالة مُحيّاه قائلًا: «بورِك فيكَ يا عِماد، يا أميرَ العارفين، ويا دليلَ الجاهلين، وسلِمَتْ البطْن الّتي أنجبتْكَ فلا حرَمَنا الله من مواهبك، يا عماد الدِّين والوطن».
مرَّت ثلاثة أيَّام مرور لحظة واحدة، والأُسْرة المسْتعينةُ بالصَّبْر والصَّلاة، تتماسكُ وتتآلف، وتَلْتَفُّ حوْل ولَدها التفاف وُريْقات الوردة على بذورها، فهذه الأخْتُ تقبِّلُه، وذاك الأخ
يُمازحه، وتلك تنام على كتِفه، وأخْرى تُريق دموعَها فرحًا به وجزعًا عليْه، فتناغمتْ مشاهدُ الوداع العائليّة الحميمة، لوْحةً فنّيَّة رائعة، تزهو بثلاثة ألْوان خلاّبة، هي الأبيض والأسود والأحمر، واحد يرْمز إلى أصالة الأُسْرة ونقاء معْدنها، وآخر يُشير إلى الموت القويّ، الّذي يقْهَرُه المقاومون وتمْحوهُ بسالتُهم وتضْحياتهم، وثالث يدُلّ على الشَّفق الجميل، حيث تتألَّقُ آلاء الشُّهداء وترفْرفُ أرواحُهم، وتتلألأُ دماؤهم كواكبَ ثاقبة، تجلو ببهائها ظلمات الأيّام واللّيالي.

2025-07-01