٢ صفر
السبايا عند يزيد
شهادة زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام
قتل صاحب الزنج واخماد انقلابه
اليوم الثاني من صفر
السبايا عند يزيد
2 صفر ساقوا سبايا آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم إلى يزيد بن معاوية وهم مقرونون بالحبال ، فالحبل في عنق علي بن الحسين عليهما السلام ومن عنقه إلى زينب، ومنها إلى أم كلثوم ، يقودهم اللئيم الشرير مخفّر بن ثعلبة العايذي ، فما أن وصل بهم إلى باب يزيد رفع صوته ليسمع يزيد بن معاوية فقال: هذا مخفَّر بن ثعلبة أتى أميرالمؤمنين بالفجرة اللئام، وفي خبر آخر أنه قال عن رأس الحسين عليه السلام: جئنا رأس أحق الناس وألأمهم!!!
أما يزيد بن معاوية أميرالمؤمنين ذلك الزمان الأسود فقد كان جالساً على سريره وعلى رأسه تاج مكلَّل بالدر والياقوت وحوله كثير من مشايخ قريش، فأمرهم فأدخلوا عليه نساء وأطفال محمد صلّى الله عليه وآله وسلم علَّه يشفى غليله من محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وكانوا إثنا عشر ذكراً مغلَّلين وعشرين من نساء آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وهم مقرنون في الحبال، أدخلوهم جميعاً حتى وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال، وهو على حاله من المجد والأبهة، فأراد يزيد لعنه الله أن يصغِّر من قدر الحسين بن علي عليهما السلام وعياله، فقال لهم: أخلطتم أنفسكم بعبيد أهل العراق، ما علمت بخروج أبي عبدالله عليه السلام حيث خرج ولا بقتله حين قتل.
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام وهو مغلول: أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لو رآنا على هذه الحالة، ثم قالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام : يا يزيد بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم سبايا!! فبكى الناس، وبكى أهل الدار حتى علت الأصوات ، ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام ثانية: يا يزيد، أتأذن لي في الكلام، فقال يزيد : قل، ولا تقل هجراً، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: لقد وقفتُ موقفاً لا ينبغي لمثلي أن يقول الهجر، ما ظنك برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لو رآني في الغل، فقال يزيد لمن حوله: حلّوه، فقطعوا الحبال، ثم اجلسوا السبايا خلف يزيد لئلا ينظرن إلى رأس الحسين عليه السلام وهو موضوع أمامه.
وكان المتزلزل العقيدة المعدوم الايمان الذي هو يزيد يقرع ثغر الحسين عليه السلام وثناياه بالقضيب مترنِمّاً بابياتٍ هي:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل
فأهلّوا واستهلّوا فرحاً
ثمَّ قالوا: يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم
وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
خبرجاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم انتقم
من بني احمد ما كان فعل
ولما سمعت زينب سلام الله عليها قامت مخاطبة يزيد (لعنه الله ) ومن خطبتها ((اظننت يا يزيد … حيث اُخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الإماء حتّى قالت: فكِدْ كيدك، و اسع سعيك، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحونّ ذكرنا ، ولا تميت وحينا… إلى خطبتها سلام الله عليها
نعم والله ما نطقت الا الحق وما قالت إلاّ الصدق فهذا الاذان في كل العالم ناطقاً بشهادة ان جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم (اشهد ان محمّداً رسول الله ) فليخسأ الكافر يزيد ومن حام حومه ورضى بفعله ويوم القيامة يوم الفصل والعدل (يوم يعض الظالم على يديهِ … يا وليتي ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً) ويصرخ به (خذوه فغلّوه ثم الجحيم صلّوه ثم في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه) ومن أولى بيزيد واعوانه بجهنّم صليّا.
شهادة زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام:
2 صفر سنة 120 أستشهد فيه زيد بن علي وكان عمره يوم قُتِل 42 سنة.
كان زيد من أفضل أبناء الامام زين العابدين بعد اخيه الباقر وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسين عليه السلام.
من اقواله رضوان الله تعالى عليه: إنه لم يكره قوم قط حر السيف إلاّ ذلّوا.
وصل إلى الكوفة اجتمع إليه أهلها، وظلّ معهم يبلّغ حتّى بايعوه على الحرب، ثم نقضوا بيعته وسلّموه بيد الاعداء في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك فقتلوه عليه السلام وصلبوه اربعة سنين لا ينكر أحد منهم، ولا يغيّر ذلك بيدٍ ولا بلسان.
ولما سمع الامام الصادق عليه السلام بقتله حزن له حُزناً عظيماً، حتى بان عليه، وفرّق من ماله في عيال من اُصيب معه من أصحابه ألف دينار.
وقد قال الامام أبوعبدالله الصادق عليه السلام في حقّ عمه زيد عليه السلام (رحم الله عمَّي زيداً انّه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو اظفر لوفى بما دعا إليه ، وقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عم إن رضيت ان تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك.
فلما ولّى قال جعفر بن محمد عليهما السلام : ويل لممن سمع واعيته فلم يجبه.
قتل صاحب الزنج واخماد انقلابه:
في شوّال خرج في فرات البصرة رجل، وزعم انّه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وجمع الزنج الذين كانوا يسكنون السّباخ، وعبر دجلة، فنزل الديناوي.
وقيل: اسمه، علي بن محمد بن عبدالرحيم، ونسبه إلى عبدالقيس، وامّه ابنة علي بن رحيب بن محمد بن حكيم، من بني اسد بن خزيمة من قرى الري.
وفي سنة 249 هاجر إلى البحرين وادّعى ان نسبه ينتهي الى العباس بن علي بن أبي طالب وكان أهل البحرين يقدّرونه ويعظِّمونه بشكل عجيب وغريب.
ثمّ توجّه من بعد ذلك مع جماعة من البحرين إلى البصرة سنة 254، والتفّ حوله اُناسٍ كثيرين وقام بانقلابٍ ضد الدولة العباسية في خلافة المعتمد العباسي واستمر انقلابه ضد الدولة العباسيّة (15) سنة وقد عمل ما عمل من امور تخالف الشريعة السماوية من هتل الاعراض وقتل الاطفال والنساء حتّى قال الامام ابو محمد الحسن بن علي العسكري : (صاحب الزنج ليس من أهل البيت).
وكانت عاقبته إنه قتل على يد القائد العباسي في (2) صفر سنة (279) هـ .