اثنى عقيل عمران الطريحي محافظ كربلاء المقدسة على جميع اهالي كربلاء بكافة شرائحهم المدنية والعسكرية والسياسية لتضافر جهودهم في القضاء على المجاميع المخربة في المحافظة، معلنا في الوقت ذاته وأد فتنة ما يسمى بالصرخي.
وقال الطريحي في مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس في مقر المحافظة وبحضور رئيس مجلس المحافظة وقائد عمليات الفرات الاوسط، “في البدء اود ان اثني على اهالي مدينة كربلاء المقدسة الذين وقفوا صفا واحدا للتصدي لتلك الزمرة الارهابية الضالة المسماة بجماعة الحسني، وشكري موصلا الى فرقة جهاز مكافحة الارهاب والقطعات العسكرية والامنية التي شاركت في وأد هذه الفتنة”.
وأضاف، “خلال الفترة الماضية كانت ترد الاجهزة الامنية والاستخباراتية ان هناك تكديس للاسلحة والاعتدة بدأت تورد الى منطقة حي الامام علي عليه السلام ما يعرف سابقا بسيف سعد اتباع، وتحديدا كانت تذهب الى ما يسمى بجماعة الصرخي، الى جانب قيام تلك الجماعة بنصب عدد من الحواجز المسلحة وغلق عددا من الطرق بشكل غير قانوني، في الوقت الذي قاموا ايضا بمنع الدوريات الامنية من المرور في المنطقة”.
وأضاف، “بادرت الحكومة المحلية في بادئ الامر الى الاتصال بقادة تلك الجماعة والاستفسار عن طبيعة ادخال الاسلحة سيما انها تدعى انها جهة دينية وسياسية.
مبينا، “تم توجيه ايضاحات الى تلك الجماعة بضرورة التقيد بتعليمات الدولة والمرجعية المشددة على وجوب ان يكون الحشد الشعبي او التطوع الخاص بالجهاد تحت اشراف الاجهزة الامنية والعسكرية، ولن يتم السماح لاحد بتشكيل ميلشيات في كربلاء المقدسة.
وأكد الطريحي ان الحكومة المحلية طالبت تلك الجماعة بالتنسيق مع مدير الشرطة السابق قبل استبداله بالحالي، الا ان الصرخي واتباعه ماطلوا طيلة الفترة الماضية للحيلولة دون اجراء أي تنسيق امني.
وتابع، “على الرغم من مماطلتهم ورفضهم التنسيق مع القيادات الامنية حول تكديس الاسلحة وادخال بعض المسلحين المجهولين من المحافظات الاخرى، بادرنا غض النظر والاكتفاء بطلبين وحيدين هما رفع الحواجز الكونكريتية عن الطرقات بالاضافة الى اعادة العقارات التي احتلوها غصبا، كي يتسنى لاصحاب المنازل العودة الى مساكنهم”.
واوضح، “مع الاسف لم نجد أي اذن صاغية من قبل تلك الجماعة المارقة او استجابة للمطالب القانونية والشرعية”.
وقال الطريحي، “عند ذلك قررت الحكومة المحلية بتشكيل جهد مدني من قبل بلدية كربلاء لرفع الحواجز الكونكريتية وفتح الطرقات”. لافتا، “تم تعزيز اليات التنظيف بعدد من المفارز الشرطة تحسبا لأي تعرض”. كاشفا، “شدد على موظفي التنظيف ورجال الامن على ضرورة تجنب الاحتكاك او المواجهة”.
وأضاف، “كان من المقرر ان يتم في اليوم التالي من عمليات التنظيف ورفع الحواجز معالجة مشكلة المنازل التي اغتصبها اتباع الصرخي بشكل قانوني لاعادتها الى العوائل المهجرة”.
وتابع، “ازيل الجاجز الاول وفي الحاجز الثاني حاولت تلك الجماعة منع العمال والشرطة من رفعه، حيث تم التعرض بشكل مسلح على الكوادر الخدمية والامنية مما افضى الى استشهاد احد افراد الجهد المدني وجرح سبعة آخرين، حيث تم التهجم على المؤسسات الحكومية دون أي سابق انذار”.
وبين الطريحي عند ذلك صدر قرار حكومي يقضي بالتصدي الى الاعتداءات المتصاعدة من قبل تلك الجماعات ومواجهتها امنيا وعسكريا”.
وأفاد الطريحي ان الحكومة المحلية وفي محاولة لتنجب المواجهة وافقت على طلب التفاوض المقدم من قبل جماعة الصرخي على الرغم من سقوط الضحايا، حيث اشترطت المحافظة على تلك الجماعة القاء السلاح وفض التحشيد العسكري في المنطقة. مؤكدا، “هذا لم يرق لهم وقرروا الاستمرار في غيهم والاعتداء على الاجهزة الحكومية”.
وأضاف، “بعد تعنت تلك الجماعة هاجمت القوات الامنية المنطقة التي يحتشد فيها المسلحون والقي القبض على قياداتهم ومسلحيهم فيما قتل البعض منهم”.
مبينا، “المعركة الحاسمة استمرت لمدة ساعتين فقط فيما استمرت مدة التمشيط اربعة وعشرون ساعة أخرى نظرا لوجود بعض القناصة والمسلحين الذين ممن تحصنوا في بعض منازل المواطنين متخذين منهم دروعا بشرية”.
معمل لتفخيخ السيارات والعبوات الناسفة
الى ذلك كشف محافظ كربلاء عن عثور القوات الامنية بعد تفتيش المنازل التي كان الصرخي قد استولى عليها على معمل فريد من نوعه لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة.
وقال، “كما تم العثور على مستودعات ضخمة للذخائر والاسلحة، بالاضافة الى عددا من الوثائق والاجهزة الالكترونية اظهرت بياناتها ان تلك الجماعة كانت على اتصال مباشر مع دولتين اجنبيتين”. موضحا، “سيتم اظهار تلك الوثائق واجراء جولة اعلامية على معمل التفخيخ ومستودعات الاسلحة للفرق الاعلامية بعد تأمين تلك المناطق”.
وأضاف، “من جملة ما تم العثور عليه ايضا اسلحة ثقيلة ومتوسطة منها احادية وديمتروف وقاذفات ضد الدروع الى جانب الاف القطع من الاسلحة الخفيفة”.
واختتم الطريحي، “حصيلة المعركة كانت سبعة شهداء وخمسة وثلاثون جريحا من الاجهزة الامنية”.
من جهته قال نصيف الخطابي رئيس مجلس المحافظة ان كربلاء ستكون عصية على أي تنظيم او جماعة او قوة تحاول الاساءة الى المحافظة.
وقال، “هذه المعركة لم تكن وليدة اللحظة بل كانت معركة محتمة نظرا لتمادي ذلك التنظيم في الحاق الاذى بسكان منطقة حي الامام علي عليه السلام واهالي كربلاء بشكل عام”.
فيما اكد قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي على ان القيادة قامت بالتنسيق مع المحافظات الاخرى لتأمين التصدي للمسلحين الذين حاولوا التسلل الى كربلاء المقدسة.
وقال، “واجهنا لدى دخولنا ثكنة عسكرية بكل معنى كلمة وكان هناك اكثر من 350 مسلح من خارج كربلاء كانوا ضمن تلك الثكنة”.