المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي
20 أبريل,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
717 زيارة
3- تجنّب التقليد الأعمى والمواقف الانفعاليَّة[1]:
كلّ حركة اجتماعية إنّما تكون صحيحة وتحقّق مكاسب سليمة وذات أهمية، فيما لو كانت أُسسها مبنيّة على العقل والتأنّي والتشخيص والمصلحة. ولا بدّ من وجود عين هذه المثل في كلّ حركة يراد بها إحقاق حقّ المرأة، أي أن تتّصف بالرؤية العقلانية المبنيّة أُسسها وفقاً لحقائق الوجود. بمعنى دراسة طبيعة وفطرة
المرأة وطبيعة وفطرة الرجل والمسؤوليّات والمشاغل الخاصة بكلّ من المرأة والرجل، وكلّ ما هو مشترك بينهما، بعيداً عن المواقف الانفعالية وأُسلوب تقليد الآخرين، إذ إنّ أيّة حركة منشؤها الموقف الانفعاليّ والقرار المتسرّع والتقليد الأعمى، ستكون بدون شكّ حركة ذات ضرر بليغ.
إذا كان بعض الناس في مجتمعنا وفي بلدنا يتحدّث عن المرأة وحقوق المرأة كردّ فعل على ما تشيعه التقارير أو المجلّات الغربية أو بعض الساسة الغربيّين ويتّهمون فيه إيران الإسلامية بعدم مراعاة حقوق المرأة، فموقفهم هذا مغلوط، ويجب عدم الدخول إلى المعترك بمثل هذه الغاية، حيث إنّه سيقود إلى الانحراف والزلل. ولو أنّنا دخلنا معترك الدفاع عن حقّ المرأة بمثل هذه الغاية (والنية)، وبهدف عدم التخلّف عن الركب الغربيّ في هذا المجال، فسنوقع أنفسنا في الزلل. وإذا فعلنا ذلك بهدف أن لا يحملوا عنّا نظرة سلبية، نكون مخطئين. وإذا فعلنا ذلك معتقدين أنّهم قد سلكوا المسار الصحيح نكون مخطئين أيضاً. لا ينبغي أساساً دخول الساحة بمثل هذه الغايات والنوايا المغلوطة.
من دواعي الأسف أنّني أُلاحظ اليوم بعض المقالات التي تكتب بقصد الدفاع عن المرأة، وبعض الأحاديث التي تتداولها الألسن في حقل إحقاق حقوق النساء، نابعة من مواقف انفعالية مؤدّاها أنّ الغربيين قالوا كذا، أو أنّ الأوربيين كتبوا كذا، أو أنّهم نسبوا إلينا كذا.
ونحن إذا أردنا في مثل هذه الحالة اتّخاذ موقف دفاعيّ أو سلوك سبيل معيّن فستكون هذه الحالة سبباً للزلل والانحراف. ولهذا السبب يجب علينا النظر إلى الحقائق الموجودة في عالم الكون، وجملة هذه الحقائق تتضمّنها التعاليم الإسلامية[2].
4- عدم مجاراة الغربيّين:
يقوم بعض الناس بتبديل وتغيير بعض حقائق وواضحات الأحكام الإسلاميّة كي لا ينزعج الغربيّون! يقول القرآن: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾[3]. لا ينبغي اتّباع الفكر الرائج في عالم الجهل والخرافة، بل يجب الوصول إلى الفكر الإسلاميّ واتّباعه والسير خلفه، حتّى لو انزعج بعض وقالوا ما قالوا[4].
من الخطأ أن نحاول التحدّث عن المرأة بما يتعارض ورأي الإسلام الذي هو مدار عزّتها، من أجل استرضائهم. لماذا يتحدّث بعض الناس عن المرأة أو عن حقوق الإنسان بشكل يوحي وكأنّنا يجب أن نسعى لتقريب أنفسنا إلى آراء الغربيّين ومماشاتهم؟ إنّهم مخطئون، بل اُولئك الذين يجب أن يقرّبوا آراءهم منّا، وهم الذين يفترض بهم أن يصحّحوا آراءهم
المغلوطة والباطلة فيما يخصّ قضية المرأة وحقوق الإنسان، والحرية، والديمقراطية، لتطابق آراء الإسلام[5].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
[3] سورة الأنعام، الآية 116.
[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء مجموعة من النساء النخبة، بمناسبة ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من النساء النخبة في المجتمع، بتاريخ 19/04/2014م.
[5] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة إقامة مؤتمر إحياء ذكرى 36 ألف شهيد من محافظة طهران، في طهران، بحضور أُسر شهداء محافظة طهران والقائمين على المؤتمر، بتاريخ 29/12/1417ه.ق.
2019-04-20