يقول بعض الاخوة ، أليس من اللائق بالعالم المقدس والمؤمن والمجاهد المخلص ان لايقحم نفسه في ميادين السياسة لانها ملغومة بالدجل والخداع والكذب والنهب والمراوغة ، الى غير ذلك من الامور التي تدعو العاقل ان لايقترب من هذه الميادين
في معرض الجواب اولا يقال لهؤلاء الا تريدون مسؤولين يتمتعون بالورع والنزاهة و الشجاعة ثم ان السياسة الاسلامية هدفها ان تقف امام الدجل والخداع والنهب والسلب فاذا كان زمام الامور بيد العلماء والعقلاء والمؤمنين ستقلّ مثل هذه الامور المرفوضة عقلا وشرعا
ثم اذا راجعنا كلمة السياسة في معاجم اللغة لما وجدناها تعني الكذب والدجل وامثال هذه الامور
فقد جاء في المنجد السياسة هي ( استصلاح الخلق بارشادهم الى الطريق المنجي في العاجل والاجل )
وجاء في كتاب الرائد ( السياسة تولي امور الناس وارشادهم الى الطريق الصالح )
فهل يمكن لغير الصالح ان يُصلح الناس وهل يمكن لغير العالم بالطريق المنجي في العاجل والاجل ان يرشد الناس ويهديهم الى هذا الطريق
اذن هذا التعريف اللغوي ينسجم مع ما يريده الاسلام ، ولخطورة منصب ولاية الامر اشترط الاسلام ان يكون الحاكم اما معصوما او نائبا للمعصوم
يقول الامام الخميني : ( ان السياسة هي التي تعمل على هداية الناس وتوجيههم الى ما فيه الصلاح مع الاخذ بنظر الاعتبار جميع ابعاد الانسان ومصالح المجتمع ، وهذه هي نفس مهمة الانبياء وبتبعهم علماء الاسلام ).
ويقول الشهيد المطهري : ( يمكن لنا ان ندرك ان الضربة التي وجهت الى الاسلام كانت منذ اللحظة التي تم فيها فصل الدين عن السياسة )
وجاء في كتاب تحرير الوسيلة للامام الخميني في باب صلاة الجمعة : ( فالاسلام دين السياسة بشؤونها يظهر لمن له أدنى تدبر في احكامه الحكومية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فمن توهم ان الدين منفكٌ عن السياسة فهو جاهل لم يعرف الاسلام ولا السياسة ).